المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة هودعليه السلام - تفسير مبهمات القرآن - جـ ٢

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة يونسعليه السلام

- ‌سورة هودعليه السلام

- ‌سورة يوسفعليه السلام

- ‌سورة الرّعد

- ‌سورة إبراهيمعليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النّحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريمعليها السلام

- ‌سورة الأنبياءعليهم السلام

- ‌سورة الحجّ

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشّعراء

- ‌سورة النّمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الرّوم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السّجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصّافّات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزّمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصّلت

- ‌سورة الشّورى

- ‌سورة الزّخرف

- ‌سورة الدّخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرّحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوحعليه السلام

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة التّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيّنة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌سورة هودعليه السلام

‌سورة هود

عليه السلام

(عس)

(1)

هود عليه السلام الذي سمّيت به هذه السورة هو: هود بن عبد الله، وقد تقدّم ذكر نسبه

(2)

، وحكى ابن قتيبة

(3)

: أنه كان أشبه ولد آدم عليه السلام بآدم ما خلا يوسف عليه السلام، وكان رجلا آدم كثير الشعر حسن الوجه، وكان تاجرا.

[7]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ.}

(عس)

(4)

هي الأيام المعلومة، وكانت أسماؤها في اللغة القديمة شيار وأول وأهون وجبار ودبار ومؤنس والعروبة

(5)

.وقبل ذلك على ما حكى الطبري

(6)

كانت مسماة بأسماء أبي جاد.

واختلف الناس في أوّل هذه الأيام، وهو أول يوم بدأ الله فيه الخلق، فذهب ابن إسحاق ومن قال بقوله: إلى أن أول الأيام يوم السبت روي

(7)

عنه أنه

(1)

التكميل والإتمام: 43 أ.

(2)

وذلك عند قوله تعالى في سورة الأعراف: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً آية: 65.

(3)

انظر: المعارف: 28.

(4)

التكميل والإتمام: 43 أ.

(5)

ذكرها الفراء في كتاب الأيام والليالي والشهور: 37. وقد ذكرها في اللسان: 4/ 437 مادة (شير) وأنشد: أؤمل أن أعيش وإن يومي بأول، أو بأهون أو جبار أو التالي دبار، فإن يفتني فمؤنس أو عروبة أو شيار

(6)

حكاه الطبري في تاريخه: 1/ 42 عن زيد بن أرقم والضحاك بن مزاحم.

(7)

ما ذكره ابن عسكر رحمه الله عن ابن إسحاق بنصه من تاريخ الطبري: 1/ 44.

ص: 19

قال: يقول أهل التوراة ابتدأ الله الخلق يوم الأحد، وقال أهل الإنجيل: ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين ونقول نحن المسلمون

(1)

فيما انتهى إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ابتدأ الله الخلق يوم السبت»

(2)

، وذهب أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

(3)

إلى أنّ أوّل الأيام يوم الأحد، وروى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليهود سألته عن خلق السموات والأرض فقال: خلق الله الأرض يوم الأحد وساق الحديث

(4)

ففيه البداية بالأحد، وصحّح الطبري

(5)

مذهبه في أن أول الأيام يوم الأحد على مقتضى الحديث وخطّأ ابن إسحاق في مذهبه، واحتج لذلك بأن قال: ثبت

(6)

أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وصحّ

(7)

أن آدم خلق يوم الجمعة، فإن بدأت بالسبت كان يوم الجمعة سابعا، وإن بدأت بالأحد كان يوم الجمعة سادسا فوافق ذلك مقتضى الآية.

(عس)

(8)

وهذا يلزم لو سلّم له أن يوم الجمعة داخل في الستة الأيام التي خلق فيها الخلق، وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الأشياء في الأيام وجعل آدم في

(1)

كذا في جميع النسخ، والصواب «المسلمين» النصب على الاختصاص.

(2)

أخرج الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2149 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: «خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل» .

(3)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 45.

(4)

الحديث أخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 22 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وفي سنده أبو سعد البقال وهو سعيد بن مرزبان الأعور قال الحافظ ابن حجر في التقريب: 241: ضعيف مدلس، مات بعد الأربعين من الخامسة.

(5)

انظر تاريخ الطبري: 1/ 45.

(6)

وذلك في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ هود: آية: 7.وقوله عز وجل: اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ السجدة: آية: 4.

(7)

كما جاء في رواية مسلم السابقة: 4/ 2149، 2/ 585 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(8)

التكميل والإتمام: 44 أ.

ص: 20

اليوم السابع وهو يوم الجمعة حسبما وقع في حديث مسلم

(1)

وغيره

(2)

.

وسأذكره بعد هذا إن شاء الله، والصحيح إن شاء الله ما ذهب إليه ابن إسحاق وإليه ذهب الشيخ أبو زيد السهيليّ إلاّ أنه لم ينفصل

(3)

عما احتج به الطبري، ووجه الانفصال عندي، والله أعلم أنه لم يثبت في الآية أن آدم عليه السلام خلق في أحد الستة أيام وإنما أخبر تعالى أنّه خلق السموات والأرض وما بينهما يعني من الشجر والدواب والنور وغير ذلك في ستة أيام، فلما انقضى خلق جميع ذلك في الأيام الستة وآخرها يوم الخميس خلق آدم في يوم الجمعة ولم يخلق آدم مع سائر المخلوقات لأن جميع المخلوقات أو أكثرها خلق لمصالح بني آدم ومعايشهم فاقتضت الحكمة خلق آدم عليه السلام بعد الفراغ من جميع ما فيه قراره ومصلحته ومعاشه وكان مبدأ لذريته، فلا حجّة فيما ذهب إليه الطبري ويؤيد هذا المذهب الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم

(4)

عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: «خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدّواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق» وهكذا روى هذا الحديث قاسم بن ثابت في كتاب «الدلائل» عن أحمد بن شعيب النّسائي عن أبي هريرة إلا أنّه خالف رواية مسلم في يوم الثلاثاء، فقال: خلق التقن

(5)

يوم

(1)

صحيح مسلم: 4/ 2149، 2150.

(2)

رواه الترمذي في سننه: 1/ 305 عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال الترمذي: حسن صحيح. والإمام أحمد في مسنده: 2/ 327.

(3)

في هامش الأصل: «إن كان لم ينفصل عنه تصريحا فقد أشار إليه إشارة كافية، فانظر في الروض الأنف فإنه أشار إلى جميع ما ذكره ابن عسكر» .

(4)

صحيح مسلم: 4/ 2149. والإمام أحمد في مسنده: 2/ 327.

(5)

التقن: الطبيعة، والطين الرقيق يخالطه حمأة يخرج من البئر اللسان: 13/ 72، 73 مادة (تقن).

ص: 21

الثلاثاء، وقال بدل: وخلق النور يوم الأربعاء وخلق النون، وفسر التقن بما يقوم به المعاش ويصلح عليه التدبير مثل الحديد والآنك

(1)

والرصاص وجواهر الأرض فانظر كيف وصف في الأيام الستة ما فيه صلاح الدنيا وبه يقوم أمرها؟ ثم بعد الفراغ من جميع ذلك خلق آدم في آخر الخلق في اليوم السابع فليس داخلا في الأيام الستة، والله أعلم.

ومما يؤيد هذا المذهب قوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في الصحيح

(2)

في يوم الجمعة «أضلّته اليهود والنصارى وهداكم الله إليه» يريد أن اليهود أضلوه حيث اعتقدوا أنّ أوّل الأيام الأحد فكان سادسا على مذهبهم، وأن النصارى أضلوه حيث اعتقدوا أنّ أوّل الأيام يوم الاثنين فكان خامسا على مذهبهم ثم هدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه حيث جعله لهم يوم عبادة وقربة لأنه اليوم الذي ابتدئت فيه خلقتهم وخلق فيه أبوهم والله أعلم.

ولا حجّة فيما احتج به بعض الناس

(3)

من اشتقاق الأيام من أسماء العدد وقال: إن الأحد إنما سمّي أحد لأنه أول الأيام، وكذلك ما بعده لأن التسمية لم

(1)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق): «(سي) الآنك هو القصدير ويقال له الأسرب أيضا وفي الحديث: «من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك» وهو أفعل وذلك من أبنية الجمع ولم يجئ عليه الواحد إلا الآنك والأشد قاله الجوهري والعزيزي». ينظر: الصحاح للجوهري: 4/ 1573، واللسان: 10/ 494 مادة (أنك).

(2)

الحديث أخرجه مسلم في صحيحه: 2/ 586 عن حذيفة رضي الله عنه ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة ...... » وبلفظ: «هدينا إلى يوم الجمعة وأضل الله من كان قبلنا» . وأخرجه النّسائي في سننه: 3/ 87. وابن ماجه في سننه: 1/ 344.

(3)

أخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 42 عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ص: 22

تثبت بأمر من الله تعالى ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون فيها حجة، وإنّما هي أسماء موضوعة فلعلّ اليهود وضعوها على مذهبهم فأخذتها العرب عنهم، ولم يرد في القرآن منها إلا الجمعة

(1)

والسّبت وليسا من أسماء العدد والحمد لله

(2)

.

[17]

{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ.}

(سه)

(3)

هو محمّد صلى الله عليه وسلم {(وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ)} هو جبريل عليه السلام، والهاء في (منه) تعود على الرب سبحانه وهذا قول ابن عباس

(4)

وجماعة.

وقال الحسن: ال (شاهد منه) لسانه

(5)

فالهاء في (منه) تعود على

(1)

إشارة إلى قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سورة الجمعة: آية: 9. وأما يوم السبت فقد ورد فيه قوله تعالى: وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ، سورة النساء: آية: 154، وقوله تعالى: إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ سورة النحل: آية: 124.

(2)

انتهى ما نقله عن ابن عسكر. راجع: التكميل والإتمام: 44 ب، 45 أ.

(3)

التعريف والإعلام: 76.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 16 عن ابن عباس وإبراهيم النخعي ومجاهد والضحاك. ورجحه الطبري وذلك لدلالة قوله تعالى: وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً على صحة ذلك. وانظر: تفسير ابن كثير: 4/ 245، والدر المنثور للسيوطي: 4/ 410.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 14، 15 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن وقتادة. وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 85 عنهم أيضا. وانظر: تفسير ابن كثير: 4/ 245. وأخرج الطبري في تفسيره: 12/ 14 عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: يا أبت أنت التالي في (ويتلوه شاهد منه) قال: «لا والله يا بني، وددت أن كنت هو ولكنه لسانه». وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 410 وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبي الشيخ.

ص: 23

النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل

(1)

: ال (شاهد): القرآن والهاء في (يتلوه) عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم.

(عس)

(2)

وقيل

(3)

: إن ال (شاهد) علي بن أبي طالب رضي الله عنه، روى الطبري

(4)

عن علي رضي الله عنه أنه قال: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان فقال له رجل: فأنت أيش

(5)

نزل فيك؟ فقال علي: أما تقرأ هذه الآية في سورة هود (ويتلوه شاهد منه).

(سي) وقيل

(6)

: ال (شاهد) الإنجيل والمعنى ويتلو القرآن في القديم الإنجيل والهاء (من قبله) للإنجيل، وقيل

(7)

: ال (شاهد) إعجاز القرآن، والهاء في (منه) عائدة على الرب تعالى وفي (قبله) للقرآن، وقيل

(8)

: ال (شاهد) ملك

(1)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 85 عن الحسن بن الفضل وهو اختيار أبي حيان في تفسيره: 5/ 211.

(2)

التكميل والإتمام: 45 أ.

(3)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 86 عن محمد بن علي وزيد بن علي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 410 ونسبه لابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(4)

جامع البيان: 12/ 15. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 409، 410 ونسبه لابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

(5)

في تفسير الطبري: «أي شيء» : 12/ 15.

(6)

قاله الفراء في معاني القرآن: 2/ 6. وذكره ابن عطية في تفسيره: 7/ 257.

(7)

ذكره البغوي في تفسيره عن الحسن بن الفضل. انظر: تفسير البغوي بهامش تفسير الخازن: 3/ 224، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 86.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 17 عن مجاهد رحمه الله تعالى. وذكره ابن عطية في تفسيره: 7/ 257 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 411 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن مجاهد.

ص: 24

مع النّبي صلى الله عليه وسلم يحفظه من عند الله، ذكر هذا كلّه ابن السّيد والمهدوي

(1)

رحمهما الله.

[40]

{حَتّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ.}

(سه)

(2)

قيل

(3)

: التنور وجه الأرض، والموضع الذي فار منه الماء مسجد الكوفة، روي

(4)

ذلك عن علي رضي الله عنه، وذكر الطبريّ

(5)

أن التنور الذي فار منه الماء كان تنورا لحواء تطبخ فيه لآدم، وإنما ذكرنا هذا على شرطنا لأنّ الكوفة اسم علم وموضع التنور مبهم فذكرنا اسم الموضع وهو مسجد الكوفة.

(سي) وقيل: بل التنور كانت بنت نوح - واسمها رحمى - تخبز فيه، وهو

(1)

تفسير المهدوي: ورقة (130).

(2)

التعريف والإعلام: 76.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 38 عن ابن عباس والضحاك وعكرمة. وذكره ابن كثير في تفسيره: 4/ 254 عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم قال ابن كثير: «أي صارت الأرض عيونا تفور، حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان النار، صارت تفور ماء قال: وهذا قول جمهور السلف وعلماء الخلف» اه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 422 ونسبه لابن جرير الطبري وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقيل في تفسير التنور غير ذلك. انظر: جامع البيان للطبري: 12/ 38 - 40، زاد المسير لابن الجوزي 4/ 105، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 9/ 33، 34.

(4)

رواه حبة العرني عن علي رضي الله عنه، ذكر ذلك ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 105. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 422 ونسبه لأبي الشيخ عن حبة العرني وعن الشعبي. وأخرج الطبري في تفسيره: 12/ 40 وفي تاريخه: 1/ 186 عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فار بالهند. وذكر ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 106 عن مقاتل أنه بالشام.

(5)

ذكره الطبري في تفسيره: 12/ 39، وفي تاريخه: 1/ 186 عن الحسن البصري رحمه الله تعالى.

ص: 25

موضع الصومعة التي على أبواب الجامع المعروفة بأبواب كندة من مسجد الكوفة، ذكره الطبري

(1)

أيضا.

{وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ.}

(سي) هم أولاده الثلاثة سام وحام ويافث

(2)

، وكنّاته الثلاثة أزواج أولاده، وأربعون رجلا، وأربعون امرأة

(3)

.

[41]

{وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ.}

(عس)

(4)

كان ركوبهم في السفينة أول يوم من رجب

(5)

، وأرست على الجوديّ

(6)

، وهو جبل بناحية الموصل في يوم عاشوراء، والله أعلم.

(1)

لم أعثر عليه في تفسيره وتاريخه. وقال السيوطي في الدر المنثور: 4/ 422: «وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «فار التنور من مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة» . وقيل في تفسير التنور غير ذلك، انظر: المحرر الوجيز لابن عطية: 7/ 291، 292.

(2)

أخرج الإمام أحمد في مسنده: 5/ 9، 11 عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«سام أبو العرب وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم» .

(3)

ذكره المسعودي في مروج الذهب: 1/ 41 دون أن ينسبه لقائل. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 107 برواية يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه أضاف معهم امرأة نوح وأخرج الطبري في تفسيره: 12/ 42 عن ابن عباس: أنهم ثمانين نفسا، وقيل غير ذلك. انظر: تفسير ابن كثير: 4/ 255، وتفسير الألوسي: 12/ 55 واختياره. وقال الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 12/ 43 «والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ يصفهم بأنهم كانوا قليلا، ولم يحدد عددهم بمقدار ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح» . وهو الأولى والأصوب ولا ضرورة للتكلف في تحديد العدد.

(4)

التكميل والإتمام: 45 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 190 عن ابن جريج، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 107، وانظر: تفسير الرازي: 17/ 229.

(6)

الجودي: ياؤه مشددة: هو جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة -

ص: 26

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: روي

(1)

أن ركوبه السفينة في عشر مضين من رجب ووافق ذلك يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من مارس، وتحركت السفينة واندفعت من عين وردة

(2)

من بقاع دمشق

(3)

، وقيل

(4)

: من موضع مسجد الكوفة، وقيل: من ناحية جبل لبنان

(5)

فأول ما سارت السفينة على الماء إلى مكة فطافت بالبيت سبعا والماء لم يعلها بل بقي حواليها جامدا إلى الفضاء، وقيل: بل رفعه الله إلى السماء الرابعة، وقيل: السابعة واستوى الماء على موضعها فطافت السفينة حول موضع البيت فلمّا رآها نوح عليه السلام تدور خلاف مشيها فزع من دورانها فنزل جبريل عليه وأعلمه أنّها تطوف بالبيت وأمره أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فنودي من الرّكن اليماني: يا نوح أنسيت وأستغفر الله؟ فقالها، فلما كمّلت سبعا وقفت في الملتزم فنودي من الملتزم أنسيت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ثم جرت إلى اليمن ثم إلى أرض الحبشة، ثم عادت حتى رجعت إلى جدّة، ثم أخذت إلى أرض الروم، وأقبلت راجعة إلى جبال بيت المقدس

= من أعمال الموصل. معجم البلدان: 2/ 179.

(1)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 190، والكامل في التاريخ لابن الأثير: 1/ 41.

(2)

عين الوردة: رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة كانت فيها وقعة للعرب. معجم البلدان: 2/ 180. وذكر الحميري في الروض المعطار: 264 عند ذكر رأس عين قال: واسمها عين الوردة من كور الجزيرة وبمقربة من نصيبين وبينها وبين الفرات أربعة فراسخ وهي كلها بين الجزيرة والشام. وقال عند ذكر عين الوردة في موضع آخر: إنها موضع على مقربة من الكوفة: ص 423.

(3)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 106 عن مقاتل وقال: إنه فار من أقصى دار نوح.

(4)

سبق ذكره عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والشعبي.

(5)

جبل لبنان: بالضم وآخره نون: جبل مطل على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام. معجم البلدان: 5/ 11.

ص: 27

فأوحى الله إلى نوح أن السفينة تستوي على جبل فعلمت بذلك الجبال فتطاولت وأخرجت أصولها وتواضع الجوديّ فرفعه الله عليها، فجاوزت السفينة جميع الجبال حتى انتهت إلى الجودي وأرست عليه لعشر مضين من المحرّم، وبين هذا الجبل وبين الدجلة ثمانية فراسخ، فكان مقام نوح ومن معه في السفينة على ظهر الماء خمسة أشهر

(1)

، ثم انحدروا إلى سفح هذا الجبل فابتنوا هنالك مدينة وسمّوها ثمانين وهو اسمها إلى اليوم وكانت من الأرز

(2)

، وقيل بل كانت من خشب الشمشار وهو

(3)

البقص

(4)

، وكان طولها ستمائة ذراع وستين ذراعا بذراع نوح، وهو ثلاث أذرع، وعرضها خمسون ذراعا، وكانت على ثلاث طبقات السّفلى للسّباع، والوسطى للبهائم والطير والوحش والهوام، والعليا لبني آدم، كل هذا ملخّص من كتاب الطبري

(5)

والمسعودي

(6)

والمهدوي

(7)

وأبي محمد

(8)

وبعضهم

(9)

يزيد على بعض رحمة الله عليهم.

[42]

{وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ.}

(1)

وفي تاريخ الطبري: 1/ 190 في رواية: أنهم لبثوا ستة أشهر.

(2)

الأرز: حب وفيه ست لغات. وقال أبو عبيد: الأرز بالتسكين: شجر الصنوبر، والجمع أرز. الصحاح: 3/ 863 مادة (أرز).

(3)

في هامش الأصل: «وهو شجر البقص» .

(4)

كذا في جميع النسخ، وفي ترتيب القاموس المحيط: 1/ 301: اسمه البقس بالسين، قال: ويقال: بقسيس: شجر كالآس ورقا وحبا أو هو الشمشاذ. وانظر أيضا: المعجم الوسيط: 1/ 65 مادة (بقس).

(5)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 189 وما بعدها.

(6)

انظر: مروج الذهب: 1/ 40، 41.

(7)

تفسير المهدوي ورقة: 132، 133.

(8)

هو ابن عطية ينظر المحرر الوجيز: 7/ 291.

(9)

وانظر أيضا: الكامل في التاريخ لابن الأثير: 1/ 41، والبداية والنهاية لابن كثير: 1/ 100 وما بعدها.

ص: 28

(سه)

(1)

هو يام بن نوح وهو الهالك، وقيل

(2)

: اسمه كنعان، والنّاجي من ولده سام وحام ويافث.

(سي) وقيل: اسم الهالك الضّحّاك ذكره أبو عمر

(3)

بن عبد البر، ومعنى {إِلاّ مَنْ رَحِمَ} إلا الرّاحم وهو الله

(4)

تعالى وقيل

(5)

: المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله، فيكون الاستثناء في هذين الوجهين متّصلا، ويجوز في الآية وجهان آخران يكون الاستثناء فيهما منقطعا:

أحدهما: أن يكون (عاصم) على بابه (ومن رحم) بمعنى إلا المرحوم.

والثاني: بالعكس

(6)

.

تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: قول نوح عليه السلام (إنّ ابني من أهلي) مع قول الله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} مشكل!

والجواب: أن يقال: في هذا الابن للعلماء الذين يعتدّ بكلامهم قولان:

أحدهما: أنّه كان ابنا لصلبه كما تقدم بدليل قوله (ونادى نوح ابنه)، وأمّا قوله (إنّه ليس من أهلك) فعنه جوابان:

أحدهما

(7)

: أنّ المعنى إنّه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك.

(1)

التعريف والإعلام: 77.

(2)

أخرج الطبري في تاريخه: 1/ 191 عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «

وكنعان وهو الذي غرق، والعرب تسميه يام وذلك قول العرب: إنما هام عمنا يام». وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 109 عن ابن عباس أيضا. وانظر: تفسير ابن كثير: 4/ 256.

(3)

انظر: القصد والأمم: 15.

(4)

وهو اختيار الطبري رحمه الله تعالى. انظر: تفسيره: 12/ 45، 46.

(5)

جامع البيان للطبري: 12/ 45.

(6)

انظر: جامع البيان للطبري: 12/ 46، مفاتيح الغيب للرازي: 17/ 233، البحر المحيط لأبي حيان: 5/ 227.

(7)

ذكره ابن عطية في تفسيره: 7/ 311.

ص: 29

الثاني: أنّ المعنى إنّه ليس من أهل دينك وهو قول ابن عباس

(1)

وسعيد ابن جبير.

القول الثاني

(2)

: أنّه كان ربيب نوح، ابن امرأته، لا كما يقوله بعض الحشويّة

(3)

فمنصب النّبوّة يجلّ وينزّه عن مثل ذلك، قال ابن عباس

(4)

: والله ما بغت امرأة نبي قط.

ولمّا كان مختلطا مع أولاده سمّاه ابنا، والدليل على ذلك قوله:(إنّ ابني من أهلي) ولم يقل منّي، ذكره الفخر

(5)

.

قال المؤلف - وفّقه الله -: ويؤيد هذا القول قراءة

(6)

علي بن أبي طالب وعروة بن الزبير رضي الله عنهما (ونادى نوح ابنها) أي ابن امرأته. وقوله تعالى:

(1)

ذكره الطبري في تفسيره: 12/ 50، 51.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 49، 50 عن مجاهد والحسن وأبي جعفر الباقر وابن جريج. وانظر: تفسير ابن كثير: 4/ 259.

(3)

الحشوية: الحشو في اللغة: ما يملأ به الوسادة وفي الاصطلاح: عبارة عن الزائد الذي لا طائل تحته، والحشوية: لقبوا بذلك لاحتمالهم كل حشو روي من الأحاديث المختلفة المتناقضة. انظر: التعريفات للجرجاني: 87، المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر للزركشي:296.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 50، وذكره ابن عطية في تفسيره: 7/ 312. وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: 4/ 259: «وقد نص غير واحد من الأئمة على تخطئة من ذهب في تفسير هذا إلى أنه ليس بابنه وإنما كان ابن زانية

ثم ذكر قول ابن عباس السابق وقال:: وقول ابن عباس في هذا هو الحق الذي لا محيد عنه فإن الله سبحانه أغير من أن يمكن امرأة نبي من الفاحشة، ولهذا غضب الله على الذين رموا أم المؤمنين عائشة بنت الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر على المؤمنين الذين تكلموا بهذا وأشاعوه» اه. وراجع أيضا: تفسير البغوي وتفسير الخازن: 3/ 235، وفتح القدير للشوكاني: 2/ 503.

(5)

انظر: تفسير الرازي: 17/ 231.

(6)

قال القرطبي: «إنها قراءة شاذة» . الجامع لأحكام القرآن: 9/ 47.

ص: 30

{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ} قرأ الكسائي

(1)

(عمل) بكسر الميم

(2)

وفتح اللام على لفظ الماضي وهو يرجع إلى الابن الكافر أي: أنّ ابنك عمل عملا غير صالح، وقرأ الباقون

(3)

: إنّه (عمل غير صالح) بفتح الميم ورفع اللام على أنه مصدر، قال

(4)

بعض العلماء: الضمير في (إنّه) على هذه [القراءة]

(5)

يرجع إلى السؤال والمعنى: أنّ سؤاله عمل غير صالح، وحمله على هذا كون الابن لا يوصف بأنّه عمل.

قال المؤلف - وفقه الله -: وهذا القول غير سديد من وجهين:

أحدهما: أن الضمير مهما قدّر أن يعود على مصرّح به لم يعد على مفهوم وقد قدّرنا على عوده على الابن، وفي الكلام حذف مضاف تقديره إنه ذو عمل غير صالح.

الثاني: نسبة الخطأ في السؤال لنوح عليه السلام وهو احتقار لمنصب النّبوّة، وما ذكره بعض المفسّرين من نسبة هذا القول لابن عباس والنّخعي

(6)

لا

(1)

الكسائي: (؟ - 180 هـ). هو: علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء، أبو الحسن إمام الكوفيين في النحو واللغة، وأحد القراء السبعة. أخباره في: شذرات الذهب: 1/ 321، تاريخ بغداد: 11/ 403، وفيات الأعيان: 3/ 295.

(2)

انظر الإقناع في القراءات السبع: 2/ 665، النشر في القراءات العشر: 3/ 116.

(3)

انظر حجة القراءات: 341، الإقناع في القراءات السبع: 2/ 665.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 53 عن ابن عباس ومجاهد وإبراهيم النخعي وقتادة ورجحه الطبري رحمه الله. ورجحه البغوي أيضا في تفسيره: 3/ 235.

(5)

زيادة من نسخة (ز) و (ق).

(6)

النخعي: (50 - 95 هـ). هو: إبراهيم بن يزيد النخعي، أبو عمران، الإمام الحافظ الثقة، فقيه العراق. أخباره في: الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 18، وطبقات الفقهاء للشيرازي: 82، وسير أعلام النبلاء: 4/ 520، وتهذيب التهذيب: 1/ 177.

ص: 31

يثبت

(1)

.والله أعلم.

فإن قلت: فلم قال تعالى: {فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} إلى آخر القصة.

فالجواب عن ذلك من وجهين:

أحدهما: أنّ نوحا لم يكن يعلم بكفر ابنه، فهذا هو عذره.

الثاني: أن يقال لا نسلّم أنّ نوحا دعا ابنه مطلقا بل بشرط الإيمان بدليل قوله: (ولا تكن مع الكفرين) أي يا بنيّ اركب معنا مؤمنا ولا تكن مع الكافرين. قاله فخر الدين ابن الخطيب

(2)

رضي الله عنه. والأوّل نقله عياض

(3)

وغيره.

[61]

{وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً.}

(سه)

(4)

هو ثمود

(5)

بن عبيد بن عوص بن عاد بن إرم بن سام بن نوح، وصالح هو ابن عبيد بن جاثر، ويقال غاثر

(6)

فيما ذكروا وهود

(7)

هو ابن عابر،

(1)

قول المؤلف - رحمه الله تعالى -: «إن نسبة هذا القول لابن عباس والنخعي لا يثبت» فيه نظر، فقد ذكره أغلب المفسرين بل ورجحه معظمهم كابن جرير الطبري في تفسيره: 12/ 53 والبغوي في تفسيره: 3/ 253، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 114، وابن كثير في تفسيره: 4/ 259. وانظر: تفسير الرازي: 18/ 3، 4 والله أعلم.

(2)

انظر تفسير الرازي: 17/ 231.

(3)

الشفاء: 2/ 382.

(4)

التعريف والإعلام: 77.

(5)

كذا ذكره السهيلي رحمه الله وسيأتي اختلاف الاسم عند الطبري وغيره.

(6)

في نسخة (ز): «عاثر» بالعين المهملة.

(7)

قال الطبري في تاريخه: 1/ 216: «ومن أهل الأنساب من يزعم أن هود هو عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح» .

ص: 32

وقيل

(1)

ابن عبد الله بن رياح وقد تقدم

(2)

ذكره.

(عس)

(3)

ذكر الشيخ ثمود وقال: هو ثمود بن عوص بن عاد بن إرم بن سام بن نوح، فعلى

(4)

هذا النّسب تكون ثمود من ولد عاد وليست من ولده، وإنما ثمود ابن عم عاد، كذا قال القتيبي

(5)

[وهو]

(6)

ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح هكذا نسبه الطبري

(7)

وغيره

(8)

، وعاد هو: عاد بن عوص بن إرم فهو ابن عمه كما قال القتيبي

(9)

والله أعلم.

وذكر صالحا وقال فيه: هو ابن عبيد بن جاثر ويقال عاثر وقد وجدته

(10)

مقيدا عابر بالباء وهو عابر بن إرم بن سام بن نوح.

[65]

{فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيّامٍ.}

(عس)

(11)

هي الخميس والجمعة والسبت لأنهم عقروها يوم الأربعاء وأخذهم العذاب يوم الأحد

(12)

.والله أعلم.

(1)

ذكره ابن قتيبة في المعارف: 28 عن وهب بن منبه. وقاله اليعقوبي في تاريخه: 1/ 22، والطبري في تاريخه: 1/ 216 وفيهما: «أنه عبد الله بن رباح» بالباء، وذكر أن كثير في البداية والنهاية: 1/ 120 اسمه فقال: «هو هود ابن شالخ بن أرفخشد» ثم ذكر القولين السابقين.

(2)

انظر التعريف والإعلام: 23.

(3)

التكميل والإتمام: 45 أ.

(4)

في كتاب التكميل والإتمام: 45 أهكذا: «فعلى هذا النسب يكون ثمود من ولد عاد وليس من ولده

».

(5)

انظر المعارف: 27.

(6)

في الأصل: «وهي» ، والمثبت من النسخ الأخرى، ومن التكميل والإتمام.

(7)

انظر تاريخ الطبري: 1/ 216 وفيه: «أنه ثمود بن جاثر» وكذا في المحبّر: 384.

(8)

انظر المحبّر: 384، تاريخ اليعقوبي: 1/ 22.

(9)

انظر المعارف: 27.

(10)

انظر المعارف: 29.

(11)

التكميل والإتمام: 45 أ.

(12)

انظر جامع البيان: 8/ 229، والبداية والنهاية: 1/ 136.

ص: 33

[69]

{وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى.}

(سه)

(1)

هم جبريل وميكائيل وإسرافيل

(2)

، وامرأته هي سارّة

(3)

وقد تقدم

(4)

نسبها والاختلاف فيها، والغلام الذي بشّرت به إسحاق بلا خلاف

(5)

ولم تلد له سارّة غيره، وأما إسماعيل فهو بكره وهو من هاجر القبطية

(6)

، فلما توفيت سارّة تزوج قنطورا

(7)

، وذكر ثابت في الدلائل قطورا

(8)

وهي من الكنعانيين ولدت له ستة

(9)

منهم مدين، وزفران، وسرج

(10)

بالجيم هكذا قيّده الدارقطني

(11)

نقشان، ونشق، ومن ولد نقشان البربر في أحد الأقوال وأمهم رغوة، ومن ولد زمران المزامير وهم الذين لا يعقلون

(12)

، ثم تزوج إبراهيم بعد

(1)

التعريف والإعلام: 77.

(2)

ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 240 عن ابن عباس وعطاء. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 127 عن ابن عباس وسعيد بن جبير، وقيل في الرسل غير ذلك، وقال الخازن في تفسيره: 3/ 241 بعد أن ذكر الأقوال كلها: «وقول ابن عباس هو الأولى لأن أقل الجمع ثلاثة، وقوله (رسلنا) جمع فيحمل على الأقل وما بعده غير مقطوع به» . وانظر تفسير الرازي: 18/ 22، 23.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 71 عن السدي ووهب بن منبه.

(4)

انظر التعريف والإعلام: 20.

(5)

انظر تفسير الطبري: 12/ 74، وتفسير البغوي: 3/ 241 وتفسير القرطبي: 9/ 69، وتفسير ابن كثير: 4/ 264، وتفسير الرازي: 18/ 23.

(6)

انظر قصة إبراهيم مع الملك الجبار في تاريخ الطبري: 1/ 245 والبداية لابن كثير: 1/ 150 وما بعدها.

(7)

في التعريف والإعلام: 77: «بنت يقطن» .

(8)

في نسخة (ز): «قنطورا بن يقطان» ، وفي التعريف والإعلام كذلك:77.

(9)

انظر المحبّر: 394، والمعارف: 33، وتاريخ اليعقوبي: 1/ 28، وتاريخ الطبري: 1/ 309، ومروج الذهب: 1/ 46، والكامل في التاريخ: 1/ 70، والبداية والنهاية: 1/ 175، وهناك اختلاف في بعض الأسماء في كل مصدر من هذه المصادر.

(10)

في التعريف والإعلام: «سنرج» وهو خطأ.

(11)

انظر المؤتلف والمختلف للدارقطني: 3/ 1227.

(12)

ذكر الإمام السهيلي رحمه الله من أبناء إبراهيم خمسة ولم يذكر السادس منهم.

ص: 34

قنطورا حجون

(1)

بنت أهين فولدت له خمسة بنين كيسان، وسرج

(2)

وأميم، ولوطان، ونافث والله أعلم.

[78]

قوله تعالى خبرا عن لوط {هؤُلاءِ بَناتِي.}

اسم

(3)

الواحدة ريثا والأخرى رعوثا، وامرأته الهالكة اسمها والهة

(4)

(وامرأة نوح الهالكة اسمها أيضا والغة)

(5)

، وذكر أنّ امرأة لوط حين سمعت الرّجفة التفتت وحدها فمسخت حجرا، وأنّ ذلك الحجر يحيض في كل شهر، ذكر ذلك محمد بن الحسن المقرئ

(6)

.

[84]

{وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً} الآية.

(سه)

(7)

هم بنو مدين

(8)

بن إبراهيم، وشعيب: هو شعيب بن صيفون من

(1)

في المعارف: 33 عن وهب بن منبه: أنها حجورا. في تاريخ الطبري 1/ 311: حجور بنت أرهير.

(2)

في تاريخ الطبري: 1/ 311: «شرخ» بالشين والخاء.

(3)

انظر تاريخ الطبري: 1/ 299، وفي زاد المسير: 4/ 141 عن مقاتل أن اسمهما ربثا وزعرثا، وعن السدي أنهما: رية وعروبة.

(4)

في المحبّر: 383 اسم امرأة لوط وهلة، واسم امرأة نوح وعلة.

(5)

ما بين القوسين ساقط من التعريف والإعلام، وأثبته ابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 181 عن الإمام السهيلي، وهو ثابت أيضا في جميع نسخ كتاب البلنسي هذا.

(6)

محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم العطار (265 - 354 هـ) هو: محمد بن الحسن ابن يعقوب العطار المقري، أبو بكر الإمام المقرئ النحوي، ألف اللطائف في جميع المصاحف والأنوار في تفسير القرآن والرد على المعتزلة

وغيرها. أخباره في تاريخ بغداد: 2/ 206، ونزهة الألباء في طبقات الأدباء: 215، ومعرفة القراء الكبار للذهبي: 1/ 306 وغاية النهاية في طبقات القراء: 2/ 123 وما ذكره لم أقف عليه والله أعلم بصحته.

(7)

التعريف والإعلام: 78.

(8)

أهل مدين: ينسبون إلى مدين بن إبراهيم، وقريتهم تجاور أرض معان من أطراف الشام مما يلي الحجاز قريبا من أرض قوم لوط. انظر: البداية والنهاية: 1/ 184، ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي:372.

ص: 35

مدين

(1)

، ويقال

(2)

: شعيب بن ملكائن، وقد قيل

(3)

: لم يكن من مدين، وظاهر القرآن يدل أنّه كان منهم لقوله تعالى:{وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً،} فإن قلت إنّ أصحاب الأيكة هم مدين وهم الذين أصابهم عذاب يوم الظلّة وقد قال عز وجل فيهم

(4)

: {إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ} ولم يقل أخوهم شعيب، فالحكمة في ذلك أنّه لمّا عرّفهم بالنّسب وهو أحدهم في ذلك النّسب قال: أخوهم، فلمّا عرّفهم بالأيكة التي أصابهم فيها العذاب لم يقل أخوهم وأخرجه عنهم فافهم ذلك.

(عس)

(5)

ذكر شعيبا وساق الخلاف فيه، وقال فيه الطبري

(6)

: شعيب بن منكيل بن يشجب قال: واسمه بالسريانية بيروت

(7)

والله أعلم.

(سي) وقيل في نسبه: إنّه شعيب بن توبيل بن رغوائل بن مدين بن عنقا ابن مدين بن إبراهيم عليه السلام ذكره المسعودي

(8)

فالله أعلم.

[114]

{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ.}

(سه)

(9)

الخطاب متوجه توجها ظاهرا إلى الرجل السائل عن قبلة أصابها

(1)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 325، وابن الأثير في الكامل في التاريخ: 1/ 88.

(2)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 325 عن ابن إسحاق أن اسمه: شعيب بن ميكائيل.

(3)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 325 ولم ينسبه.

(4)

سورة الشعراء، آية:177.

(5)

التكميل والإتمام: 45 أ.

(6)

انظر تاريخ الطبري: 1/ 325.

(7)

في تاريخ الطبري: 1/ 325 أن اسم شعيب يزون، وفي هامش تاريخ الطبري في بعض نسخه اسمه بيروز ويترون.

(8)

مروج الذهب: 1/ 49. وذكر محمد بن حبيب في المحبّر: 296 أن اسم شعيب هو شعيب بن يويب بن عيفا ابن مدين بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وكذا ذكره اليعقوبي في تاريخه: 1/ 34.

(9)

التعريف والإعلام: 78.

ص: 36

من امرأة لا تحلّ له، ويروى أيضا أنّه قال: أصبت منها كلّ شيء إلا النكاح فنزلت الآية

(1)

جوابا لسائله، ولمّا كان ظاهر الحديث الوارد في ذلك لرجل بعينه وجب بشرط الكتاب أن نذكر اسمه وهو أبو اليسر كعب

(2)

بن عمرو بيّن ذلك حديث الترمذي

(3)

من سبب نزول الآية وفي الحديث أنّه قال: «هذا لي خاصة يا رسول الله أم للمسلمين عامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل للمسلمين عامة» ، وفي مسند الحديث أن عمر ضرب في صدره فقال: بل للمسلمين عامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ كما قال عمر: بل للمسلمين عامة.

وفي النّقّاش وغيره من التفاسير

(4)

أن الرجل هو نبهان بن التمار والأول أصح

(5)

.

تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: (الحسنات) هاهنا الصلوات

(6)

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 134، وأورده الواحدي في أسباب النزول: 268، وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 256، وابن كثير في تفسيره: 4/ 286.

(2)

كعب بن عمرو بن عباد الأنصاري، أبو اليسر بفتحتين، مشهور بكنيته، شهد العقبة وبدرا، وقال ابن إسحاق كان من آخر من مات من الصحابة من أهل بدر. أخباره في: السيرة النبوية، القسم الثاني: 335، 336، وأسد الغابة: 4/ 484، 6/ 232، والإصابة: 4/ 221.

(3)

انظر سنن الترمذي: 5/ 292، وقال حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه البخاري في صحيحه: 1/ 34، 5/ 214.والإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2115.

(4)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: 18/ 241 في باب قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ قال: وقصة نبهان التمار ذكرها عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء في تفسيره عن ابن عباس، وأخرجه الثعلبي وغيره من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس: «أن نبهان التمار

ثم ذكر الحديث».

(5)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق): «وفي أحكام إسماعيل القاضي كان رجلا يقال له متعب الأنصاري» . وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح: 18/ 241 عدة أقوال في اسم الرجل. وانظر تفسير ابن كثير: 4/ 487.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 132، 133 عن ابن عباس وعثمان ابن عفان وأبي مالك -

ص: 37

الخمس، وقيل

(1)

: لا إله إلاّ الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله، وقيل

(2)

:

التوبة تذهب الذنوب، وعلى

(3)

الجملة فالحسنة إنّما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه

(4)

من أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بأنّ علة ذلك الحكم هو ذلك الوصف، وإذا كان كذلك وجب في كل حسنة أن تكون مذهبة لكل سيئة، ترك العمل بذلك في الحسنات الصادرة عن الكفار ولفقد شرط قبولها وهو الإيمان فبقي معمولا به في الباقي، وهذه الآية وأمثالها عند قوم تفيد القطع بعفو الله عن التائب وقوفا مع الظاهر وبه قال أبو محمد

(5)

ابن عطية، وتفيد غلبة ظن عند الأكثرين، قال يحيى

(6)

بن معاذ الرازي: إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين سنة كيف لا يهدم معصية ساعة واحدة؟ إلهي لمّا كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان

= الأشعري وابن مسعود ومسروق والضحاك ورجحه الطبري - رحمه الله تعالى -. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 168، وابن كثير في تفسيره: 4/ 285. وراجع: الدر المنثور: 4/ 481 وما بعدها. وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه أحاديث في ذلك: 1/ 134، والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 462، 463 فانظره هناك.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 133 عن مجاهد. وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 168، وأخرج الإمام أحمد في مسنده: 5/ 169 عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة تحتها قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال: هي أفضل الحسنات.

(2)

لم أقف على قائله في هذا الموضع فيما بين يدي من كتب التفسير.

(3)

قال القرطبي في تفسيره: 9/ 110: «والذي يظهر أن اللفظ عام في الحسنات، خاص في السيئات لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتنبت الكبائر» . وهو اختيار أبي حيان في تفسيره: 5/ 270، والألوسي في تفسيره أيضا: 12/ 157.

(4)

انظر شرح البدخشي: 3/ 42، روضة الناظر:264.

(5)

انظر المحرر الوجيز: 7/ 419.

(6)

يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي: (؟ - 258 هـ). أبو زكريا، واعظ، زاهد، لم يكن له نظير في وقته من أهل السري. انظر: صفوة الصفوة: 4/ 90 - 98، الإعلام: 8/ 172.

ص: 38

مقتضى العقل أنّ الإيمان لا يضرّ معه شيء من المعاصي وإلا فالكفر أعظم من الإيمان وإن لم يكن كذلك فلا أقلّ من رجاء العفو منك.

قال فخر الدين

(1)

: وهذا كلام حسن، اللهم اجعلنا من أهل فضلك وعفوك يا ذا الجلال والإكرام والجود والإنعام.

(1)

لم أجده في تفسيره في هذا الموضع.

ص: 39