المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة يس (عس) (1) قيل إنّه (2) اسم من أسماء محمد صلى الله - تفسير مبهمات القرآن - جـ ٢

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة يونسعليه السلام

- ‌سورة هودعليه السلام

- ‌سورة يوسفعليه السلام

- ‌سورة الرّعد

- ‌سورة إبراهيمعليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النّحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريمعليها السلام

- ‌سورة الأنبياءعليهم السلام

- ‌سورة الحجّ

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشّعراء

- ‌سورة النّمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الرّوم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السّجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصّافّات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزّمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصّلت

- ‌سورة الشّورى

- ‌سورة الزّخرف

- ‌سورة الدّخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرّحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوحعليه السلام

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة التّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيّنة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌ ‌سورة يس (عس) (1) قيل إنّه (2) اسم من أسماء محمد صلى الله

‌سورة يس

(عس)

(1)

قيل إنّه

(2)

اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم ومعناه يا محمد، وقيل

(3)

معناه يا إنسان - والله أعلم -.

[6]

{لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ.}

(عس)

(4)

يعني قريشا. واختلف في معنى (ما) في هذه الآية فقيل

(5)

:

هي نافية، ومعناها على هذا لم ينذر آباؤهم، وقيل

(6)

إنها بمعنى الذي فالمعنى

(1)

التكميل والإتمام: 72 أ.

(2)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 3 عن ابن الحنفية والضحاك، وذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 4 عن الزجاج وابن الحنفية، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 41 ونسبه لابن مردويه عن ابن عباس، ونسبه أيضا لابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 148 عن ابن عباس وعكرمة وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 3 عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وعكرمة ومقاتل، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 41 ونسبه لابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس.

(4)

التكميل والإتمام: 72 ب.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 150 عن قتادة، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 5 عن قتادة والزجاج، ونسبه النحاس في إعراب القرآن: 3/ 383 إلى أكثر أهل التفسير. وانظر: مشكل إعراب القرآن: 2/ 222.

(6)

ذكره النحاس في إعراب القرآن له: 3/ 383 عن عكرمة، وذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 6 عن ابن عباس وعكرمة وقتادة. واختار الطبري في تفسيره: 22/ 150 القول الأول -

ص: 391

على هذا لتنذرهم بالذي أنذر آباؤهم يعني بما أنذرت به الرّسل المتقدّمة ويكون ذلك قوله {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ}

(1)

.

[8، 9]{إِنّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً}

إلى قوله

{لا يُبْصِرُونَ.}

(عس)

(2)

هي إشارة إلى أبي جهل بن هشام والوليد بن المغيرة وغيرهما من أشراف قريش حين باتوا على باب دار النّبي صلى الله عليه وسلم يريدون قتله، فأعلمه الله بذلك فخرج وبقي القوم كذلك حتى أصبحوا فعاينوا ما بهم فعلموا أنّه قد عصم منهم

(3)

.

[12]

{وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ.}

(عس)

(4)

حكى ابن بطّال

(5)

عن ابن عباس: أنّها نزلت في الأنصار

(6)

= وذلك لأنهم كانوا على حين فترة من الرسل.

(1)

سورة المؤمنون: آية: 68.

(2)

التكميل والإتمام: 72 ب.

(3)

ذكره ابن كثير في تفسيره: 6/ 550 عن محمد بن كعب، وذكره الشوكاني في تفسيره: 4/ 362 عن ابن عباس رضي الله عنهما وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 43 ونسبه لابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظي.

(4)

التكميل والإتمام: 72 أ.

(5)

ابن بطال (؟ - 449 هـ). هو علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال، أبو الحسن، عالم بالحديث له شرح على صحيح البخاري، وكتاب الاعتصام في الحديث. انظر: الصلة لابن بشكوال: 1/ 407، الديباج المذهب: 203، سير أعلام النبلاء.

(6)

الحديث أخرجه ابن ماجه: 1/ 258 عن ابن عباس رضي الله عنهما وأخرجه البخاري في صحيحه: 1/ 159 عن أنس رضي الله عنه وأخرجه أيضا الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 462 عن جابر بن عبد الله، ولكن دون أن يذكرا أن هذا الحديث سببا لنزول الآية إلا أن البخاري بعد أن ذكر حديث أنس قال: قال مجاهد في قوله: (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) قال: خطاهم» اه. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 4/ 20 كتاب الأذان باب احتساب الآثار: «وأشار -

ص: 392

حين أرادوا أن ينتقلوا إلى قرب مسجد النّبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمقام في مواضعهم وقال: ألا تحتسبون آثاركم.

[13]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ.}

(سه)

(1)

هي أنطاكيّة

(2)

نسبت إلى أهل أنطيخس وهو اسم الذي بناها

(3)

ثم غيّر لمّا عرّب.

{إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} صادق وصدوق وشلوم هو الثالث هذا قول الطبري

(4)

، وقال غيره

(5)

: شمعون ويحيى ولم [يذكر] صادقا وصدوقا.

(عس)

(6)

ذكر أسماء المرسلين الثلاثة وقد اختلف فيهم فقيل

(7)

كانوا أنبياء

= البخاري بهذا التعليق إلى أن قصة بني سلمة كانت سبب نزول الآية، وقد ورد مصرحا به من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس، أخرجه ابن ماجه وغيره وإسناده قوي» اه وقد صرح بذلك الترمذي في سننه: 5/ 364 فيما رواه عن أبي سعيد الخدري، وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 258 وصححه ووافقه الذهبي - والله أعلم.

(1)

التعريف والإعلام: 143.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 155 عن عكرمة وقتادة، ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 10 عن عكرمة وقتادة.

(3)

ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان: 1/ 266 عن الهيثم بن عدي.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 156 عن وهب بن منبه، وفيه أن الثالث سلوم بالسين. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 10 عن ابن عباس وكعب.

(5)

ذكر القرطبي في تفسيره: 15/ 14 عن النقاش أنهما سمعان ويحيى وذكر ابن كثير في تفسيره: 6/ 554 عن شعيب الجبائي: أنهما شمعون ويوحنا.

(6)

التكميل والإتمام: 72 ب.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 156 عن وهب بن منبه وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 11 وهو مروي عن ابن عباس وكعب ووهب بن منبه، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 49، ونسبه لابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورجّح ابن كثير في تفسيره 6/ 554، 555، هذا القول وهو: أنهم أنبياء.

ص: 393

رسلا أرسلهم الله تعالى، وقيل

(1)

كانوا من الحواريّين أرسلهم عيسى بن مريم إلى أهل القرية المذكورة ولكن لمّا كان إرساله إيّاهم بمن أمره أضاف الإرسال إليه، وكانت قصتهم في أيّام ملوك الطوائف، واختلف في أسمائهم فقيل ما ذكره الشيخ، وقيل

(2)

يحنّى وبولس والثالث شمعون، وأمّا ملك القرية فهو [نحتاطيس]

(3)

.

(سي) ذكر الشيخ أبو عبد الله أنّ بختلطيس هو ملك القرية وحكى

(4)

الزّهراوي عن وهب وكعب رضي الله عنهما أنهما قالا: أرسل الله إلى أنطيخس الفرعون - الذي بأنطاكيّة وكان يعبد الأصنام - اثنين ثم عزّز

(5)

بثالث، وذكر الشيخ أبو زيد أنّ أنطيخس هو اسم الذي بناها - فالله أعلم -.

[20]

{وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى.}

(سه)

(6)

اسمه حبيب

(7)

بن مري يقال كان نجّارا، وذكروا أنّه كان به داء

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 155 عن قتادة، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 11 عن قتادة وابن جريج، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 49، 50 ونسبه لابن المنذر عن ابن جريج ونسبه أيضا لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم بن قتادة.

(2)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 10، 11 عن وهب بن منبه ومقاتل، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 51 ونسبه لابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: اسم الرسولين الذين قالا (إذ أرسلنا إليهم اثنين) شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص.

(3)

في نسخ المخطوط: «بختلطيس» والمثبت من التكميل والإتمام وفي تفسير الطبري 22/ 156 عن ابن عباس وكعب ووهب بن منبه أن اسمه: أبطيحس بن أبطيحس.

(4)

ذكره القرطبي في تفسيره 15/ 14 عن المهدوي والنحاس.

(5)

في نسخة (ح): عززا.

(6)

التعريف والإعلام: 144.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 158 عن أبي مجلز وابن عباس وكعب ووهب بن منبه، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 12. وانظر: الدر المنثور: 7/ 50، 51. وانظر: قصته في مروج الذهب: 1/ 66، والكامل في التاريخ 1/ 211.

ص: 394

الجذام فدعا له الحواري فشفي، ولذلك قال:{إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ.}

(1)

نكتة: قال المؤلف - وفقه الله -: إن قيل ما الحكمة في تقديم (من أقصى المدينة) على (رجل) الفاعل في هذه الآية وتأخيره عنه في القصص

(2)

؟

فالجواب: أن يقال قصد الآية هنا الإعلام بأنّه جاء من مكان بعيد، لا يحضر موضع الدّعوة ولا مشهد المعجزة

(3)

رجل تحقّق عنده صدق المرسلين فحثّ قومه على اتباعهم واقتفاء آثارهم، فكان في قوّة الكلام أن يقال هذه حالهم تبيّنت للبعيد الدار فأحق أن تبيّن للمنزل منزلة الشعار

(4)

، فقدّم ما يكون التبكيت

(5)

به أشهر، والتّعجّب منه أكبر، وأمّا آية القصص فالمراد منها أنّه جاء رجل لا يعرفه موسى من مكان غير مجاور له [فأعلمه]

(6)

بما فيه الكفّار من الائتمار به، فاستوى حكم الفاعل والمكان الذي جاء منه فقدّم الفاعل الذي أصله التقديم إذ لم يكن في أقصى المدينة هنالك تبكيت للقوم - والله أعلم -، ذكر ذلك الأردستاني

(7)

في كتاب الدرّة بلفظ آخر.

[41]

{وَآيَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ.}

(عس)

(8)

قيل

(9)

: إنّ الضمير لقريش و {(الْفُلْكِ)} سفينة نوح فالذّرّيّة على

(1)

سورة يس، آية:23.

(2)

وذلك في قوله تعالى: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى، القصص: آية: 20.

(3)

في نسخة (ح): «الموعدة» .

(4)

الشعار - بالكسر -: ما ولي الجسد من الثياب، وبالفتح الشجر. الصحاح: 2/ 699 مادة (شعر).

(5)

التبكيت: كالتقريع والتعنيف، وبكته بالحجة: أي غلبه. الصحاح: 1/ 244 مادة (بكت).

(6)

في جميع النسخ: «فأعلمهم» والمثبت من نسخة (ح).

(7)

انظر: درة التنزيل وغرة التأويل: 390، 391.

(8)

التكميل والإتمام: 72 ب.

(9)

ذكره النحاس في إعراب القرآن: 3/ 396 عن علي بن سليمان.

ص: 395

هذا تقع على الآباء كما تقع على الأبناء، لأنّ المحمولين في الفلك هم آباؤهم، فأهل مكة من أبناء الذّرّيّة، فأطلق الذّرّيّة على الأصل كما تطلق على الفرع، وقد قيل

(1)

: إنّ الفلك اسم جنس والله أعلم.

(سي) وهذا القول

(2)

الثاني هو الأصح. والضمير المتّصل

(3)

بالذّرّيّات هو ضمير الجنس، كأنّه قال: ذريات جنسهم ونوعهم.

قال عط

(4)

: وخلط بعض النّاس في هذا حتى قال: الذّرّيّة تقع على الآباء وهذا لا يعرف لغة.

[78]

{وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ.}

(سه)

(5)

هو أبيّ بن خلف

(6)

بن وهب بن حذافة بن جمح أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعظم بال ففتّه وقال: أتزعم أنّ ربّك يحيي هذا بعد ما ترى؟ فأنزل الله عز وجل: {وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ.}

(عس)

(7)

وقد قيل

(8)

هو عبد الله بن أبي،.

(1)

ذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 338 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(2)

قال الفخر الرازي في تفسيره: 26/ 79: «وأما إن قلنا إن المراد جنس الفلك فهو أظهر لأن سفينة نوح لم تكن بحضرتهم ولم يعلموا من حمل فيها، فأما جنس الفلك فإنه ظاهر لكل أحد» .

(3)

ذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 34، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 26/ 79.

(4)

انظر قوله في البحر المحيط لأبي حيان: 7/ 338.

(5)

التعريف والإعلام: 145.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 30 عن مجاهد والحسن، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 41 عن مجاهد وقتادة والجمهور ثم قال: وعليه المفسرون، وأورده الواحدي في أسباب النزول:386.

(7)

التكميل والإتمام: 72 ب.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 31 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 40 عن ابن عباس أيضا، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 74 ونسبه لابن جرير وابن مردويه.

ص: 396

وقيل

(1)

أميّة بن خلف وقيل

(2)

العاص بن وائل، والله أعلم.

قال المؤلف - وفّقه الله -: وقد وهم

(3)

من نسب إلى ابن عباس أنّ الجائي بالعظم هو عبد الله بن أبي لأنّ السورة والآية مكّيّة بإجماع، ولأنّ عبد الله بن أبي لم يجاهر قطّ هذه المجاهرة

(4)

، والصحيح أنّه أبي بن خلف، قاله ابن إسحاق

(5)

، ورواه ابن وهب عن مالك

(6)

.

تحقيق: قال المؤلف - وفّقه الله -: لمّا كان الباري جلّ وتعالى قادرا على جميع الممكنات عالما بجميع المعلومات الكلية والجزئية، كان عالما بأنّ الجزء الذي تحت قعر البئر

(7)

الفلاني من الجزء الذي فوق الجبل الفلاني مجموعهما هو قلب زيد المطيع فالله تعالى قادر على جميع

(8)

أجزاء زيد وإعادته كما كان، ثم يعيد روح ذلك الجسد الباقي إلى جسده، ولم يكن ذلك الروح فانيا ولا يوصف بالفناء، فإذا عاد كما كان أوّل مرة أثابه إن كان مطيعا وعاقبه إن كان

(1)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 41 عن الحسن.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 30 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 40 عن ابن عباس، وذكره القرطبي في تفسيره أيضا: 15/ 57، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 74 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والإسماعيلي في معجمه والحاكم وصحيحه وابن مردويه والبيهقي في البعث والضياء في المختارة كلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(3)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 580 بعد أن ذكر ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: «وهذا منكر، لأن السورة مكية وعبد الله بن أبي بن سلول إنما كان بالمدينة، ثم قال: وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات نزلت في أبي بن خلف أو العاص أو فيهما فهي عامة في كل من أنكر البعث، والألف واللام في قوله: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ) للجنس يعم كل منكر للبعث» اه.

(4)

وهو قول أبي حيان في تفسيره البحر المحيط: 7/ 348.

(5)

انظر: السيرة النبوية، القسم الأول: 361، وانظر: الدر المنثور: 7/ 74 - 76.

(6)

ذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 58، وذكره أبو حيان في تفسيره أيضا: 7/ 348.

(7)

في نسخة (ز) و (ح): «البحر» .

(8)

كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب:«جمع» كما في نسخة (ح).

ص: 397

عاصيا، [وهذا]

(1)

الذي قلناه من حشر الأجساد والأرواح معا هو مذهب جمهور المحقّقين من أهل الملّة والسّنة، وذلك أنّهم أرادوا الجمع بين الحكمة والشريعة فقالوا: دلّ العقل على أنّ سعادة الأرواح في معرفة الله تعالى، وفي محبّته، وعلى أنّ سعادة الأجسام في إدراك المحسوسات، قالوا: إلا أنّ الاستقراء دلّ على أنّ الجمع بين هاتين السعادتين في الحياة الدّنيويّة غير ممكن، وذلك أنّ الإنسان حال كونه مستغرقا في تجلّي أنوار عالم الغيب لا يمكنه الالتفات إلى شيء من اللّذّات الجسمانيّة، وحال كونه مشغولا باستيفاء اللّذّات الجسمانيّة لا يمكنه

(2)

الالتفات إلى اللّذّات الرّوحانيّة، لكنّ هذا الجمع إنّما تعذّر لأجل أنّ الأرواح البشرية ضعيفة في هذا العالم، فإذا مات الجسد وانتقلت الأرواح من هذا العالم استمدّت من عالم القدس والطهارة فقويت وكملت، فإذا أعيدت إلى الأبدان مرة أخرى صارت هنالك قوية قادرة على الجمع بيني الأمرين، ولا شكّ أنّ هذه الحالة هي الغاية القصوى في مراتب السّعادة، قال فخر الدّين

(3)

: وهذا المعنى لم يقم على امتناعه دليل [جلي]

(4)

ولا برهان عقلي، وهو جمع بين الحكمة النّبويّة والقوانين الفلسفيّة فوجب المصير إليه، والله أعلم.

[80]

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً.}

(سي) الإشارة هنا

(5)

إلى المرخ والعفار

(6)

، وهما اسمان لنوعين من الشّجر، يحكّ غصن منهما بالآخر وكلّ واحد من ما أخضر فيتّقد منهما النار.

(1)

في الأصل: «وهو» ، والمثبت من نسخة (ز) و (ح) و (ق).

(2)

في نسخة (ز): «لا يمنعه» .

(3)

لم أعثر على قوله.

(4)

في الأصل: «حتى» ، والمثبت من النسخ الأخرى.

(5)

ذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 59، 60، وذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 348.

(6)

في هامش الأصل: «(سي) العفار بفتح العين المهملة، والمرخ بسكون الراء شجر تقدح منه النار وفي المثل «كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار» قاله الجوهري». ينظر: الصحاح: 2/ 752 مادة (عفر).

ص: 398

قال الزّهراوي وابن عطية: وهما كانا زناد العرب.

ومن هذا الشجر أيضا الشجر المعروف بشجر البلسان

(1)

ولا يوجد إلا في جزيرة لكين من جزائر الصين، تضطرب أغصانه حال كونها خضراء مورقة فيتّقد فيها النار، ولهذا الشجر دهن هو أحد عجائب الدنيا، ذكرت الأطباء له منافع كثيرة في أجسام البشر، ومن عجائب هذا الزيت أنّه بالعكس من جميع زيوت الأرض، لأنّ كلّ زيت إذا اختلط بالماء عام على وجهه، وهذا الزيت إذا اختلط بالماء رسب إلى أسفله، ومن عجائبه أيضا أنّه إذا حمّيّت حديدة وأدخلت في الإناء الذي فيه هذا الزيت تعلّق بها وخرج عن إنائه، ومن عجائبه أيضا أنّه إذا أسرج به سراج وأدخل في الماء لم ينطفئ السّراج وخرج لسانه على وجه الماء، وبسبب هذا الزيت عملت الفلاسفة النّفط، وهو المعروف بالنّار الصادقة التي تتّقد في الماء، نقلت هذا من كتاب «شرح السفرة الجغرافية» لابن الصّفّار، وذكره غيره، والله أعلم.

(1)

البلسان: شجر كثير الورق ينبت بمصر، وله دهن معروف. اللسان: 6/ 30 مادة (بلس).

ص: 399