الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو الحسن التهامي يرثي صغيراً له
ويفتخر بفضله ويشكو زمانه وحاسديه
حكمُ المنية في البرية جار
…
ما هذه الدّنيا بدار قرار
بينما يرى الإنسان فيها مخبرا
…
حتى يري خبراً من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها
…
صفواً من الأقذار والأكذار
ومكلّف الأيامِ ضد طباعها
…
متطلّب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيلَ فإنما
…
تبني الرّجاءَ على شفير هار
فالعيش نومٌ والمنية يقظةٌ
…
والمرء بينهما خيالٌ سار
فاقضوا مآربكم عجالا إنما
…
أعماركم سفرٌ من الأسفار
وتركضوا حيل الشَّباب وبادروا
…
أم نسترد فإنهنّ عوار
فالدَّهر يخدع بالمنى ويغصّ إن
…
هنّا ويهدمُ ما بنى ببوّار
ليس الزمان وغن حرصت مسالماً
…
خلقُ الزّمان عداوة الأحرار
إني وترتُ بصارمٍ ذي رونقٍ
…
أعددتهُ لطلابةِ الأوتار
والنّفس إن رضيت بذلك أو أوبتْ
…
منقادةٌ بأزمّةِ المقدار
أثنى عليه بأثرهِ ولو أنهُ
…
لم يغتبطْ اثنيتُ بالآثار
يا كوكباً ما كانَ أقصرَ عمرهُ
…
وكذّاك عمرُ كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر
…
بدراً ولم يمهل لوقتِ سرار
عجلَ الخسوفُ عليه قبل أوانه
…
فحماهُ قبل مظنّةِ الإبدار
واستلّ من أترابهِ ولدتهِ=كالمقلةِ استلت من الأشفار
فكأنّ قلبي قبره وكأنهُ
…
في طيّهِ سرٌّ من الأسرار
أن يعتبط صغراً فربَّ مقمّم
…
يبدو ضئيل الشخص للنظّار
إن الكواكب في علوّ محلّها
…
لترى صغاراً وهي غير صغار
ولدُ المعزى بعضهُ فإذا مضى
…
بعضُ الفتى فالكلّ في الآثار
أبكيه ثم أقولُ معتذراً لهُ
…
وفّقت حين تركت ألام دار
جاوزتُ أعدائي وجاور ربّهُ
…
شتّان بين جواره وجواري
أشكو بعادكَ لي وأنت بموضع
…
لولا الرَّدى لسمعت فيه مزاري
والشّرق نحو الغرب أقرب شقّةً
…
من بعد تلك الخمسة الأشبار
هيهات قد علقتك أسباب الرَّدى واغتالَ عمرك قاطعُ الأعمار
ولقد جريتَ كما جريتُ لغايةٍ
…
فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقتُ فأنت أوَّلُ منطقي
…
وإذا سكت فأنت في أضماري
أخفي من البرحاءِ ناراً مثل ما
…
يخفى من النار الزّناد الواري
واخفض الزَّفرات وهي صواعد
…
وأكفكفُ العبرات وهي جوار
وشهابُ نارِ الحزنِ إنْ طاوعتهُ
…
أورى وإن عاصيتهُ متواري
وأكفُّ نيرانَ الأسى ولربما
…
غلب التصبُّرُ فارتمتْ بشرار
ثوبُ الرّياءِ يشفُ عمّا تحته
…
وإذا التحفتَ به فإنك عار
قصرت جفوني أن تباعدَ بينها
…
أم صوّرتْ عيني بلا أشفار
جفّت الكرى حتى كانّ غراره
…
عند اغتماص العين وخزُ غرار
ولو استزارت رقدةٌ لطحا بها
…
ما بين أجفاني من التَّيار
أحيي اللّيالي التّيم وهي تميتني
…
ويميتهنَّ تبلُّج الأسحار
حتى رأيت الصُّبح تهتك كفُّه
…
بالضَّوءِ رفرف خيمة كالقار
والصُّبح قد غمرَ النُّجوم كأنه
…
سيلٌ طغى فطفا على النُّوَّار
لو كنتَ تمنعُ خاض دونك فتيةٌ
…
منّا بحارَ عوامل وشفار
ودحوا قويق الأرض أرضاً من دم
…
ثم انثنوا فبنوا سماء غبار
قومٌ إذا لبسوا الدُّروع حسبتها=خلجاً تمدُّ بها أكفّ بحار لو شرَّعوا إيمانهم في طولها=طعنوا بها عوض القنا الخطَّار
جنبوا الجياد إلى المطيّ وراوحوا
…
بين السُّروج هناك وأكوار
وكأنما ملؤوا عيابَ دروعهم
…
وغمود أنصلهم سرابَ قفار
وكأنما صنعُ السوابغِ عزَّه
…
ماءُ الحديد فصاغ ماءَ قرار
زرداً فأحكم كل موصل حلقةٍ
…
بحبابةٍ في موضع المسمار
فتسربلوا بمتون ماءٍ جامدٍ
…
وتقنَّعوا بحبابِ ماء جار
أسدٌ ولكن يؤثرون بزادهم
…
والأسدُ ليس تدينُ بالإيثار
يتزيَّن النَّادي بحسن وجوههم
…
كتزيُّن الهالات بالأقمار
يتعطّفون على المجاور فيهم
…
بالمنفسات تعطُّفَ الآظار
من كلّ منْ جعل الظُّبى أنصاره
…
وكومنَ واستغنى عن الأنصار
وإذا هو اعتقل الفتاة حسبتها
…
صلَاّ تأبطهُ هزبزٌ ضار
والليث إن ثاورتهُ لم يعتمد
…
إلا على الأنياب والأظفار
زردُ الدّلاص من الطّعان يريحه
…
في الجحفل المتضايق الجرَّار
ما بين ثوب بالدّماء مضمّخٍ
…
زلقٍ ونقعٍ بالطّرد مثار
والهونُ في ظلّ الهواينا كامنٌ
…
وجلالة الأخطار في الإخطار
تندى أسرّة وجهه ويمينه
…
في حالة الإعسار والإيسار
ويمدُّ نحو المكرمات أناملاً
…
للرّزق في أثنائهنَّ مجار
يحوي المعاليَ كاسباً أو غالباً
…
أبداً يدارى دونها ويداري
قد لاح في ليل الشّباب كواكب
…
إن أمهلت آلت إلى الإسفار
وتلهُّبُ الأحشاءِ شيّب مفرقي
…
هذا الضياءُ شواظ تلك النار
شاب القذال وكلُّ غصن صائرٌ
…
فبنانه الأحوى إلى الإزهار
والشّبه منجذبٌ فلم بيضُ الدُّمى
…
عن بيض مفرقه ذوات نفار
وتودّ لو جعلت سوادَ قلوبها
…
وسوادَ أعيتها خضابَ عذّار
لا تنفرُ الظبيات عنه فقد رأت
…
كيف اختلاف النّبتِ في الأطوار
شيئان ينقشعان أوَّلَ وهلة
…
ظلُ الشباب وخلّة الأشرار