الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على فمه، فلمّا رأوا ذلك قالوا: لو دخله أحد ما كان هكذا.
[لا تحزن إنّ الله معنا]
وفي «الصّحيحين» ، من حديث أنس بن مالك، عن أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، قال: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار، وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصارنا تحت قدميه، فقال:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما» «1» .
وفي ذلك يقول الله تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [سورة التّوبة 9/ 40] .
وما أحسن قول صاحب البردة- رحمه الله تعالى- فيهما، [من البسيط] «2» :
أقسمت بالقمر المنشقّ إنّ له
…
من قلبه نسبة مبرورة القسم «3»
وما حوى الغار من خير ومن كرم
…
وكلّ طرف من الكفّار عنه عمي
فالصّدق في الغار والصّدّيق لم يرما
…
وهم يقولون ما بالغار من أرم «4»
/ ظنّوا الحمام وظنّوا العنكبوت على
…
خير البريّة لم تنسج ولم تحم
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (3453) .
(2)
البردة، في معجزاته صلى الله عليه وسلم، ص 34.
(3)
يريد أنّ للقمر المنشقّ نسبة إلى قلب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقد كان يناغيه صغيرا.
(4)
لم يرما: لم يبرحا. من أرم: من أحد.