الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أمر الكدية]
وأخذ [صلى الله عليه وسلم] المعول فضرب به الكدية الّتي اعترضت لهم في حفر الخندق، وقال:«باسم الله» ، فانهالت «1» .
ومسح صلى الله عليه وسلم على غير واحد من المرضى والمجانين، فشفاهم الله تعالى.
[يوم حنين]
وأخذ يوم (بدر) ويوم (حنين) قبضة من تراب، ورمى بها في وجوه الكفّار، فما بقي منهم أحد إلّا ودخل في عينه منها القذى، وانهزموا «2» .
[خالد وشعرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم]
وكانت شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم في قلنسوة خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلم يشهد بها قتالا إلّا رزق النّصر، فسقطت منه في بعض المعارك، فشدّ عليها شدّة وقع بسببها مقتلة عظيمة من الفريقين، فعوتب في ذلك، فقال/: خفت أن يفوتني النّصر، وأن تقع في أيدي الكفّار، وفيها جزء من أجزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» .
ولا يخفى أنّ هذا النّوع أكثر من أن يحصر.
وأمّا النّوع التّاسع: [ما اطّلع عليه صلى الله عليه وسلم من الغيوب وما سيكون]
وهو ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من المغيّبات، ممّا كان، وممّا هو آت، فمن ذلك ما هو في كتاب الله تعالى، أو سنّته صلى الله عليه وسلم.
أمّا ما أخبر به من المغيّبات في كتاب الله تعالى، وهو من جملة وجوه الإعجاز.
(1) أخرجه أحمد، برقم (13799) . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. الكدية: الأرض الغليظة أو الصّلبة الّتي لا تعمل فيها الفأس، أو الحجر الكبير القاسي.
(2)
أخرجه أحمد، برقم (3475) . عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.
(3)
الشّفا، ج 1/ 637. القلنسوة: لباس للرأس مختلف الأنواع والأشكال.
[فمن] ذلك: إخباره بعجز الإنس والجنّ عن: يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [سورة الإسراء 17/ 88] ، ثمّ إخبارهم بأنّهم لن يفعلوا، بقوله [تعالى] : فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا [سورة البقرة 2/ 24] .
وإخباره: أنّه محفوظ من التّبديل والتّحريف، بقوله [تعالى] :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [سورة الحجر 15/ 9] ، مع كثرة الملاحدة وأعداء الدّين، فلم يقدر أحد على تشكيك المسلمين بحمد الله تعالى في حرف واحد من حروفه، بخلاف التّوراة والإنجيل وغيرهما، لأنّ الله تعالى تولّى حفظ القرآن بنفسه، ووكل حفظ غيره من كتبه إلى أهلها، بقوله [تعالى] :
بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ [سورة المائدة 5/ 44]، بل:
كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [سورة البقرة 2/ 75] .
ومن ذلك: وقوع ما وعده الله فيه؛ من قوله تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [سورة المائدة 5/ 67] .
وقوله تعالى: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ [سورة الأنفال 8/ 7] .
وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [سورة التوبة 9/ 33] .
وقوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً [سورة النّور 24/ 55] .