الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أحمد شوقي بك يصف أبا الهول ويناجيه
أبا الهول طال عليك العصر
…
وبلغت في الأرض أقصى العمر
فيالدة الدَّهر لا الدهر شب
…
ب ولا أنت جاوزت حد الصغر
إلام ركوبك متن الرّما
…
ل لطيّ الأصيل وجوب السَّحر
تسافر منتقلاً في القرو
…
ن فأيان تلقى غبار السَّفر
أبينك عهدٌ وبين الجبا
…
ل تولان في الموعد المنتظر
ابا الهول ماذا وراء البقا
…
ء إذا ما تطاول غير الضَّجر
عجبت للقمانَ في حرصه
…
على لبد والنُّسور الأخر
وشكوى لبيد لطول الحيّا
…
ة ولو لم تطل لتشكى القصر
ولو وجدت فيك يا ابن الصَّفا
…
ة لحقت بصانعكَ المُقتدر
فإن الحياة تفل الحدي
…
د إذا لبسته وتبلى الجر
أبا الهول ما أنت في المعضلا
…
ت لقد صلت السبل فيك الفكر
تحيزت البدو ماذا تكو
…
ن وضلّت بوادي الظنون الحضر
فمكنت لهم صورة العنفوا
…
ن وكنت مثال الحجي والبصر
وسرُّك في حجبه كلما
…
أطلّت عليه الظنون استتر
وما راعهم غير رأس الرجا
…
ل على هيكل من ذوات الظفر
ولو صوروا من نواحي الطّبا
…
ع توالوا عليك سباع الصُّور
فيا ربَّ وجهٍ كصافي النّمي
…
ر تشابه حامله والنّمر
أبا الهول ويحك لا يستقل
…
ل مع الدهر شيءٌ ولا يحتقر
تهزأت دهراً بديك الصّبا
…
ح فنقر عينيك فيما نقر
اسأل البياض وسلّ السوا
…
د وأوغل منقاره في الحفر
فعدت كأنك ذو المحبسي
…
ن قطيعَ القيام سليبَ البصر
كأن الرمال على جانبي
…
ك وبين يديك ذنوب البشر
كأنك فيها لواء القضا
…
ء على الأرض أو ديدبان القدر
كأنك صاحب رمل يرى
…
خبايا الغيوب خلال السطر
أيا الهول أنت نديمُ الزّما
…
ن نحي الأوان سميرٌ العصر
بسطت ذراعيك من آدم
…
ووليت وجهك شطر الزّمر
تطل على عالم يستهل_لُ وتوفى على عالم يحتضر
فعينٌ إلى من بدار للوجو
…
د وأخرى مشيعة من عبر
فحدث فقد يهتدى بالحدي
…
ث وخبر فد يؤتى بالخبر
ألم تبل فرعون في عزه
…
إلى الشمس وخبر فقد يؤتى بالخبر
ألم تبل فرعون في عوة
…
إلى الشّمس معتزياً والقمر
طليل الحضارة في الأوّلي
…
ن رفيع البناء جليل الأثر
يؤسس في الأرض للغابري
…
ن ويغرس للآخرين الثمر
وراعك ما راع من خيل قمب
…
يز ترمي سنابكها بالشرَّر
جوارف بالنار تغزو في البلا
…
د وآونةً بالقنا المشتجر
وأبصرت اسكندراً في الملا
…
قشيب العلا في الشباب النضر
تبلج في مصر إكليله
…
فلم يعد في الملك عمر الزهر
وشاهدت قيصر كيف استبد
…
د وكيف أذلَّ بمصرَ القصر
وكيفغ تجبر أعوانه
…
وساقوا الخلائقَ سوقِ الحُمر
وكيف ابتلوا بقليل العدي
…
د من الفاتحين كريم النّفر
رمى تاج قيصر رميَّ الزّجا
…
ج وفلّ الجموع وثلَّ السرر
فدع كل طاغية للزما
…
ن فإن الزمان يقيم الصّعر
رأيت الدّيانات في نظمها
…
وحين وهي لكها وانتثر
تشاد البيوت لها كالبرو
…
ج إذا أخذ الطّرف فيها انحسر
تلاقى أساساً وشمّ الجبا
…
ل كما تتلاقى أصولُ الشَّجر
(وإيزيس) خلف مقاصيرها
…
تخطى الملوك إليها الستر
تضيء عل صفحات السّما
…
ء وتشرق في الأرض منها الحجر
وآبيس في نيره العالمو
…
ن وبعض العقائد نير عسر
تساس به معضلات الأمو
…
ر ويرجى النعيم وتخشى سقر
ولا يشعر القوم إلا به
…
ولو أخذته المدى ما شعر
يقلّ أبو المسك عبداً له
…
وإن صاغ أحمدُ فيه الدُّرر
وآنست (موسى) وتابوته
…
ونورُ العصا والوصايا الغرر
وعيسى يلّم رداء الحيا
…
ء ومريم تجمع ذيلَ الخفر
وعمرو يسوق بمصر الصحا
…
ب ويزجي الكتاب ويحددوا السور
فكيف رأيت الهدى والضلا
…
ل ودنيا الملوك وأخرى عمر
ونبذ المقوقس عهد الفجو
…
ر وأخذ المقوقس عهد الفجر
وتبديله ظلمات الضّلا
…
ل يصبح الهداية لما سفر
وتأليفه القبط والمسلمي
…
ن كما ألفت بالولاء الأسر
أبا الهول لو لم تكن آية
…
لكان وفاؤك إحدى العبر
أطلت على الهرمين الوقو
…
ف كثاكلة لا تريم الحفر
ترجى لبانيهما عودةٌ
…
وكيف يعودُ الرَّميم النَّخر
تجوس بعين خلال الدّيا
…
ر وترمي بأخرى فضاء النهر
تروم (بمنفيس) بيض الظُّبى
…
وسمر القنا والخميس الدثر
ومهد العلوم الخطير الجلا
…
ل وعهد الفنون الجليل الخطر
فلا تستبين سوى قرية
…
أجد محاسنها ما اندثر