الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(94) بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْحَصِيرِ
655 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ:
===
(94)
(بابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْحَصِيرِ)(1)
655 -
(حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك) وأخرج البخاري هذا الحديث من رواية شعبة، ومن رواية خالد الحذاء (2) عن أنس بن سيرين عن (3) عبد الحميد بن المنذر بن الجارود عن أنس، وأخرجه ابن ماجه وابن حبان من رواية عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود عن أنس، فاقتضى ذلك أن في رواية البخاري انقطاعًا، وهو مندفع بتصريح أنس بن سيرين عنده بسماعه من أنس، فحينئذ رواية ابن ماجه إما من المزيد في متصل الأسانيد، وإما أن يكون فيها وهم لكون ابن الجارود كان حاضرًا عند أنس لما حدث بهذا الحديث وسأله عما سأله من ذلك، فظن بعض الرواة أن له فيه رواية، كذا قال الحافظ في "الفتح"(4).
(قال) أنس: (قال رجل من الأنصار) قال في "الفتح": قيل: إنه عتبان (5) بن مالك، وهو محتمل لتقارب القصتين، لكن لم أر ذلك صريحًا، وقد وقع في رواية
(1) لعل الداعي إلى تبويبه ما روي عن عائشة إنكاره لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] وإليه أشار الحافظ بتبويب البخاري. (ش).
(2)
برقم (6080).
(3)
هكذا في نسخ "فتح الباري"، فعلى هذا لا يمكن أن تكون رواية البخاري عن شعبة وخالد الحذاء منقطعة، بل تكون موصولة، فالظاهر أن هذا اللفظ أي عن عبد الحميد ابن المنذر بن الجارود، غلط من الكاتب. (ش).
(4)
"فتح الباري"(2/ 158).
(5)
قلت: والظاهر غيره لاختلاف قصتهما، فإن عتبان كان إمام قومه، وكان له العذر، العمى والسيل، ودعاه عليه الصلاة والسلام ليتخذ موضع صلاته مصلَّى، فتأمل، على أن حديث عتبان لم ينسبه أهل التخريج إلى أبي داود. (ش).
"يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّى رَجُلٌ ضَخْمٌ - وَكَانَ ضَخْمًا - لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّىَ مَعَكَ - وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا وَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ - فَصَلِّ حَتَّى أَرَاكَ كَيْفَ تُصَلِّى فَأَقْتَدِىَ بِكَ، فَنَضَحُوا لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ كَانَ لَهُمْ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ فُلَانُ بْنُ الْجَارُودِ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ يُصَلِّى الضُّحَى؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ صَلَّى (1) إلَّا يَوْمَئِذٍ". [خ 670، جه 756، حب 2070، خزيمة 657، حم 3/ 130]
===
ابن ماجه الآتية أنه بعض عمومة أنس، وليس عتبان عمًا لأنس إلَّا على سبيل المجاز؛ لأنهما من قبيلة واحدة وهي الخزرج، لكن كل منهما من بطن، انتهى.
(يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني رجل ضخم) أي سمين (وكان ضخمًا) والظاهر أنه كلام أنس (لا أستطيع أن أصلي معك) أي في الجماعة (2) في المسجد، وفي هذا الوصف إشارة إلى علة تخلفه (وصنع) ذلك الرجل (له) أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم (طعامًا ودعاه) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى بيته) وهذا أيضًا من كلام أنس.
(فصل حتى أراك كيف تصلي فأقتدي بك) أي فأصلي بعد ذلك مثل ما أصلي معك مقتديًا بك الآن، (فنضحوا) أي أهل بيت (له طرف حصير) أي بعضه ليلين، أو غسلوا ليزول الوسخ، قال الحافظ: قال ابن بطال: إن كان ما يصلى عليه كبيرًا قدر طول الرجل فأكثر فيقال له: حصير، ولا يقال له: خمرة، وكل ذلك يصنع من سعف النخل وما أشبهه.
(كان) الحصير (لهم) أي لأهل البيت (فقام) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (فصلَّى ركعتين، قال فلان ابن الجارود) وكأنه عبد الحميد بن المنذر بن الجارود البصري (لأنس بن مالك: أكان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يصلي الضحى؟ قال: لم أره صلَّى) أي الضحى (إلَّا يومئذ).
(1) وفي نسخة: "يصلي".
(2)
قال ابن رسلان: من الأعذار لترك الجماعة السمن المفرط، وبه بوب ابن حبان على الحديث. (ش).
656 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الذَّرَّاعُ، حَدَّثَنَي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ "أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَتُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ أَحْيَانًا فَيُصَلِّى عَلَى بِسَاطٍ لَنَا، وَهُوَ حَصِيرٌ تَنْضَحُهُ بِالْمَاءِ". [خ 860، م 658]
657 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، بِمَعْنَى الإِسْنَادِ وَالْحَدِيثِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِى عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
===
656 -
(حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا المثنى بن سعيد) الضبعي (1) أبو سعيد البصري القسام (الذراع) القصير، رأى أنسًا، وثَّقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والعجلي، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطئ.
(حدثني قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور أم سليم) لأنها كانت من ذوات محارمه (فتدركه الصلاة أحيانًا) أي يجيء وقت صلاة النفل (فيصلي على بساط لنا، وهو حصير تنضحه) بالتاء المثناة من فوق، أي أم سليم، وفي نسخة:"ننضحه" بالنون (بالماء).
657 -
(حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة، بمعنى الإسناد والحديث) أي بأن معنى سنديهما وحديثيهما متحدان، (قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري، عن يونس بن الحارث، عن أبي عون) محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي الكوفي الأعور، ثقة، (عن أبيه) هو عبيد الله بن سعيد الكوفي الثقفي، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يروي المقاطيع، فعلى هذا فحديثه عن المغيرة مرسل، (عن المغيرة بن شعبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) ولم يكن منهم إنما نزل فيهم، فنسب إليهم، "ابن رسلان". (ش).