الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عبد المجيد بن عبدون الفهري المتوفى سنة 520 هـ? راثياً ملوك
بني الأفطس من قصيدة ممتعة في التاريخ والأدب
الدَّهر يفجعُ بعد العين بالأثر
…
فما البكاءُ على الأشباح والصُّور
أنهاكَ أنهاكَ لا أنهاكَ واحدةً
…
عن نومة بين ناب الَّليث والظفر
فالدَّهر حربٌ وإن أبدى مسالمةً
…
فالبيضُ والسمر مثلُ البيض والسُّمر
ولا هوادةً بين الرأس تأخذه
…
يدُ الضّراب وبين الصّارم الذكر
فلا يغرَّنك من دنياك نومتها
…
فما صناعة عينيها سوى السَّهر
فبالليالي أقال الله عثرتنا
…
من الليالي وغالتها يد العير
في كل حين لها في كل جارحة
…
منا جراح وإن زاغت عن الصبر
تسر بالشيء لكن كي تغرَّ به
…
كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر
كم دولة وليت بالنصر خدمتها
…
لم تبق منها وسل دنياك عن خير
وقال أبو ذؤيب يرثي أولاده
أمنَ المنون وريبها تتوجّعُ
…
والدّهر ليس بمعتبٍ منْ يجزع
قالت أمامة ما لجسمك شاحباً
…
منذ ابتذلت ومثل مالك ينفعُ
ولقد حرصتُ بأن أدافع عنهمُ
…
وإذا المنية أقبلتْ لا تدفعُ
وإذا المنية أنشبت أظفارها
…
ألفيتَ كلّ تميمة لا تنفعُ
فالعين بعدهمُ كأن جفونها
…
كحلتْ بشوكٍ فهي عورٌ تدمعُ
وتجلدي لشامتين اربهمُ
…
أني لرّيب الدَّهر لا أتضعضعُ
حتى كأني للحوادث مروةٌ
…
نصفَ المشقر كلّ يوم تقرع
لا بدَّ من بلف مقيم فانتظر
…
أبأرض قومك أن بأخرى المضجع
ولقد أرى أن البكاءَ سفاهةٌ
…
ولسوف يولع بالبكا من يفجع