الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال المرحوم حفني بك ناصف راثياً عبد الله باشا فكري
ليدعِ المدّعون العلم والأدبا
…
فقد تغيّبَ عبدُ الله واحتجا
ولينتسب أدعياء الفضل كيف قضت
…
آراؤهم إذا قضى من يحفظ النّسبا
وليفخر اليوم قومٌ باليرّاع ولا
…
خوفٌ عليهم فمن يخشونه ذهبا
وليرق من شاء أعواد المنّابر إذا
…
مات الذي يتقّيهِ كلّ من خطبا
لو عاش لم يطرق الأسماع ذكرهم
…
في طلعة الشمس من ذا يبصرُ الشُّهبا
فليسمُ من شاء بالإنشاءِ لا عجبٌ
…
مضى الذي كان من آياته عجبا
طودٌ من الفضل من بعد الرُّسوخ هوى
…
وكوكب بعد أن أبدي الهدى غربا
أجلْ فقد مات عبدُ الله وا أسفا
…
وأوحشتْ مصرُ من فكري فواحربا
فكلّ نفس لمعناه شكتْ وبكت
…
وكلُّ فكرٍ بفكري ماجَ واضطربا
قضى الحياة ونصرُ الحقّ ديدنهُ
…
لا ينثني رهناً عنه ولا رغبا
لا كان عيدٌ رأينا صفوه كدراً
…
بفقدهِ وانثنت راحاته تعبا
سارت جنازتهُ والعلم في جزع
…
والفضلُ يندبهُ في ضمن من ندبا
وقال أحمد بك شوقي يرثي مصطفى باشا كامل المتوفى 1326 ه
ـ?
ألمشرقان عليك ينتحبان
…
قاصيهما في مأنم والدَّاني
يا خادمَ الإسلام أجرَ مجاهد
…
في الله من خلد ومن رضوان
الله يشهد أن موتك بالحجا
…
والجدّ والإقدام والعرفان
إن كان للأخلاق ركن قائم
…
في هذه الدنيا فأنت الباني
بالله فتَّش عن فؤادك في الثرى
…
هل فيه آمالٌ وفيه أماني
وجدانك الحي المقيم على المدى
…
ولربّ حيّ ميّت الوجدان
الناسُ جار في الحياة لغاية
…
ومضللٌ يجري بغير عنان
والخلد في الدّنيا وليس بهيّن
…
عليا المراتب لم تتح لجبان
فلو أن رسل الله قد جبنوا لما
…
ماتوا على دين ولا إيمان
المجد والشرف الرّفيع صحيفةٌ
…
جعلت لها الأخلاق كالعنوان
وأحبُّ من طول الحياة بذلّه
…
قصرٌ يريك تقاصر الأقران
دقات قلب المرء قائلة له
…
إن الحياة دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
…
فالذّكر للإنسان عمرٌ ثاني
للمرء في الدّنيا وجمّ شؤونها
…
ما شاء من ربح ومن خسران
فهي الفضاء لراغبٍ متطلّع
…
وهي المضيق لمؤثر السُّلوان
النّاس غادٍ في الشفاء ورائح
…
يشقى له الرّحماء وهو الأشجان
ومنعّم لم يلقَ إلاّ لذّة
…
في طيّها شجنٌ من الأشجان
فاصبر على نعم الحياة وبؤسها
…
نعمُ الحياة وبؤسها سيّان
يا طاهر الغدوات والرّوحات وال
…
خطرات والأسرار والإعلان
هل قامَ قبلك في المدائن فاتحاً
…
غازٍ بغير مهنّد وسنان
يدعو إلى العلم الشريف وعنده
…
أنّ العلوم دعائم العمران
لفّوك في علم البلاد منكساً
…
جزع الهلالُ على فتى الفتيان
ما احمر من خجل ولا من رتبة
…
لكنّما يبكي بدمع قاني
يزجون نعشك في السّناء وفي السّنا
…
فكأنما في نعشك القمران
وكأنه نعش (الحسين بكربلا)
…
يختال بين بكّي وبين حنّان
في ذمّة الله الكريم وبرّه
…
ما ضمّ من عرف ومن إحسان
(ومشى جلال الموت وهو حقيقةٌ
…
وجلالك المصدوق يلتقيان)
شقتْ لمنظرك الجيوب عقائلٌ
…
وبكتك بالدّمع الهتون غواني
والخلق حولك خاشعون كعهدهم
…
إذ ينصتون لخطبة وبيان