المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الزّمر [9] {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً.} (عس) (1) حكى - تفسير مبهمات القرآن - جـ ٢

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة يونسعليه السلام

- ‌سورة هودعليه السلام

- ‌سورة يوسفعليه السلام

- ‌سورة الرّعد

- ‌سورة إبراهيمعليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النّحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريمعليها السلام

- ‌سورة الأنبياءعليهم السلام

- ‌سورة الحجّ

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشّعراء

- ‌سورة النّمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الرّوم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السّجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصّافّات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزّمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصّلت

- ‌سورة الشّورى

- ‌سورة الزّخرف

- ‌سورة الدّخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرّحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوحعليه السلام

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة التّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيّنة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌ ‌سورة الزّمر [9] {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً.} (عس) (1) حكى

‌سورة الزّمر

[9]

{أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً.}

(عس)

(1)

حكى أبو نعيم الحافظ في كتابه: «حلية الأولياء»

(2)

أنّه عثمان بن عفان رضي الله عنه.

(سي) وقيل

(3)

هو عمّار بن ياسر وأبو حذيفة المخزومي، وقيل

(4)

: هو أبو بكر وصهيب، وابن مسعود وأبو ذر رضي الله عنهم، وقيل

(5)

: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

التكميل والإتمام: 74 ب.

(2)

حلية الأولياء: 1/ 56، وذكره الواحدي في أسباب النزول: 388 عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 213 ونسبه لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية وابن عساكر كلهم عن ابن عمر رضي الله عنهما.

(3)

ذكره الواحدي في أسباب النزول: 388 عن مقاتل دون ذكر أبي حذيفة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 214 ونسبه لابن سعد في طبقاته وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(4)

ذكر ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 167 عن ابن السائب أن المراد بالآية هو ابن مسعود وعمّار وصهيب وأبو ذر رضي الله عنهم. وكذا ذكره الألوسي في تفسيره: 23/ 247 عن مقاتل.

(5)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 167 عن يحيى بن سلام وذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 239 عن يحيى بن سلام، وذكره الألوسي أيضا في تفسيره: 23/ 247 عن يحيى بن سلام، ثم قال الألوسي رحمه الله: «والظاهر أن المراد المتصف بذلك من غير -

ص: 437

[10]

{قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} الآية.

(سي) نزلت هذه الآية في جعفر بن أبي طالب وأصحابه الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، ذكر

(1)

ذلك عط، وكان قدوم جعفر بن أبي طالب وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة يوم فتح خيبر

(2)

، فتلقّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم [واعتنقه]

(3)

وقال: ما أدري بأيهما أنا أشدّ فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر

(4)

.وتوفي رحمة الله عليه يوم مؤته

(5)

شهيدا وذلك في السنة الثامنة في جمادى الأولى بعد ما عرقب

(6)

فرسه، وقاتل حتى قطعت يداه جميعا، فأبدل الله بهما جناحين يطير بهما في الجنّة، حيث يشاء، وكان يكنّى أبا عبد الله

(7)

بابنه عبد الله، رحمة الله عليهم أجمعين.

[17]

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها.}

= تعيين، ولا يمنع من ذلك نزولها فيمن علمت».

(1)

ذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 240 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(2)

انظر السيرة النبوية، القسم الثاني:359.

(3)

في الأصل: «وأعتقه» بحذف النون وهو خطأ.

(4)

الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 624 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

(5)

في هامش الأصل ونسخة (ز) و (ق) قوله: «(سي) مؤته بضم الميم وهمز الواو ونصب التاء باثنتين فوقها وآخرها هاء كذا يقوله الفراء وثعلب بالهمز: موضع بالشام حيث التقت جيوش المسلمين وهرقل، وقتل جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، ومن قتل معهم من المسلمين وأكثر الرواة يقولونه بغير همز، من المشارق» اه. ينظر: مشارق الأنوار: 1/ 395.

(6)

العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الإنسان، ومن الدابة: في رجلها بمنزلة الركبة في يدها. ترتيب القاموس المحيط: 3/ 206 مادة (عرقب).

(7)

عبد الله بن جعفر: (3 ق هـ - 80 هـ). عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أبو جعفر، أول من ولد بأرض الحبشة من المسلمين، وكان يقال له قطب السخاء، توفي عام الجحاف. المعارف: 206، الإصابة: 2/ 289.

ص: 438

(عس)

(1)

قيل

(2)

: إنّها نزلت في عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وسعيد، وطلحة، والزبير حين سألوا أبا بكر فأخبرهم بإيمانه فآمنوا، حكاه المهدوي.

وروى الطبري

(3)

: أنّها نزلت في ثلاثة نفر زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي، والأول أظهر لأنّ ذكر سلمان لا يصح لأنّ السورة مكية، وسلمان أسلم بالمدينة، فنزول الآية قبل إسلام سلمان

(4)

، والله أعلم.

[22]

{أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ.}

(عس)

(5)

قيل

(6)

: إنّ المراد بها علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب. والمراد بقوله {(فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ)} أبو لهب وولده حكاه المهدوي

(7)

، والله أعلم.

[33]

{وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ.}

(1)

التكميل والإتمام: 274.

(2)

ذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 421 عن ابن إسحاق.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 207 عن ابن زيد، وذكره الواحدي في أسباب النزول: 388 عن ابن زيد، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 170 عن ابن زيد عن أبيه زيد وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 217 ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم.

(4)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 7/ 81: «والصحيح أنها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الأوثان وأناب إلى عبادة الرحمن فهؤلاء هم الذين لهم البشرى في الحياة» اه. وقال أبو حيان في تفسيره: 7/ 421: «وهي محكمة في الناس إلى يوم القيامة» .

(5)

التكميل والإتمام: 75 أ.

(6)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 174 عن عطاء.

(7)

ذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 422، وقيل في الآية غير ذلك. انظر: زاد المسير: 7/ 174.

ص: 439

(سه)

(1)

{(الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ)} هو رسول الله

(2)

صلى الله عليه وسلم، والذي {(صَدَّقَ بِهِ)} هو الصّدّيق، ثم دخل في الآية بالمعنى كل من صدّق به ولذلك قال {(أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)} .

(عس)

(3)

وقيل

(4)

: إنّ {(الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ)} جبريل، {(وَصَدَّقَ بِهِ)} رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل

(5)

: إنّ {(الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ)} رسول الله صلى الله عليه وسلم {(وَصَدَّقَ بِهِ)} المؤمنون.

[(سي)]

(6)

وقيل

(7)

: إنّ {(الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ)} محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم {(صَدَّقَ بِهِ)} علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاله أبو

(8)

الأسود،

(1)

التعريف والإعلام: 150، 151.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 3 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 428 عن علي وأبي العالية والكلبي وجماعة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 228 ونسبه لابن جرير والبارودي في معرفة الصحابة وابن عساكر من طريق أسيد بن صفوان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(3)

التكميل والإتمام: 75 أ.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 3 عن السدي، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 182 عن السدي، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 228 ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 3 عن قتادة وابن زيد، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 182 عن قتادة والضحاك وابن زيد، وذكره ابن كثير في تفسيره: 7/ 90 عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

(6)

في الأصل «عس» وهو خطأ.

(7)

ذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 428 عن أبي الأسود ومجاهد وجماعة وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 228 ونسبه لابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(8)

أبو الأسود (؟ - 137 هـ). هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي، المدني، ثقة، سمع من عروة وعلي بن الحسين وغيرهم، وروى عنه الزهري وابن إسحاق ومالك وغيرهم. انظر: الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 442، وسير أعلام النبلاء: 6/ 150، تهذيب التهذيب: 9/ 307.

ص: 440

وحكاه الليث

(1)

عن مجاهد

(2)

.

تكميل قال المؤلف - وفقه الله -: من خصّص المصدّق

(3)

في هذه الآية بأبي بكر أو بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فلا شكّ أنّ غرضه بذلك لأجل سبقهما إلى الإيمان بالله ورسوله، وقد اختلف العلماء رضي الله عنهم في السابق إلى الإسلام منهما بعد خديجة رضي الله عنها. فذهبت طائفة

(4)

إلى أنّ أوّل الناس إيمانا برسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، واحتجّوا على ذلك بأمرين: أحدهما: أنّه روي

(5)

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ما عرضت الإسلام على أحد إلا وله نبوة

(6)

غير أبي بكر فإنّه لم يتلعثم».أي لم يتوقّف. وجه الاستدلال به أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ أبا بكر لم يتوقف في قبول الإسلام، بل

(1)

الليث (94 - 175 هـ). هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث، الإمام الحافظ شيخ الإسلام، ثقة ثبت، قال الشافعي:«ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث» . انظر: سير أعلام النبلاء: 8/ 136، كتاب الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية لابن حجر العسقلاني.

(2)

ذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 256، وذكره أبو حيان في تفسيره: 7/ 428.

(3)

في نسخة (ز)«المصدوق» وفي نسخة (ح): «الصدق» .

(4)

منهم عبد الله بن عباس وحسان بن ثابت وإبراهيم النخعي وغيرهم. انظر: صفة الصفوة: 1/ 237.

(5)

ذكره ابن هشام في السيرة القسم الأول: 252 عن محمد بن إسحاق وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة: 3/ 310 عن محمد بن عبد الرحمن التميمي، وفي سنده يونس بن بكير: قال الحافظ ابن حجر في التقريب: 613 «يونس بن بكير صدوق يخطئ» ورواه الديلمي في الفردوس: 4/ 92 عن ابن مسعود رضي الله عنه.

(6)

في السيرة القسم الأول: 252 وفي أسد الغابة: 3/ 311 «كبوة» وذكر في اللسان 15/ 302 مادة نبا: النبوة: الجفوة، وفي غريب الحديث للهروي: 1/ 127 قال: الكبوة: الوقفة تكون عند الشيء يكرهه الإنسان أن يدعى إليه أو يراد منه. وانظر النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 146.

ص: 441

بنفس ما دعاه الرسول أجاب فلو تأخّر إسلامه عن غيره فلا بد أن يكون ذلك التأخير لأحد أمرين:

إما لتوقّف منه، وذلك باطل بنص الحديث، وإمّا أنّ الرسول لم يبادر لعرض الإسلام عليه، وهو أيضا باطل لأنّ ذلك طعن في الرسول عليه السلام، فثبت أنّه عليه السلام ما قصّر في عرض الإسلام عليه ولا هو أيضا توقف في قبول الإسلام منه.

الثاني

(1)

قال الشّعبي رحمه الله سألت ابن عباس: أيّ الناس كان إسلامه أولا؟ فقال: أما سمعت قول حسّان بن ثابت رضي الله عنه

(2)

-:

إذا تذكّرت شجوا

(3)

من أخي ثقة

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البريّة أتقاها وأعدلها

بعد النّبي، وأوفاها بما حملا

والثاني التالي المحمود مشهده

وأول الناس منهم صدّق الرّسلا

وذهبت

(4)

طائفة إلى أنّ أوّل الناس إسلاما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واحتج القائلون بهذا بأمرين أيضا الأثر والنظر.

أمّا الأثر

(5)

فصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق سلمان الفارسي

(1)

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 43 وقال: رواه الطبراني وفيه الهيثم بن عدي وهو متروك».

(2)

انظر: ديوان حسان بن ثابت: 174.

(3)

الشجو: الحاجة. اللسان: 14/ 424 مادة شجا.

(4)

منهم ابن عباس في رواية - وابن إسحاق وابن هشام وغيرهم.

(5)

أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 136 بلفظ: «أوّلكم ورودا، على الحوض» وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 102 وقال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله ثقات» .ورواه ابن عدي في الكامل: 4/ 1601: بلفظ: «أولكم ورودا على الحوض» ، وفي سنده عبد الرحمن بن قيس الضبي المعروف بأبي معاوية الزعفراني وهو ضعيف وبعضهم قال: أنه متروك الحديث. وقال ابن عدي: ورواه مع أبي معاوية سيف بن محمد بن أخت الثوري، وسيف لعله أشر من أبي معاوية الزعفراني. اه.وسيف ابن محمد قال عنه الإمام أحمد: كذاب وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه وقال الدارقطني: متروك. -

ص: 442

رضي الله عنه أنّه قال: «أول الناس ورودا على الحوض أوّلها إسلاما علي بن أبي طالب» .وفي كتاب ابن أبي

(1)

خيثمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:

«زوجتك سيّدا في الدنيا والآخرة، وإنّه لأول أصحابي إسلاما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما» .وقال أبو عمر بن عبد البر

(2)

صحّ عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند لا مطعن فيه لأحد أنّه قال: أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: وهو يعارض ما روي عنه في شأن أبي بكر، وكان علي رضي الله عنه يقول على المنبر بحضرة الصحابة: أنا أول من آمن بالله ورسوله ولم يسبقني إلى الصلاة إلا نبي الله، أسلمت وأنا ابن ثلاث عشرة سنة وأنشد:

سبقتكم إلى الإسلام طرا

(3)

غلاما ما بلغت أوان حلمي

(4)

وأمّا النّظر فهو أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي داره ومختصا به وأبو بكر لم يكن كذلك، وبعيد غاية البعد أن يعرض الإنسان مثل هذه المهمّات العظيمة على الأجانب والأباعد قبل عرضها على الأقارب المختصين به غاية الاختصاص لا سيّما والله يقول {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}

(5)

، فهذا تقرير حجج الفريقين.

= انظر: ميزان الاعتدال: 2/ 256 وقد أخرج الحاكم في المستدرك: 3/ 136 رواية سيف بن محمد.

(1)

أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 5/ 26، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 10. وقال: «رواه أحمد والطبراني وفيه خالد بن طهمان، وثقه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله ثقات». وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: 188: «خالد بن طهمان الكوفي صدوق رمي بالتشيع ثم اختلط» .وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 102 رواية أخرى عن الطبراني وقال الهيثمي: «وهو مرسل صحيح الإسناد» .

(2)

انظر: الاستيعاب بهامش الإصابة: 3/ 28.

(3)

الطر: طلوع النبت والشارب، ترتيب القاموس المحيط: 3/ 65 مادة طر.

(4)

انظر ديوان الإمام علي رضي الله عنه: 189 جمع إبراهيم زرزور.

(5)

سورة الشعراء آية: 214.

ص: 443

قال المؤلف - وفقه الله -: والأظهر والذي عليه حذّاق المتأخرين أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ثاني خديجة في الإيمان، وأوّل الذكور أسلم وجهه للرحمن

(1)

، وأمّا ما جاء في شأن أبي بكر فمحمول على أحد وجهين:

أحدهما: أنّه أوّل من أظهر الإسلام

(2)

.

الثاني: أنّه أول من أسلم من الكهول

(3)

، ولا يلزم من تأخّر إسلامه برهة قليلة من الزمان طعن على الرسول عليه السلام، لأنّ دعوى جميع الخلق إلى الله في فور واحد متعذّر ولا بدّ أن يكون بتدريج فدعا أولا خديجة فآمنت به، ثمّ دعا [عليا]

(4)

لأنّه كان معه وأقرب الخلق إليه فآمن به، ثمّ دعا بعد ذلك من كان يحبه ويميل إليه ويتوسّم

(5)

فيه سرعة الانقياد إليه من أكابر قريش وذلك أبو بكر فآمن به بلا طعن في هذا على النّبي كما ذكر الخصم أولا - والله أعلم.

وإذا ثبت أنّ إسلام علي كان سابقا لإسلام أبي بكر فلا يلزم من تخصيصه بهذه الخاصية أن يكون أفضل من أبي بكر مطلقا، دليل هذه القاعدة تعرّض الشيطان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح

(6)

، وفراره من عمر قال

(1)

قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: 2/ 507 تحت ترجمة الإمام علي رضي الله عنه: «أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم» .

(2)

قال ابن أثير في أسد الغابة: 4/ 94: «سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم: علي أو أبو بكر؟ قال: سبحان الله علي أولهما إسلاما، وإنما اشتبه على الناس لأن عليا أخفى إسلامه عن أبي طالب وأسلم أبو بكر وأظهر إسلامه» .

(3)

الكهل من الرجال: الذي جاوز الثلاثين وخطه الشيب. الصحاح: 5/ 1813، اللسان: 11/ 600 مادة كهل.

(4)

في الأصل: «عليها» وهو خطأ.

(5)

قال في اللسان: 12/ 637 مادة وسم: توسم فيه الشيء تخيله يقال: توسمت في فلان خيرا أي رأيت فيه أثرا منه وتوسمت فيه الخير أي تفرست، مأخذه من الوسم أي عرفت فيه سمته وعلامته.

(6)

أخرجه البخاري في صحيحه: 1/ 118 عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه الإمام مسلم -

ص: 444

عليه السلام

(1)

: «ما سلك عمر فجا

(2)

إلا وسلك الشيطان فجا غير فجه»، ومعلوم أنّ عمر ليس أفضل من النّبي، وأيضا أبا بكر لمّا أسلم اشتغل بالدعوة إلى الله، والذّبّ

(3)

عن رسول الله وكان شيخا وجيها في قريش فأسلم على يديه جماعة من أكابر قريش

(4)

كعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعثمان بن مظعون، فحصل بسبب ذلك للإسلام قوة عظيمة.

وأمّا علي رضي الله عنه فكان صغير السن لم يخالط الناس فلم يكن إذ ذاك إسلامه سببا لإسلام غيره.

وبالجملة فالمقامات لا تنال بالهبات، قال عليه السلام

(5)

: «ما فضلكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام وإنّما فضلكم بسرّ وقر في صدره» .رضي الله عنهم أجمعين.

قال علي بن أبي طالب

(6)

رضي الله عنه: «لا يفضّلني أحد على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته حدّ المفتري» ، والله الموفق لا رب سواه.

[36]

{وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ.}

(عس)

(7)

قيل

(8)

إنها نزلت بسبب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد

= في صحيحه: 1/ 384، 385 عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن أبي الدرداء رضي الله عنه.

(1)

أخرجه البخاري في صحيحه: 4/ 199 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه - واللفظ له - 4/ 1864 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(2)

الفج: الطريق الواسع بين جبلين. اللسان: 2/ 338 مادة فجج.

(3)

الذّب: الدفع والمنع. اللسان: 1/ 380 مادة ذبب.

(4)

انظر السيرة القسم الأول: 250 وما بعدها.

(5)

أخرجه الغزالي في الاحياء: 1/ 23، 100 وقال العراقي في تخريجه للاحياء: أخرجه الترمذي الحكيم في النوادر من قول أبي بكر بن عبد الله المزني، ولم أجده مرفوعا.

(6)

أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة: 1/ 83، وقد تقدم في سورة الأحزاب.

(7)

التكميل والإتمام: 75 أ.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 6 عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 229 -

ص: 445

ليكسر العزّى فقال سادنها: - وهو قيّمها - يا خالد إني أحذّركها! إنّ لها شدّة لا يقوم إليها شيء فمشى إليها خالد بالفأس فهشّم أنفها - والله أعلم.

[50]

{قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ.}

(سي) الإشارة إلى قارون

(1)

حيث قال

(2)

: {إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي.} والله أعلم.

[53]

{قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ.}

(عس)

(3)

قيل

(4)

: إنها نزلت في وحشي قاتل حمزة، وقد تقدّم

(5)

ذكرها في سورة الفرقان، وقد حكى الطبري

(6)

أنها نزلت في عيّاش بن أبي [ربيعة]

(7)

والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين، كانوا أسلموا ثمّ فتنوا، وكان المسلمون يقولون: لا يقبل الله منهم شيئا فنزلت الآية، والله أعلم.

[68]

{إِلاّ مَنْ شاءَ اللهُ.}

= وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.

(1)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 189 عن مقاتل، وأخرج الطبري في تفسيره: 29/ 13 عن السدي قال: الأمم الماضية.

(2)

سورة القصص: آية: 78.

(3)

التكميل والإتمام: 75 أ، ب.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 14 عن عطاء بن يسار، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 190 عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 101 وقال: «رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبين بن سفين ضعفه الذهبي» وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 235 وقال: «وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند لين عن ابن عباس رضي الله عنهما» .

(5)

راجع ص.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 15 عن ابن عمر رضي الله عنهما وذكره الواحدي في أسباب النزول: 389 عن ابن عمر رضي الله عنهما. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 190 عنه أيضا.

(7)

في الأصل: «الربيعة» .والمثبت من النسخ الأخرى.

ص: 446

(سه)

(1)

هم جبريل

(2)

، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت عزرائيل وكذلك جاء في أحاديث مسندة

(3)

، وإن كان قد قيل فيهم غير هذا القول ولكن هذا أشبه للأثر الذي جاء فهم مستثنون إلى أن يقبض

(4)

ملك الموت، وقد قيل إنّ جبريل عليه السلام [آخرهم]

(5)

موتا ذكره النحاس

(6)

.

(عس)

(7)

وقد قيل

(8)

إنّ المستثنين هم الشهداء يكونون حول العرش متقلّدي السيوف، والله أعلم.

[74]

{وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ.}

(عس)

(9)

هي أرض الجنّة التي كانت لأهل النّار لو كانوا أطاعوا حكاه الطبري

(10)

، والله أعلم.

(1)

التعريف والإعلام: 151.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 29 عن السدي.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 29 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وانظر: الجامع لأحكام القرآن: 15/ 280، الدر المنثور: 7/ 250.

(4)

في نسخة (ح) هكذا: «إلى أن يقبض أرواح الثلاثة يقبض الله تعالى روح ملك الموت» .

(5)

في الأصل: «وآخرهم» بزيادة واو.

(6)

في التعريف والإعلام «النقاش» .

(7)

التكميل والإتمام: 75 ب.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 30 عن سعيد بن جبير، وأورد ابن كثير في تفسيره: 7/ 108 عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثا في ذلك ثم قال ابن كثير: «رجاله كلهم ثقات إلا إسماعيل بن عياش فإنه غير معروف، والله أعلم» .

(9)

التكميل والإتمام: 75 ب.

(10)

أخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 37 عن قتادة والسدي وابن زيد وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 267 ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة، ونسبه أيضا لهناد عن أبي العالية.

ص: 447