الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة اللّيل
[3]
{وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى.}
(سي) هما آدم وحواء عليهما السلام
(1)
، وقيل
(2)
: يراد بهما العموم في الذكران والإناث، والله أعلم.
والذي.
[5، 6]{أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى.}
هو الذي يأتي ذكره عند قوله:
[17]
{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.}
و (الحسنى) هاهنا فيها أربعة أقوال:
قيل
(3)
: الجنة.
وقيل
(4)
: لا إله إلا الله.
(1)
ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 145 عن ابن السائب ومقاتل، وذكره القرطبي في تفسيره: 20/ 82 عن ابن عباس والحسن والكلبي.
(2)
ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 466 عن الحسن، وذكره القرطبي في تفسيره: 20/ 82 دون عزو.
(3)
ذكره القرطبي في تفسيره: 20/ 83 عن مجاهد ودليله قوله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ.
(4)
ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 149 عن ابن عباس والضحاك وذكره ابن كثير في تفسيره: 8/ 439 عن السلمي والضحاك وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 535 ونسبه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي.
وقيل
(1)
: الخلف في الدنيا.
وقيل
(2)
: الأجر والثواب مجملا.
[17]
{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.}
(سه)
(3)
نزلت في أبي بكر
(4)
رضي الله عنه حين أعتق بلالا وزنّيرة
(5)
ويقال فيها زنبرة وأمّ عبيس
(6)
وعبيدا كان اشتراهم فأعتقهم.
وكان العبيد مؤمنين عند قوم كفّار، يعذبونهم على الإيمان فقال له أبوه:
(1)
أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 219، 220 عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد، واختاره الطبري رحمه الله لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من يوم غربت فيه شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا، فأنزل الله في ذلك القرآن فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى. .. إلى قوله لِلْعُسْرى.
(2)
أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 220 عن قتادة، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 149 عن قتادة ومقاتل، وقال القرطبي في تفسيره: 20/ 83 بعد أن ذكر الأقوال: «وكله متقارب المعنى، إذ كله يرجع إلى الثواب الذي هو الجنة» .
(3)
التعريف والإعلام: 184.
(4)
أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 221 عن عبد الله بن الزبير وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 525، 526 عن عبد الله بن الزبير، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وذكره الواحدي في أسباب النزول: 487.وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 538 ونسبه للبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر من وجه آخر عن عبد الله بن الزبير مختصرا.
(5)
زنيرة: بكسر الزاي وتشديد النون الرومية من السابقات إلى الإسلام عذبها المشركون، ولما أسلمت عميت، فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى لكفرها بها، فنفت ذلك وقالت: إنما هذا من السماء، وربي قادر على رد بصري، فأصبحت من الغد وقد رد الله بصرها. انظر: أسد الغابة: 7/ 123، الإصابة: 4/ 311.
(6)
أم عبيس، وكنيت بابنها عبيس بن كريز، أسلمت أول الإسلام وقد عذبها المشركون عذابا شديدا فاشتراها أبو بكر وأعتقها. انظر: أسد الغابة: 7/ 365، الإصابة: 4/ 475.
لو اشتريت من له نجدة وقوّة فيغضب لك ويعينك وينفعك كان أجدى عليك، فأنزل الله الآية انتهى.
(سي) وقيل: نزلت هذه الآية بسبب أبي الدّحداح الأنصاري في قصة اشترائه النخلة من المنافق بحائط له ثمّ وهب النخلة لأيتام كانت مطلّة على دارهم وقد تقدّم
(1)
ذلك، وقيل
(2)
: {(الْأَشْقَى)} هاهنا أبو جهل بن هشام وأميّة ابن خلف و {(الْأَتْقَى)} أبو بكر.
وقيل
(3)
: نزلت في أبي سفيان بن حرب وأبي بكر رضي الله عنه، والدليل على أنّ {(الْأَتْقَى)} في الآية أبو بكر لا غيره أنّ الله تعالى وصفه بأنّه أتقى وإذا كان أتقى كان أكرم لقوله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ}
(4)
والأكرم عند الله تعالى لا بد أن يكون أفضل، فثبت أنّ المراد من هذه الآية شخص هو أفضل الخلق، وأجمع أهل السّنّة على أنّ أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فثبت أنّه المراد
(5)
بالآية، والله أعلم.
(1)
راجع سورة الأعلى، قوله تعالى: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى.
(2)
ذكره القرطبي في تفسيره: 20/ 88 دون عزو، وذكره أبو حيان في تفسيره: 8/ 484 دون عزو، ونسبه السيوطي في مفحمات الأقران عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(3)
أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 536 ونسبه لعبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر في طريق الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(4)
سورة الحجرات: آية: 13.
(5)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 444 «وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه داخل فيها، وأولى الأمة بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم وهو قوله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى، وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ولكنه مقدّم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة
…
». وقال الثعالبي في الجواهر الحسان: 4/ 421 «ولم يختلف أهل التأويل أن المراد بالأتقى - إلى آخر السورة - أبو بكر الصديق ثم هي تتناول كل من دخل في هذه الصفات، وباقي الآية بيّن، وقال: ثم وعده تعالى بالرضى في الآخرة، وهذه عدّة لأبي بكر رضي الله عنه» اه والله أعلم.