الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس والعشرون في الحماقة
لكل داءٍ دواءٌ يستطب به
…
إلا الحماقة أعيت من يداويها
لا تيأسنّ من اللبيب وإن جفا
…
واقطع حبالك من حبال الأحمق
فعداوة من عاقل متجمّل
…
أولى وأسلم من صداقة أخرق
الباب السادس والعشرون في الوطن
قال ابن الرومي
ولي وطن آليت ألا أبيعه
…
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عمرت به شرح الشباب منعماً
…
بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبب أوطان الرّجال إليهم
…
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم
…
عهود الصّبا فيها فحنّوا لذلكا
قد ألفته النفس حتى كأنه
…
لها جسدٌ إن بان غودر هالكا
الباب السابع والعشرون في المال
إن الدراهم كالمرا
…
هم تجبر العظم الكسيرا
لو نالهنّ تعليبٌ
…
في صبحه أضحى أميرا
إن قلّ مالي فلا خلٌّ يصاحبني
…
إن زاد مالي فكلّ الناس خلاني
فكم عدوٍّ لأجل المال صاحبني
…
وكم صديق لفقد المال عاداني
لعمرك إن المال قد يجعل الفتى
…
سرياً وإن الفقر بالمرء قد يزري
وما رفع النفس الدنية كالغنى
…
ولا وضع النفس النفيسة كالفقر
وإذا ما رأيت صعوبة في مطلب
…
فاحمل صعوبته على الدّينار
وابعثه فيما تشتهيه فإنه
…
حجرٌ يليّن قسوة الأحجار
الناس أتباع من دامع له نعم
…
والويل للمرء إن زلت به القدم
المال زينٌ ومن قلت دراهمه
…
حي كمن مات إلا أنه صنم
لما رأيت أخلائي وخالصتي
…
والكل مستتر عني ومحتشم
أبدو جفاءً وإعراضاً فقلت لهم
…
أذنبت ذنباً فقالوا ذنبك العدم
فصاحة حسّان وخط ابن مقلةٍ
…
وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس
…
ونودي عليه لا يباع بدرهم
إذا كنت في حاجة مرسلا
…
وأنت بها كلفٌ مغرم
فأرسل حكيماً ولا توصه
…
وذاك الحكيم هو الدّرهم
أظهروا للناس زهداً
…
وعلى الدينار داروا
وله صاموا وصلّوا
…
وله حجوّا وزاروا
لو يرى فوق الثريا
…
ولهم ريش لطاروا
المال يفرقُ بين الأم والولد
…
فذاك أدنى نسيبٍ عند كل يد
عهدي به خادماً كالعبد نملكه
…
فما لعيني تراه سيد البلد
مالٌ يميل إلى المرء من صغر
…
وكلما شب شبّ الحبّ في الكبد
لو يجمع الله ما في الأرض قاطبة
…
عند امرئ لم يقلّ حسبي فلا تزد
كلٌ يروح من الدنيا الغرور كما
…
أتى بلا عدد منها ولا عُدّد
لو كان يأخذ شيئاً قبلنا أحد
…
لم يبق شيء لنا من سالف الأمد
إذا المرء لم يعتق من المال نفسه
…
تملّكه المال الذي هو مالكه
إلا إنما مالي الذي أنا منفقٌ
…
وليس لي المال الذي أنا تاركه
من كان يملك درهمين تعلّمت
…
شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدّم الإخوان فاستعموا له
…
ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها
…
لوجدته في الناس أسوأ حالا
إن الغنيّ إذا تكلّم بالخطا
…
قالوا صدقت وما نطقت محالا