الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وترى اللبيبَ محسداً لم يجترم
…
شتمَ الرّجال وعرضهُ مشتوم
وكذاكَ من عظمتْ عليه نعمةٌ
…
حساده سيفٌ عليه صروم
فاترك مجاراة السّفيه فإنها
…
ندمٌ وغبٌّ بعد ذاك وخيم
فإذا جريتَ مع السّفيه كما جرى
…
فكلَا كما في جرْيه مذموم
وإذا عتبتَ على السّفيه ولمتهُ
…
في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
أيها الرجلُ المعلّم غيره
…
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصفُ الدّواءَ وذي السّقام وذي الضّنى
…
كيما يصحُّ به وأنت سقيم
وأراك تصلحُ بالرّشاد عقولنا
…
أبداً وأنت من الرّشاد عقيم
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله
…
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها
…
فإذا انتهتْ عنه فأنت حكيم
فهناك يقبلُ ما وعظتَ ويقتدى
…
بالعلم منك وينفع التّعليم
لا تكلمنْ عرض بن عمّك ظالماً
…
فإذا فعلتَ فعرضك المكلوم
وحريمه أيضاً حريمك فاحمهِ
…
كيلا يباع لديك منه حريم
وإذا اقتصصت من ابن عمّك كلمةً
…
فكلومهُ لك إن علقتَ كلوم
وإذا طلبت إلى كريم حاجةً
…
فلقاؤه يكفيك والتّسليم
فإذا رآك مسلّماً ذكر الذي
…
كلّمتهُ فكأنه ملزوم
ورأى عواقب حمدِ ذاك وذمّه
…
للمرء تبقى والعظام رميم
فارجُ الكريم وإن رأيتَ جفاءه
…
فالعتب منه والكريم كريم
إن كنتَ مضطرّاً وإلا فاتخذْ
…
نفقاً كأنك خائفٌ مهزوم
واتركه واحذر أن تمرّ ببابه
…
دهراً وعرضك إن فعلتَ سليم
فالناس قد صاروا بهائم كلُّهم
…
ومن البهائم قائلٌ وزعيم
عميٌ وبكمٌ ليس يرجى نفعهم
…
وزعيمهم في النّائبات مليم
وإذا طلبتَ إلى لئيم حاجة
…
فألحّ في رفقٍ وأنت مديم
والزم قبالةَ بيته وفنائه
…
بأشدّ ما لزمَ الغريَم غريمُ
وعجبت للدّنيا ورغبة أهلها
…
والرّزق فيما بينهم مقسوم
والأحمق المرزوقُ أعجبُ من أرى
…
من أهلها والعاقلُ المحروم
ثم انقضى عجبي لعلمي أنّه
…
رزقُ موافٍ وقتهُ معلوم
وقال العباس بن مرداس المتوفى سنة 16ه
ـ?
ترى الرجلَ النّحيف فتزدريه
…
وفي أثوابه أسدٌ مزيرُ
ويعجبك الطّرير فتبتليه
…
فيخلف ظنّك الرّجل الطرير
فما عظمُ الرّجال لهم بفخر
…
ولكن فخرهم كرمٌ وخير
بغاثُ الطّير أكثرها فراخاً
…
وأم الصَّقر مقلاتٌ نزور
ضعافُ الطّير أطولها جسوماً
…
ولم تطل البزاة ولا الصُّقور
لقد عظم البعير بغير لبّ
…
فلم يستغن بالعظم البعير
يصرّفه الصبيّ بكل وجهٍ
…
ويحسبه على الخسف الجرير
فإن أك في شراركم قليلاً
…
فإني في خياركم كثير