الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمعة بشرط أن يقرأ غير ذلك أحيانا لئلا يظن الجاهل أنه لا يجزئ غيره.
قال الحافظ ابن حجر: ولم أر فى شئ من الطرق التصريح بأنه- صلى الله عليه وسلم سجد لما قرأ سورة الم (1) تَنْزِيلُ «1» فى هذا المحل، إلا فى كتاب «الشريعة» لابن أبى داود من طريق أخرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: غدوت على النبى- صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فى صلاة الفجر، فقرأ سورة فيها سجدة فسجد، الحديث، وفى إسناده من ينظر فى حاله. انتهى. وعن على عند الطبرانى فى الأوسط: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم سجد فى الصبح يوم الجمعة فى الم (1) تَنْزِيلُ «2» ، وهذه الزيادة حسنة تدفع احتمال أن يكون قرأ السورة ولم يسجد.
الفرع الخامس: فى ذكر قراءته- صلى الله عليه وسلم فى صلاتى الظهر والعصر
عن أبى قتادة قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقرأ فى الظهر فى الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفى الركعتين الآخريين بأم الكتاب، ويسمعنا الآية أحيانا، ويطول فى الركعة الأولى ما لا يطول فى الركعة الثانية، وهكذا فى العصر، وهكذا فى الصبح «3» . رواه البخارى ومسلم.
قال الشيخ تقى الدين السبكى: كأن السبب فى تطويله الأولى على الثانية أن النشاط فى الأولى يكون أكثر، فناسب التخفيف فى الثانية حذرا من الملل. انتهى. وروى عبد الرزاق عن معمر عن يحيى فى آخر هذا الحديث:
فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى. وعن أبى سعيد الخدرى قال: كنا نحزر أى نقدر- قيام رسول الله- صلى الله عليه وسلم فى الظهر والعصر، فحزرنا قيامه فى الركعتين الأوليين من الظهر قدر الم (1) تَنْزِيلُ «4» ، وفى
(1) سورة السجدة: 1، 2.
(2)
سورة السجدة: 1، 2.
(3)
صحيح: أخرجه البخارى (759) فى الأذان، باب: القراءة فى الظهر، ومسلم (451) فى الصلاة، باب: القراءة فى الظهر والعصر.
(4)
سورة السجدة: 1، 2.
رواية: فى كل ركعة قدر ثلاثين آية، وحزرنا قيامه فى الآخريين قدر النصف من ذلك، وحزرناه فى الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه فى الآخريين من الظهر، وفى الآخريين من العصر على النصف من ذلك «1» .
رواه مسلم.
وعن جابر بن سمرة: كان- صلى الله عليه وسلم يقرأ فى الظهر بالليل إذا يغشى، وفى رواية ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى «2» وفى العصر نحو ذلك «3» . الحديث رواه مسلم. وعنه: كان- صلى الله عليه وسلم يقرأ فى الظهر والعصر بالسماء ذات البروج، والسماء والطارق «4» ، رواه أبو داود والترمذى. وعن البراء: كنا نصلى خلفه- صلى الله عليه وسلم الظهر فنسمع منه الآية بعد الآيات من لقمان والذاريات «5» . رواه النسائى.
قال ابن دقيق العيد: فيه جواز الاكتفاء بظاهر الحال فى الأخبار دون التوقف على اليقين، لأن الطريق إلى العلم بقراءة السورة فى السرية لا يكون إلا بسماع كلها، وإنما يفيد يقين ذلك لو كان فى الجهرية. وكأنه مأخوذ من سماع بعضها مع قيام القرينة على باقيها. ويحتمل أن يكون الرسول- صلى الله عليه وسلم كان يخبرهم عقب الصلاة دائما أو غالبا بقراءة السورتين، وهو بعيد جدّا.
انتهى.
وعن أنس: قرأ- صلى الله عليه وسلم فى الظهر ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى «6»
(1) صحيح: أخرجه مسلم (452) فى الصلاة، باب: القراءة فى الظهر والعصر.
(2)
سورة الأعلى: 1.
(3)
صحيح: أخرجه مسلم (459) فى الصلاة، باب: القراءة فى الصبح.
(4)
صحيح: أخرجه أبو داود (805) فى الصلاة، باب: قدر القراءة فى صلاة الظهر والعصر، والترمذى (307) فى الصلاة، باب: ما جاء فى القراءة فى الظهر والعصر، وقال الترمذى: حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(5)
ضعيف: أخرجه النسائى (2/ 163) فى الافتتاح، باب: القراءة فى الظهر، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن النسائى» .
(6)
سورة الأعلى: 1.