الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث في شكوى الزمان والحال
قال الشنفرى المتوقة سنة 510م
أقيموا بني أمي صدود مطيّكم=فإني إلى قوم سواكم لأميل
فقد حمّت الحاداتُ والليل مقمرٌ
…
وشدت الطيات مطايا وأرحل
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
…
وفيها لمن خاف القلى متعزَّل
لعمرك ما في الأرض ضيقٌ على امرئٍ
…
سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
ولي دونكم أهلون سيدُ علَّمسٌ
…
وأرقط زهلولٌ وعرفاءُ جيأل
هم الأهل لا مستودع السرَّ ذائعٌ
…
ليهم ولا الجاني بما جرّ يخذل
وكلَّ أبي باسلٌ غير أنني
…
إذا عرضت أولى الطرائد أبسل
وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن
…
بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل
وما ذاك إلا بسطة عن تفضل
…
عليهم وكان الأفضل المتفضل
وإني كفاني فقد من ليس جازياً
…
بحسني ولا في قربه متعلل
ثلاثةُ أصحابٍ فؤاد مشيِّعٌ
…
وأبيض إصليت وصفراء عطّلِ
هتوفٌ من الملس المتون يزينها
…
رصائع قد نيطت إليها ومحمل
إذا زلَ عنها السّهم حنت كأنها
…
مرزأة ثكلى ترن وتعول
ولست بمهياف يعشّى سوامه
…
مجذّعة سقبانها وهي بهَّل
ولا جبَّا أكهى مرّ بعرسه
…
يطالعها في شأنه كيف يفعل
ولا خرقٍ هيق كان فؤاده
…
يظلّ به المكاء يعلو ويسفل
ولا خالف دارية متعزّل
…
يروح ويغدو داهناً يتكحل
ولست بعلّ شرُّه دون خيره
…
ألفُّ إذا ما رعته أهتاج أعزل
ولست بمحيار الظلام إذا انتحت
…
هدى الهواجل العسف يهماء هوجل
إذا الأمعز الصّوان لاقى مناسمي
…
تطاير منه قادحٌ ومفلل
أديم مطال الجوع حتى أميته
…
وأضرب عنه الذكر صفحتً فأذهل
وأستفُّ رب الأرض كي لا يرى له
…
على من الطول امرؤٌ متطول
ولولا اجتناب الذّام لم يلف مشربٌ
…
يعاش به إلا لدي ومأكل
ولكنّ نفساً حرّةٌ لا تقيم بي
…
على الضيم إلا ريثما أتحوّل
وأطوي على الخمص كما انطوت
…
خيوطة ماري تغار وتفتل
وأغدو على القوتِ الزّهيد كما غدا
…
أزلُّ تهاداه التنائف أطحل
غدا طاوياً يعرض الرّيح هافياً
…
يخوت بأذناب الشّعاب ويعسل
فلمّا لواه القوت من حيث أمّه
…
دعا فأجابته نظائر تحّل
مهللّة شيب الوجوه كأنها
…
قداحٌ بكفّني باسرٍ تتقلقل
أو الخشرم المبعوث حثحث دبره
…
محابيض أرساهن سام معسل
مهرّتةٌ فوهٌ كان شدوتها
…
شقوق العصي كالحاث وبسّل
فضجّ وضجّت بالبراج كأنها
…
وإيّاه نوحٌ فوق علياء ثكّل
وأغضي وأغضت وأتسي واتست به
…
مراميل عزّاها وعزّته مرمل
شكل وشكت ثم ارعوي بعد وارعوت
…
وللصّبر إن يم ينفع الشكو أجمل
وفاءَ وفاءت بادراتٍ وكلّها
…
علىنكظٍ ممّا يكاتم مجمل
وتشرب أسآر القطا الكدر بعد ما
…
سرتْ رباً أحشاؤها تتصلصل
هممت وهمّت وابتدرنا وأسدلت
…
وشمّر مني فارطٌ متمهل
فوليت عنها وهي تكبو لعقره
…
يباشره منها ذقونٌ وحوصل
كأنّ وغاها حجرتيه وحوله
…
أضاميم من سفر القبائل تزَّل
توافين من شتى إليه فضمّها
…
كما ضمَّ ركبٌ من أحاظةُ مجفل
وآلف وجهَ الأرض ند افتراشها
…
بأهدأ تنبيه سناسن قحّل
وأعدل منحوضاً كأنّ فصوصه
…
كعابٌ دحاها لاعبٌ فهي مثّل
فإن تبتئسْ بالشَّنفرى أم قسطل
…
لما اغتبطت بالشنفرى قبلُ أطول
طريد جناياتِ تياسرن لحمه
…
عقيرته لأيّها حمّ أوّل
تنام إذا ما نام يقظي عيونها
…
حثاثاً إلى مكروهه تتغلغل
وإلفُ همومٍ ما تزال تعوده
…
عياداً حمى الربّع أو عي أثقل
إذا وردت أصدرتها ثم إنها
…
تؤوب فتأتي من تحيث ومن علُ
فأمّا تراني كابنة الرّمل ضاحياً
…
على رقة أحفى ولا أتنعل
فإنّى لمولى الصَّبر أجتاب بزّه
…
على مثل قلب السّمع والحزم أفعل
وأعدم أحياناً وأغنى وإنما
…
ينال الغنى ذو البعدة المتبذّل
فلا جزعٌ من خلَّة متكشف
…
ولا مرحٌ تخت الغنى أتخيّل
ولا تزدهي الأجهال حلمي ولا أرى
…
سؤولاً بأعقاب الأقاويل أنمل
وليلة نحسٍ يصطلي القوس ربُّها
…
وأقطعه اللاتي بها يتنبل
دعست على غطش وبغش وصحبتي
…
سعارٌ وإيزيزٌ وواجرٌ وأفكل
فأيَّت نسواناً وأيتمت ولدةً
…
وعدت كما أبدأت والليل أليل
وأصبح عني لابالغميضاء جالساً
…
فريقان مسؤول وآخر يسأل
فقالوا القد هرت بليلٍ كلابنا
…
فقلنا الذئبٌ عسَ أم عسَّ فرعل
فلم يكُ إلا نبأةٌ ثم هومت
…
فقلنا قطاة ريع أو ريعَ أجدل
فإن يك من جنّ لأبرح طارقاً
…
وإن يك إنساً ماكها الإنس يفعل
ويومٍ من الشِّعري يذوب لعابه
…
أفاعيه في رمضائه تتململ
نصبت له وجهي ولكن دونه
…
ولا ستر إلا الأتحمي المرعبل
وضاف إذا هبّت له الريح طيّرت
…
لبائد عن أعطافه ما ترجل
بعيدٌ بمسّ الدُّهن والفلي عهده
…
له عبسٌ عافٍ من الغسل محول