المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة النّمل [5] {أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ.} (عس) (1) حكى الطبري (2) رضي - تفسير مبهمات القرآن - جـ ٢

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة يونسعليه السلام

- ‌سورة هودعليه السلام

- ‌سورة يوسفعليه السلام

- ‌سورة الرّعد

- ‌سورة إبراهيمعليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النّحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريمعليها السلام

- ‌سورة الأنبياءعليهم السلام

- ‌سورة الحجّ

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشّعراء

- ‌سورة النّمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الرّوم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السّجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصّافّات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزّمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصّلت

- ‌سورة الشّورى

- ‌سورة الزّخرف

- ‌سورة الدّخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرّحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوحعليه السلام

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة التّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيّنة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌ ‌سورة النّمل [5] {أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ.} (عس) (1) حكى الطبري (2) رضي

‌سورة النّمل

[5]

{أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ.}

(عس)

(1)

حكى الطبري

(2)

رضي الله عنه أنهم

(3)

الذين قتلوا يوم بدر من مشركي قريش، والله أعلم.

[18]

{قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ} الآية.

(سه)

(4)

ذكروا فيها اسم النّملة المكلّمة لسليمان وقالوا

(5)

اسمها جرمياء، ولا أدري كيف يتصوّر أن يكون للنّملة اسم علم؟ والنّمل لا يسمّي بعضهم

(6)

بعضا، ولا الآدميّون يمكنهم تسمية واحدة منها باسم علم لأنّه جنس لا يتميّز للآدميّين صور بعضهم من بعض، ولا هم

(7)

أيضا واقعون تحت ملكة بني آدم كالخيل والكلاب ونحوها فإنّ العلميّة فيما

(8)

كان كذلك موجودة عند العرب.

فإن قلت: العلميّة موجودة في الأجناس كثعالة

(9)

..

(1)

التكميل والإتمام: 64 ب.

(2)

ذكره الطبري في تفسيره: 19/ 132 دون عزو.

(3)

في نسخة (ح): زيادة «هم» .

(4)

التعريف والإعلام: 126.

(5)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 169.

(6)

في (ز): «بعضها» .

(7)

في (ز): «ولا هي أيضا واقعة» .

(8)

في نسخة (ز): «فيها» .

(9)

الثعالة: اسم للذكر من الثعالب، لا ينصرف. -

ص: 281

وأسامة

(1)

وجعار

(2)

وقثام

(3)

في الضبع ونحو هذا كثير.

قلت: فليس أمر النّملة من هذا لأنّهم زعموا أنّه اسم علم لنملة واحدة من الجنس معيّنة من بين سائر النّمل، وثعال ونحوه لا يختص بواحد من الجنس بل كل واحد رأيته من ذلك الجنس فهو ثعالة وكذلك أسامة وابن آوى وابن عرس وما أشبه ذلك.

فإن صحّ ما قالوه فله وجه: وهو أن تكون هذه النملة الناطقة قد سمّيت بذلك الاسم في التوراة أو في الزّبور أو في بعض الصحف سمّاها الله بهذا الاسم، وعرفها به الأنبياء قبل سليمان أو بعضهم، وخصّت بالتسمية لنطقها وإيمانها فهذا وجه، ومعنى قولنا بإيمانها أنّها قالت للنمل:{لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} فقولها: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} التفاتة مؤمن أي أنّ سليمان من عدله وفضله جنوده لا يحطّمون نملة

(4)

فما فوقها إلا بألاّ يشعروا.

وقد قيل

(5)

: إنّما كان تبسّم سليمان عليه السلام سرورا بهذه الكلمة منها، ولذلك أكّد التبسّم بقوله:{ضاحِكاً} إذ قد يكون التبسم من غير ضحك ولا رضى، ألا تراهم يقولون تبسّم تبسّم الغضبان، وتبسّم تبسّم المستهزئ، وتبسّم الضحك إنما هو عن سرور ولا يسرّ نبي بأمر دنيا وإنما يسرّ بما كان من الدين.

= اللسان: 11/ 84 مادة (ثعل).

(1)

أسامة: من أسماء الأسد، لا ينصرف. اللسان: 12/ 18 مادة (اسم).

(2)

جعار: اسم للضبع لكثرة جعرها. اللسان: 4/ 139 مادة (جعر).

(3)

قثام: مثل حذام، هي الأنثى من الضباع، والذكر يقال له: قثم. اللسان: 12/ 462 مادة (قثم).

(4)

في نسخة (ح) زيادة كلمة: «واحدة» .

(5)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 162 ونسبه للمفسرين.

ص: 282

وقولها: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} إشارة

(1)

إلى الدّين والعدل والرأفة، ونظير قول النملة في جند سليمان:{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} قول الله عز وجل في جند محمّد صلى الله عليه وسلم: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ}

(2)

التفاتا إلى أنهم لا يقصدون ضرر مؤمن، إلا أنّ المثني على جند سليمان النملة بإذن الله، والمثني على جند محمد صلى الله عليه وسلم هو الله نفسه لما لجنود محمد صلى الله عليه وسلم من الفضل على جنود غيره من الأنبياء كما لمحمد صلى الله عليه وسلم من الفضل على جميع النّبيين عليهم السلام.

(عس)

(3)

وقد حكي أن اسمها طاقية

(4)

، حكاه الزّمخشري في تفسيره

(5)

.

والنملة كالحمامة تقع على الذكر والأنثى والفرق بينهما بالإخبار والصّفة ونحو هذا.

ويحكى

(6)

أنّ قتادة دخل الكوفة فالتفّ عليه الناس فقال: سلوا عمّا شئتم؟ وكان أبو حنيفة حاضرا وهو غلام حدث فقال: سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرا أم أنثى؟ فسألوه: فأفحم

(7)

، فسألوا أبا حنيفة فقال: كانت أنثى، فقيل له من أين عرفت هذا؟ فقال: من قول الله تعالى: {قالَتْ نَمْلَةٌ} ولو كان ذكرا لقال: قال نملة.

فائدة: قال المؤلف - وفقه الله -: جواب أبي حنيفة رضي الله عنه إنّما هو على الأكثر، يقال قرأ حمزة، وهذا حمزة مقبلا اعتبارا بمدلوله ولا يقال قرأت

(1)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 162 عن مقاتل.

(2)

سورة الفتح: آية: 25.

(3)

التكميل والإتمام: 65 ب.

(4)

في الكشاف للزمخشري: 3/ 141: «طاخية» .

(5)

ذكره الزمخشري في تفسيره: 3/ 141 دون عزو. وذكره البغوي في تفسيره: 5/ 138. وفي فتح القدير للشوكاني: 4/ 135 عن الحسن أن اسمها «حرس».

(6)

انظر: الكشاف للزمخشري: 3/ 141.

(7)

جاء في اللسان: 12/ 449 مادة (فحم) قوله: «كلمته حتى أفحمته إذا أسكته في خصومة أو غيرها» .

ص: 283

حمزة، اسم رجل [اعتبارا]

(1)

بتأنيث اللفظ إلا قليلا، قال الشاعر

(2)

:

أبوك خليفة ولدته

(3)

أخرى

وأنت خليفة، ذاك الكمال

يقال: طارت حمامة وأنت تريد الذكر، اعتبارا بتأنيث اللفظ وفي القرآن:

{حَيَّةٌ تَسْعى}

(4)

ففي (تسعى) ضمير مؤنث يرجع إلى حيّة، ووصفها بأنّها ساعية لقوله (تسعى) بالتاء، فهذا كلّه اعتبار

(5)

بتأنيث لفظ حية فقط، وإلا فالحية في الآية إنّما كانت ذكرا حكى الزّهراوي عن محمّد بن يحيى عن أبيه حدّثنا سعيد عن قتادة أنّه قال:{فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى} أي حية: أشعر ذكر. ويدلّ على هذا التأويل قوله تعالى: {فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ}

(6)

والثعبان اسم للذّكر الكبير من الحيات، وقد تقدم

(7)

.

فلا يبعد أن يكون تأنيث (قالت نملة) من هذا النحو، قال

(8)

أبو عبد الله

(9)

بن مالك: ومن ثمّ لا دليل على أنّ النملة في (قالت نملة) أنثى.

(1)

في نسخ المخطوط: «اعتبار» والمثبت من نسخة (ح).

(2)

البيت ذكره الأزهري في تهذيب اللغة له: 7/ 408 فقال: وأنشد الفراء اه.وكذا هو في اللسان: 9/ 84 مادة (خلف) عن الفراء أيضا. وذكره ابن رشيق في العمدة: 2/ 280 فقال: أنشده الكسائي، والشاهد في البيت أنه قال:«ولدته أخرى» لتأنيث اسم الخليفة، والوجه أن يقول:«ولده آخر» . انظر: المصادر السابقة.

(3)

في نسخة: (ز): «أمدته» .

(4)

سورة طه: آية: 20.

(5)

في نسخة (ح): «اعتبارا» .

(6)

سورة الأعراف آية: 107.

(7)

انظر سورة طه: آية: 17.

(8)

انظر المساعد في تسهيل الفوائد: 3/ 289.

(9)

ابن مالك: (598 - 672 هـ). هو: الإمام محمد بن عبد الله بن مالك الجياني، أو عبد الله، إمام في النحو واللغة، مقرئ، صنف: تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، وإكمال الإعلام بمثلث الكلام، وغير ذلك. -

ص: 284

قال بعض المتأخرين: يريد لجواز أن يكون تأنيث الفعل لما في لفظ النملة من التأنيث وعلم تأنيثها من خارج، قال

(1)

الشّعبي: كانت هذه النملة القائلة ذات جناحين، وقال

(2)

: نوف البكالي

(3)

: كانت تلك على قدر الذّباب العظيم.

ووادي

(4)

النّمل بالشّام مما يلي عسقلان

(5)

معروف إلى اليوم، ويقال

(6)

نملة ونمل بفتح النون وضم الميم كسمرة وسمر، وبضمّهما كبسرة وبسر وكلاهما مروي قراءة عن سليمان

(7)

التيمي رضي الله عنه، وقراءة الجمهور إمّا لغة مستقلة، وإمّا مخفّفة من الأولى، والله أعلم.

= أخباره في: شذرات الذهب: 5/ 339، طبقات الشافعية للأسنوي: 2/ 454، غاية النهاية: 2/ 180.

(1)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 169.

(2)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 161، وذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 171، وذكره ابن كثير في تفسيره: 6/ 194.

(3)

البكالي: (؟ - 95 هـ). هو: نوف بن فضالة الحميري، إمام أهل دمشق في زمانه، مستور، وكان راويا للقصص. تقريب التهذيب:567.تهذيب التهذيب: 10/ 490.

(4)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 161 عن قتادة، قال ابن كثير في تفسيره: 6/ 194: «ومن قال من المفسرين: إن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيره، وأن هذه النملة كانت ذات جناحين كالذباب أو غير ذلك من الأقاويل فلا حاصل لها» .

(5)

عسقلان: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم قاف، وآخره نون: مدينة بالشام، من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين، ويقال لها عروس الشام. انظر: معجم البلدان: 4/ 122.

(6)

انظر: اللسان: 11/ 678 مادة (نمل)، وقد ذكر هذه القراءة القرطبي في تفسيره: 13/ 169.

(7)

التيمي: (46 - 143 هـ). هو: سليمان بن طرخان التيمي مولاهم البصري، أبو المعتمر ثقة عابد، وقال ابن حبان: كان من عباد أهل البصرة وصالحيهم ثقة إتقانا وحفظا وسنة. -

ص: 285

[22]

{وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ.}

(سه)

(1)

اسم سبأ

(2)

عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان، قيل

(3)

: إنه أول من سبى

(4)

فسمي سبأ، وقيل

(5)

: إنّه أول من تتوّج من ملوك اليمن.

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: غرض الشيخ أبي زيد رحمه الله بذكر عبد شمس الأب الأكبر هاهنا، إنّما هو ليبيّن أنّه به سمّيت القبيلة المذكورة في الآية ولم تسمّ بغيره فهو أصل

(6)

التسمية، هذا هو الممكن وهو الذي قصد من ذكر الأب الأكبر هاهنا وإن لم يصرّح به أكثرهم، وأوضح هذا القصد أبو محمد بن عطية، ولا يعقل أن يريد هو أو أحد أنّ سبأ الذي جاء الهدهد منه بالنبإ اليقين إلى سليمان عليه السلام هو سبأ الأب الأكبر؛ لأنّ ذلك لم يقله أحد وهو باطل بما أذكر بعد إن شاء الله، وإنما الخلاف في السّبب الذي لأجله سمّي القبيل بذلك، قال ابن عطيّة: المراد بسبإ في الآية القبيل، واختلف لم سمّي بذلك؟ فقالت فرقة

(7)

: هو اسم امرأة هي أم القبيل فسمّوا بها، وقال الحسن:

- في كتاب الرّمّاني

(8)

- هو اسم موضع سمّي القبيل به،

= انظر: الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 178، سير أعلام النبلاء: 6/ 195، تهذيب التهذيب: 4/ 201.

(1)

التعريف والإعلام: 127.

(2)

انظر: المحبّر لابن حبيب: 364، مروج الذهب: 2/ 74، والبداية والنهاية: 2/ 158. وفي المعارف: 101 قيل: اسمه عامر.

(3)

ذكره ابن قتيبة في المعارف: 626، والمسعودي في مروج الذهب: 2/ 71، وابن عبد البر في القصد والأمم: 21، 28.

(4)

السبي: الأسر، سبي العدو سبيا وسباء إذا أسره. اللسان: 14/ 367 مادة (سبا)، ترتيب القاموس المحيط: 2/ 517 مادة (سبا).

(5)

ذكره المسعودي في مروج الذهب: 2/ 74.

(6)

غير واضحة في الأصل.

(7)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 181.

(8)

الرماني: (296 - 384 هـ).

ص: 286

وقال الجمهور

(1)

: هو اسم لرجل

(2)

هو أبو القبيل كلّه، وهو ابن يشجب بن يعرب، وروي

(3)

في هذا القول حديث

(4)

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله فروة

(5)

بن مسيك عن سبأ ما هو؟ فقال: «هو اسم رجل منه تناسلت قبائل اليمن» .انتهى.

قال المؤلف - وفقه الله -: والحديث أطول من هذا يأتي ذكره في سورة سبأ إن شاء الله تعالى، ففي الحديث في لفظ أبي محمد أنّ فروة بن مسيك هو السائل وكذا وقع في رواية لأبي عمر بن عبد البر في كتاب «القصد

(6)

والأمم» له قال: حدثنا عبد الوارث

(7)

بن سفيان

= هو: علي بن عيسى بن علي، أبو الحسن، الأديب، الفقيه المتكلم، المفسر. من مصنفاته: الجامع الكبير في التفسير، معاني الحروف، وشرح الصفات

وغيرها. إنباه الرواة: 2/ 294، نزهة الألباء: 233، لسان الميزان: 4/ 284.

(1)

ذكره الزمخشري في تفسيره: 3/ 143.وذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 181.وذكره الخازن في تفسيره: 5/ 141.

(2)

في نسخة (ز): «جل» ، وفي نسخة (ح):«رجل» .

(3)

الحديث أخرجه الترمذي في سننه: 5/ 361 عن فروة بن مسيك وروي عن ابن عباس أيضا، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

(4)

ساقطة من نسخة: (ح).

(5)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق): (سي): فروة بن مسيك ويقال ابن مسيكة والأول أكثر، ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن كديد القطيفي ثم المرادي أصله من اليمن، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع فأسلم، وقيل سنة عشر، وكان شاعرا محسنا، وانتقل إلى الكوفة في زمن عمر بن الخطاب فسكنها، وحديثه في سبأ حديث حسن رواه عنه الشعبي وأبو سبرة النخعي وسعيد بن أبيض وأبو هاني المرادي ذكر ذلك أبو عمر ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب. ينظر: الاستيعاب بهامش الإصابة: 3/ 199، 200.

(6)

القصد والأمم: 29.

(7)

عبد الوارث بن سفيان: (317 - 395 هـ). هو: عبد الوارث بن سفيان بن جبرون بن سليمان، يعرف بالحبيب، أبو القاسم، كان شيخا صالحا عفيفا من أهل قرطبة. انظر: جذوة المقتبس: 295، الصلة لابن بشكوال:382.

ص: 287

حدثنا قاسم

(1)

أصبغ حدثنا أحمد

(2)

بن زهير حدثنا ابن نمير عن أبي جناب

(3)

عن أبي هاني

(4)

المرادي عن فروة بن مسيك قال: قلت يا رسول الله أخبرني عن سبأ ما هو أب هو أو واد أو جبل؟ وذكر الحديث ووقع في أصل الترمذي

(5)

أن السائل رجل آخر والراوي فروة بن مسيك ورواه

(6)

أيضا أبو عمر من طريق

(7)

علقمة

(8)

ابن وعلة عن ابن عباس أنّه قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن سبأ، ورواه

(9)

أيضا من طريق يزيد

(10)

بن [حصين]

(11)

عن تميم الدّاري أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وذكر

(1)

البياني: (244 - 340 هـ). هو: قاسم بن أصبغ بن محمد، أبو محمد، إمام أئمة الحديث في الأندلس، حافظ مكثر مصنف، صنف: كتابا في السنن وأحكام القرآن والمجتبى وغيرها. انظر: تاريخ علماء الأندلس: 366، بغية الملتمس:447.

(2)

وهو الحافظ ابن أبي خيثمة، وقد تقدمت ترجمته: ص 123.

(3)

أبو جناب: (؟ - 150 هـ). هو: يحيى بن أبي حية الكلبي، ضعفوه، وقال أبو زرعة وأبو نعيم وابن نمير ويعقوب ابن سفيان والدارقطني وغير واحد: كان مدلسا. التاريخ الكبير للبخاري: 8/ 267، ميزان الاعتدال: 4/ 371.تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر: 146.

(4)

أبو هاني المرادي: (؟ -؟). هو: سعيد بن أبيض بن حمال المرادي، المأربي، قال الذهبي: فيه جهالة، وقال الحافظ ابن حجر: مقبول من الثالثة. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 4/ 3، ميزان الاعتدال: 2/ 126، تقريب التهذيب:233.

(5)

انظر: سنن الترمذي: 5/ 361.

(6)

القصد والأمم: 30.

(7)

في نسخة (ح) هكذا: «ورواه أيضا من طريق ابن حصين عن تميم بن علقمة بن وعلة» .

(8)

لم أعثر على ترجمة له.

(9)

القصد والأمم: 30.

(10)

في الأصل ونسخة (ز): «يزيد بن حمين» ، والمثبت من نسخة (ق) و (ح)، وكذا جاء في القصد والأمم:30.

(11)

لم أعثر على ترجمة له.

ص: 288

الحديث، وهذان الطريقان يحتمل أن يكون السائل فيهما فروة بن مسيك أو غيره، وهذا الحديث حجة على من زعم أنّ القبيل سمي بغير اسم الأب الأكبر وهو الذي ارتضاه الشيخ أبو زيد حيث لم يذكر غير اسم الأب والحديث قد حفظه فعمل بمقتضاه، وإن صح ما روي عن الحسن أنّ سبأ مدينة قرب مأرب باليمن فهي أيضا مسمّاة باسم الأب الأكبر الذي نزلها، كما سمّيت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بيثرب بن عبيل بن مهلائل رجل من العماليق كان قد نزلها أولا.

وإنّما قلنا سبأ الذي جاء سليمان الهدهد بخبره هو اسم الحي، فليس بسبإ الأب الأكبر في الحال لأن كونه اسم الأب باطل غير معقول من ثلاثة أوجه:

أحدها: أن سبأ بن يشجب أقدم من إبراهيم عليه السلام لأن بين إبراهيم وأرفخشذ بن سام على أصح

(1)

الأقوال سبعة آباء وهم: آزر بن ناحور بن أسرغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ، وبين سبأ وأرفخشذ خمسة آباء على أشهر

(2)

الأقوال أيضا وهم: يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ، وإبراهيم عليه السلام هو جدّ بني إسرائيل الذين منهم سليمان عليه السلام وبين سليمان وإبراهيم أربعة عشر أبا على ما تقدم في نسب داود في سورة الأنعام

(3)

فكيف يعقل أن يكون سبأ الذي هو أقدم من إبراهيم جدّ سليمان في عصر سليمان؟.

الوجه الثاني: قول الله تعالى حكاية عن الهدهد: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ} فجاء بضمير الجمع ولو كان رجلا لقال: تملكه، ثم

(4)

جميع ألفاظ الآية تدل على أن سبأ قبيلة.

الوجه الثالث: أنه لو كان اسما للأب لكان منصرفا على كل حال فمنع

(1)

انظر: المحبّر لابن حبيب: 4، تاريخ اليعقوبي: 1/ 18 - 23، المعارف لابن قتيبة:30.

(2)

انظر: المعارف: 27.

(3)

انظر: صلة الجمع: 379.

(4)

في نسخة (ح): «ثم إن جميع» زيادة إن.

ص: 289

صرفه في قراءة

(1)

أبي عمرو والبزي

(2)

يدل على أنّ سبأ اسم القبيلة لا الأب.

فإن قيل: فلعلّ سبأ اسم الأب وفي الكلام حذف مضاف والتقدير وجئتك من ذرّيّة سبأ أو من قوم سبأ؟.

فالجواب: أنّ هذا ضعيف من ثلاثة أوجه:

أحدها: أنّ هذا غير مطّرد وإنما يمشي على قراءة من صرف

(3)

والاتفاق

(4)

بين القراءات ما أمكن أولى من دعوى الاختلاف.

الثاني: أنّ هذا الحذف لا داعية إليه إذا جعلناه

(5)

اسما للقبيلة، وكلام بلا حذف أولى من كلام بحذف.

الثالث: أن الضمير في هذا القول يعود على محذوف، وفي قولنا يعود على ظاهر، وإذا احتمل

(6)

الضمير أن يعود على الظاهر أو مقدّر كان الواجب حمله على الظاهر فصحّ أنّه اسم القبيلة وبقي عليه حال كونه مرادا به القبيلة حكم أصله فصرف إذا وضعه على الأب حقيقة وعلى القبيلة مجاز، حكى هذا الوجه أبو علي

(7)

في كتابه الحجة عن أبي الحسن الأخفش

(8)

.

(1)

انظر: الإقناع في القراءات السبع: 719.حجة القراءات: 525، البدور الزاهرة: 234.

(2)

البزي: (170 - 250 هـ). هو: أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن، المقرئ، قارئ مكة، ومؤذن المسجد الحرام في زمانه. أخباره في: الأنساب للسمعاني: 2/ 217، 218، معرفة القراء الكبار: 1/ 173، غاية النهاية: 1/ 119، 120.

(3)

انظر: حجة القراءات: 525، البدور الزاهرة:234.

(4)

حرف الواو ساقط من الأصل ومثبت من النسخ الأخرى.

(5)

في نسخة (ز): «إذا جعلته» .

(6)

في نسخة (ح): «اختل» .

(7)

وهو أبو علي الفارسي، واسم كتابه:«الحجة في علل القراءات السبع» ، طبع منه إلى نهاية سورة آل عمران في جزءين.

(8)

الأخفش: (؟ - 215 هـ) وقيل غير ذلك. -

ص: 290

والأظهر ما قاله الجمهور إنّه روعي حاله وكونه اسما للحي وأنشد

(1)

سيبويه على الصرف قول النّابغة

(2)

الجعدي:

أضحت ينفّرها الولدان من سبإ

كأنّهم تحت دفّيها دحاريج

(3)

يريد أنه مرّ على ناقته بهذه القبيلة

(4)

فاجتمع حوله ولدانهم متعجّبين منه لكونه بزيّ الأعراب [منفّرين]

(5)

لها، وشبّههم بدحاريج الجعل وهي كورة

(6)

التي يكوّرها، الواحدة دحرجة، والدّفّان

(7)

الجنبان

(8)

وأحدها دف، ومن منع صرفه راعي كونه في الحال اسما للقبيلة، وأنشد

(9)

على ترك الصرف أيضا:

من سبأ الحاضرين مأرب إذ

يبنون من دون سيله العرما

(10)

= سعيد بن مسعدة البلخي، أبو الحسن، إمام النحو. أخذ النحو عن سيبويه، وبرع في علم النحو، والعروض، والكلام وألف الأوسط، وكتاب المقاييس في النحو، ومعاني القرآن وغير ذلك. وسمّي الأخفش لأن عينيه صغيرتان مع سوء البصر بهما. معجم الأدباء: 11/ 224، وفيات الأعيان: 2/ 380، سير أعلام النبلاء: 10/ 206.

(1)

انظر: كتاب سيبويه: 3/ 253.

(2)

النابغة الجعدي: (؟ -؟). هو: عبد الله بن قيس بن جعدة، وقد اختلف في اسمه اختلاف كثير، الشاعر المعمر، قيل إنه عاش مائتان وعشرين سنة وقيل غير ذلك. أخباره في: الشعر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 289، الإصابة: 3/ 537.

(3)

ديوان النابغة الجعدي: 217.

(4)

في نسخة (ح): «الناقة» .

(5)

في الأصل: «منفر لها» ، والمثبت من النسخ الأخرى.

(6)

انظر: اللسان: 3/ 265 مادة (دحرج).

(7)

انظر: اللسان: 9/ 104 مادة (دف).

(8)

في الأصل ونسخة (ح): «الجنتان» .

(9)

انظر: كتاب سيبويه: 3/ 253.

(10)

البيت للنابغة الجعدي أيضا وهو في ديوانه: ص 134، وقيل إن البيت لأمية بن أبي الصلت، وهو في ديوانه: ص 450.

ص: 291

ومأرب

(1)

اسم موضع باليمن، والحاضرون المقيمون، والعرم

(2)

جمع عرمة وهي السّدّ بلغة حمير، ومن قرأ

(3)

بتسكين الهمزة وهو قنبل

(4)

فعلى التخفيف لتوالي الحركات أو على نيّة الوقف ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، والله تعالى أعلم.

[23]

{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ.}

(سه)

(5)

هي بلقيس

(6)

بنت هداد بن شرحيل، ويقال

(7)

ذي شرج ابن عمرو ذي الأذعار ابن أبرهة.

وقال الطبري

(8)

: اسمها [بلقمة]

(9)

: بنت أبي شرج ابن ذي [جدن]

(10)

، ونسبها إلى صيفي بن سبأ الأصغر، والقول الأول قاله ابن قتيبة

(11)

، واختلف في نكاح سليمان لها، فقيل

(12)

إنّه أنكحها لنفسه فكانت زوجة له، وقيل

(13)

بل

(1)

مأرب: بهمزة ساكنة، وكسر الراء، والباء الموحدة. انظر: معجم البلدان: 5/ 34.

(2)

انظر: اللسان: 12/ 396 مادة (عرم).ترتيب القاموس المحيط: 3/ 209 مادة (عرم).

(3)

انظر: الإقناع في القراءات السبع: 2/ 719، النشر في القراءات العشر: 3/ 226، البدور الزاهرة:234.

(4)

قنبل: (195 - 291 هـ). هو: محمد بن عبد الرحمن المكي، أبو عمر، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز. انظر: معرفة القراء الكبار: 1/ 230، غاية النهاية: 2/ 165، 166.

(5)

التعريف والإعلام: 94.

(6)

ذكره ابن كثير في تفسيره: 6/ 196 عن الحسن.

(7)

ذكره ابن حزم في الجمهرة: 439.وذكره ابن كثير في تفسيره: 6/ 196 عن ابن جريج.

(8)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 489.

(9)

في الأصل: «بلمقة» ، والمثبت من التعريف والإعلام.

(10)

في الأصل و (ز): «جدر» ، وفي نسخة (ح):«جزر» .

(11)

انظر: المعارف: 628.

(12)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 494 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وابن قتيبة في المعارف: 628.وذكره ابن كثير في البداية والنهاية: 2/ 24 عن الثعلبي.

(13)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 495 عن وهب بن منبه، وانظر الكامل في التاريخ: 1/ 133.

ص: 292

أنكحها فتى من أبناء ملوك اليمن لمّا أسلمت وأعلمها أنّ الدين والإسلام من أمره النّكاح.

(عس)

(1)

ذكر بلقيس والاختلاف في اسم أبيها، فمما لم يذكره أنّه

(2)

قيل فيها ابنة اليشرح وابنة إيلي شرخ، وأمّا اسمها

(3)

فبلمقة، حكاه الطبري

(4)

.وقد قيل

(5)

يلمعه بالياء باثنتين والعين، وأمّا نسبها فهي بلقيس

(6)

ابنة ذي شرج - على ما تقيّد من الخلاف فيه - ابن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وقيل

(7)

إنّ

(8)

أمّها كانت من الجن، واختلف في اسمها، قيل ما تقدّم، وقيل

(9)

رواحة بنت سكين، والله أعلم.

وذكر الاختلاف في نكاح سليمان عليه السلام لها، وقول من قال

(10)

إنّه أنكحها فتى من أبناء ملوك اليمن، ولم يسمّه وهو ذو تبع ملك همدان، وكان

(1)

التكميل والإتمام: 65 أ.

(2)

في نسخة (ح): «كأنه» .

(3)

في نسخة (ح): «أمها» .

(4)

تاريخ الطبري: 1/ 489.

(5)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 489.

(6)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 489.

(7)

في نسخة (ح): «ويقال» .

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 169 عن محمد بن كعب القرظي وذكره ابن قتيبة في المعارف: 628.وانظر: الكامل في التاريخ: 1/ 129.

(9)

ذكره ابن حبيب في المحبّر: 367.وفي الكامل لابن الأثير: 1/ 129 قال اسمها رواحة بنت السكر. وفي تفسير القرطبي: 13/ 183 عن عثمان بن الحاضر قال: اسمها بلعمة بنت شيطان وفي البداية لابن كثير: 2/ 21 اسمها ريحانة بنت السكن وقال ابن الأثير في الكامل: 1/ 130 بعد أن ذكر ما قيل في أم بلقيس قال: «والجميع خرافة لا أصل له ولا حقيقة» .وقال أبو حيان في تفسيره: 7/ 67 بعد ذكره ما قيل عن أم بلقيس قال: «وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا الحديث الصحيح» .اه.

(10)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 494، 495 عن وهب بن منبه وابن الأثير في الكامل: 1/ 133، وابن كثير في البداية والنهاية: 2/ 24.

ص: 293

سبب ذلك على قول من قال إنّ سليمان لم يتزوجها وإنما زوّجها من ذي تبّع، أنّه لمّا عرض عليها النّكاح أبته وقالت: مثلي لا ينكح الرجال فأعلمها سليمان أنّ النكاح من شريعة الإسلام فقالت: إن كان ذلك فزوّجني ذا تبّع، فزوّجه إيّاها ثم ردّها إلى اليمن وسلّط زوجها ذا تبع على اليمن، وأمر زوبعة أمير جنّ اليمن أن يعمل لذي تبّع ما استعمله فيه، فصنع لذي تبّع صنائع باليمن وبنى له حصونا، وانتظم ملك ذي تبّع وملك بلقيس مع ملك سليمان عليه السلام.

تذييل: (سي) ما ذكره الشيخ أبو عبد الله رحمه الله من نسبة بلقيس إلى صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب [وهم]

(1)

- والله أعلم - وإنما هو ما ذكره الشيخ أبو زيد أنّه سبأ الأصغر فهو أعلم بهذا الشأن، ولم يكن لسبأ بن يشجب الأكبر ولد يسمى صيفيا، مع أنّه كان له عشرة

(2)

من الولد منهم حمير بن سبأ وكهلان بن سبأ، ومنهما كانت ملوك اليمن من التبابعة والأذواء، وإنما صيفي بن سبأ الأصغر كما نصّ عليه الشيخ أبو زيد فيما حكى عن الطبري وقاله أبو

(3)

عمر وعليه جميع النّسّابين، والدليل على فساده أيضا أنّ بين بلقيس وسبأ بن يشجب على ما ذكره من النّسب أربعة آباء وهم ذو شرج بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ، والبرهة

(4)

التي بين سليمان عليه السلام المعاصر لبلقيس وبين سبأ بن يشجب أكثر من هذا على ما نبّهنا عليه في الآية قبل هذا، ويوضّح طول المدة بينهما قول ابن قتيبة

(5)

في نسبها وهو الذي عليه الأكثر إنّها ابنة هداد بن شرحبيل أو ذي شرج بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار، وأبرهة ذو المنار هو ابن الحارث الرائش، وقد ذكر الشيخ أبو عبد الله في سورة الدخان من هذا

(1)

في الأصل ونسخة (ز) و (ق): «وهو» ، والمثبت من نسخة (ح) ولعله الصواب.

(2)

انظر أسماؤهم في الجمهرة لابن حزم: 329.

(3)

انظر: القصد والأمم: 28، وانظر: الجمهرة لابن حزم: 438.

(4)

في نسخة (ح): «المدة» . والبرهة والبرهة جميعا: الحين الطويل من الزمان. وقيل الزمان. انظر: اللسان: 13/ 476 مادة (بره).

(5)

انظر المعارف: 628.

ص: 294

الكتاب أنّ بين الحارث الرائش وبين حمير بن سبأ خمسة عشر أبا وهذا هو اللائق بطول المدّة بينهما، والله أعلم.

ويروى

(1)

أنّ الجنّ لمّا رأت أنّ سليمان عليه السلام يريد تزويج بلقيس خافت ألاّ تفارقها السحرة

(2)

، فأشاعات أنّ أمّها من الجن، وأنّها هلباء

(3)

شعراء ورجلها كحافر حمار، فأمر سليمان الجنّ فصنعت

(4)

له صرحا

(5)

وهو شبه الصّهريج

(6)

وملأه ماء وبثّ فيه كثيرا من الحيّات والضّفادع ثم أطبق عليه بالزّجاج الأبيض الشّفّاف، ثم وضع لسليمان كرسيّه عليه

(7)

وقعد عليه، فلمّا وصلته بلقيس قيل لها ادخلي إلى نبي الله فلمّا رأت اللّجّة فزعت وظنّت أنّها

(8)

قصد بها الغرق، ثم عجبت من كون كرسيّه على الماء وهالها

(9)

الأمر ولم يكن لها بد من امتثال الأمر فكشفت عن ساقيها لتدخل فرأى سليمان ساقيها سليمتين مما افترته الجنّ، وهي من أجمل النساء غير أنّها كثيرة الشعر فأخبرها أنّه صرح، وأمر فصنعت لها النّورة

(10)

، وهي أول من صنعت له، ثمّ إنه تزوجها

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 169 عن محمد بن كعب القرظي ومجاهد. وانظر: التيجان في ملوك حمير، ص 171.

(2)

في نسخة (ز): «السخرة» .

(3)

الهلباء: المرأة كثيرة الشعر. اللسان: 1/ 786 مادة (هلب).

(4)

في نسخة (ح): «فصنع» .

(5)

الصرح: بيت واحد يبنى منفردا ضخما طويلا في السماء. وقيل هو القصر، وقيل هو كل بناء عال مرتفع. اللسان: 2/ 511 مادة (صرح).

(6)

الصهريج: واحد الصهاريج وهي الحياض يجتمع فيها الماء. اللسان: 2/ 312 مادة (صهرج).

(7)

في نسخة (ح) هكذا: «كرسيه ووضع عليه» .

(8)

في نسخة (ح): «أنه» .

(9)

الهول: المخافة من الأمر. وهالني الأمر يهولني هولا: أفزعني. اللسان: 11/ 711 مادة (هول).

(10)

النّورة: من الحجر الذي يحرق ويسوي منه الكلس ويحلق به شعر العانة.

ص: 295

وأسكنها معه بالشّام، وروى النّقّاش

(1)

أنّه تزوّجها وردّها إلى ملكها باليمن، وكان يأتيها على الريح في كل شهر مرة فولدت له غلاما سمّاه داود على اسم أبيه عليهما السلام ومات في حياته، كلّ هذا من كتاب الطبري

(2)

والمهدوي وابن عطية وبعضهم يزيد في اللفظ على بعض فالله أعلم.

[35]

{وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ.}

(عس)

(3)

وقع في التاريخ

(4)

الكبير للطبري أنّها بعثت إليه بخرزة غير مثقوبة، وقالت: اثقب هذه؟ قال: فسأل سليمان الإنس فلم يكن عندهم علم، ثم سأل الجنّ فلم يكن عندهم علم، ثم سأل الشياطين فقالوا: ترسل إلى الأرضة

(5)

فجاءت فأخذت شعرة في فيها فدخلت فثقبتها بعد حين.

ووقع في تفسير

(6)

الطبري أنّها بعثت إليه بمائتي غلام ومائتي جارية فألبست الغلمان لباس الجواري، والجواري لباس الغلمان وقيل

(7)

ألبست جميعهم لباسا واحدا فعرف سليمان الغلمان من الجواري، وخلّص بعضهم من بعض وردّ الهديّة.

(سي) ومما

(8)

لم يذكره الشيخ رضي الله عنه

= اللسان: 5/ 244 مادة (نور)، والمصباح المنير:630.

(1)

ذكره ابن كثير في تفسيره: 2/ 24 عن الثعلبي.

(2)

انظر: تاريخ الطبري: 1/ 489 وما بعدها.

(3)

التكميل والإتمام: 64 ب.

(4)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 491 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(5)

الأرضة: بالتحريك: دويبة بيضاء شبة النملة تظهر أيام الربيع، تأكل الخشب وغيره. اللسان: 7/ 113 مادة (أرض).

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 155 عن ابن جريج ومجاهد.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 155 عن الضحاك وابن عباس رضي الله عنهما. وذكره ابن هشام في التيجان: ص 167.

(8)

في نسخة: (ح): «وما» .

ص: 296

ما روي

(1)

أنها بعثت إليه بخرزة ثانية مثقوبة ثقبا معوجّا وسألته إدخال خيط فيها دون أن يقربها إنس ولا جنّ، وبقدح لا شيء فيه وسألته أن يملأه من ماء ليس من السّماء ولا من الأرض، وباثنتي عشرة بختيّة

(2)

تحمل لبن الذهب، فأمّا الوصائف والغلمان فروي أنّه كان على أيديهم أطباق العنبر والمسك، وعرف بعضهم من بعض بأن أمرهم بالوضوء فبدأ الغلمان بالأيدي والوصائف

(3)

بالمرافق، وأمر دودوة التمرة فدخلت والخيط في فيها في ثقب الدّرّة المعوجّ حتى خرجت من الجانب الآخر، وملأ القدح من عرق الخيل، وأمر الجنّ قبل وصول الهدية فموّهت

(4)

له الآجر

(5)

بالذّهب وجعلها تحت أقدام الخيل من مرابطها ليهون على رسلها اللبن التي جاءت بها، ذكره المهدوي

(6)

وغيره.

[39]

{قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ.}

(سه)

(7)

قال ابن منبه: اسمه الكودن، ذكره النّحّاس

(8)

.

(1)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 199 عن ابن عباس رضي الله عنهما بزيادة قليلة.

(2)

في الأصل: «بحتية» بالحاء المهملة، والمثبت من النسخ الأخرى. والبختية: هي الإبل الخراسانية. انظر: ترتيب القاموس المحيط: 1/ 222 مادة (بخت).

(3)

في نسخة (ح): «والنساء» .

(4)

موه الشيء: طلاه بذهب أو بفضة، وما تحت ذلك شبه أو نحاس أو حديد. انظر: اللسان: 13/ 544 مادة (موه).

(5)

الآجر: طبيخ الطين، وهو الذي يبنى به. اللسان: 4/ 11 مادة (أجر).

(6)

قال ابن كثير في تفسيره: 6/ 200 بعد أن ذكر ما قيل عن الهداية قال: «وأكثره مأخوذ من الإسرائيليات» .وقال الألوسي في تفسيره: 19/ 200 بعد أن ذكر ما قيل عن الهدية قال: «وكل ذلك أخبار لا يدرى صحتها ولا كذبها ولعل في بعضها يميل القلب إلى القول بكذبه» .

(7)

التعريف والإعلام: 128.

(8)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 203.وفي تفسير الطبري: 19/ 161 عن شعيب الجبائي قال: اسمه كوزن.

ص: 297

(سي) وروي عن ابن عباس أنّه صخر الجنّي، ذكره

(1)

عط، والله أعلم.

[40]

{قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ.}

(سه)

(2)

قيل

(3)

: إنه آصف بن برخيا، ابن خالة سليمان عليه السلام، وكان عنده علم بالاسم الأعظم من أسماء الله عز وجل، وقيل

(4)

: هو سليمان نفسه، ولا يصح في سياق الكلام مثل هذا التأويل، وذكر محمد بن الحسن المقرئ قولا ثالثا إنه ضبّة بن أد

(5)

، وهذا لا يصح البتة لأن ضبة

(6)

هو ابن أد بن طابخة، واسمه عمرو بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وقد تقدّم أنّ معدّا كان في مدة بخت نصر وذلك بعد عهد سليمان بدهر طويل فإذا لم يكن معه في عهد سليمان فكيف ضبة بن أد وهو بعده بخمسة آباء؟ وهذا بيّن لمن تأمّله، وقد قيل

(7)

فيه قول رابع: إنّه جبريل عليه السلام.

(عس)

(8)

وقد قيل

(9)

: اسمه بلخ، وقيل

(10)

: هو الخضر،.

(1)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 203.وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 360 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(2)

التعريف والإعلام: 128.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 163 عن ابن إسحاق، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 174، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 360 ونسبه لابن أبي حاتم عن ابن عباس ويزيد بن رومان، ونسبه أيضا لابن عساكر عن الحسن.

(4)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 175 عن محمد بن المنكدر.

(5)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 205.

(6)

انظر الجمهرة لابن حزم: 203 في نسب ضبة.

(7)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 175، وذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 205 عن النخعي وابن عباس رضي الله عنهما.

(8)

التكميل والإتمام: 65 ب.

(9)

أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 162 عن قتادة.

(10)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 175 عن ابن لهيعة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 360 ونسبه لابن أبي حاتم عن ابن لهيعة، وقال ابن كثير في تفسيره: 6/ 202 بعد أن ذكره قال: «وهو غريب جدا» اه.وقيل في اسمه غير ذلك. -

ص: 298

وحكي

(1)

أنّ الدعاء الذي دعا به هو أن قال: يا إلهنا وإله كلّ شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام ائتني بعرشها، والله أعلم.

[48]

{وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} الآية.

(سه)

(2)

ذكر النّقّاش

(3)

التسعة الذين كانوا يفسدون في الأرض

(4)

ولا يصلحون وسمّاهم بأسمائهم، وذلك لا ينضبط برواية، غير أنّي أذكرهم على وجه الاجتهاد والتخمين، [ولكن

(5)

نذكره على رسم ما وجدناه في كتاب محمّد بن حبيب

(6)

وهم: مصدع بن دهر، ويقال دهم، وقدار بن سالف]، وهريم، وصوّاب، ورياب، وداب، ودعمي، وهرمي، ورعين بن عمرو.

(عس)

(7)

ذكر الشيخ أسماء التسعة الرهط، وقد حكى الزّمخشري

(8)

أسماءهم في تفسيره عن وهب على خلاف ذلك فقال: الهذيل بن عبد رب غنم بن غنم، رباب بن مهرج، مصدع بن مهرج، عمر بن كردية، عاصم بن

= انظر: الدر المنثور: 6/ 360.

(1)

أورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 361 ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري. وروى غير ذلك. انظر: الدر المنثور: 6/ 361.

(2)

التعريف والإعلام: 129.

(3)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 216.

(4)

في نسخة (ح): «المدينة» .

(5)

في الأصل هكذا: «

والتخمين وهم قدار ثبت هذا في خ عوضا مما في الأصل، ولا فيه كبير فائدة فمن أراده فلينظره هناك، ولكني ذكرتهم على الشرط والاجتهاد وهم قدار بن سالفة ويقال فيه قدار بن قديدة يعرف بأمه

». وهو كذا في نسختي (ز) و (ق) إلا أنه بالهامش، والمثبت من التعريف والإعلام، والله أعلم.

(6)

انظر: المحبّر: 357.

(7)

التكميل والإتمام: 66 ب، 67 أ.

(8)

انظر: الكشاف: 3/ 151، 152، وقيل في أسمائهم غير ذلك. انظر: الجامع لأحكام القرآن: 13/ 215، ومفحمات الأقران:80.

ص: 299

مخرمة، سبيط بن صدقة، سمعان بن صيفي، قدار بن سالف والله أعلم.

[61]

{وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً.}

(عس)

(1)

هما بحر فارس والروم، حكاه ابن سلاّم

(2)

.وقيل

(3)

: بين العذب والمالح أن يفسد أحدهما صاحبه، والله أعلم.

[82]

{أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ.}

(سه)

(4)

اسم الدّابّة أقصى

(5)

فيما ذكر أبو بكر

(6)

محمد بن الحسن وذكر أنها الثعبان الذي كان في بير الكعبة قبل بنيان قريش لها وأنّ الطائر لمّا اختطفها

(7)

ألقاها بالحجون

(8)

، فالتقمتها الأرض فهي الدّابّة التي تخرج تكلّم الناس وتخرج عند الصّفا، وهذا الذي قاله غريب غير أنّ الرجل من أهل العلم ولذلك ذكرنا قوله.

(سي) وروي

(9)

أنها تخرج.

(1)

التكميل والإتمام: 65 ب.

(2)

ذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 90 عن الحسن.

(3)

ذكره الطبري في تفسيره: 20/ 3.وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 186.وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 371 ونسبه لعبد بن حميد عن قتادة.

(4)

التعريف والإعلام: 129.

(5)

لم أعثر عليه.

(6)

في نسخة (ح) هكذا: «فيما ذكر أبو محمد بن الحسن» .

(7)

في نسخة (ز): «اختطفتها» .

(8)

في هامش الأصل ونسخة (ز): «(سي): الحجون بفتح الحاء وضم الجيم وتخفيفها الجبل المشرف حذاء مسجد العقبة عند المحصب، قال الزبير: الحجون مقبرة أهل مكة تجاه دار أبي موسى الأشعري، في المشارق» . ينظر: مشارق الأنوار: 1/ 221.

(9)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 237 عن قتادة. وذكره ابن كثير في تفسيره: 6/ 222 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 381 ونسبه لسعيد بن منصور ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث -

ص: 300

من تهامة

(1)

، وقيل

(2)

من مسجد الكوفة من حيث فار التّنّور، وهي على

(3)

شكل ابن آدم غير أنّها ذات وبر وريش رأسها في السّحاب ورجلاها لم يخرجا من الأرض، ويخرج

(4)

معها عصا موسى وخاتم سليمان، وعن حذيفة

(5)

بن اليمان أنّه قال: «تخرج الدّابّة ثلاث خرجات: خرجة في بعض البوادي ثم تكمن، وخرجة في القرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء، وخرجة من أعظم المساجد وأشرفها» ، من تفسير المهدوي وعط.

= كلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(1)

في هامش الأصل ونسخة (ز): «(سي) تهامة بكسر التاء ما نزل من نجد من بلاد الحجاز، وسميت تهامة من قولهم تهم الدهن إذا تغير ريحه ومكة معدودة في تهامة هـ من المشارق» . ينظر: مشارق الأنوار: 1/ 126.

(2)

ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 237 دون عزو، وذكر المفسرون في مكان خروجها غير ما قيل. انظر: جامع البيان للطبري: 20/ 14، زاد المسير لابن الجوزي: 6/ 191، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 13/ 237، الدر المنثور للسيوطي: 6/ 379 وما بعدها.

(3)

وقد أبطل القرطبي في تفسيره: 13/ 236، 237 هذا القول بأقوال الصحابة والتابعين في خروج الدابة وصفتها، والله أعلم.

(4)

أخرج الترمذي في سننه: 5/ 340 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلوا وجه المؤمن، وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول: هاهنا يا مؤمن، ويقال: ها ها يا كافر، ويقول هذا يا كافر وهذا يا مؤمن» .قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 381 وزاد نسبته لأحمد والطيالسي وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(5)

أخرجه ابن جرير في تفسيره: 20/ 15.وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 484 وصححه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 381 وزاد نسبته للطيالسي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. وقال الشوكاني في تفسيره: 4/ 153: «وفي صفتها ومكان خروجها وما تصنعه ومتى تخرج أحاديث كثيرة بعضها صحيح، وبعضها حسن، وبعضها ضعيف» .

ص: 301

والذي استثنى الله في قوله: {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماااتِ}

(1)

الآية مذكورة في سورة الزّمر.

{أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ.}

(عس)

(2)

قيل

(3)

: إنّه يعني ب {(النّاسَ)} هنا أهل مكة خاصّة حكاه ابن سلاّم، والله أعلم.

[91]

{إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ.}

(عس)

(4)

هي مكة

(5)

، وخصّها بالذكر وإن كان ربّ البلاد كلّها ليعرّف المشركين نعمته عليهم أنّ الذي ينبغي لهم أن يعبدوه هو الذي حرّم بلدهم، والله أعلم.

(1)

سورة النمل: آية: 87.

(2)

التكميل والإتمام: 65 أ.

(3)

ذكره الخازن في تفسيره: 5/ 157 عن مقاتل. وقال الشوكاني في تفسيره: 4/ 152: «المراد بالناس في الآية هم الناس على العموم فيدخل في ذلك كل مكلف» .

(4)

التكميل والإتمام: 65 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 20/ 24 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 387 ونسبه لابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولعبد بن حميد عن قتادة.

ص: 302