الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليمنى وأقام فى اليسرى لم تضره أم الصبيان» «1» رواه ابن السنى، وذكره عبد الحق فى «الطب النبوى» . وأم الصبيان: هى الريح التى تعرض لهم، فربما يخشى عليهم منها. وسر التأذين- كما قاله صاحب تحفة المودود بأحكام المولود- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التى أول ما يدخل بها فى الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها. مع ما فى ذلك من فائدة أخرى، وهى هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد فيقارنه للمحنة التى قدرها الله وشاءها، فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أو أوقات تعلقه به.
النوع الثانى طبه ص بالأدوية الطبيعية
ذكر ما كان ص يعالج به الصداع والشقيقة:
اعلم أن الصداع ألم فى بعض أجزاء الرأس أو كله، فما كان منه فى أحد جانبى الرأس لازما سمى شقيقة- بوزن عظيمة- وسببه أبخرة مرتفعة، أو أخلاط حارة أو باردة ترتفع إلى الدماغ، فإن لم تجد منفذا أحدثت الصداع، فإن مال إلى أحد شقى الرأس أحدث الشقيقة، وإن ملك كل الرأس أحدث داء البيضة تشبيها ببيضة السلاح تشتمل على الرأس كله.
وأسباب الصداع كثيرة: منها ما تقدم، ومنها ما يكون عن ورم فى المعدة أو فى عروقها، أو ريح غليظة فيها، أو لامتلائها، ومنها ما يكون من الحركة العنيفة كالجماع والقئ والاستفراغ والسهر وكثرة الكلام، ومنها ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهم والحزن والجوع والحمى، ومنها ما يحدث عن حادث فى الرأس كضربة تصيبه أو ورم فى صفاق الدماغ، أو حمل شئ
(1) أخرجه ابن السنى فى «عمل اليوم والليلة» (617) .
ثقيل يضغط الرأس، أو تسخينه بشئ خارج عن الاعتدال، أو بتبريده بملاقاة الهواء أو الماء فى البرد.
وأما الشقيقة: فهى فى شرايين الرأس وحدها، أو تختص بالموضع الأضعف من الرأس. وعلاجها بشد العصابة. وقد أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة أنه- صلى الله عليه وسلم كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج «1» . وفى الصحيح أنه- صلى الله عليه وسلم قال فى مرض موته:«وارأساه» «2» وأنه خطب وقد عصب رأسه «3» . فعصب الرأس ينفع فى الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس.
وفى البخارى من حديث ابن عباس: احتجم- صلى الله عليه وسلم وهو محرم فى رأسه من شقيقة كانت به «4» . وقد جاءت مقيدة فى بعض طرق ابن عباس نفسه، فعند أبى داود الطيالسى فى مسنده من حديث ابن عباس أن النبى- صلى الله عليه وسلم احتجم فى وسط رأسه «5» . وقد قال الأطباء إنها نافعة جدّا. وورد أنه- صلى الله عليه وسلم احتجم أيضا فى الأخدعين والكاهل «6» . أخرجه الترمذى وحسنه، وأبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم. وقد قال الأطباء: الحجامة
(1) ذكره ابن القيم فى «زاد المعاد» (4/ 87) وعزاه لأبى نعيم فى «الطب النبوى» .
(2)
صحيح: وقد ورد ذلك فى حديث أخرجه البخارى (5666) فى المرضى، باب: قول المريض: إنى وجع أو وارأساه، من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(3)
ذكره ابن القيم فى «زاد المعاد» (4/ 87) وعزاه لأبى نعيم فى «الطب النبوى» .
(4)
أخرجه البخارى (5701) تعليقا فى الطب، باب: الحجامة من الشقيقة والصداع، وقال الحافظ فى «الفتح» (10/ 162) : وقد وصله الإسماعيلى وقد اتفقت هذه الطرق عن ابن عباس أنه احتجم- صلى الله عليه وسلم وهو محرم فى رأسه. ا. هـ. قلت: وهى رواية البخارى الموصولة دون تعيين سبب العلة.
(5)
قلت: بل هى عند البخارى (5700) فيما سبق.
(6)
صحيح: أخرجه أبو داود (3860) فى الطب، باب: ما جاء فى موضع الحجامة، والترمذى (2051) فى الطب، باب: ما جاء فى الحجامة، وابن ماجه (3483) فى الطب، باب: موضع الحجامة، وأحمد فى «المسند» (3/ 192) ، وابن حبان فى «صحيحه» (6077)، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» و (الأخدعان) : عرقان فى جانبى العنق، و (الكاهل) : ما بين الكتفين، وهو مقدم الظهر.