الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والآخر مسيلمة الكذّاب- أي: الّذي قتله وحشيّ بن حرب الحبشيّ، قاتل حمزة في قتال خالد بن الوليد لأهل الرّدّة «1» -.
وكان كلّ من مسيلمة والأسود ادّعى النّبوّة بعد وفاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
[وفد نجران]
ومن الوفود: وفد (نجران) ، وفيهم نزلت آية الملاعنة، لمّا حاجّوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم في عيسى ابن مريم [عليه الصلاة والسلام]، فقالوا:
إنّه ابن الله، وكانوا نصارى، فأنزل الله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ [سورة آل عمران 3/ 61] .
فأخذ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيد الحسن والحسين وفاطمة تمشي خلفه وعليّ يمشي خلفها، فلمّا رأوهم قال حبران منهما- السّيّد والعاقب- لأصحابهما: لا تفعلوا، فو الله لئن لاعنتم هذه الوجوه لا تفلحوا أبدا.
ثمّ صالحوه على الجزية، وبعث معهم أبا عبيدة بن الجرّاح.
وفي «صحيحي البخاريّ ومسلم» ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: جاء السّيّد والعاقب صاحبا (نجران) إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فو الله لئن كان نبيّا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، ثمّ قالا: إنّا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلّا أمينا، فقال:
«لأبعثنّ معكم رجلا أمينا حقّ أمين» ، فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«قم يا أبا عبيدة بن الجرّاح» ، فلمّا قام قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«هذا أمين هذه الأمّة» «2» .
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (4118) . عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (4119) . ومسلم برقم (2420/ 55) .