الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطّاب رضي الله/ عنهما قال: لمّا حاصر النّبيّ صلى الله عليه وسلم (الطّائف) ، فلم ينل منهم شيئا، قال:«إنّا قافلون غدا إن شاء الله» ، فثقل ذلك على أصحابه، وقالوا: نذهب ولا نفتحه؟، فقال:«اغدوا على القتال» فغدوا، فأصابهم جراح، فقال:«إنّا قافلون غدا إن شاء الله» ، فأعجبهم ذلك، فضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم «1» .
[نزوله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وقسم الغنائم]
ولمّا رجع صلى الله عليه وسلم من (الطّائف) نزل ب (الجعرانة) فقسم بها غنائم (حنين) ، وأعطى جماعة من الرؤساء والمؤلّفة قلوبهم مئة مئة من الإبل، منهم من قريش: أبو سفيان بن حرب، وصفوان بن أميّة.
ومن غير قريش: عيينة بن حصن الفزاريّ، والأقرع بن حابس.
[العبّاس بن مرداس يسخط عطاءه، ويعاتب النّبيّ ص فيه]
وأعطى [صلى الله عليه وسلم] العبّاس بن مرداس الشّاعر خمسين من الإبل، فسخطها، إذ لم يجعله كعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وأنشد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبياتا يقول فيها، [من المتقارب] «2» :
أتجعل نهبي ونهب العبي
…
د بين عيينة والأقرع «3»
وما كان حصن ولا حابس
…
يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرىء منهما
…
ومن تضع اليوم لا يرفع
فأكمل له النّبيّ صلى الله عليه وسلم مئة.
[توزيع الغنائم على سائر المسلمين]
وأمّا الغنم: فأعطى منها بغير عدد، حتّى أنّ أعرابيا رأى غنما بين جبلين، فقال: ما أكثر هذه الأغنام؟، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«هي لك» ، فأتى بها قومه، وقال لهم: أسلموا، فو الله إنّ محمّدا
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (4070) . ومسلم برقم (1778/ 82) .
(2)
ابن هشام، ج 3/ 493.
(3)
العبيد: اسم فرس عبّاس بن مرداس.