الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول فى طبه صلى الله عليه وسلم لذوى الأمراض والعاهات
اعلم أنه قد ثبت أنه- صلى الله عليه وسلم كان يعود من مرض من أصحابه، حتى لقد عاد غلاما كان يخدمه من أهل الكتاب، وعاد عمه وهو مشرك، وعرض عليهما الإسلام، فأسلم الأول وكان يهوديّا، كما روى البخارى وأبو داود من حديث أنس: أن غلاما من اليهود كان يخدم النبى- صلى الله عليه وسلم فمرض فعاده- صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه، فقال:«أسلم» ، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال:
أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج النبى- صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«الحمد لله الذى أنقذه من النار» «1» .
وكان- صلى الله عليه وسلم يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه، ويسأل عن حاله ويقول:«كيف تجدك؟» «2» .
وفى حديث جابر عند البخارى ومسلم والترمذى وأبى داود، قال:
مرضت فأتانى رسول الله- صلى الله عليه وسلم يعودنى وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجدانى أغمى على، فتوضأ النبى- صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه على فأفقت، فإذا النبى- صلى الله عليه وسلم، وعند أبى داود: فنضح فى وجهى فأفقت. وفيه: أنه- صلى الله عليه وسلم قال:
(1) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (1356) فى الجنائز، باب: إذا أسلم الصبى، وأبو داود (3095) فى الجنائز، باب: فى عيادة الذمى، وأحمد فى المسند (3/ 175، 257، 260 و 280) .
(2)
حسن: أخرجه الترمذى (983) فى الجنائز، باب: رقم (10) ، وابن ماجه (4261) فى الزهد، باب: ذكر الموت والاستعداد له، وأبو يعلى فى «مسنده» (6/ 57) من حديث أنس- رضى الله عنه-، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى صحيح سنن ابن ماجه، وهو فى صحيح البخارى (3926) فى فضائل الصحابة، من قول عائشة- رضى الله عنها-.
(3)
صحيح: أخرجه أبو داود (2887) فى الفرائض، باب: من كان ليس له ولد وله أخوات، وأحمد فى «المسند» (3/ 372) ، وهو فى الصحيحين بدون هذه الزيادة، والرواية صححها الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
وفى حديث أبى موسى عند البخارى مرفوعا: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العانى» «1» . وعنده من رواية البراء: أمرنا- صلى الله عليه وسلم بسبع، وذكر منها عيادة المريض «2» وعند مسلم: خمس تجب للمسلم على المسلم، فذكرها منها «3» . قال ابن بطال: يحتمل أن يكون الأمر على الوجوب، يعنى الكفاية، كإطعام الجائع وفك الأسير، ويحتمل أن يكون للندب على التواصل والألفة. وعند الطبرى: يتأكد فى حق من ترجى بركته، ويسن فيمن يراعى حاله، ويباح فيما عدا ذلك. وهو فرض كفاية عند أبى حنيفة، كما قاله أبو الليث السمرقندى «4» فى «مقدمته» .
واستدل بعموم قوله: «عودوا المريض» على مشروعية العيادة فى كل مرض، واستثنى بعضهم: الأرمد، وردّ: بأنه قد جاء فى عيادة الأرمد بخصوصها حديث زيد بن الأرقم، قال: عادنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعينى «5» ، رواه أبو داود وصححه الحاكم. وأما ما أخرجه البيهقى والطبرانى مرفوعا:«ثلاثة ليس لهم عيادة، الرمد والدمل والضرس» «6» ،
(1) صحيح: أخرجه البخارى (3046) فى الجهاد والسير، باب: فكاك الأسير، وأبو داود (3105) فى الجنائز، باب: الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة، وأحمد فى «المسند» (4/ 394 و 406) ، وابن حبان فى «صحيحه» (3324) .
(2)
صحيح: والحديث أخرجه البخارى (1239) فى الجنائز، باب: الأمر باتباع الجنائز، ومسلم (2066) فى اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء.
(3)
صحيح: والحديث أخرجه البخارى (1240) فى الجنائز، باب: الأمر باتباع الجنائز، ومسلم (2162) فى السلام، باب: حق المسلم للمسلم والسلام، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(4)
هو: الإمام الفقيه المحدث الزاهد، أبو الليث، نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندى الحنفى، صاحب كتاب «تنبيه الغافلين» وغير ذلك، توفى سنة 375 هـ.
(5)
حسن: أخرجه أبو داود (3102) فى الجنائز، باب: فى العيادة فى الرمد، والحاكم فى «المستدرك» (1/ 492) ، والبيهقى فى «السنن الكبرى» (3/ 381) ، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
(6)
ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (2/ 300) عن أبى هريرة وقال: رواه الطبرانى فى «الأوسط» وفيه سلمة بن على الحبشى، وهو ضعيف.
فصحح البيهقى أنه موقوف على يحيى بن أبى كثير، ويؤخذ من إطلاقه عدم التقييد بزمان يمضى من ابتداء مرضه. وهو قول الجمهور، وجزم الغزالى فى «الإحياء» : بأنه لا يعاد إلا بعد ليال ثلاث، واستند إلى حديث أخرجه ابن ماجه عن أنس: كان- صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضا إلا بعد ثلاثة «1» وهذا حديث ضعيف تفرد به مسلمة بن على، وهو متروك، وقال أبو حاتم هو حديث باطل.
ولا نطيل بإيراد ما ورد فى فضل العيادة، ويكفى حديث أبى هريرة، مما حسنه الترمذى مرفوعا:«من عاد مريضا ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا» «2» وهذا لفظ ابن ماجه. وفى سنن أبى داود عن أنس مرفوعا: «من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا، بوعد من جهنم مسيرة سبعين خريفا» «3» . وفى حديث أبى سعيد عند ابن حبان فى صحيحه مرفوعا: «خمس من عملهن فى يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما، وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة» «4» . وعند أحمد، عن كعب مرفوعا: من عاد مريضا، خاض فى
(1) موضوع: أخرجه ابن ماجه (1437) فى الجنائز، باب: ما جاء فى عيادة المريض، وقال البوصيرى فى «الزوائد» : فى إسناده سلمة بن على، قال فيه البخارى وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، ومن منكراته (كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاثة أيام) قال فيه أبو حاتم: هذا منكر باطل وقال ابن عدى: أحاديثه غير محفوظة، واتفقوا على تضعيفه. اهـ. وقال عنه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (4499) : موضوع.
(2)
حسن: أخرجه الترمذى (2008) فى البر والصلة، باب: ما جاء فى زيارة الإخوان، وابن ماجه (1443) فى الجنائز، باب: ما جاء فى ثواب من عاد مريضا، وأحمد فى «المسند» (2/ 326 و 344 و 354) ، وابن حبان فى «صحيحه» (2961) ، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(3)
ضعيف: أخرجه أبو داود (3097) فى الجنائز، باب: فى فضل العيادة على وضوء، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن أبى داود» .
(4)
إسناده قوى: أخرجه ابن حبان فى «صحيحه» (2771)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوى.
الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها «1» . زاد الطبرانى: وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج.
ولم يكن- صلى الله عليه وسلم يخص يوما من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتا من الأوقات، فترك العيادة يوم السبت المخالفة للسنة، ابتدعه يهودى طبيب لملك قد مرض وألزمه بملازمته، فأراد يوم الجمعة أن يمضى لسبته فمنعه، فخاف على استحلال سبته، ومن سفك دمه، فقال: إن المريض لا يدخل عليه يوم السبت، فتركه الملك، ثم أشيع ذلك، وصار كثير من الناس يعتمده، ومن الغريب ما نقله ابن الصلاح عن الفراوى: أن العيادة تستحب فى الشتاء ليلا.
وفى الصيف نهارا، ولعل الحكمة فى ذلك أن المريض يتضرر بطول الليل فى الشتاء، وبطول النهار فى الصيف، فتحصل له بالعيادة استراحة.
وينبغى اجتناب التطبب بأعداء الدين، من يهودى أو نحوه، فإنه مقطوع بغشه سيما إن كان المريض كبيرا فى دينه أو علمه، خصوصا إن كان هذا العدو يهوديّا، لأن قاعدة دينهم: أن من نصح منهم مسلما فقد خرج عن دينه، وأن من استحل السبت فهو مهدر الدم عندهم، حلال لهم سفك دمه، ولا ريب أن من خاطر بنفسه يخشى عليه أن يدخل فى عموم النهى فيمن قتل نفسه بشئ. وقد كثر الضرر فى هذا الزمن بأهل الذمة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، والله تعالى يرحم القائل:
لعن النصارى واليهود فإنهم
…
بلغوا بمكرهم بنا الآمالا
خرجوا أطباء وحسابا لكى
…
يتقسموا الأرواح والأموالا»
ومما كان يفعله- صلى الله عليه وسلم ويأمر به تطييب نفوس المرضى وتقوية قلوبهم،
(1) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (3/ 460) ، وهو عنده أيضا (3/ 304)، وابن حبان فى «صحيحه» (2956) من حديث جابر- رضى الله عنه- بنحوه وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(2)
قلت: رحم الله المسلمين الآن، فأين هم من هذه النصائح، وللأسف نجد من بيننا الآن من يدافع عنهم وعن عقائدهم الباطلة ويقربهم إلينا، ويقولون: إن العلم ليس له دين ولا وطن، وقد كذبوا فى قولهم، ولو فاقوا إلى أنفسهم لعرفوا الحق الذى لا مرية فيه.
ففى حديث أبى سعيد الخدرى، قال- صلى الله عليه وسلم:«إذا دخلتم على المريض فنفسوا له فى أجله، فإن ذلك يطبب نفسه» «1» ، مثل أن يقول له: لا بأس عليك، طهور إن شاء الله، ووجهك الآن أحسن، وما أشبه ذلك. وقد يكون من هذا أن يذكر له الأجور الداخلة عليه فى مرضه، وأن المرض كفارة، فربما أصلح ذلك قلبه، وأمن من خوف ذلك ونحوه. وقال بعضهم: فى هذا الحديث نوع شريف جدّا من أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذى تقوى به الطبيعة، وتنتعش به القوة، وينبعث به الحار الغريزى، ويساعد على دفع العلة أو تخفيفها الذى هو غاية تأثير الطبيب.
وفى تفريج نفس المريض، وتطييب قلبه، وإدخال السرور عليه تأثير عجيب فى شفاء علته وخفتها، فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك، فتساعد الطبيعة على دفع المؤذى. وقد شاهد الناس كثيرا من المرضى تنتعش قواهم بعيادة من يحبونه ويعظمونه، ورؤيتهم له، ولطفهم بهم، ومكالمتهم إياهم.
قال فى الهدى «2» : وكان- صلى الله عليه وسلم يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجد، وعما يشتهيه، فإن اشتهى شيئا وعلم أنه لا يضره أمر له به، ويضع يده على جبهته، وربما وضعها بين ثدييه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه فى علته، وربما توضأ وصب على المريض من وضوئه، كما فى حديث جابر المتقدم، وربما كان يقول للمريض: لا بأس عليك، طهور إن شاء الله «3» ، وربما كان يقول: كفارة وطهور «4» . وقالت عائشة: كان- صلى الله عليه وسلم إذا عاد
(1) إسناده ضعيف: أخرجه الترمذى (2087) فى الطب، باب: رقم (34) ، وابن ماجه (1438) فى الجنائز، باب: ما جاء فى عيادة المريض، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (488) .
(2)
يقصد كتاب (زاد المعاد فى هدى خير العباد) للعلامة ابن القيم، فانظره بتحقيقنا، فهو كتاب قيم فى بابه، جامع لأبوابه.
(3)
صحيح: وقد ورد ذلك فى حديث صحيح أخرجه البخارى (5656) فى المرضى، باب: عيادة الأعراب، من حديث ابن عباس- رضى الله عنها-.
(4)
شاذ: وقد ورد ذلك فى حديث رواه أحمد بسند رجاله ثقات من حديث أنس- رضى الله عنه-، قال الهيثمى فى «المجمع» (2/ 299) اهـ. قلت: وسياقه هو سياق البخارى السابق إلا فى مقولة رسول الله- صلى الله عليه وسلم التى بها أعللت رواية أنس عند أحمد- رحمه الله.
مريضا يضع يده على المكان الذى يألم ثم يقول: بسم الله «1» . رواه أبو يعلى بسند صحيح. وأخرج الترمذى من حديث أبى أمامة- بسند لين- رفعه: تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته فيسأله كيف هو «2» ، وعند ابن السنى بلفظ: كيف أصبحت أو كيف أمسيت؟
وإذا علمت هذا، فاعلم أن المرض نوعان: مرض القلوب ومرض الأبدان.
فأما طب القلوب ومعالجتها فخاص بما جاء به الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى، لا سبيل إلى حصوله إلا من جهته، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها وفاطرها وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لرضاه ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقى ذلك إلا من جهة سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم.
وأما طب الأجساد، فمنه ما جاء فى المنقول عنه- صلى الله عليه وسلم، ومنه ما جاء عن غيره، لأنه- صلى الله عليه وسلم إنما بعث هاديا وداعيا إلى الله وإلى جنته، ومعرفا بالله، ومبينا للأمة مواقع رضاه وآمرا لهم بها، ومواقع سخطه وناهيا لهم عنها، ومخبرهم أخبار الأنبياء والرسل وأحوالهم مع أممهم، وأخبار تخليق العالم، وأمر المبدأ والمعاد، وكيف شقاوة النفوس وسعادتها وأسباب ذلك.
وأما طب الأجساد فجاء من تكميل شريعته، ومقصودا لغيره، بحيث إنما يستعمل للحاجة إليه، فإذا قدر الاستغناء عنه كان صرف الهمم إلى علاج القلوب وحفظ صحتها، ودفع أسقامها وحميتها مما يفسدها هو المقصود بإصلاح الجسد، وإصلاح الجسد بدون إصلاح القلب لا ينفع، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جدّا، وهى مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة.
(1) رجاله موثقون: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (2/ 299) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله موثقون.
(2)
ضعيف: أخرجه الترمذى (2731) فى الاستئذان والآداب، باب: ما جاء فى المصافحة، وأحمد فى «المسند» (5/ 259)، والطبرانى فى «الكبير» (8/ 211) وقال الترمذى: هذا إسناد ليس بالقوى، وهو كما قال.
وإذا علمت هذا، فاعلم أن ضرر الذنوب فى القلوب كضرر السموم فى الأبدان، على اختلاف درجاتها فى الضرر. وهل فى الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصى، فللمعاصى من الآثار القبيحة المذمومة والمضرة بالقلب والبدن والدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.
فمنها: حرمان العلم، فإن العلم نور يقذفه الله فى القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور، وللإمام الشافعى- رضى الله عنه-:
شكوت إلى وكيع سوء حفظى
…
فأرشدنى إلى ترك المعاصى
وقال اعلم بأن العلم نور
…
ونور الله لا يؤتاه عاصى
ومنها: حرمان الرزق، ففى المسند: وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه «1» .
ومنها: وحشة يجدها العاصى فى قلبه، بينه وبين الله، لا يوازيها ولا يقاربها لذة.
ومنها: تعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه، أو متعسرا عليه.
ومنها: ظلمة يجدها فى قلبه حقيقة يحس بها، كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع فى البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر، ثم تقوى هذه الظلمة حتى تعلو الوجه وتصير سوادا فيه، يراها كل أحد.
ومنها: أنها توهن القلب والبدن.
ومنها: حرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق البركة، ولا يمتنع زيادة العمر بأسباب، كما ينقص بأسباب، وقيل: بتأثير المعاصى فى محق العمر إنما
(1) حسن: أخرجه أحمد فى «المسند» (5/ 277 و 280 و 282) ، وابن حبان فى «صحيحه» (872) من حديث ثوبان- رضى الله عنه-، وقال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن. اهـ. وانظر «ضعيف الجامع» (1452) .
هو بأن حقيقة الحياة هى حياة القلب، فليس عمر المرء إلا أوقات حياته بالله، فتلك ساعات عمره، فالبر والتقوى والطاعات تزيد فى هذه الأوقات التى هى حقيقة عمره، ولا عمر له سواها. وبالجملة: فالعبد إذا أعرض عن الله، واشتغل بالمعاصى ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة.
ومنها: أن المعصية تورث الذل.
ومنها: أنها تفسد العقل، فإن للعقل نورا، والمعصية تطفئ نور العقل.
ومنها: أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ «1» وقد أحسن القائل:
إذا كنت فى نعمة فارعها
…
فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد
…
فرب العباد سريع النقم
ومن عقوباتها أنها تستجلب مواد هلاك العبد فى دنياه وآخرته، فإن الذنوب هى أمراض متى استحكمت قتلت ولابد، وكما أن البدن لا يكون صحيحا إلا بغذاء يحفظ قوته، واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة الأخلاط الرديئة التى متى غلبت عليه أفسدته، وحمية يمتنع بها من تناول من يؤذيه ويخشى ضرره فكذلك القلب، لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان والأعمال الصالحة يحفظ قوته، واستفراغ بالتوبة النصوح يستفرغ المواد الفاسدة والأخلاط الرديئة التى متى غلبت عليه أفسدته، وحمية توجب له حفظ الصحة، وتجنب ما يضادها، وهى عبارة عن ترك استعمال ما يضاد الصحة، والتقوى اسم متناول لهذه الأمور الثلاثة، فما فات منها فات من التقوى بقدره.
وإذا تبين هذا فالذنوب مضادة لهذه الأمور الثلاثة، فإنها تستجلب المواد المؤذية، وتوجب التخليط المضاد للحمية، وتمنع الاستفراغ بالتوبة النصوح.
(1) سورة الشورى: 30.
فانظر إلى بدن عليل قد تراكمت عليه الأخلاط ومواد المرض، وهو لا يستفرغها ولا يحتمى لها، كيف تكون صحته وبقاؤه، وقد أحسن القائل:
جسمك بالحمية حصنته
…
مخافة من ألم طارى
وكان أولى بك أن تحتمى
…
من المعاصى خشية النار
فمن حفظ القوة بامتثال الأوامر، واستعمل الحمية باجتناب النواهى، واستفرغ التخليط بالتوبة النصوح، لم يدع للخير مطلبا، ولا للشر مهربا، وفى حديث أنس:«ألا أدلكم على دائكم ودوائكم، ألا إن داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار» «1» . فقد ظهر لك أن طب القلوب ومعالجتها لا سبيل إلى معرفته إلا من جهة الرسول- صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحى.
وأما طب الأجساد فغالبه يرجع إلى التجربة. ثم هو نوعان:
نوع لا يحتاج إلى فكر ونظر، بل فطر الله على معرفته الحيوانات، مثل ما يدفع الجوع والعطش والبرد والتعب، وهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب.
ونوع يحتاج إلى الفكر والنظر، كدفع ما يحدث فى البدن مما يخرجه عن الاعتدال، وهو إما حرارة أو برودة، وكل منهما: إما إلى رطوبة أو يبوسة، أو إلى ما يتركب منهما، وغالب ما يقاوم الواحد منها بضده، والدفع قد يقع من خارج البدن، وقد يقع داخله وهو من أعسرهما، والطريق إلى معرفته بتحقيق السبب والعلامة. فالطبيب الحاذق هو الذى يسعى فى تفريق ما يضر بالبدن جمعه، أو عكسه، وفى تنقيص ما يضر بالبدن زيادته أو عكسه، ومدار ذلك على ثلاثة أشياء: حفظ الصحة. والاحتماء عن المؤذى واستفراغ المادة الفاسدة. وقد أشير إلى الثلاثة فى القرآن:
فالأول: فى قوله تعالى: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
(1) ضعيف: أخرجه الديلمى فى مسند الفردوس عن أنس، كما فى «كنز العمال» (2092) .
أَيَّامٍ أُخَرَ «1» وذلك أن السفر مظنة النصب، وهو من مغيرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر، وكذلك القول فى المرض.
والثانى: وهو الحمية، من قوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ «2» فإنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد «3» ، وقال تعالى فى آية الوضوء: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً
«4» فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهو تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج.
والثالث: من قوله تعالى: أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ «5» فإنه أشير بذلك إلى جواز حلق الرأس الذى منع منه المحرم، لاستفراغ الأذى الحاصل من البخار المحتقن فى الرأس تحت الشعر، لأنه إذا حلق رأسه تفتحت المسام فخرجت تلك الأبخرة منها. فهذا الاستفراغ يقاس عليه كل استفراغ يؤذى انحباسه. فقد أرشد تعالى عباده إلى أصول الطب الثلاثة ومجامع قواعده.
وفى الصحيحين من حديث عطاء عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء» «6» . وأخرجه النسائى وابن حبان وصححه الحاكم عن ابن مسعود بلفظ «إن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء
(1) سورة البقرة: 184.
(2)
سورة النساء: 29.
(3)
كما ورد فى قصة عمرو بن العاص حينما أصبح جنبا وهو فى إحدى الغزوات فخشى من الغسل بالماء البارد فتيمم وصلى بأصحابه، والقصة أخرجها أبو داود (334 و 335) فى الطهارة، باب: إذا خاف الجنب البرد أيتيمم، وابن حبان فى «صحيحه» (1315) ، وانظر «الإرواء» (154) .
(4)
سورة النساء: 43.
(5)
سورة البقرة: 196.
(6)
صحيح: أخرجه البخارى (5678) فى الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، وابن ماجه (3439) فى الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، والحديث ليس فى مسلم كما قال المصنف- رحمه الله.
فتداووا» «1» وعند أحمد من حديث أنس: «إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا» «2» .
وعند البخارى فى «الأدب المفرد» ، وأحمد وأصحاب السنن، وصححه الترمذى وابن خزيمة والحاكم عن أسامة بن شريك، رفعه:«تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا وهو الهرم» «3» وفى لفظ «إلا السام» - وهو بمهملة مخففة- الموت، يعنى إلا داء الموت، أى المرض الذى قدر على صاحبه الموت فيه واستثنى الهرم فى الرواية الأولى إما لأنه جعله شبيها بالموت، والجامع بينهما نقص الصحة، أو تقربه من الموت وإفضائه إليه، ويحتمل أن يكون استثناء منقطعا، والتقدير: لكن الهرم لا دواء له.
ولأبى داود، عن أبى الدرداء، رفعه:«إن الله جعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام» «4» . وفى البخارى: إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم «5» ، فلا يجوز التداوى بالحرام.
وروى مسلم عن جابر، مرفوعا: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء
(1) صحيح: أخرجه النسائى فى «الكبرى» (6863- 6865) ، وابن ماجه (3438) فى الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، وأحمد فى «المسند» (1/ 377 و 413 و 443 و 446 و 453) ، وابن حبان فى «صحيحه» (6062 و 6075) ، والحاكم فى «المستدرك» (4/ 218)، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو كما قال.
(2)
صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (3/ 156) بسند صحيح.
(3)
صحيح: أخرجه أبو داود (3855) فى الطب، باب: فى الحمية، والترمذى (2038) فى الطب، باب: ما جاء فى الدواء والحث عليه، وابن ماجه (3436) فى الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، وأحمد فى «المسند» (4/ 278) ، وابن حبان فى «صحيحه» (6064) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(4)
ضعيف: أخرجه أبو داود (3874) فى الطب، باب: فى الأدوية المكروهة، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن أبى داود» .
(5)
ضعيف: أخرجه البخارى (10/ 81) تعليقا فى الأشربة، باب: شراب الحلوى والعسل، عن ابن مسعود من قوله، ونسبه صاحب «الجامع الصغير» للطبرانى فى الكبير عن أم سلمة- رضى الله عنها-، وقال الألبانى فى «ضعيف الجامع» (1637) : ضعيف.
برئ بإذن الله تعالى» «1» . فالشفاء متوقف على إصابة الدواء بالداء بإذن الله تعالى. وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد فى الكيفية أو الكمية فلا ينجح، بل ربما أحدث داء آخر. وفى رواية على عند الحميدى فى كتابه المسمى بطب أهل البيت: ما من داء إلا وله دواء، فإذا كان كذلك بعث الله عز وجل ملكا ومعه ستر فجعله بين الداء والدواء، فكلما شرب المريض من الدواء لم يقع على الداء، فإذا أراد برأه أمر الملك فرفع الستر، ثم يشرب المريض الدواء فينفعه الله تعالى به.
وفى حديث ابن مسعود رفعه: «إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله» «2» رواه أبو نعيم وغيره. وفيه إشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد. وأما قوله «لكل داء دواء» فيجوز أن يكون على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة، والأدواء التى لا يمكن طبيب معرفتها، ويكون الله قد جعل لها أدوية تبرئها، ولكن طوى علمها عن البشر، ولم يجعل لهم إليها سبيلا، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله.
ولهذا علق- صلى الله عليه وسلم الشفاء على مصادفة الدواء للداء، وقد يقع لبعض المرضى أنه يتداوى من دائه بدوائه فيبرأ، ثم يعتريه بعد ذلك الداء، والدواء بعينه فلا ينجح، والسبب فى ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء، فرب مرضين تشابها، ويكون أحدهما مركبا، لا ينجح فيه ما ينجح فى الذى ليس مركبا، فيقع الخطأ من هناك، وقد يكون متحدا لكن يريد الله أن لا ينجح، وهنا تخضع رقاب الأطباء.
وفى مجموع ما ذكرناه من الأحاديث الإشارة إلى إثبات الأسباب، وأن ذلك لا ينافى التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات، والدعاء بطلب الشفاء ودفع المضار وغير ذلك. وقد سئل الحارث المحاسبى فى كتاب «القصد» من تأليفه: هل يتداوى المتوكل؟
(1) صحيح: أخرجه مسلم (2204) فى السلام، باب: لكل داء دواء، واستحباب التداوى.
(2)
صحيح: حديث ابن مسعود قد تقدم، إلا أن صاحب الجامع الصغير عزاه للحاكم من حديث أبى سعيد، وقال الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (1809) : صحيح.
قال: نعم، قيل له من أين ذلك؟ قال: من وجود ذلك عن سيد المتوكلين، الذى لم يلحقه لا حق، ولا يسبقه فى التوكل سابق، محمد خير البرية- صلى الله عليه وسلم. قيل له: ما تقول فى خبر النبى- صلى الله عليه وسلم: «من استرقى أو اكتوى برئ من التوكل» «1» ؟ قال: برئ من توكل المتوكلين الذين ذكرهم فى حديث آخر فقال: «يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفا بغير حساب» «2» ، وأما سواهم من المتوكلين فمباح لهم الدواء والاسترقاء. فجعل المحاسبى التوكل بعضه أفضل من بعض.
وقال فى «التمهيد» : إنما أراد بقوله: «برئ من التوكل» إذا استرقى الرقى المكروهة فى الشريعة، أو اكتوى وهو يعلق رغبته فى الشفاء بوجود الكى، وكذلك قوله «لا يسترقون» الرقى المخالفة للشريعة، «لا يكتوون» وقلوبهم معلقة بنفع الكى ومعرضة عن فعل الله تعالى وأن الشفاء من عنده.
وأما إذا فعل ذلك على ما جاء فى الشريعة، وكان ناظرا إلي رب الدواء، وتوقع الشفاء من الله تعالى، وقصد بذلك استعمال بدنه إذا صح لله تعالى، وإتعاب نفسه وكدها فى خدمة ربه، فتوكله باق على حاله لا ينقص منه الدواء شيئا، استدلالا بفعل سيد المتوكلين إذ عمل بذلك فى نفسه وفى غيره انتهى.
فقد تبين أن التداوى لا ينافى التوكل، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التى نصبها الله تعالى مقتضيات لمسبباتها قدرا وشرعا، وأن تعطيلها يقدح فى نفس التوكل، كما يقدح فى الأمر والحكمة.
(1) أخرجه الترمذى (2055) فى الطب، باب: ما جاء فى كراهية الرقية، وابن ماجه (3489) فى الطب، باب: الكى، وأحمد فى «المسند» (4/ 249 و 253) ، وابن حبان فى «صحيحه» (6087) ، من حديث المغيرة بن شعبة- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (6081) .
(2)
صحيح: أخرجه البخارى (5705) فى الطب، باب: من اكتوي أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، ومسلم (220) فى الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.
وحكى ابن القيم: أنه ورد فى خبر إسرائيلى، أن الخليل- عليه الصلاة والسلام قال: يا رب ممن الداء؟ قال: منى، قال: فممن الدواء؟ قال: منى.
قال: فما بال الطبيب؟ قال: رجل أرسل الدواء على يديه. قال: وفى قوله- صلى الله عليه وسلم: «لكل داء دواء» تقوية لنفس المريض والطبيب، وحث على طلب ذلك الدواء، والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله تعلق قلبه بروح الرجاء، وبرد من حرارة اليأس، وانفتح له باب الرجاء، وقويت نفسه وانبعثت حرارته الغريزية، وكان ذلك سببا لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قويت هذه الأرواح قويت القوى التى هى حاملة لها، فقهرت المرض ودفعته. انتهى.
فإن قلت: ما المراد بالإنزال فى قوله فى الأحاديث السابقة «إلا أنزل له دواء» وفى الرواية الآخرى «شفاء» فالجواب: أنه يحتمل أن يكون عبر بالإنزال عن التقدير، ويحتمل أن يكون المراد إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبى- صلى الله عليه وسلم.
وأين يقع طب حذاق الأطباء، الذى غايته أن يكون مأخوذا من قياس أو مقدمات وحدس وتجربة، من الوحى الذى يوحيه الله تعالى إلى رسوله- صلى الله عليه وسلم بما ينفعه ويضره، فنسبة ما عند حذاق الأطباء من الطب إلى هذا الوحى كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاء به- صلى الله عليه وسلم. بل هاهنا من الأدوية التى تشفى من الأمراض ما لم تهتد إليها عقول أكابر الأطباء، ولم تصل إليها علومهم وتجربتهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية، وقوة القلب، واعتماده على الله تعالى والتوكل عليه والانكسار بين يديه، والصدقة والصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق والتفريج عن المكروب.
فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها، فوجدوا لها من التأثير فى الشفاء ما لم يصل إليه علم أعلم الأطباء، وقد جربت ذلك- والله- مرات، فوجدته يفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية.