الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسب يعطيه به خيراً ولا يصرف عنه سوءاً إلا بطاعته اتباع أمره فلأنه لا خير في خير بعده النار ولا شر في شر بعده الجنة.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب القرشي ثاني خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من تسمى من الخلفاء بأمير المؤمنين وأول من أرخ بالتاريخ الهجري ومصر الأمصار ودون الدواوين.
ولد رضي الله عنه بعد مولد النبي صلى اله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة وحضر مع رسول الله الغزوات كلها، ثم لما قبض أعان أبا بكر على تولية الخلافة، ولما أحسن أبو بكر بالموت، عهد بها غليه، فقام بأعبائها خير قيام وأتم جميع ما شرع فيه أبو بكر: من فتح ممالك كسرى وقيصر.
وقتله أبو لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة: لأنه لم ينصفه على زعمه في تخفيض ما يدفعه لسيده من أجره عمله، وكان قتله سنة 23هـ? ومدة خلافته عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام، وكان رحمه الله من أبين الناس منطقاً، وأبلغهم عبارة وأكثرهم صواباً وحكمة وأرواهم للشعر، وأنقدهم له.
ومن خطبه خطبته إذ ولي الخلافة.
صعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا آيها الناس، إني داع فأمنوا
اللهم إني غليظ فليني لأهل طاعتك بموافقة الحق، ابتغاء وجهك الدار الآخرة وارزقني الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة والنفاق من غير ظلم مني ولا اعتداء عليهم، واتللهم إني شحيح فسخني في نوائب المعروف قصداً من غير سرف ولا تبذير ولا رياء ولا سمعة، واجعلني أبتغي بذلك وجهك والدار الآخرة، واللهم ارزقني خفض الجناح ولين الجانب للمؤمنين، اللهم إني كثير الغفلة والنسيان فألهمني ذكرك على كل حال وكذر الموت في كل حين، اللهم إني ضعيف عن العمل طاعتك فارزقني النشاط فيها، والقوة عليها بالنية الحسنة التي لا تكون إلا بعزتك وتوفيقك، اللهم ثبتني باليقين والبر والتقوى وذكر المقام بين يديك، والحياء منك وارزقني الخشوع فيما يرضيك عني، والمحاسبة لنفسي، وإصلاح الساعات والحذر من الشبهات، واللهم ارزقني التفكير والتدبر لما يتلوه لساني من كتابك، والفهم له والمعرفة وبمعانيه والنظر في عجائبه والعمل بذلك ما بقيت، إنك على كل شيء قدير.
ومن خطبه في ذم الدنيا: إنما الدنيا أمل مخترم وأجل منتقض وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج فرحم الله امرأ فكر في أمره، ونصح لنفسه وراقب ربه واستقال ذنبه، بئس الجار الغني يأخذك بما لا يعطيك من نفسه فإن أبيت لم يعذرك، إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسم، ومؤدية إلى السقم، وعليكم في قوتكم فهو أبعد من السرف، وأصح للبدن وأقوى على العبادة، وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.