الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَمَّنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِى قَمِيصٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى فِى قَمِيصٍ"(1). [ق 2/ 239]
(83) بَابٌ: إِذَا كَانَ ثَوْبًا ضَيِّقًا
(2)
632 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ
===
(عن أبيه) ذكر في "تهذيب التهذيب"(3) في ترجمة عبد الرحمن بن أبي بكر: حجازي، قال: أمنا جابر بن عبد الله في قميص، قاله إسرائيل عن أبي حرمل العامري، وعنه أبو حرمل، وقد خلطه بعضهم بالمليكي، وهو وهم، فإن هذا أقدم من المليكي، وليس للمليكي رواية عن أحد من الصحابة.
(قال) أي عبد الرحمن: (أمنا) أي صلَّى بنا إمامًا (جابر بن عبد الله في قميص ليس عليه رداء، فلما انصرف قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في قميص).
ومطابقة الحديث بالباب يظهر في قوله: "في قميص ليس عليه رداء"، فأما أنه لم يكن عليه إزار أو كان، فالحديث عنه ساكت، والظاهر من صنيع أبي في داود في عقد الباب أنه فهم منه أن جابر بن عبد الله كان يصلي في قميص واحد لم يكن عليه غيره لا إزار ولا رداء، قلت: وما نقل صاحب "عون المعبود"(4) عن المنذري بأنه قال: عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو المليكي، لا يحتج بحديثه إلى آخر ما قال، رده في "تهذيب التهذيب".
(83)
: (بَابٌ: إِذَا كَانَ ثَوْبًا ضَيِّقًا) كيف يصلي فيه؟
632 -
(حدثنا هشام بن عمار وسليمان بن
(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود كذا قال، والصواب أبو حرمل".
(2)
وفي نسخة: "ثوب ضيق"، وفي نسخة:"الثوب ضيقًا".
(3)
(6/ 147 - 148).
(4)
(2/ 337).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) وَيَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ السِّجِسْتَانِىُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ - يَعْنِى ابْنَ إِسْمَاعِيلَ -، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ أَبُو حَزْرَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَتَيْنَا جَابِرًا - يَعْنِى ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ: سِرْتُ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةٍ، فَقَامَ يُصَلِّى، وَكَانَتْ عَلَىَّ بُرْدَةٌ ذَهَبْتُ أُخَالِفُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، فَلَمْ تَبْلُغْ لِى، وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ فَنَكَّسْتُهَا،
===
عبد الرحمن ويحيى بن الفضل السجستاني قالوا: ثنا حاتم- يعني ابن إسماعيل-، ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة) بفتح أوله وسكون الزاي بعدها راء، (عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال) أي عبادة بن الوليد:(أتينا جابرًا- يعني) أي عبادة بجابر (ابن عبد الله-) الصحابي، (قال) أي جابر:(سرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة) أي في غزوة بطن (2) بواط كما هو مصرح في رواية مسلم.
(فقام يصلي) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكانت عليّ بردة) أي غير واسعة (ذهبت) أي شرعت (أخالف بين طرفيها) أي ألقي جانبها الأيمن على المنكب الأيسر، والجانب الأيسر على المنكب الأيمن (فلم تبلغ لي) أي لم تبلغ تلك البردة ما أردت منها، بل يسقط طرفاها عن المناكب لصغرها، (وكانت لها) أي للبردة (ذباذب) أي الأهداب، واحدها ذبذب بكسر الذالين (فنكستها) بتخفيف (3) الكاف وتشديدها أي قلبتها، الضمير إلى البردة أو إلى الذباذب.
(1) زاد في نسخة: "الدمشقي".
(2)
وهي في ربيع الأول سنة 2 هـ، يريد قريشًا، ولم يلق كيدًا، فرجع، كذا في "المجمع"(5/ 258)، وذكر هذه القصة في حديث جابر الطويل في آخر "الصحيح" لمسلم برقم (3008). (ش).
(3)
به جزم ابن رسلان. (ش).
ثُمَّ خَالَفْتُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، ثُمَّ تَوَاقَصْتُ عَلَيْهَا لَا تَسْقُطُ، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِى فَأَدَارَنِى حَتَّى أَقَامَنِى عَنْ يَمِينِهِ، فَجَاءَ ابْنُ صَخْرٍ حَتَّى قَامَ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنَا بِيَدَيْهِ جَمِيعًا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ.
قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُنِى وَأَنَا لَا أَشْعُرُ، ثُمَّ فَطِنْتُ بِهِ، فَأَشَارَ إِلَىَّ أَنْ أتَّزِرَ بِهَا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَا جَابِرُ؟ » قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
===
(ثم خالفت بين طرفيها) أي جعلت طرفي البردة يساره إلى اليمين واليمين إلى اليسار، (ثم تواقصت عليها) أي انحنيت عليها لأمسكها بذقني (لا تسقط، ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيدي فأدارني) أي حولني عن خلف ظهره (حتى أقامني عن يمينه، فجاء ابن صخر) واسمه جبار (1)(حتى قام) أي جبار (عن يساره) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأخذنا بيديه جميعًا) وفي رواية مسلم: "فأخذ بأيدينا جميعًا فدفعنا"(حتى أقامنا (2) خلفه، قال) أي جابر:(وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني) أي ينظر إليّ نظرًا متتابعًا طويلًا (وأنا لا أشعر) أنه صلى الله عليه وسلم يرمقني، (ثم فطنت به، فأشار) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إليّ أن اتزر (3) بها) أي شدها مثل الإزار، وفي رواية مسلم:"فقال: هكذا بيده"، يعني شد وسطك.
(فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا جابر؟ قلت: لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) وقد كان النبي صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم أرسل جابرًا وجبار بن صخر لتهيئة الماء في المنزل، كذا في "الفتح"(1/ 472). (ش).
(2)
فيه حجة على أنه ينبغي للمقتدي أن يتأخر، وإلَّا فيؤخره الإِمام ولا يتقدم هو، لأنه متبوع، وقيل: هو الأولى، لأنه يبصر قدامه، وهذا كله إذا لا يتعين أحدهما لضيق المقام، "ابن رسلان". (ش).
(3)
نص الزمخشري على خطأ الإِدغام، وقال: الصواب: ائتزر بهمزتين، وحاول ابن المالك الجواز للسماع، "ابن رسلان"، وتقدم أيضًا في هامش "باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع". (ش).