الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس والوجه والأذنين والعينين والأسنان والأنف.
وقد ورد فى حديث ضعيف جدّا، أخرجه ابن عدى من طريق عمر بن رباح عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس رفعه: الحجامة فى الرأس تنفع فى سبع، من الجنون والجذام والبرص والنعاس والصداع ووجع الضرس والعين «1» . وعمر متروك، رماه الفلاس وغيره بالكذب.
وروى ابن ماجة فى سننه أن النبى- صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء، ويقول: إنه نافع بإذن الله من الصداع «2» . وفى صحته نظر. وهو علاج خاص بما إذا كان الصداع من حرارة ملتهبة، ولم يكن من مادة يجب استفراغها، وإذا كان كذلك نفع فيه الحناء نفعا ظاهرا. قالوا: وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع، وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم جميع الأعضاء.
وفى تاريخ البخارى وسنن أبى داود: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعا فى رأسه إلا قال له «احتجم» ، ولا شكا وجعا فى رجليه إلا قال له:«اختضب بالحناء» «3» . وفى الترمذى عن على بن عبد الله عن جدته- وكانت تخدم النبى- صلى الله عليه وسلم قالت: ما كان يكون برسول الله- صلى الله عليه وسلم قرحة ولا نكتة إلا أمرنى أن أضع عليها الحناء «4» .
ذكر طبه ص للرمد:
وهو ورم حار يعرض فى الطبقة الملتحمة من العين، وهو بياضها،
(1) ضعيف جدّا: أخرجه ابن عدى فى «الكامل» (5/ 51) فى ترجمة عمر بن رباح، وضعفه.
(2)
ضعيف: وهو عند البزار، وليس ابن ماجه كما ذكر المصنف، وفيه الأحوص بن حكيم، وقد وثق وفيه ضعف كثير، وأبو عون، ولم أعرفه، قاله الهيثمى فى «المجمع» (5/ 95) .
(3)
ضعيف: أخرجه أبو داود (3808) فى الطب، باب: فى الحجامة، وأحمد فى «المسند» (6/ 462) ، من حديث سلمى مولاة النبى- صلى الله عليه وسلم، وفى إسناده ضعف.
(4)
ضعيف: أخرجه الترمذى (2054) فى الطب، باب: ما جاء فى التداوى بالحناء، وابن ماجه (3502) فى الطب، باب: الحناء، من حديث سلمى مولاة النبى- صلى الله عليه وسلم، وسنده ضعيف.
وسببه: انصباب أحد الأخلاط أو أبخرة تصعد من المعدة إلى الدماغ، فإن اندفع إلى الخياشيم «1» أحدث الزكام، أو إلى العين أحدث الرمد، أو إلى اللهاة «2» والمنخرين أحدث الخنان- بالخاء المعجمة والنون-، أو إلى الصدر أحدث النزلة، أو إلى القلب أحدث الشوصة «3» ، وإن لم ينحدر وطلب نفاذا فلم يجد أحدث الصداع، كما تقدم. وروى أنه- صلى الله عليه وسلم كان يعالج الرمد بالسكون والدعة وترك الحركة.
وفى سنن ابن ماجه عن صهيب قال: قدمت على النبى- صلى الله عليه وسلم وبين يديه خبز وتمر فقال: «ادن وكل» ، فأخذت تمرا فأكلت، فقال:«تأكل تمرا وبك رمد؟» فقلت: يا رسول الله، أمضغ من الناحية الآخرى، فتبسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم «4» . وقد روى أنه حمى عليّا من الرطب لما أصابه الرمد.
وفى البخارى من حديث سعيد بن زيد قال: سمعت النبى- صلى الله عليه وسلم يقول: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين» «5» . والكمأة: نبات لا ورق لها ولا ساق، يوجد فى الأرض من غير أن يزرع. وروى الطبرانى من طريق المنكدر عن جابر قال: كثرت الكمأة على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم، فامتنع قوم من أكلها وقالوا: هو جدرى الأرض، فبلغه ذلك فقال:«إن الكمأة ليست جدرى الأرض، ألا إن الكمأة من المن» «6» . واختلف فى قوله: «من
(1) يقصد: الأنف.
(2)
اللهاة: اللحمة التى فى أقصى الحلق.
(3)
الشوصة: وجع فى البطن من ريح تنعقد تحت الأضلاع. (النهاية فى غريب الحديث) مادة (شوص) .
(4)
حسن: أخرجه ابن ماجه (3443) فى الطب، باب: الحمية، وقال البوصيرى فى «الزوائد» : إسناده صحيح، رجاله ثقات.
(5)
صحيح: أخرجه البخارى (4478) فى التفسير، باب: وقوله تعالى: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى، ومسلم (2049) فى الأشربة، باب: فضل الكمأة ومداواة العين بها.
(6)
قلت: هو عند الترمذى (2068) بنحوه فى الطب، باب: ما جاء فى الكمأة والعجوة، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-، وقال الترمذى: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
المن» ، فقيل: من المن الذى أنزل الله على بنى إسرائيل، وهو الطل الذى يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل حلوا، ومنه الترنجبيل فكأنه يشبه الكمأة بجامع ما بينهما من وجود كل منهما عفوا بغير علاج.
وقال الخطابى: ليس المراد أنها نوع من المن الذى أنزل الله على بنى إسرائيل، فإن الذى أنزل على بنى إسرائيل كان كالترنجبيل الذى يسقط على الشجر، وإنما المعنى أن الكمأة شئ ينبت من غير تكلف ببذر ولا سقى، وإنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض، الذى ليس فى اكتسابه شبهة، ويستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر.
وقال ابن الجوزى: فى المراد بكونها شفاء للعين قولان: أحدهما: أنه ماؤها حقيقة إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنها لا تستعمل صرفا فى العين، لكن اختلفوا كيف يصنع بها على رأيين: أحدهما أن يختلط فى الأدوية التى يكتحل بها، حكاه أبو عبيد، ثانيهما: أن تؤخذ فتشق وتوضع على الجمر حتى يغلى ماؤها ثم يؤخذ الميل «1» فيجعل فى ذلك الشق وهو فاتر، فيكتحل بمائها، لأن النار تلطفه وتذهب فضلاته الرديئة ويبقى النافع منه، ولا يجعل الميل فى مائها وهى باردة يابسة فلا ينجع.
وقال آخر: تجعل الكمأة فى قدر جديدة ويصب عليها الماء، ولا يطرح فيها ملح، ثم يؤخذ غطاء جديد نقى فيجعل على القدر، فما جرى على الغطاء من بخار الكمأة فذلك الماء الذى يكتحل به.
وقال ابن واقد: إن ماء الكمأة إذا عصر وربى به الإثمد كان ذلك من أصلح الأشياء للعين إذا اكتحل به يقوى أجفانها، ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة، ويدفع عنها نزول النوازل. وقال أيضا: إذا اكتحل بماء الكمأة وحده بميل من ذهب تبين للفاعل لذلك قوة عجيبة وحدة فى البصر كثيرة.
وقال ابن القيم: اعترف فضلاء الأطباء أن ماء الكمأة يجلو العين، منهم المسيحى وابن سينا وغيرهما، قال: والذى يزيل الإشكالات عن هذا
(1) الميل: العود الذى يكتحل به.