الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا القوم مدوا بأيديهم
…
إلى المجد مدّ إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم
…
من المجد ثم انتمى مصعدا
يحملّه القوم ما عالهم
…
وإن كان أصغرهم مولدا
وإذن ذكر المجد ألفيته
…
تأزّر بالمجد ثم ارتدى
ومن قولها ترثيه أيضاً:
ألا يا صخر إن أبكيت عيني
…
فقد أضحكتني زمناً طويلاً
دفعت بك الخطوب وأنت حيٌّ
…
فمن ذا يدفع الخط الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل
…
رأيتُ بكاءك الحسن الجميلا
ومن بديع قولها:
يذكرني طلوع الشمس صخراً
…
وأذكره لكل غروب شمس
فلولا كثرةُ الباكين حولي
…
على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولاً
…
ونائحة تنوح ليوم نحس
هما كلتاهما تبكي أخاها
…
عشية رزئه أو غبّ أمس
وما يبكين مثل أخي ولكن
…
أسلي النفس عنه بالتأسيّ
فقد ودّعت يوم فراق صخر
…
أبي حسان لذاتي وأنسي
فيا لهفي عليه ولهف أمي
…
أيصبح في الضّريح وفيه يمسي
(3) الخطيئة
هو أبو بكر جرول الحطيئة العبسي، نشأ كما قال الأصمعي جشعاً سؤولاً ملحفاً دنيء النفس كثير الشر قليل الخير بخيلاً قبيح المنظر رث الهيئة مغموز النسب فاسد الدين، وعاش الحطيئة مدة في الجاهلية وجاء الإسلام فأسلم ولم يكن له صحية برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاش متنقلاً في القبائل يمدح تارة ويذم تلك أخرى، وينتسب إلى عس طوراً وطوراً إلى ذهل ويهجو
اليوم من يمدحه بالأمس، وكل قبيلة تخطب وده وتنقي شر لسانه حتى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حبس الحطيئة فما زال يستشفع إليه الناس وقول الشعر حتى أطلقه وهدده بقطع لسانه إن هجا أحداً، واشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، وكنه نكث وأوغل في الهجاء بعد موت عمر، وبقي كذلك حتى مات أوائل خلاف معاوية.
شعره: لولا ما وصم به الحطيئة من خسة النفس ودناءة الخلق وجهالة النسب لكان بإجادته في كل ضرب من ضروب الشعر شاعر المخضرمين على الإطلاق إلا أنه لم يقف ببراعته وفصاحته موقفاً لله ولا للشرف، وقلما يوجد في كلام الحطيئة مظنة ضعف أو مغمز لغامز من ركاكة لفظ أو غضاضة معنى أو اضطراب قافية ومن مدحه الذي لا يلحق فيه غبار قوله:
يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها
…
وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد
أقلوا عليهم (لا أبا لأبيكم)
…
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا
…
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها
…
وإن أنعموا لا كدروها ولا كدروا
مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى
…
بنى لهم آباؤهم وبنى الجد
ويعذلني أبناء سعد عليهم
…
وما قلت إلا بالذي علمت سعد
ومن أبياته التي استعطف بها أمير المؤمنين عمر وهو في سجينه قوله: ط
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
…
زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
…
فاغفر عليك سلام الله يا عمر
أنت الأمين الذي من بعد صاحبه
…
ألقي إليك مقاليد النهى البشر
لم يؤثروك بها إذا قدموك لها
…
لكن لأنفسهم كانت بك الخير