الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأفضل المطلق بإجماع أهل السّنّة من جمع خصال الفضل كأبي بكر رضي الله عنه، حيث أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله:«من أصبح منكم اليوم صائما؟» ، فقال أبو بكر: أنا، فقال:«من عاد منكم اليوم مريضا؟» ، فقال أبو بكر: أنا، فقال:«من تبع منكم اليوم جنازة؟» ، فقال أبو بكر: أنا. الحديث «1» رضي الله عنهم أجمعين، والله أعلم.
[وفد أهل اليمن]
ومن الوفود: وفد أهل (اليمن) ، فبشّرهم صلى الله عليه وسلم وأثنى عليهم خيرا، وبعث معهم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ رضي الله عنهما.
وفي «الصّحيحين» ، جاءت بنو تميم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ابشروا يا بني تميم» ، فقالوا: بشّرتنا فأعطنا، فتغيّر وجهه صلى الله عليه وسلم، فجاء ناس من (اليمن)، فقال:«اقبلوا البشرى يا أهل (اليمن) ، إذ لم يقبلها بنو تميم» ، فقالوا: قد قبلنا يا رسول الله «2» .
فقال: «الإيمان ها هنا» ، وأشار بيده إلى (اليمن)«3» .
وفي رواية لهما-[أي: الصّحيحين] : «أتاكم أهل (اليمن) ، هم أرقّ أفئدة، وألين قلوبا. الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانيّة» «4» .
(1) أخرجه مسلم، برقم (1028/ 87) . عن أبي هريرة رضي الله عنه. وزاد: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في امرىء إلّا دخل الجنّة» .
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (4125) . عن عمران بن حصين رضي الله عنهما.
(3)
أخرجه البخاريّ، برقم (4126) . عن أبي مسعود رضي الله عنه.
(4)
أخرجه البخاريّ، برقم (4127- 4129) . ومسلم برقم (52/ 82) . عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفيهما-[أي: الصّحيحين] : «أنّه صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعريّ، ومعاذ بن جبل إلى (اليمن) ، وبعث كلّ واحد منهما على مخلاف، قال: «و (اليمن) مخلافان» ، ثمّ قال:«يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا» «1» .
وأنّه [صلى الله عليه وسلم] قال لمعاذ: «إنّك ستأتي قوما أهل/ كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم «2» ، واتّق دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب» «3» .
وممّا جاء في فضل أهل (اليمن)، أنّ عمر رضي الله عنه سأل النّاس: من أجود العرب؟، قالوا: حاتم، قال: فمن فارسها؟، قالوا: عمرو بن معدي كرب، قال: فمن شاعرها؟، قالوا: امرؤ القيس، قال: فأيّ سيوفها أقطع؟، قالوا: الصّمصامة، قال:
كفى بهذا فضل (اليمن) .
وأنّ ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: لأهل (اليمن) ؛ من السّماء نجمها- أي: سهيل- ومن (الكعبة) ركنها.
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (4086) . ومسلم برقم (1733/ 7) . عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والفقه يمان من رواية مسلم.
(2)
كرائم أموالهم: أعزّ وأفضل أموالهم إلى أنفسهم.
(3)
أخرجه البخاريّ، برقم (4090) . عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.