الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن المشاور إما صائبٌ غرضاً
…
أو مخطئٌ غير منسوب إلى الخطل
لا تحقر الرّأي يأتيك الحقير به
…
فالنحلُ وهو ذبابٌ طائر العسل
ولا يغرنك ودٌّ من أخي أمل
…
حتى تجربه في غيبة الأمل
لا تجزعنّ لخطب ما به حيلٌ
…
تغنى وإلا فلا تعجز عن الحيل
وقدرُ شكر الفتى لله نعمتهُ
…
كقدرِ صبِر الفتى للحادث الجلل
وإن أخوف نهج ما خشيت به
…
ذهاب حريةٍ أو مرتضى عمل
لا تفرحنّ بسقطات الرجال ولا
…
تهزأ بغيرك واحذر صولة الدُّول
أحقّ شيءٍ بردّ ما تخالفه
…
شهادةُ الدّين فافهم صنعة الجدل
وقيمة المرءِ ما قد كان يحسنهُ
…
فاطلب لنفسك ما تعلو به وصل
وكلُ علم جناه ممكنٌ أبداً
…
إلاّ إذا اعتصم الإنسانُ بالكسل
والمال صنهُ وورثهُ العدوّ ولا
…
تحتج حياتك للإخوان في الأكل
فخير مالِ الفتى مال يصون به
…
عرضاً وينفقهُ في أشرف السُّبل
وأفضل البّر مالاً منَّ يتبعهُ
…
ولا تقدّمه شيءٌ من المطل
فإنما الجود بذلٌ لم تكلف به
…
صنعاً ولم تنتظر فيه جزا رجل
إن الصنائع أطواق إذا شكرت
…
وإن كفرت فأغلال لمنتحل
وإن عندي الخطا أفضل من
…
إصابةٍ حصلت بالمنع والبخل
خير من الخير مسديهِ إليك كما
…
شرٌ من الشرّ أهل المطل والدَّخل
ظواهرُ العتب للإخوان أيسر من
…
بواطن الحقدِ في التّسديد للخلل
***
دعِ الجموحَ وسامحهُ تغظهُ ولا
…
تصحب سوى السّمح واحذر سقطة العجل
والقَ الأحبّة والإخوان قطعوا
…
حبلَ الوداد بحبل منك متصل
فأعجزُ الناس حرٌ ضاع من يده
…
صديق ودّ فلم يردده بالحيل
من يقظةٍ بالفتى إظهارُ غفلته
…
مع التحفُّظ من غدرٍ ومن ختل
وكن مع الخلق ما كانوا لخالقهم
…
واحذر معاشرة الأوغاد والسّفل
واخش الأذى عند إكرام اللّئيم
…
تخشى الأذى إن أهنت الحرّ ذا النّبل
واصبر لواحدة تأمن توابعها
…
فربما كانت الصُّغرى من الأول
ولا يغرَّنك من مرقّى سهولتهُ
…
فربما ضقتَ ذرعاً منه في النُّزُل
*** من المروءة تركُ المرء شهوتهُ=فانظر لأيهما آثرت فاحتمل شرُّ الورى من بعيب الناس مشتغل=مثلُ الدُّباب يراعي موضعَ العلل
لو كنت كالرّمح في الأعمال معتدلاً
…
لقالت الناسُ هذا غيرُ معتدل
يا ظالماً جار فيمن لا نصير له
…
إلا المهيمنُ لا تغترّ بالمهل
غداً تموت ويقضي الله بينكما
…
بحكمه الحقّ لا بالزّيغ والميل
وإن أولى الملا بالعفو أقدرهم
…
على العقوبة إن يظفر بذي زلل
وقال تقي الدين أبو بكر بن حجة الحموي المتوفى سنة 837 ه
ـ?
"أرجوزة استخلصها من كتاب الصادح والباغم"
العيشُ بالرزق والتّقدير
…
وليس بالرأي ولا والتدبير
في الناس من تسعدهُ الأقدار
…
وفعلهُ جميعهُ إدبار
من عرف الله أزال التُّهمة
…
وقال كلُّ فعلهِ للحكمة
من أنكر القضاءَ فهو مشرك
…
إن القضاء بالعباد أملكُ
ونحن لا نشرك بالله ولا
…
نقنط من رحمته إذ نبتلى
عارٌ علينا وقبيحُ ذكرِ
…
أن نجعل الكفرَ مكان الشكر
وليس في العالِم ظلمٌ جاري
…
إذ كان ما يجري بأمرِ الباري
وأسعدُ العالِم عند الله
…
من ساعد الناسَ بفضل الجاه
ومن أغاث البائس الملهوفا
…
أغاثهُ الله إذا أخفيا
إنّ العظيمَ يدفع العظيما
…
كما الجسيم يحمل الجسيما
فإنّ من خلائق الكرام
…
رحمةَ ذي البلاء والأسقام
وإنّ من شرائط العلو
…
العطفَ في البؤس على العدو
قد قضت العقول أنّ الشفقة
…
على الصديق والعدوّ صدقه
وقد علمتَ واللبيب يعلم
…
بالطبع لا يرحم من لا يرحم
فالمرءُ لا يدري متى يمتحن
…
فإنه في دهره مرتهن
وإن نجا اليومَ فما ينجو غداً
…
لا يأمن الآفات إلا ذو الرَّدى
لا تغْترِر بالخفض والسلامة
…
فإنما الحياة كالمدامه
والعمرُ مثل الكأسِ والدَّهر القدر
…
والصفو لا بدَّ له من الكدر
وكلُّ إنسان فلا بدَّ له
…
من صاحب يحمل ما أثقلهُ
جهد البلاء صحبة الأضداد
…
فإنها كيٌّ على الفؤاد
أعظم ما يلقى الفتى من جهد
…
أن يبتلى في جنسهِ بالضَّدّ
فإنما الرّجال بالإخوان
…
واليد بالساعد والبنان
لا يحقر الصُّحبة إلا جاهل
…
أو مارقٌ عن الرّشاد غافل
صحبةُ يوم نسبٌ قريب
…
وذمَّة يحفظها اللّبيب
وموجب الصّداقة المساعدة
…
ومقتضى المودَّة المعاضدة
لا سيّما في النوب الشدائد
…
والمحن العظيمة والأوابد
فالمرءُ يحيي أبداً أخاه
…
وهو إذا ما عدّ من أعداه
إن من عاشر قوماً يوماً
…
ينصرهم ولا يخاف لوما
وإن من حارب من لا يقوى
…
لحربه جر إليه البلوى
فحارب الأكفاءَ والأقرانا
…
فالمرء لا يحارب السلطانا
واقنع إذا حاربت بالسلامة
…
واحذر فعالاً لا توجب النَّدامة
فالتاجر الكيّس في التجارة
…
من خاف من متجره الخسارة
يجهد في تحصيل رأس ماله
…
ثم يروم الّربح باحتياله
وإن رأيت النّصر قد لاح لكا
…
فلا تقصر واحترْز أن تهلكا
واسبق إلى لأجود سبق الناقدِ
…
فسبقك الخصم من المكايد
وانتهز الفرصة إن الفرصة
…
تصير إن لم تنتهزها غصّة
كم بطر الغالب يوماً فترك
…
عنه التوقّي واستهان فهلك
ومن أضاع جنده في السّلم
…
لم يحفظوه في لقاء الخصم
وإن من لا يحفظَ القلوبا
…
يخذل حين يشهد الحروبا
والجند لا يرعون من أضاعهم
…
كلاّ ولا يحمون من أجاعهم
وأضعفُ الملوك طرَّا عقدا
…
من غرَّه السلم فأقصى الجندا
والحزم والتّدبير روح العزم
…
لاخيرَ في عزم بغير حزم
والحزم كلذ الحزم في المطاولة
…
والصّبر ف يسرعة المزاولة
وفي الخطوب تظهر الجواهرُ
…
ما غلبَ الأيام إلاّ الصابر
لا تيأسنْ من فرج ولطف
…
وقوَّة تظهرُ بعدَ ضعف
فربَّما جاءك بعد اليأس
…
روحٌ بلا كدّ ولا التماس
في لمحة الطرف بكاءٌ وضحكْ
…
وناجد بادٍ ودمع ينسفك
ينال بالرّفق وبالتأنّي
…
مالم تنلْ بالحرص والتّعنّي
ماأحسنَ الثَّباتَ والتجلُّدا
…
وأقبح الحيرة والتَّبلُّدا
ليس الفتى إلا الذي إن طرقه
…
خطبٌ تلقّاه بصبر وثقة
إذا الرَّزايا أقبلت ولم تقف
…
فثمَّ أحوالُ الرّجال تختلف
وكم لقيتُ لذَّة في زمني
…
فأصبرُ الآن لهذي المحن
فالموتُ لايكون إلا مرّة
…
والموتُ أحلى من حياة مرّة
إني من الموت على يقين
…
فأجهدُ الآن لما يقيني
صبراً على أهوالها ولا ضجرْ
…
وربّما فاز الفتى إذا صبر
لا يجزع الحرّ من المصائب
…
كلاّ ولا يخضع للنَّوائب
فالحرُّ للعبءِ الثّقيل يحملُ
…
والصبرُ عند النّائبات يحمل
لكل شيءٍ مدَّةٌ وتنقضي
…
ما غلب الأيامَ إلا منْ رضي
قد صدق القائلُ في الكلام
…
ليس النُّهى بعظم العظام
لا خيَر في جسامة الأجسام
…
بل هو في العقول والأفهام
فالخيل للحرب وللجمال=والإبل للحمل وللتَّرحال
لاتحتقر شيئاً صغيراً يحتقر
…
فربمّا أسالت الدّم الإبرْ
لاتحرج الخصم ففي إحراجه
…
جميعُ ما تكره من لجاجهِ
لاتطلب الفائتَ باللّجاج
…
وكنْ إذا كويت ذا إنضاج
فعاجز من ترك الموجودا
…
طماعةً وطلبَ المفقودا
وفتّش الأمور عن أسرارها
…
كم نكتةٍ جاءتك معْ إظهارها
لزمتَ للجهل قبيح الظاهرِ
…
وما نظرتَ حسن السَّرائر
ليس يضرُّ البدر في سناه
…
أنّ الضّرير قطُّ لا يراه
كم حكمةٍ أضحت بها المحافل
…
نافقةً وأنت عنها غافل
ويغفلون عن خفي الحكمة
…
ولو رأوها لأزالوا التُّهمة
كم حسن ظاهرهُ قبيحُ
…
وسمجٍ عنوانهُ مليح
والحق قد تعلمه ثقيلُ
…
أبوهُ إلا نفرٌ قليلُ
فالعاقل الكامل في الرّجال
…
لا ينثني لزخرف المقال
إن العدوّ قولهُ مردودُ
…
وقلّما يصدق الحسود
لا تقبلُ الدعوى بغير شاهد
…
لاسيما إن كان من معاند
أيؤخذ البريءُ بالسَّقيم
…
والرَّجل المحسن باللّئيم
كذاك من يستنصح الأعادي
…
يردونه بالغشّ والفساد
إن أكلَّ من ترى أذهانا
…
منْ حسب الإساءة الإحسانا
فادفع إساءة العدى بالحسنى
…
ولا تخلْ يسراك مثل اليمنى
وللرجال فاعلمنْ مكايدُ
…
وخدعٌ منكرةٌ شدائدُ
فالنَّدب لا يخضع للشّدائد
…
قطّ ولا يغتاظ بالمكائد
فرقّع الخرق بلطفٍ واجتهد
…
وامك إذا لم ينفع الصّدق وكد
فهكذا الحازم إذ يكيدُ
…
يبلغ في الأعداء ما يريد
وهو بريءٌ منهم في الظاهر
…
وغيرهُ مختضب الأظافر
والشهمُ من يصلح أمر نفسه
…
ولو بقتل ولده وعرسه
فإن من يقصد قلعُ ضرسه
…
لم يعتمدْ إلاّ صلاح نفسه
وإن من خصّ اللئيم بالندى
…
وجدته كمن يربّي أسدا
وليس في طبعِ اللئيم شكر
…
وليس في أصل الدّنيء نصر
وإن من ألزَمهُ وكلّفه
…
ضدُّ الذي في طبعه ما أنصفه
كذاك من يصطنع الجهّالا
…
ويؤثرِ الأرذال والأنذال
لو أنكم أفاضلُ أحرارُ
…
ما ظهرتْ بينكم الأسرار
إن الأصول تجذب الفروعا
…
والعرق دساسٌ إذا أضيعا
ما طاب فرعٌ أصله خبيثُ
…
ولازكا من مجدهُ حديث
قد يدركون رتباً في الدُّنيا
…
ويبلغون وطراً من بقيا
لكنك لا يبلغون في الكرم
…
مبلغ من كان له فيها قدم
وكلّ من تماثلتْ أطرافهُ
…
في طيبها وكرمتْ أسلافه
كان خليقا بالعلى وبالكرم
…
وبرعتْ في أصله حسن الشّيم
لولا بنو آدم بين العالمِ
…
ما بان للعقول فضل العالم
فواحدٌ يعطيك فضلاً وكرم
…
فذاك من يكفرهُ فقد ظلم
وواحدٌ يعطيك للمصانعة
…
أو حاجةٍ له إليك واقعة
لا تشرهنْ إلى حطامٍ عاجلِ
…
كم أكلةٍ أودت بنفس الآكل
واحذر أخيَّ يا فتى من الشّره
…
وقس بما رأيته مالم تره
فليس من عقل الفتى أو كرمه
…
إفسادُ شخص كامل لقرمه
فالبغيُ داءٌ ماله دواء
…
ليس لملكِ معه بقاء
لاتعطيْن شيئاً بغير فائدة
…
فإنها من السّجايا الفاسدة
"
وللإمام علي الرضا المتوفي سنة 77ه
ـ?"
واعجباً للمرء في ذاته
…
يجرُّ ذيل التّيه في خطرته
يزجره الوعظ فلا ينتهي
…
كأنه الميت في سكرته
يبارز الله بعصيانه
…
جهراً ولا يخشاه في خلوته
وإن يقع في شدّة يبتهل
…
فإن نجا عاد إلى عادته
أرغب لمولاك وكن راشداً
…
وأعلم بأن العز في خدمته
واتل كتاب الله تهدى به
…
واتبع الشرع على سنته
لاتحرصن فالحرص يزري بالفتى
…
ويذهب الرونق من بهجته
والحظ لا تجلبه حيلة
…
كيف يخاف المرء من فوتته؟