الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو الفتح البستني المتوفي سنة 1122 ه
ـ?
زيادة المرء في دنياه نقصانُ
…
وربحه غير محض الخير خسران
وكلُّ وجدان حظّ لا ثبات له
…
فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامراً لخراب الدهر مجتهداً
…
بالله هل لخرابِ العمر عمران
ويا حريصاً على الأموال تجمعها
…
أنسيتَ أن سرور المال أحزان
دع الفؤاد عن الدّنيا وزينتها
…
فصفوها كدر والوصل هجران
وأرعِ سمعك أمثالاً افصلها
…
كما يفضّل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
…
فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسان
يا خادم الجسم كم تسهى لخدمته
…
أتطلب الرّبح ممّا فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
…
فأنت بالنّفس لا بالجسم إنسان
وكن على الدّهر معواناً لذي أملٍ
…
يرجو نداك فإن الحرّ عنوان
واشدد يدك بحبل الله معتصماً
…
فإنه الركنُ إن خانتك أركان
من يتق الله يحمد من عواقبه
…
ويكفه شرّ من عزُّوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب
…
فإنَّ ناصره عجزٌ وخذلان
من كان للخير منَّاعاً فليس له
…
على الحقيقة إخوانٌ وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة
…
إليه والمال للإنسان فتَّان
من سالم النَّاس يسلم من غوائلهم
…
وعاش وهو قرير العين جذلان
من كان للعقل سلطان عليه غدا
…
وما على نفسه للحرص سلطان
ومن مد طرفاً بفرط الجهل نحو هوى
…
أغضى على الحقّ يوماً وهو خزيان
من استشار صروف الدهر قام له
…
على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه
…
ندامة ولحصد الزَّرع إبَّان
ومن استنام على الأشرار نام وفي
…
قميصه منهم صلٌّ وثعبان
كن ريّق البشر إن الحرّ همته
…
صفيحة وعليها البشرُ عنوان
ورافق الرّفق في كل الأمور فلم
…
يندم رفيقٌ ولم يذممهُ إنسان
ولا يغرنك حظٌّ جرّه خرقٌ
…
فالخرقُ هدم ورفق المرءِ بنيان
أحسن إذا كان إمكانٌ ومقدرة
…
فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمه
…
والحرُّ بالعدل والإحسان يزدان
صنْ حرّ وجهك لا تهتك غلالته
…
فكلُّ حرّ لحرّ الوجه صوّان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها
…
فليس يسعد بالخيراتِ كسلان
لا ظلّ للمرءِ يعرى من نهى وتقى
…
وإن أظلّتهُ أوراق وأفنان
والناس أعوانُ من والته دولته
…
وهم عليه إذا عادتهُ أعوان
سبحان من غير مال باقلٌ حصرٌ
…
وباقلٌ في ثراء المال سبحان
لا تودع السرّ وشاء بهِ مذلاً
…
فما رعى غنماً في الدَّوّ سرحان
لا تحسبِ الناس طبعاً واحداً فلهم
…
غرائز لستَ تحصيهنّ ألوان
ما كلّ ماءٍ كصداءٍ لوارده
…
نعم ولا كلُّ نبت فهو سعدان
لا تخدشنّ بمطل وجهَ عارفة
…
فالبُّر يخدشه مطلٌ وليّان
لا تستشر غيرَ ندب حازمٍ يقظ
…
قد استوى فيه أسرارٌ وإعلان
فللتّدابير فرسان إذا ركضوا
…
فيها أبرُّوا كما للحرب فرسان
وللأمور مواقيتٌ مقدّرة
…
وكل أمرٍ له حدٌّ وميزان
فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه
…
فليس يحمدُ قبل النُّضج بحران
كفى للعيش ما قد سدّ من عوزٍ
…
ففيه للحرّ قنيانٌ وغنيان
وذو القناعةِ راضٍ من معيشته
…
وصاحبُ الحرص إن أثرى فغضبان
حسب الفتى عقله خلاًّ يعاشرهُ
…
إذا تحاماه إخوانٌ وخلَاّن
هما رضيعا لبان حكمةٌ وتقى
…
وساكنا وطن مالٌ وطغيان
إذا نبا بكريم موطنٌ فله
…
وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده
…
إن كنت في سنةٍ فالدَّهر يقظان
ما استمرأ الظلم لو أنصفت آكلهُ
…
وهل يلذُّ مذاق المرء خطبان
يا أيها العالم المرضيُّ سيرتهُ
…
أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخ الجهل لو أصبحت في لججٍ
…
فأنت ما بينها لاشكَّ ظمآن
لا تحسبنَّ سروراً دائماًُ أبداً
…
من سرّهُ زمن ساءته أزمان
يا رافلاً في الشَّباب الوحف منتشياً
…
من كأسه هل أصاب الرُّشد نشوان
لا تغترر بشباب رائقٍ خضل
…
فكم تقدم قبل الشَّيب شبّان
ويا أخا الشَّيب لو ناصحت نفسك لم
…
يكن لمثلك في الإسراف إمعان
هب الشَّبيبة تُبلى صاحبها
…
ما غذرُ أشيب يستهويه شيطان
وكلُّ كسرٍ فإنَّ الدّين يجبرهُ
…
وما لكسر قناةِ الدّين جبران
وقال ابن أبي بكر المقري المتوفى سنة 1001 هـ?
زيادة القول تحكي النّقص في العمل
…
ومنطق المرءِ قد يهديه للزّللِ
إن اللّسان صغيرٌ جرمهُ وله
…
جرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورةٍ
…
كحدَّة السَّيف لا تغني عن البطل