الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهادة أن لا إله إلّا الله، فذلكم محمّد المبعوث إلى الأسود والأحمر «1» ؛ [أهل المدر والوبر] ) «1» .
[زيد بن عمرو بن نفيل يبشّر به صلى الله عليه وسلم]
ثمّ بشّر به صلى الله عليه وسلم قبيل مبعثه: زيد بن عمرو بن نفيل، وكان خرج يلتمس دين إبراهيم- كما رواه البخاريّ في «صحيحه» - فأخبره آخر الأحبار إنّه لم يبق أحد عليه، وأنّه قد أظلّ زمان خروج النّبيّ الأمّيّ ب (مكّة) . فرجع واجتمع به النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرارا، وكان يقول:
(اللهمّ إنّي أعبدك وحدك، وأدين لك بدين إبراهيم، ولا أعرف كيف أعبدك؟!) .
وله أشعار في التّوحيد. ومات شهيدا رحمه الله تعالى «2» .
وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يترحّم عليه، ويقول:«إنّه يبعث أمّة وحده» «3» .
[سلمان الفارسيّ يبشّر به صلى الله عليه وسلم]
وممّن بشّر به صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه: سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، وكان يتنقّل من حبر إلى حبر، حتّى قال له آخرهم عند موته: إنّه لم يبق أحد على دين الحقّ، ولكن قد آن خروج النّبيّ الأمّيّ ب (مكّة) ، وعرّفه بصفاته. فخرج مع ركب إليها، فأخذه قطّاع الطّريق، فباعوه إلى يهود (المدينة) ، فلم يزل بها إلى أن هاجر إليها النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فعرف الصّفات الّتي فيه فامن/ رضي الله عنه به، وصدّقه، إلى أن سعى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في مكاتبته بما سيأتي في معجزاته صلى الله عليه وسلم «4» .
[ورقة بن نوفل يبشّر به صلى الله عليه وسلم]
وممّن عرفه بصفاته: ورقة بن نوفل بن أسد، ابن عمّ خديجة
(1) عيون الأثر، ج 1/ 69.
(2)
دلائل النّبوّة، ج 2/ 122.
(3)
أخرجه البيهقي في «دلائل النّبوّة» ، ج 2/ 125- 126. عن زيد بن حارثة رضي الله عنهما.
(4)
ابن هشام، ج 1/ 219. المستدرك، ج 3/ 601- 603.
رضي الله عنها، على ما في أوّل «صحيح البخاريّ» ، وكان قد تنصّر وقرأ الإنجيل، فلمّا نزل جبريل على محمّد صلى الله عليه وسلم بالوحي، ذهبت به خديجة إلى ورقة، فتحقّق أنّه النّبيّ الأمّيّ الّذي بشّر به عيسى عليه السلام، فامن به وصدّقه، وأخبره أنّ قومه سيخرجونه من (مكّة) ، وتمنّى أن يكون حاضرا يومئذ لينصره نصرا مؤزّرا.
ومن شعره في ذلك، [من الوافر] «1» :
لججت وكنت في الذّكرى لجوجا
…
لهمّ طالما بعث النّشيجا «2»
ووصف من خديجة بعد وصف
…
فقد طال انتظاري يا خديجا
بأنّ محمّدا سيسود فينا
…
ويخصم من يكون له حجيجا
فيلقى من يحاربه خسارا
…
ويلقى من يسالمه فلوجا «3»
فيا ليتي إذا ما كان ذاكم
…
[شهدت] فكنت أوّلهم ولوجا
ولوجا في الّذي كرهت قريش
…
ولو عجّت بمكّتها عجيجا «4»
ثمّ إنّه لم يلبث أن مات- رحمه الله تعالى-.
(1) ابن هشام، ج 1/ 191- 192.
(2)
النّشيج: بكاء مع صوت.
(3)
الفلوج: الغلبة على الخصم.
(4)
عجّت عجيجا: ارتفعت أصواتها.