الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضاً يصف مصر قديمها وحديثها
قفي يا أخت (يوشع) خبرينا
…
أحاديث القرون الغابرينا
وقصي من مصارعهم علينا
…
ومن دولاتهم ما تعلمين
فمثلك من روى الأخبار طراً
…
ومن نسب القبائل أجمعينا
نرى لك في السماء خضيب قرن
…
ولا نحصي على الأرض الطَّعينا
مشيت على الشباب شواظ نار
…
ودرت على المشيب رحى طحونا
تعينين المواد والمنايا
…
وتبنن الحياة وتهدمينا
فيا لك هرة أكلت بنيها
…
وما ولدوا وتنتظر الجنينا
أأمَّ المالكين بنى (أمون)
…
ليهنك أنهم نزعوا (أمونا
ولدت له (المآمين) الدواهي
…
ولم تلدي له قط (الأمينا)
فكانوا الشهب حين الأرض ليلٌ
…
وحين الناس جد مضللينا
مشت بمنارهم الدهر بالوادي أقاموا
…
على (وادي الملوك) محجبينا
فربّ مصفد منهم وكانت
…
تساق له الملوك مصفدينا
تقيد في التراب بغير قيد
…
وحلّ على جوانبه رهينا
تعالى الله كان السَّحر فيهم
…
أليسوا للحجارة منطقينا
غدوا يبنون ما يبقى وراحوا
…
وراء الآبدات مخلدينا
إذا عمدوا لمآثرة أعدوا
…
لها الإتقان والخلق المتينا
وليس الخلد مرتبة تلقى
…
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
ولكن منتهى همم كبار
…
إذا ذهبت مصادرها بقينا
وسرُّ العبقرية حين يسري
…
فينتظم الصَّنائع والفنونا
وآثار الرّجال إذا تناهت
…
إلى التاريخ خير الحاكمينا
وأخذك من فم الدُّنيا ثناءً
…
وتركك في مسامعها طنينا
***
فغالي في بنيك الصيّد غالي
…
فقد حبّ الغلوّ إلى بنيا
فشيبٌ قنعٌ لا خير فيهم
…
وبورك في الشباب الطامحينا
فناجيهم بعرش كان صنواً
…
لعرشك في شبيبته سنينا
وكان العزُّ حليته وكانت
…
قوائمه الكتائب والسفينا
تاج من فرائده (ابن سيتي)
…
ومن خرزاته (خوفو)(ومينا)
على خداً به صعرٌ وجاروا
…
على الأجراء أو جلدوا القطينا
فإنا لم نوق النقص حتى
…
نطالب بالكمال الأولينا
وما (البستيل) إلا بنت أمسٍ
…
وكم أكل الحديد بها سجينا
وربة بيعةٍ عزت وطالت
…
بناها الناس أمس مسخرينا
مشيّدة لشافي العمي (عيسى)
…
وكم سمل القسوس بها عيونا
***
أخا (اللُّوردات) مثلك من تحلّى
…
بحلية آله المتطولينا
لك الأصل الذي نبتت عليه
…
فروع المجد من (كرنارافونا)
ومالك لا يعد وكل مالٍ
…
سيفني أو سيفني المالكينا
وجدت مذاق كل تليد مجد
…
فكيف وجدت مجدَ الكاسبينا
نشرت صفائحاً فجزتك (مصرٌ)
…
صحائف سؤودد لا نطوينا
فإن تك قد فتحت لها كنوزاً
…
لقد فتحت لك الفتح المبينا
فلا (قارون) فوق الأرض إلا
…
تمنى لو رضيت به قرينا
سبيل الخلد كان عليك سهلاً
…
وعادته يكد السالكينا
رأيت تنكراً وسمعت عتباً
…
فعذراً للغضاب المحنقنا
أبوتنا وأعظمهم تراثٌ
…
نحاذر أن يؤول لآخرينا
ونأبى أن يحل عليه ضيم
…
ويذهب نهبة للناهبنا
سكت فحام حولك كل ظن
…
ولو سرحت لم تثر الظنونا
يقول الناس في سرِّ وجهر
…
وما لك حيلة في المرجفينا
أمن سرق الخليفة وهو حيٌّ
…
يعفّ عن الملوك مكفنينا
***
خليلي اهبطا الوادي ميلا
…
إلى غرف الشموس الغار بينا
وسيراً في محاجرهم رويدا
…
وطوفا بالمضاجع خاشعينا
وخصا بالعمار وبالتحايا
…
رفات المجد من توتنخمينا
وقبراً كاد من حسن وطيب
…
يضيء حجارة العلى من (طور سينا)
وكان نزيله بالملك يدعى
…
فصار يلقب الكنز الثمينا
فثم جلالةوٌ قرت ودامت
…
على مر القرون الأربعين
جلال الملك أيام وتمضي
…
ولا يمضي جلال الخالدين
يجوب البرق باسمك كل سهل
…
ويخترق البخار به الحزونا
وأقسم كنت في (لوزان) شغلاً
…
وكنت عجيبة المتفاوضينا
أتعلم أنهم صلفوا وتاهوا
…
وصدوا الباب عنا موصدينا
ولو كنا نجرُّ هناك سيفاً
…
وجدنا عندهم عطفاً وليناً
سيقضي (كرزنٌ) بالأمر عنا
…
وحاجات (الكنانة) ما قضينا
تعالى اليوم خبرنا أكانت
…
نواك سنات نوم أو سنينا
وماذا جبت من ظلمات ليل
…
بعيد الصبح ينضي المدلجينا
وهل تبقى النفوس إذا أقامت
…
هياكلها وتبلى إن بلينا
وما تلك القباب وأين كانت
…
وكيف أضل حافزها القرونا
ممردة البناء نخال برجاً
…
ببطن الأرض محطوطاً دفيناً
تغطى بالأثاث فكان قصراً
…
وبالصور العتاق فكان زوناً
حملت العرش في فهل ترجى
…
وتأمل دولة في الغابرينا
هل تلقى المهيمن فوق عرش
…
ويلقاه الملا مترجلينا
وما بال الطعام يكاد يقدى
…
كما تركته أيدي الصانعينا