الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(103) باب الرَّجُلِ يَرْكَعُ دُونَ الصَّفِّ
(1)
681 -
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ حَدَّثَهُمْ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ، عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ حَدَّثَ، أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَنَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ، فقَالَ: فَرَكَعْتُ دُونَ
===
الذي دخل المسجد فصلَّى أن يعيد الصلاة، ثم أمره أن يعيدها حتى فعل ذلك مرارًا في حديث رفاعة وأبي هريرة.
وأما قوله: "لا صلاة لمنفرد خلف الصف" فيحتمل أن يكون كقوله: "لا وضوء لمن لم يسم"، و"لا صلاة لجار المسجد إلَّا في المسجد"، وليس ذلك على أن من صلَّى كذلك كان كمن لم يصل، ولكنه قد صلَّى صلاة تجزئه، ولكنها ليست بمتكاملة الأركان والسنن، لأنه كان ينبغي للمصلي خلف الإِمام أن يدخل في الصف، فإن قصر عن ذلك فقد أساء، وصلاته تجزئه، هكذا قال الطحاوي (2).
(103)
(بَابُ الرَّجُلِ يَرْكَعُ دُونَ الصَّفِّ)
أي: ثم يدب فيدخل في الصف، هل تجوز صلاته؟
681 -
(حدثنا حميد بن مسعدة، أن يزيد بن زريع حدثهم، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن زياد) بن حسان، كما في نسخة (الأعلم) مشقوق الشفة العليا، (ثنا الحسن) البصري (أنَّ أبا بكرة حدث أنه) أي أبا بكرة (دخل المسجد ونبي الله صلى الله عليه وسلم راكع، فقال) أبو بكرة: (فركعت دون الصف)(3) أي خلف الصف قريبًا منها.
(1) وفي نسخة: "الصفوف".
(2)
"شرح معاني الآثار"(1/ 394 - 396).
(3)
ثم مشى، واختلف الصحابة في المشي راكعًا، كما بسطه ابن أبي شيبة (1/ 286)، قال ابن رسلان: أباحه مالك، وكره أبو حنيفة والثوري للواحد لا للجماعة. (ش).
الصَّفِّ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:«زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا، وَلَا تَعُدْ» (1). [خ 783، ن 871، حم 5/ 39، ق 5/ 90]
682 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا زِيَادٌ الأَعْلَمُ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ، فَرَكَعَ دُونَ
===
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصًا) دعا له بالحرص على العبادة، لأنه محمود، ولكن بحيث يوافق الشرع، فإن الحرص على العبادة بوجه لا يوافق الشرع مذموم، ولهذا قال:(ولا تعد) بفتح التاء المثناة من فوق وضم العين المهملة، نهي من عاد يعود، أي لا تعد أن تركع دون الصف حتى تقوم في الصف، كما أخرج الطحاوي (2) عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف، حتى يأخذ مكانه من الصف".
ويحتمل أن يكون معناه ولا تعد أن تسعى إلى الصلاة سعيًا يحفزك فيه النفس، وقيل: لا تعد في إبطاء المجيء إلى الصلاة، وقيل: معناه لا تعد إلى دخولك (3) في الصف وأنت راكع، فإنها كمشية البهائم.
قال القاري (4): وروي "ولا تعد" بسكون العين وضم الدال من العدو، أي لا تسرع في المشي إلى الصلاة، واصبر حتى تصل إلى الصف، ثم اشرع في الصلاة، وقيل: بضم التاء وكسر العين من الإعادة، أي لا تعد الصلاة التي صليتها.
682 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أنا زياد الأعلم، عن الحسن: أن أبا بكرة جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع، فركع دون
(1) وفي نسخة: "لا تعد".
(2)
"شرح معاني الآثار"(1/ 396).
(3)
قال ابن رسلان: فيؤخذ منه ما قاله أصحابنا: إذا أحس الإِمام في الركوع بمن دخل، فيستحب له أن ينتظره حتى يصل إلى الصف، ولا يحوجه إلى أن يحرم آخر المسجد ويمشي إلى الصف. (ش).
(4)
"مرقاة المفاتيح"(3/ 76).