الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) طرفة بن العبد
هـ8وعمرو بن العبد البكري أقصر فحول الجاهلية عمراً ومال إلى قول الشعر الوقوع هـ في أعراض الناس، حتى هجا عمرو بن هند ملك العرب على الحيرة مع أنه كان يتطلب معروفه وجوده، فبلغ عمرو بن هند هجاء طرفة فأصطغنها عليه، حتى إذا ما جاءه هو وخاله المتلمس بتعرضان لفضله أظهر لهما البشاشة وأمر لكل منهما بجائزة وكتب لهما كتابين أحالهما على عامله بالبحرين ليستوفيا منه وبينما هما في الطريق ارتاب المتلمس في صحيفته فعرج على غلام يقرؤها له (مضى طرفة) فإذا الصحيفة الأمر بقتله، فألقى الصحيفة وأراد أن يلحق طرفة فلم يدركه وفر إلى ملوك غسان وذهب طرفة إلى عام البحرين وقتل هناك وعمره نحو ست وعشرين سنة.
شعره: يجيد طرفة الوصف في شعره مقتصراً فيه على بيان الحقيقة بعيداً عن الغلو والإغراق وكذلك كان هجاؤه على شدة وقه ومطلع معلقته:
لخولة أطلالٌ ببرقةٍ ثمهدِ
…
تلوح كباقي الوشم على ظاهر اليد
ومنها:
رأيتُ بني غبراءَ لا ينكرونني
…
ولا أهلُ هاذاك الطراف الممدد
ألا أيها ذا اللائمي أخضر الوغى
…
وأن أشهد اللّذات هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تستطيع دفعَ منيّتي
…
فدعني أبادرها بما ملكت يدي
إلى أن قال:
أرى الموت يعتام الكرامَ ويصطفي
…
عقيلةَ مال الفاحش المتشدد
أرى العيش كنزاً ناقضاً كل ليلة
…
وما تنقصُ الأيام الدهرُ ينفدِ
لعمرك إن الموت "ما أخطأ الفتى"
…
لكا لطول المرخى وثنياه باليد
متى ما يشأ يوماً يقده لحتفه
…
ومن يك في حبل المنية ينقد
ومن أبياته السائرة:
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة
…
على المرء من وقعِ الحسام المهنَّد
أرى الموتَ أعداد النُّفوس ولا أرى
…
بعيداً غداً ما أقرب اليومَ من غد
ستبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزودّ