الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا حبذا الشيبُ الوفيُ وحبذا
…
ظلُّ الشّباب الخائنِ الغذَّار
وطري من الدَّنيا الشّباب وروقهُ
…
فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافته وما حسناته
…
عندي ولا آلاؤه بقصار
نزداد همَّا كلّما ازددنا غنى
…
والفقر كلُّ الفقر في الإكثار
ما زاد فوقَ خلّفَ ضائعاً
…
في حادث أو وارث أو عار
إني لأرحم حاسديّ لحرّما
…
ضمنتْ صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم
…
في جنَّة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلي
…
فكأنما بزقعتُ وجهَ نهار
وسترتها بتواضعي فتطلّعت
…
أعناقها تعلو على الأستار
ومن الرجال معالمٌ ومجاهل
…
ومن النجُّوم غوامضٌ ودراري
والناس مشتبهون في إيرادهم
…
وتفاضل الأقوام في الإصدار
عمري لقد أوطأتهم طّرق العلا
…
فعموا فلم يقفوا على آثاري
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا
…
وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلاّ سعوا سعي الكرام فأدركوا
…
أو سلّموا لمواقع الأقدار
وفشت خيانات الثّقات وغيرهم
…
حتى اتّهمنا رؤية الأبصار
ولربما اعتضدَ الحليم بجاهل
…
لا خير في يمنى بغير يسار
ولأبي البقاء صالح بن شريف الرندي المتوفى سنة 798 هـ? يرثي الأندلس
لكلّ شيءٍ إذا ما تمّ نقصانُ
…
فلا يغرَّ بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
…
منْ سرّه زمنٌ ساءتهُ أزمان
وهذه الدّار لا تبقى على أحد
…
ولا يدوم على حالٍ لها شان
يمزّق الدّهر حتماً كل سابغةً
…
إذ انبتْ مشرفيات وخرصانُ
وينتضي كلَّ سيفٍ للفناءِ ولو
…
كان ابن ذي يزنٍ والغمدَ غمدان
أين الملوك ذووا التُّيجان من يمن
…
وأين منهم أكاليلٌ وتيجان
وأين ما شاده شدّاد في إرمٍ
…
وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارونُ من ذهب
…
وأين عادٌ وشدَّاد وقحطان
أتى على الكلّ أمرٌ لا مردَّ له
…
حتى قضوا فكأن القومَ ما كانوا
وصار ما كان من ملكٍ ومن ملكٍ
…
كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
دارَ الزمانُ على دارا وقاتله
…
وأمّ كسرى فما آواه إيوان
كإنما الصَّعب لم يسهل له سببٌ
…
يوماً ولا ملك لدُّنيا سليمان
فجائعُ الدَّهر أنواعٌ منوَّعة
…
وللزّمان مسرَّات وأحزان
وللحوادث سلونٌ يسلهلها
…
وما لما حلَّ بالإسلام سلون
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له
…
هوى له أحدٌ وانهدّ ثهلان
أصابها العين في الإسلام فارتزأت
…
حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسيةً ما شأنُ مرسيةٍ
…
وأين شاطبةٌ أم أين جيّان
وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم
…
من عالمٍ قد سما فيها له شان
وأين حمصٌ وما تحويه من نزه
…
ونهرها العذب فياض وملآن
قواعد كنّ أركان البلاد فما
…
عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركان
تبكي الحنيفيّة البيضاء من أسف
…
كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية
…
قد أقفرتْ ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما
…
فيهنَّ إلَاّ نواقيسٌ وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة
…
حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدّهر موعظة
…
إن كنت في سنّة فالدّهرُ يقظان
وماشياً مرحاً يلهيه موطنهُ
…
أبعدَ حمصٍ تغزُّ المرء أوطان