الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال السيدة تماضر الخنساء المتوفاة سنة 24 ه
ـ?
قذّى بعينك أم بالعين عوّارُ
…
أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدّار
كأنَّ عيني لذاكرة إذا خطرت
…
فيضٌ يسيلُ على الخدّين مدرارُ
تبكي خناسٌ على صخر وحقّ لها
…
إذ رابها الدّهر إنّ الدّهر ضرارُ
لا بدّ من ميتةِ في صرفها عبرٌ
…
والدَّهر في صرفه حولٌ وأطوارُ
يا يخرُ ورَّاد ماءٍ قد توارده
…
أهل الموارد في ورده عارُ
وإنّ صخراً لحامينا وسينا
…
وغنَّ صخراً إذا نشتوا لنحّارُ
وإنَّ صخراً لتأتمُّ الهداة بهِ
…
كأنهُ علمٌ في رأسه نارُ
لم ترهُ جارةٌ يمشي بساحتها
…
لريبة حين يخلى بيتهُ الجارُ
مثل الرُّدينيّ لم تنفد شبيبتهُ
…
كأنّه تحت طيّ البردِ أسوارُ
طلقُ اليدينِ بفعل الخير معتمدٌ
…
ضخمُ الدَّسعية بالخيرات أمارُ
حمالُ ألوية هبّاط أوديةَ
…
شهّاد أندية للجيش جرارُ
وقالت أعرابية ترثي ابنها
أيا ولدي قد زاد قلبي تلهُّبها
…
وقد حرقت منّي الشُّؤون المدامعُ
وقد أضرمت نارُ المصيبةِ شعلةُ
…
وقد حميت منّي الحشا والأضالعُ
وأسأل عنك الرّكب هل تخبرونني
…
بحالك كيما تستكنُّ المضاجع
فلم يكُ فيهم مخبرٌ عنك صادق
…
ولا فيهمُ من قال إنّك راجع
فيا ولدي غبت كدَّرت عيشتي
…
فقلبي مصدوع وطرفي دامع
وفكري مسقومٌ وعقلي ذاهب
…
ودمعي مسفوحٌ وداري بلا قع