المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة الأنبياءعليهم السلام - تفسير مبهمات القرآن - جـ ٢

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة يونسعليه السلام

- ‌سورة هودعليه السلام

- ‌سورة يوسفعليه السلام

- ‌سورة الرّعد

- ‌سورة إبراهيمعليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النّحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريمعليها السلام

- ‌سورة الأنبياءعليهم السلام

- ‌سورة الحجّ

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشّعراء

- ‌سورة النّمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الرّوم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السّجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصّافّات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزّمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصّلت

- ‌سورة الشّورى

- ‌سورة الزّخرف

- ‌سورة الدّخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرّحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوحعليه السلام

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة التّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيّنة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌سورة الأنبياءعليهم السلام

‌سورة الأنبياء

عليهم السلام

[3]

{هَلْ هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ.}

(عس)

(1)

هذه إشارة منهم إلى محمّد صلى الله عليه وسلم.

[7]

{فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ.}

(عس)

(2)

قيل

(3)

: يعني عبد الله بن سلام وأصحابه، حكاه ابن سلاّم في تفسيره، وحكى الطبري

(4)

أنّها لمّا نزلت قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: نحن أهل الذّكر، وقيل

(5)

: هم أهل القرآن بدليل قوله تعالى: {إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ}

(6)

.

(1)

التكميل والإتمام: 58 ب.

(2)

التكميل والإتمام: 58 ب.

(3)

أخرج الطبري في تفسيره: 17/ 5 عن قتادة قال: فاسألوا أهل التوراة والإنجيل. وذكر أبو حيان في تفسيره: 6/ 298 عن عبد الله بن سلام قال: أنا من أهل الذكر.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 5 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 272 عن جابر الجعفي.

(5)

ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 289 عن ابن زيد. وذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 272 عن ابن زيد. وقال أبو حيان في تفسيره: 6/ 298: «قال ابن عطية: لا يصلح أن يكون المسئول أهل القرآن في ذلك الوقت لأنهم كانوا خصومهم. اه» .وأكثر المفسرين أن المراد بأهل الذكر هم اليهود والنصارى، والله أعلم. انظر: جامع البيان: 17/ 5، الجامع لأحكام القرآن: 11/ 272، تفسير القرآن العظيم: 5/ 227.

(6)

سورة الحجر: آية: 9.

ص: 211

[11]

{وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ} الآية.

(سه)

(1)

قال أهل التفسير

(2)

والأخبار إنّه أراد أهل حضور

(3)

، وكان بعث إليهم نبي اسمه شعيب بن ذي [مهدم]

(4)

وقبر شعيب هذا في اليمن بجبل يقال له [ضين]

(5)

كثير الثّلج، وليس بشعيب صاحب مدين لأنّ قصة «حضور» قبل مدّة عيسى عليه السلام، وبعد مئين من السنين من مدة سليمان عليه السلام وأنّهم قتلوا نبيّهم، وقتل أصحاب الرّسّ أيضا في ذلك التاريخ نبيا لهم اسمه حنظلة بن صفوان

(6)

، وكانت حضور بأرض الحجاز من ناحية الشّام فأوحى الله إلى أرمياء

(7)

أن ائت بختنصر وأعلمه أنّي قد سلّطته على أرض العرب وأنّي منتقم بك منهم، وأوحى الله إلى أرمياء أن احمل معدّ بن

(8)

عدنان على البراق

(1)

التعريف والإعلام: 112.

(2)

ذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 274.وذكره أبو حيان في تفسيره: 6/ 300 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 617 ونسبه لابن مردويه من طريق الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح: 18/ 38 تفسير سورة الأنبياء.

(3)

حضور: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وراء: بلدة باليمن سميت بحضور بن عدي بن مالك. انظر: معجم ما استعجم: 1/ 455، معجم البلدان: 2/ 272.

(4)

في نسخ المخطوط: «مهرم» بالراء، وعلى الهامش وجد: مهدم هكذا ضبطه ابن ماكولا بكسر الميم وبالدال المهملة. والمثبت من التعريف والإعلام. وكذا ذكره ابن حبيب في المحبّر: 131، وانظر: الإكمال لابن ماكولا: 7/ 305.

(5)

في نسخ المخطوط: (ضنن)، والمثبت من التعريف والإعلام وضين: بكسر الضاد وسكون الياء والنون جبل باليمن. معجم ما استعجم: 2/ 585، ومعجم البلدان: 3/ 465.

(6)

ذكره ابن حبيب في المحبّر: 6، وذكره المسعودي في مروج الذهب: 1/ 65 ممن كان من أهل الفترة.

(7)

في المحبّر: 6: «أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى أبراخيا بن أضيا بن زربايل

أن يأمر بختنصر

إلخ».وفي تاريخ الطبري: 1/ 558: «أوحى الله إلى برخيا بن أحنيا

إلخ».وكذا في الكامل في التاريخ: 1/ 153.

(8)

معدّ بن عدنان بن اد بن ادد، من أحفاد إسماعيل، جد جاهلي. -

ص: 212

إلى أرض العراق كي لا تصيبه النّقمة والبلاء معهم فإني مستخرج من صلبه نبيا في آخر الزمان اسمه محمّد، فحمل معدّا وهو ابن اثنتي عشرة سنة فكان مع بني إسرائيل إلى أن كبر وتزوّج امرأة اسمها معانة، ثم إن بخت نصر [نهض]

(1)

بالجيوش وكمن

(2)

للعرب في مكامن، وهو أوّل من اتّخذ الكمائن في الحرب فيما زعموا، ثم شنّ الغارات

(3)

على حضور فقتل وسبا وخرّب العامر ولم يترك لحضور أثرا، قال الله عز وجل:{فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْااهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ}

(4)

ثم وطئ أرض العرب يمنها وحجازها فأكثر القتل والسبي وخرّب وحرّق ثم انصرف راجعا إلى السواد وإياهم عنى الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ}

(5)

والله أعلم.

[26]

{وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ.}

(عس)

(6)

هذا ردّ على اليهود لعنهم الله حيث قالوا إنّ الله صاهر الجنّ فكانت من بينهم الملائكة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا

(7)

.

= انظر: الإعلام: 7/ 265.

(1)

في نسخ المخطوط: «نهد» .

(2)

كمن: كمن كمونا: اختفى، وكل شيء استتر بشيء فقد كمن فيه كمونا. اللسان: 13/ 359 مادة (كمن).

(3)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق): «(سي): شن الغارات إذا فرقها من كل وجه قالت ليلى الأخيلية: شننا عليهم كل جرداء شطبة لجوج تباري كل أجرد شرحب ذكره الجوهري. ينظر: الصحاح: 5/ 2146 مادة (شنن).

(4)

سورة الأنبياء: آية: 15.

(5)

انظر خبرهم في: المحبر: 6، تاريخ الطبري: 1/ 558، 559، الكامل في التاريخ: 1/ 153.

(6)

التكميل والإتمام: 58 ب.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 16 عن قتادة، وذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 281 عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 624 ونسبه لابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة.

ص: 213

[29]

{وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ} الآية.

(عس)

(1)

هو إبليس لعنه الله

(2)

، وفي هذا دليل أنّه من الملائكة وقد تقدّم الكلام فيه، وقد قال من رأى أنّ إبليس لم يكن من الملائكة إنّ هذه الآية إنما هي على أن لو قال أحد منهم هذا لكان جزاؤه ما ذكر، قال: ولم يقل أحد منهم ذلك، روي عن الحسن

(3)

وذكره ابن سلاّم، والله أعلم

(4)

.

[37]

{خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ.}

(عس)

(5)

قيل

(6)

: إنّ المراد ب (الإنسان) آدم عليه السلام والعجل:

قيل

(7)

: من الاستعجال، وقيل

(8)

: إنّ العجل: الطين، واحتج قائل هذا بقول الشاعر

(9)

:

والنّبع في الصّخرة الصّمّاء منبته

والنّخل ينبت بين الماء والعجل

(1)

التكميل والإتمام: 58 ب، 59 أ.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 17 عن قتادة وابن جريج، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 347 عن الضحاك، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 625 ونسبه لابن أبي حاتم عن الضحاك ونسبه أيضا لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة.

(3)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 347.

(4)

سبق الكلام عن إبليس وأقوال العلماء فيه هل هو من الملائكة أم من الجن؟ ص 164، 165.عند قوله تعالى:«إِلاّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ» سورة الكهف.

(5)

التكميل والإتمام: 59 أ.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 26 عن سعيد والسدي وقتادة ومجاهد وابن زيد. وذكر ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 351 أقوالا غير هذا القول. وانظر: مفاتيح الغيب للرازي: 22/ 171.

(7)

ذكره الأخفش في معاني القرآن له: 2/ 633، وانظر ترتيب القاموس المحيط: 3/ 163 مادة (عجل)، وعليه أكثر المفسرين، انظر: زاد المسير: 5/ 351، تفسير القرطبي: 11/ 289، مفاتيح الغيب للرازي: 22/ 172، فتح القدير: 3/ 408.

(8)

ذكره الزمخشري في تفسيره: 2/ 573.والقرطبي في تفسيره: 11/ 289 عن أبي عبيدة، وانظر اللسان: 11/ 428 مادة (عجل).

(9)

البيت في اللسان: 11/ 428 لأحد الشعراء من حمير.

ص: 214

حكاه المهدوي.

[69]

{قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ.}

(عس)

(1)

قيل

(2)

: إنّ قائلها هو رجل من أعراب فارس، وهم الأكراد وقد سمّاه الشيخ في سورة والصافات.

[71]

{وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ.}

(عس)

(3)

اختلف في هذه الأرض فقيل

(4)

: هي الشّام، لأنّ إبراهيم ولوطا هاجرا من قرية كوثى

(5)

إلى الشّام، وفي هجرته هذه لقي سارّة وهي ابنة ملك نجران

(6)

، وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوّجها، وقد قيل

(7)

: في سارّة إنّها ابنة عمه، وقيل

(8)

في الأرض المذكورة إنّها مكة، روي عن ابن عباس وحجّته

(1)

التكميل والإتمام: 59 أ.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 43 عن ابن عمر ومجاهد وشعيب الجبائي وقال: اسمه هيزن. وذكره ابن كثير في تفسيره: 5/ 345 عن شعيب الجبائي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 639 وزاد نسبته لابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي.

(3)

التكميل والإتمام: 59 ب.

(4)

أخرجه ابن جرير في تفسيره: 17/ 46 عن الحسن وأبي بن كعب وقتادة والسدي وابن إسحاق وابن جريج وأبي العالية وابن زيد ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 368 إلى الأكثرين وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 643 ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، ونسبه لابن عساكر عن قتادة، ونسبه أيضا لابن المنذر عن مجاهد، ونسبه أيضا لابن أبي حاتم عن كعب.

(5)

كوثى: بالضم ثم السكون: مدينة بالعراق. معجم ما استعجم: 2/ 1138، معجم البلدان: 4/ 487.

(6)

كذا في جميع النسخ، والوارد أن سارة كانت بنت ملك حران والله أعلم بالصواب. انظر: تفسير الطبري: 17/ 47 عن السدي، الكامل في التاريخ: 1/ 57.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 47 عن ابن إسحاق، وقال ابن كثير في البداية: 1/ 150: «والمشهور أنها ابنة عمه هاران الذي تنسب إليه حران» .

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 47 عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 368 عن العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره ابن كثير في -

ص: 215

قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ}

(1)

الآية.

وقوله تعالى ذلك في قصة سليمان عليه السلام: {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها}

(2)

هي

(3)

: الشّام، والله أعلم.

[85]

{وَذَا الْكِفْلِ.}

(عس)

(4)

ذكره الشيخ رضي الله عنه في سورة الأنعام

(5)

وسمّاه هناك ولم يجر له في تلك السورة ذكر وإنّما موضع ذكره في هذه السّورة، وقد قيل فيه أقوال منها:

أنّه

(6)

نبي سمّي ذا الكفل لأنّ الله تعالى تكفّل له في عمله بضعف عمل غيره من الأنبياء.

وقيل

(7)

: إنّ اليسع استخلفه فتكفّل له أن يصوم النّهار ويقوم الليل.

وقيل

(8)

: أن يصلي كلّ يوم مائة ركعة، فسمي لذلك ذا الكفل ولم يكن

= تفسيره: 5/ 347.وهذا القول مرجوح والصواب هو القول الأول وهو أن المقصود بالأرض أنها الشام.

(1)

سورة آل عمران: آية: 96، وتمامها:(للذي ببكة مباركا وهدى للمسلمين.)

(2)

سورة الأنبياء: آية: 81. والآية هي: وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 55، 56 عن وهب بن منبه وابن زيد. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 374، وابن كثير في تفسيره: 5/ 352.

(4)

التكميل والإتمام: 59 ب.

(5)

انظر التعريف والإعلام: 55.

(6)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 379 عن الحسن.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 74 عن مجاهد. وذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 328 عن أبي موسى ومجاهد وقتادة.

(8)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 379 عن أبي موسى الأشعري.

ص: 216

نبيا، ووقع في فوائد الصاحبين أنّه اليسع

(1)

، وأنّ له اسمين: اليسع، وذا الكفل

(2)

، والله أعلم.

[87]

{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً.}

(سه)

(3)

هو: يونس

(4)

بن متى أضافه هنا إلى النون وهو الحوت

(5)

وقد قال في سورة ن والقلم: {وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ}

(6)

فسمّاه هنالك (صاحب الحوت) وسمّاه هنا (ذا النون) والمعنى واحد، ولكن بين اللفظين تفاوت كثير في حسن الإشارة إلى الحالتين

(7)

وتنزيل الكلام في الموضعين فإنه حين ذكره في موضع الثّناء عليه قال: {(ذَا النُّونِ)} ولم يقل صاحب النون، والإضافة بذي أشرف من الإضافة بصاحب لأنّ قولك ذو يضاف إلى التابع، وصاحب يضاف إلى المتبوع، تقول أبو هريرة صاحب النّبيّ [صلى الله عليه وسلم]

(8)

، ولا تقول

(1)

قال ابن قتيبة في المعارف: 52: «وكان اليسع تلميذ إلياس فدعا له إلياس فنبأه الله بعده، وأيده بمثل روح إلياس» . وقد نسبه الطبري في تفسيره: 7/ 261 فقال هو: اليسع بن أخطوب بن العجوز.

(2)

واسمه بشر بن أيوب ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 325 دون عزو واختلف العلماء فيه هل هو نبي أم لا؟ فقال ابن قتيبة في المعارف: 55 «وهو من بني إسرائيل بعث إلى ملك كان فيهم يقال له كنعان فدعاه إلى الإيمان وتكفل له بالجنة وكتب له كتاب ذكر حق على الله عز وجل فآمن ذلك الملك» .وقال ابن كثير في قصص الأنبياء: 1/ 370: «فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم الثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور» اه.وقال آخرون: إنه ليس بنبي وإنما رجل صالح، ونسبه القرطبي في تفسيره: 11/ 328 إلى الجمهور. وانظر: تفسير الطبري: 17/ 73 وما بعدها. والدر المنثور: 5/ 661 وما بعدها، والله أعلم.

(3)

التعريف والإعلام: 113.

(4)

انظر: تفسير الطبري: 17/ 76، وزاد المسير: 5/ 381.

(5)

انظر: ترتيب القاموس المحيط: 4/ 465 مادة (نون).

(6)

سورة القلم: آية: 48.

(7)

في نسخة (ز): «إلى الحالية» .

(8)

ساقط من نسخ المخطوط، والمثبت من التكميل والإتمام.

ص: 217

النّبي صلى الله عليه وسلم صاحب أبي هريرة إلا على جهة ما، وأمّا ذو فإنّك تقول فيه ذو المال، وذو الفرس، فتجد الاسم الأوّل متبوعا غير تابع، ولذلك تسمّت أقيال

(1)

حمير بالأذواء، نحو قولهم ذو جدن

(2)

، وذو رعين

(3)

، وذو عمرو

(4)

وذو كلاع

(5)

، وفي الإسلام أيضا ذو العين

(6)

، وذو الشهادتين

(7)

ذو الشمالين

(8)

وذو اليدين

(9)

، وفي

(1)

المقول والقيل: الملك من ملوك حمير يقول ما شاء وأصله قيل. اللسان: 11/ 575 مادة (قيل).

(2)

ذو جدن: الحميري ملك من ملوك حمير، استلم الملك بعد ذو نواس فقاتله ملك الحبشة وهزمه ففر ذو جدن إلى البحر فغرق ومن تبعه من أصحابه. انظر: المعارف: 637، تاريخ الطبري: 2/ 125.

(3)

ذو رعين بن الحارث بن عمرو بن حمير، كان شريفا من أشراف حمير، وهو الذي نهى عمرو من قتل أخيه حسان بن تبان ملك التتبابعة فلم يسمع له وقتل أخاه واستولى على الملك. انظر: المعارف: 103، تاريخ الطبري: 2/ 115، 116.

(4)

ذو عمرو الحميري كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ملكا وأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله يدعوه إلى الإسلام فأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: المحبّر: 75، الإصابة: 1/ 492.

(5)

ذو الكلاع: واسمه أسميفع بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة، ويقال سميفع بفتحتين بن ناكور وقيل ابن حوشب بن عمرو الحميري أسلم مع ذي عمرو بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: المحبّر: 75، الإصابة: 1/ 492، 493.

(6)

ذو العين: قتادة بن النعمان بن زيد الأوسي، أبو عمرو، شهد بدرا وأحدا وغيرها وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، أصيبت عينه يوم بدر وقيل يوم أحد فسالت حدقته على وجنته فردّها الرسول صلى الله عليه وسلم، توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر: أسد الغابة: 4/ 389، الإصابة: 3/ 225، 226.

(7)

ذو الشهادتين: خزيمة بن ثابت بن الفاكه الأنصاري الأوسي.

(8)

ذو الشمالين: عمير بن عبد عمر بن نضلة الخزاعي، حليف بني زهرة، شهد بدرا واستشهد فيها، وكان يعمل بيديه جميعا. الاستيعاب بهامش الإصابة: 1/ 484، الإصابة: 1/ 486.

(9)

ذو اليدين: رجل من سليم يقال له الخرباق بن عمرو السلمي شاهد النبي صلى الله عليه وسلم وعاش حتى -

ص: 218

العرب ذو الجدين

(1)

، وذو الرّئاستين

(2)

، وهذا كله تفخيم للمسمّى بهذا، وليس ذلك من لفظ صاحب وإنّما فيه تعريف [لا يقترن]

(3)

فيه شيء من هذا المعنى، ثم أضاف في هذه الآية إلى النّون وهو الحوت، ولكنّ لفظ النون أشرف لوجود هذا الاسم في حروف التّهجي في أوائل السّور نحو (ن والقلم)، وقد قيل

(4)

:

إنّ هذا الاسم قسم بالنون والقلم، وإن لم يكن قسما فقد عظّمه بعطف المقسم به عليه وهو القلم، وهذا الاشتراك يشرّف هذا الاسم وليس في الاسم الآخر وهو الحوت ما يشرّفه كذلك، فالتفت إلى تنزيل الكلام في الآيتين يلح

(5)

لك ما أشرنا إليه في هذا العرض، فإنّ التدبّر لإعجاز القرآن واجب ومفترض. وقوله فيها:{إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً} والمغاضبة

(6)

لا تكون إلا من اثنين، فقيل

(7)

: إنّه ذهب مغاضبا لملك اسمه حزقيا أمره أن ينهض إلى أمّة كان عندهم سبط من بني إسرائيل مأسورين ليدعوهم إلى الإيمان وأن يرسلوا من في أيديهم من بني إسرائيل فأبى عليه يونس حتى عزم عليه الملك فلذلك خرج مغاضبا له، وكان

= روى عنه المتأخرون من التابعين. انظر: الاستيعاب بهامش الإصابة: 1/ 491، الإصابة: 1/ 489.

(1)

ذو الجدين: هو عبد الله بن عمر بن الحارث. انظر: المحبّر: 136.

(2)

ذو الرئاستين: (154 - 202 هـ). هو: الفضل بن سهل السرخسي، أبو العباس، وكان مجوسيا فأسلم على يد المأمون وجعله المأمون على الوزارة وقيادة الجيش معا فلقب بذي الرئاستين (الحرب والسياسة). تاريخ بغداد: 12/ 339، الإعلام: 5/ 149.

(3)

في الأصل: «يقترف» ، والمثبت من التعريف والإعلام.

(4)

سيأتي في سورة القلم إن شاء الله تعالى.

(5)

يلح: أي يظهر ويبرز. اللسان: 4/ 586 مادة (لوح).

(6)

في التعريف والإعلام: «والمغاضب لا يكون» .

(7)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 381 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 330 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ص: 219

شعيا نبيّ ذلك الزّمان هو الذي أمر حزقيا أن يرسل من رأى، كلّ هذا بوحي أوحاه الله إلى شعيا وهذا أحد الأقوال في تفسير الآية

(1)

.

تحقيق: قوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} قال المؤلف - وفقه الله -: في توجيه هذه الآية وصرفها عمّا يتخيّله من لا بصيرة

(2)

له بالعلم من أنّ هذا النّبي الكريم جهل صفة من صفات ربّه، أربعة أوجه:

الأول

(3)

: أنّ المعنى فظنّ أن لن نضيّق عليه مسلكه في خروجه، من قوله تعالى:{فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}

(4)

{وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}

(5)

{اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ}

(6)

.

الثاني

(7)

: أنّه من القدر، والمعنى أنّه حسن ظنّه بمولاه ألاّ يقضي عليه العقوبة، ويؤيد هذا الوجه قراءة الزّهري

(8)

: {نَقْدِرَ عَلَيْهِ}

(9)

بضم النون وفتح القاف وتشديد الدال، وتحتمل أيضا هذه القراءة أن تكون من معنى التّضييق وهو

(1)

انظر الأقوال الأخرى في: جامع البيان للطبري: 1/ 76، 77، وزاد المسير: 5/ 581، 582، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 11/ 329، 330، تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 5/ 360، 361.

(2)

في نسخة (ح): «عما عبره له» .

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 78، 79 عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والكلبي والضحاك. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 383 عن عطاء. وانظر: الدر المنثور: 5/ 665، 666.

(4)

سورة الفجر: آية: 16.

(5)

سورة الطلاق: آية: 7.

(6)

سورة الرعد: آية: 26.

(7)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 382 عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك. وذكره القرطبي في تفسيره: 11/ 331 عن قتادة ومجاهد.

(8)

الزّهري: (85 - 124 هـ). هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله المدني أبو بكر، أحد الأئمة الكبار، وعالم الحجاز والأمصار، تابعي، قرأ على أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر: غاية النهاية: 2/ 262، وفيات الأعيان: 4/ 177، تهذيب التهذيب: 9/ 445.

(9)

وذكر القرطبي في تفسيره: 11/ 332 أنها قراءة عمر بن عبد العزيز أيضا.

ص: 220

الوجه الأول، يقال قدر وقدّر بمعنى ضيّق، وقرئ

(1)

: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} بالتشديد.

الثالث

(2)

: بمعنى الاستفهام، والمعنى أفظنّ أن لن نقدر عليه؟ وحكى المنذر

(3)

بن سعيد أنّه قرئ

(4)

في الشاذ كذلك بألف الاستفهام.

الرابع: أنّ هذه الواقعة كانت قبل النّبوّة والرسالة ثم أرسل بعد ما نبذه الحوت، رواه الزّهراوي والقاضي أبو الفضل

(5)

عياض عن ابن عباس واستدل من الآية بقوله: {فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ}

(6)

ثمّ قال: {وَأَرْسَلْناهُ} واستدلّ له القاضي أيضا بقوله: {وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ}

(7)

ثم قال: {فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ}

(8)

الآية. والفاء للترتيب والتعقيب.

(1)

وهي قراءة ابن عامر الشامي وأبو جعفر. انظر حجة القراءات: 761، والبدور الزاهرة:342.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 79 عن ابن زيد. وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 383 عن ابن زيد وسليمان التيمي، والقرطبي في تفسيره: 11/ 332.وقال الطبري في تفسيره: 17/ 79: وأمّا ما قاله ابن زيد فإنه قول لو كان في الكلام دليل على أنه استفهام حسن، ولكنه لا دلالة فيه على أن ذلك كذلك، والعرب لا تحذف من الكلام شيئا لهم إليه حاجة إلا وقد أبقت دليلا على أنه مراد في الكلام، فإذا لم يكن في قوله: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ دلالة على أن المراد به الاستفهام كما قال ابن زيد: كان معلوما أنه ليس به» اه.

(3)

المنذر بن سعيد: (273 - 355 هـ). هو: منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن النفزي البلوطي أبو الحكم، قاضي الأندلس في عصره، فقيه، عالم بالتفسير خطيب، شاعر، صنف: الناسخ والمنسوخ وأحكام القرآن. انظر: تاريخ علماء الأندلس، القسم الثاني: 144، معجم الأدباء: 7/ 178، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 336.

(4)

انظر قوله في تفسير الرطبي: 11/ 332.

(5)

انظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 2/ 247.

(6)

سورة الصافات: آية: 145.

(7)

سورة القلم: آية: 48.

(8)

سورة القلم: آية: 50.

ص: 221

قال فخر الدين

(1)

ابن الخطيب: وفي هذا القول إشكال لأن الله تعالى قال: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}

(2)

.

قال المؤلف - وفّقه الله -: وإنّما يرد هذا الإشكال لو سلّمنا له أنّ (إذ) معمولة للفظ (مرسلين) أي لمن المرسلين وقت هربه إلى الفلك، ولا نسلّم له ذلك بل الوقف عند قوله:{لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} و (إذ) في موضع نصب بإضمار فعل مقطوعا ممّا قبله، والتقدير: واذكر حال يونس إذ أبق إلى الفلك، فصحّ أنّها كانت قبل النبوة، فإن قلت: فنهي الله محمّدا صلى الله عليه وسلم عن أن يكون على مثل فعل صاحب الحوت يؤذن بأنّ فعله كان محذورا.

فالجواب: أنّ الصبر على مثل تلك المحنة التي ابتلاه الله بها مندوب إليه، وترك المندوب ليس بذنب، ولو صبر يونس عليه السلام لكان أفضل فأراد الله أن يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم أفضل المنازل فلهذا قال:{وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ.}

فإن قلت

(3)

: إنّ قوله: {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ} اعتراف بذنب؟.

فالجواب

(4)

: أنّ المعنى إنّي كنت من الظالمين في ترك الأفضل، وهو المقام معهم، والتّحمّل لإذايتهم حتى يرى

(5)

ما يكون من الله تعالى فيهم تأسّيا بمن تقدّمه من الرّسل عليهم السلام.

[90]

{وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ.}

(1)

بحثت في تفسير الرازي في الآيات التي تكلمت عن قصة يونس فلم أعثر على قوله هذا. وقد ذكر الرازي الأقوال السابقة وأجاب عنها في تفسيره: 22/ 215، والله أعلم.

(2)

سورة الصافات: آية: (139، 140).

(3)

زيادة من نسخة (ح).

(4)

ذكر ذلك الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 215.

(5)

في نسخة (ز): «يكون» .

ص: 222

(سه)

(1)

قد تقدّم اسمها

(2)

وهو أشياع بنت عمران على أحد القولين أو بنت فاقود بن قبيل على القول الآخر.

[91]

{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها.}

(سه)

(3)

هي: مريم. {وَجَعَلْناها وَابْنَها} هي: مريم وابنها عيسى عليه السلام وقال: (ءاية) ولم يقل آيتين وهما اثنان لأنّها

(4)

قصة واحدة وهي ولادتها له من غير ذكر

(5)

، وقوله:{أَحْصَنَتْ فَرْجَها} يريد فرج

(6)

القميص أي لم تعلق بثوبها ريبة، أي أنها طاهرة الأثواب، وفروج

(7)

القميص أربعة: الكمّان والأعلى والأسفل فلا يذهبنّ وهمك

(8)

إلى غير هذا من لطيف الكناية لأنّ القرآن أنزه معنى وأوزن لفظا، وألطف إشارة، وأصلح عبارة من أن يريد ما يذهب إليه وهم الجاهل لا سيّما والنفخ من روح القدس بأمر القدّوس، فأضف القدس إلى القدّوس ونزّه المقدّسة المطهّرة عن الظن الكاذب والحدس

(9)

.

نكتة: قال المؤلف - وفقه الله -: إن قلت ما الحكمة في قوله هنا (فنفخنا فيها)

(1)

التعريف والإعلام: 115.

(2)

وذلك في سورة مريم: آية: 3، وانظر التعريف والإعلام:110.

(3)

التعريف والإعلام: 115.

(4)

في نسخة (ح): «لأنهما» .

(5)

انظر تفسير الطبري: 17/ 84، وتفسير القرطبي: 11/ 338.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 62 عن وهب بن منبه والسدي وابن جريج. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 385، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 671 ونسبه لعبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة.

(7)

الفرج: الخلل بين الشيئين، والجمع فروج. اللسان: 2/ 341 مادة (فرج).

(8)

في هامش الأصل ونسخة (ز): «وإن ذهب وهم أحد إليه فلا حرج عليه، فقد قال به جماعة من العلماء، واللفظ يساعده والإحصان يدل عليه» .

(9)

الحدس: الظن والتخمين، يقال: هو يحدس، بالكسر، أي يقول شيئا برأيه. اللسان: 6/ 47 مادة (حدس).

ص: 223

بعود ضمير المؤنّث، وفي التّحريم {(فَنَفَخْنا فِيهِ)}

(1)

بعود ضمير المذكّر والقصة واحدة؟

فالجواب: أنّ قصد الآية هنا الإخبار عن حالها وحال ولدها بأن جعلا للناس آية، والتّعجّب من أمرها حين ولدت من غير فحل، وأنّ النفخ صيّرها حاملا، والحمل صفة يرجع إلى جملتها لا لبعضها فوجب أن يعود الضمير على كلّها لأنّ النفخ [في فرجها]

(2)

نفخ فيها، وأمّا التي في التّحريم فلم يقصد بها زائد على الإخبار عمّا وقع من النّفخ في فرجها، ولم ينسّق بالكلام ما نسّق به في سورة الأنبياء من وصف حالها بعد الولادة فوجب عود الضمير على الفرج، والله أعلم. ذكره الأردستاني

(3)

رحمه الله.

[101]

{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى.}

(سه)

(4)

فيه إشارة إلى عيسى وعزير عليهما السلام

(5)

، وانظر بيان هذا في سورة الزّخرف.

(عس)

(6)

وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه قال: هم عثمان وأصحابه، حكاه الطبري

(7)

.

(1)

سورة التحريم: آية: 12.

(2)

في الأصل: «في بطنها فرجها» .

(3)

الأردستاني: (؟ -؟). هو: إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بابن أبي الفرج الأردستاني. انظر: كتاب درة التنزيل وغرة التأويل: 7، وانظر قوله في درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي برواية الأردستاني:303.

(4)

التعريف والإعلام: 115.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 96 عن عكرمة والحسن البصري وسعيد وأبي صالح وغيرهم، وذكره الواحدي في أسباب النزول: 315، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور: 5/ 681 ونسبه للبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونسبه أيضا لابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنهما.

(6)

التكميل والإتمام: 59 ب.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 96 عن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يخطب فذكره. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 393، وأورده السيوطي في الدر المنثور: -

ص: 224

[104]

{كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ.}

(سه)

(1)

السّجلّ فيما ذكر محمّد بن الحسن المقري عن جماعة من المفسرين

(2)

قال: هو ملك في السماء [الثالثة]

(3)

ترفع إليه أعمال العباد، يرفعها إليه الحفظة

(4)

الموكّلون بالخلق في كل خميس واثنين وقد كان من أعوانه فيما ذكروا هاروت وماروت

(5)

.

وفي السّنن

(6)

لأبي داود عن ابن عباس قال: السّجلّ كاتب كان للنّبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يعرف في كتّاب النّبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه من اسمه السّجل، ولا وجد إلا في هذا الخبر والله أعلم.

تكميل: (عس)

(7)

وقد أنكر هذه الرواية وردّها الطبري

(8)

..

= 5/ 681 - 682 ونسبه لابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه عن النعمان بن بشير ونسبه أيضا لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن محمد بن حاطب.

(1)

التعريف والإعلام: 115، 116.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 99، 100 عن ابن عمر والسدي وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 395 عن علي بن أبي طالب وابن عمر والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 683 ونسبه لعبد بن حميد عن علي وعطية ولابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر والسدي، ولابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي جعفر الباقر.

(3)

في نسخ المخطوط: «الثانية» والمثبت من التعريف والإعلام.

(4)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق): «رفع الحفظة أعمال العباد يوم خميس واثنين للسجل في السماء الثانية» .

(5)

أورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 683 ونسبه لابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي جعفر الباقر.

(6)

أخرجه أبو داود في سننه: 3/ 132 باب اتخاذ الكاتب. وأخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 100 عن ابن عباس أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 684 ونسبه لأبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه وصححه عن ابن عباس، ولابن المنذر وابن عدي وابن عساكر عن ابن عباس أيضا.

(7)

التكميل والإتمام: 59 ب، 60 أ، ب.

(8)

قال الإمام الطبري في تفسيره: 17/ 100: «ولا يعرف لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب كان اسمه السجل

ص: 225

وغيره

(1)

، وكتّاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم مشاهير مذكورون في الكتب لم يعلم فيهم السجل، وأنا أذكرهم بأنواع كتبهم لتتمّ بهم الفائدة بحول الله تعالى.

حكى أبو عبد الله ابن عبدوس

(2)

في كتاب الوزراء

(3)

تسمية كتّاب النّبي صلى الله عليه وسلم وهو أبلغ ما وقفت عليه من أسمائهم فقال: هم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما كانا يكتبان الوحي، فإن غابا كتبه أبي بن كعب وزيد بن ثابت فإن لم يشهد أحد منهما كتبه سائر الكتّاب، وخالد بن سعيد

(4)

بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان بين يديه في حوائجه، والمغيرة بن شعبة

(5)

والحصين

(6)

بن نمير كانا يكتبان ما بين الناس وينوبان عن

= ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه».

(1)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 5/ 378: «وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه وإن كان في سنن أبي داود منهم شيخنا الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي

ثم قال ابن كثير: والصحيح عن ابن عباس أن السجل هي الصحيفة قاله علي بن أبي طلحة عنه ونص على ذلك مجاهد وقتادة وغير واحد واختاره ابن جرير لأنه المعروف في اللغة» اه. واختاره أيضا ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 395، والقرطبي في تفسيره: 11/ 347 والله أعلم.

(2)

الجهشياري: (؟ - 331 هـ). هو: محمد بن عبدوس بن عبد الله كوفي، أبو عبد الله، مؤرخ وكاتب، صنف الوزراء والكتاب وأسمار العرب والعجم والروم وغيرها. أخباره في: الوافي بالوفيات: 3/ 135، النجوم الزاهرة: 3/ 279، معجم المؤلفين: 10/ 275.

(3)

انظر: الوزراء والكتاب: 12 - 14.

(4)

خالد بن سعيد بن العاص، من السابقين الأولين في الإسلام توفي في مرج الصفر وقيل في أجنادين. انظر: الاستيعاب بهامش الإصابة: 1/ 399، الإصابة: 1/ 406.

(5)

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفي، أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان، توفي سنة خمسين عند الأكثر. انظر: الاستيعاب: 3/ 388، الإصابة: 3/ 453.

(6)

الحصين بن نمير كان عامل عمر على الأردن، وهو من كتاب النّبي صلى الله عليه وسلم. -

ص: 226

خالد ومعاوية إذا لم يحضروا، وعبد الله

(1)

بن الأرقم، والعلاء

(2)

بن عقبة كانا يكتبان بين القوم في مياههم ودورهم وبين النساء والرجال وكان عبد الله بن الأرقم مع ذلك يكتب إلى الملوك عند النّبي صلى الله عليه وسلم.

وحكى ابن العربي

(3)

: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمره أن يكتب عنه، فيكتب ويطيع ولا يقرؤه عليه لأنّه كان عنده أمينا وحذيفة بن اليمان كان يكتب خرص التمر، ومعيقيب

(4)

بن أبي

(5)

فاطمة

(6)

كان يكتب المغانم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عليها، وحنظلة

(7)

بن الرّبيع كان خليفة كل كاتب إذا غاب عن عمله فغلب عليه اسم الكاتب، وهو كان صاحب خاتم النّبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي عليه [الصلاة]

(8)

والسلام قد قال له: الزمني واذكرني بكل شيء لثالثة، فكان لا يأتي على مال

= المصباح المضيء: 1/ 100، الإصابة: 1/ 399.

(1)

عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم أسلم يوم الفتح، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ويختم ولا يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم لأمانته، واستعمله عمر على بيت المال وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه. الاستيعاب: 2/ 260، الإصابة: 2/ 273.

(2)

العلاء بن عقبة كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثه هو والأرقم في دور الأنصار. انظر أسد الغابة: 4/ 77، المصباح المضيء: 1/ 206، الإصابة: 2/ 498.

(3)

لم أقف على كلامه فيما تيسر لي من كتبه.

(4)

معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، أسلم قديما، وشهد المشاهد كلها واستعمله عمر على بيت المال، توفي في خلافة عثمان وقيل غير ذلك. انظر: أسد الغابة: 5/ 240، المصباح المضيء: 1/ 234، الإصابة: 3/ 451.

(5)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق): «(سي) ذكر أبو عمر أن معيقيبا كان على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله أبو بكر رضي الله عنه على بيت المال وتوفي في آخر خلافة عثمان، وقيل توفي سنة أربعين في خلافة علي رضي الله عنه. ينظر: الاستيعاب بهامش الإصابة: 3/ 476.

(6)

في نسخة (ح) زيادة «الدوسي» .

(7)

حنظلة بن الربيع بن صيفي، أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل الطائف، شهد القادسية، ونزل الكوفة، ومات في خلافة معاوية رضي الله عنه. أسد الغابة: 2/ 65، المصباح المضيء: 1/ 96، الإصابة: 1/ 359.

(8)

ساقطة من الأصل.

ص: 227

ولا طعام ثلاثة أيام إلا ذكّره به فلا يبيت وعنده منه شيء (والحصين

(1)

بن زهير من بني عبد مناة شهد بيعة الرضوان، ودعاه النّبي صلى الله عليه وسلم ليكتب الصلح يوم الحديبية فأبى ذلك سهيل بن عمرو وقال: لا يكتب بيننا إلا رجل منّا فكتبه علي ابن أبي طالب) وعبد الله بن أبي سرح كان قد كتب للنّبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتدّ ولحق بالمشركين، ثم استأمن له من النّبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان يوم الفتح فأمنه.

فهؤلاء كتّاب النّبي صلى الله عليه وسلم الذين حفظت أسماؤهم ورويت أخبارهم، ولم يذكر فيهم السّجل ولا هو معروف في الصحابة فالصحيح أنّ السجل في الآية هي الصحيفة.

فإن قيل

(2)

: فما معنى الآية على هذا؟

فقال الطبري

(3)

: معنى الكلام: كطي السّجلّ على ما فيه من الكتاب فتكون اللام بمعنى على.

والأظهر عندي - والله أعلم - أن تكون اللام لام العلّة التي هي بمعنى من أجل فمعنى الكلام: كطي الصحيفة من أجل الكتاب الذي فيها وإنما تطوى الصحيفة صيانة للكتابة وحفظا لها كما تقول: طويت الثوب لعلمه، أي من أجل علمه والله أعلم.

(سي) وذكر في الكتّاب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما والزبير وخالد بن الوليد وعامر بن فهيرة وعمرو بن العاص وعبد الله بن رواحة وثابت بن قيس بن شماس، ذكر ذلك الإمام أبو محمد عبد العزيز بن جماعة في مختصر السيرة

(4)

له، فالله أعلم.

(1)

لم أقف على ترجمة له، ولم أجده من ضمن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وما بين القوسين غير مثبت في كتاب الوزراء والكتاب لابن عبدوس: 12 - 14.

(2)

في نسخة (ح): «فإن قلت» .

(3)

جامع البيان: 17/ 100، وذكره ابن كثير في تفسيره: 5/ 378.

(4)

انظر: مختصر السيرة النبوية لابن جماعة: الورقة: 19 ب.

ص: 228

[105]

{أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ.}

(سه)

(1)

هي الشّام

(2)

، وقيل

(3)

: أرض الجنّة، والأول قول أبي الدرداء

(4)

وجماعة، وعباده الصالحون أمة محمّد

(5)

صلى الله عليه وسلم.

(1)

التعريف والإعلام: 116.

(2)

ذكره الألوسي في تفسيره: 17/ 104 دون عزو.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 104، 105 عن ابن عباس وأبي العالية وسعيد بن جبير ومجاهد وابن زيد. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 397 وقال: «وبه قال الأكثرون» وقال القرطبي في تفسيره: 11/ 349: أحسن ما قيل فيه إنه يراد بها أرض الجنة. وقال الألوسي في تفسيره: 17/ 104 بعد أن ذكر ما قيل في تفسير الأرض هنا قال: «والأولى أن تفسّر الأرض بأرض الجنة، كما ذهب إليه الأكثرون وهو وفق المقام» . وانظر: تفسير الفخر الرازي: 22/ 229، 230.

(4)

واسمه عويمر وقيل عامر الأنصاري الخزرجي ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر رضي الله عنه، توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه. انظر: الإصابة: 3/ 45، 46.

(5)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 397: وقال: «رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونسبه القرطبي في تفسيره: 11/ 349 لأكثر المفسرين. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 687 ونسبه للبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ فنحن الصالحون.

ص: 229