الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهرامهم تلك، حيّ الفنَّ متخذاً
…
من الصُّخورِ بروجاً فوق كيوانِ
قد مرَّ دهر عليها، وهي ساخرة
…
بما يضعضعُ من صرحٍ وإيوانِ
لم يأخذِ الّليلُ منها والنهارُ سوى
…
ما يأخذُ النملُ من أركان تهلانِ
كأنها والعواد، في جوانبها
…
صرعى بناءُ شياطين لشيطانٍ
جاءت إليها وفود الأرض قاطبة
…
تسعى اشتياقاً إلى ما خلَّدَ الفاني
فصغَّرت كل موجود ضخامتها
…
وغضَّ بنيانها من كلّ بنيانِ
وعادَ منكرُ فضل القوم معترفاً
…
يثني على القوم في سرَّ وإعلانِ
تلك الهياكل في الأمصار شاهدةٌ
…
بأنهم أهلُ سبقٍ، أهلُ إمعانٍ
وأن فرعونَ في حول ومقدرة
…
وقومَ فرعونَ في أقدام كفؤانٍ
إذا أقام عليهم شاهداً حجرٌ
…
في هيكل قامتْ الأخرى ببرهانٍ
كأنما هي والأقوام خاشعةٌ
…
أمامها صحفُ من عالمٍ ثانِ
تستقبلُ العينَ في أثنائها صورٌ
…
فصحة الرمز دارت حولَ جدرانِ
لو أنها أعطيتْ صوتاً لكانَ لهُ
…
صدّى يروّع الإنس والجان
أين الألى سجَّلوا في الصّخر سيرتهم
…
وصغّروا كلَّ ذي ملك وسلطانِ
بادوا، وبادت على آثارهم دولٌ
…
وأدرجوا طيَّ أخبار وأكفانِ
خليل بك مطران
هو شاعر الشعور والخيال، وشاعر بعلبك والأهرام، ولد سنة 1871 ببعلبك وتعلم بها قدم مصر سنة 1893 م واشتغل بمكاتبة الصحف وانشأ باسمه "المجلة المصرية" سنة 1899 م وأنشأ أيضاً (جريدة الجوانب المصرية) وله ديوانه المسمى (ديوان الخليل) .
شعره: مجمع الصور وملعب الخيال، ونفسه كالصحيفة الحساسة ينطبع