الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(90) باب الرَّجُلِ يُصَلِّى عَاقِصًا شَعْرَهُ
644 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِى عَلِىٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ
===
وهذه الترجمة والحديث بسنده ومتنه مكرر قد مر في آخر كتاب الطهارة، وزيد في بعض النسخ ههنا بعد قوله: عن عبد الله بن شقيق لفظ "عن شقيق"، وهذه الزيادة غلط وسهو من الناسخ، فإنه قد روى الترمذي هذا الحديث عن عبد الله بن شقيق عن عائشة في باب كراهة الصلاة في لحف النساء، وكذلك المصنف لم يذكره في ما مر من هذا الباب، وكذلك لم يذكره النسائي في ما أخرج هذا الحديث من كتاب اللباس.
(90)
(بَابُ الرَّجُلِ يُصَلِّي (1) عَاقِصًا شَعَرَهُ)
قال في "المجمع"(2): العقص جمع الشعر وسط رأسه، أو لف ذوائبه حول رأسه كفعل النساء
644 -
(حدثنا الحسن بن. علي) الخلال، (ثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، حدثني عمران بن موسى) بن الأشدق عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الأموي، أخو أيوب بن موسى، روى له أبو داود والترمذي حديثًا واحدًا من حديث أبي رافع، قال في "التقريب": مقبول، وقال في "الخلاصة": وثَّقه ابن حبان.
(عن سعيد بن أبي سعيد المقبري يحدث) أي سعيد (عن أبيه) أبي سعيد، واسمه كيسان المقبري المدني، صاحب العباء، مولى أم شريك، قال الواقدي:
(1) وفي رواية الطبراني: "نهى أن يصلي الرجل ورأسه معقوص"، ورجاله رجال الصحيح، كذا في "مجمع الزوائد"(2469) فخصه بالرجال. (ش).
(2)
"مجمع بحار الأنوار"(3/ 642).
أَنَّهُ رَأَى أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ عليهما السلام، وَهُوَ يُصَلِّى قَائِمًا، وَقَدْ غَرَزَ ضُفُرَهُ فِى قَفَاهُ، فَحَلَّهَا أَبُو رَافِعٍ، فَالْتَفَتَ حَسَنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبِلْ عَلَى صَلَاتِكَ وَلَا تَغْضَبْ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَعْنِى مَقْعَدَ الشَّيْطَانِ - يَعْنِى مَغْرِزَ ضُفُرِهِ -. [ت 384، خزيمة 911، ق 2/ 109، ك 1/ 261، حب 2279]
===
كان ثقة كثير الحديث، توفي سنة مئة، قال إبراهيم الحربي: كان ينزل المقابر فسمي بذلك، وقيل: إن عمر جعله على حفر القبور فسمي المقبري، وجعل نعيمًا على إجمار المسجد فسمي المجمر.
قلت: هذا بعيد من الصواب، وما أظن نعيمًا أدرك عمر، وزعم الطحاوي في بيان المشكل أنه مات سنة 125 هـ، وهو وهم منه، فإن ذاك تاريخ وفاة ابنه سعيد، وفرق ابن حبان في "الثقات" بين كيسان صاحب العباء، وبين كيسان مولى أم شريك يكنى أبا سعيد، وهو المعروف بالمقبري.
(إنه) أي أباه أبا سعيد (رأى أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم مر بحسن بن علي عليهما السلام، وهو) أي الحسن (يصلي قائمًا وقد غرز ضفره) أي لوى شعره، وأدخل أطراف ضفيرته في أصولها (في قفاه، فحلها) أي الشعر المضفورة (أبو رافع، فالتفت حسن إليه) أي إلى أبي رافع (مغضبًا) بصيغة المفعول.
(فقال أبو رافع: أقبل على صلاتك ولا تغضب، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذلك) أي غرز الشعر المضفور (كفل) بالكسر الحظ والنصيب (الشيطان) أي هذا الفعل حظ الشيطان من صلاة المصلي، أو يكون إشارة إلى الشعر المضفور، ومعنى الكفل أن يحوي الكساء حول سنام البعير حفظًا للراكب عن السقوط، ولهذا فسره المصنف بقوله:(يعني مقعد الشيطان) أي محل قعوده، ثم فسر اسم الإشارة بقوله:(يعني مغرز ضفره) أي محل غرز شعره المضفور.
645 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّى وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَامَ وَرَاءَهُ فَجَعَلَ يَحُلُّهُ وَأَقَرَّ لَهُ الآخَرُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِى؟ قَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الَّذِى يُصَلِّى وَهُوَ مَكْتُوفٌ» . [م 492، حم 1/ 304، ن 1114]
===
645 -
(حدثنا محمد بن سلمة) المرادي، (ثنا) عبد الله (بن وهب، عن عمرو بن الحارث أن بكيرًا حدثه أن كريبًا مولى ابن عباس حدثه) أي بكيرًا (أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص) قال في "البدائع"(1): والعقص أن يشد الشعر ضفيرة حول رأسه، أو يجمع شعره فيعقده في مؤخر رأسه، وقال في "الهداية" (2): وهو أن يجمع شعره على هامته ويشدّه بخيط أو بصمغ ليتلبّد.
(من ورائه) أي من خلفه (فقام) أي ابن عباس (وراءه (3)) أي عبد الله بن الحارث (فجعل) أي ابن عباس (يحله) أي يفك ما عقص من شعره (وأقر له الآخر) أي سكن له ومكنه ولم يمنعه من ذلك، والمراد بالآخر عبد الله بن الحارث (فلما انصرف) أي عبد الله بن الحارث عن الصلاة (أقبل) أي توجه (إلى ابن عباس فقال) أي عبد الله بن الحارث لابن عباس:(مالك ورأسي؟ ) الواو بمعنى مع.
(قال) أي ابن عباس: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما مثل هذا) أي الذي يصلي ورأسه معقوص (مثل الذي يصلي وهو) الواو حالية (مكتوف)(4)
(1)"بدائع الصنائع"(1/ 506).
(2)
(1/ 64).
(3)
وفي الحديثين أنهما لم يأمراه بالإِعادة، وهو مجمع عليه على ما حكاه الطبري، وحكى ابن المنذر فيه الإِعادة عن الحسن البصري. (ش).
(4)
ولذا أجمع العلماء على النهي عن الصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو ذيله، ونحو ذلك حتى يسجد الثوب، "بن رسلان". (ش).