الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في فضل الجهاد
اعلم أنّ الأحاديث الواردة في فضل الجهاد والمجاهدين في سبيل الله كثيرة مشهورة، ولكنّا نورد بعضا يشير إلى غيره.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول صلى الله عليه وسلم: أيّ العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله» ، فقيل: ثمّ ماذا؟
قال: «الجهاد في سبيل الله» ، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: «حجّ مبرور» . متّفق عليه «1» .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله: أيّ العمل أحبّ إلى الله تعالى؟ قال: «الجهاد/ في سبيل الله» . متّفق عليه «2» .
قلت: وأجاب العلماء في الجمع بين الحديثين بأنّ اختلاف الجواب بحسب حال السّائل.
وعن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدّنيا وما فيها» . متّفق عليه «3» .
وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: أتى رجل
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (26) ، ومسلم برقم (83/ 135) .
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (504) . ومسلم برقم (85/ 139) .
(3)
أخرجه البخاريّ، برقم (2639) . ومسلم برقم (1880/ 112) . الغدوة: الخروج أوّل النّهار. الرّوحة: الخروج آخر النّهار.
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيّ النّاس أفضل؟ قال: «مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله» ، قال: ثمّ من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشّعاب يعبد الله ربّه، ويدع النّاس من شرّه» . متّفق عليه «1» .
وعن سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدّنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنّة خير من الدّنيا وما عليها» . متّفق عليه «2» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أنّ رجلا قال: يا رسول الله: دلّني على عمل يعدل الجهاد، قال:«لا أجده» ، ثمّ قال:
«هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (2634) . ومسلم برقم (1888/ 122) . واللّفظ لمسلم.
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (2735) . ومسلم برقم (1881/ 131) . الرّباط: ملازمة الثّغور.
(3)
أخرجه البخاريّ، برقم (5213)، بنحوه. ومسلم برقم (1876/ 103) . خلاف سريّة: خلف وبعد. لا يجدون سعة: لا يجدون ما يحملون عليه من دواب.
ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟» ، قال: ومن يستطيع ذلك؟ قال:
«فذلك مثل المجاهد في سبيل الله» . متّفق عليه، وهذا لفظ البخاريّ «1» .
وعن زيد/ بن خالد الجهنيّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا» . متّفق عليه «2» .
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجل مقنّع بالحديد- أي: مغطّي رأسه به- فقال: يا رسول الله أقاتل ثمّ أسلم؟
فقال: «أسلم ثمّ قاتل» ، فأسلم ثمّ قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«عمل قليلا وأجر كثيرا» . متّفق عليه، وهذا لفظ البخاريّ «3» .
وعن أنس رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما أحد يدخل الجنّة يحبّ أن يرجع إلى الدّنيا، وله ما على الأرض من شيء، إلّا الشّهيد؛ فإنّه يتمنّى أن يرجع إلى الدّنيا، فيقتل عشر مرّات، لما يرى من الكرامة وفضل الشّهادة» . متّفق عليه «4» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ في الجنّة مئة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدّرجتين كما بين السّماء والأرض» . رواه البخاريّ «5» .
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (2633) .
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (2688) . ومسلم برقم (1895/ 135) . خلف: ترك نائبا عنه في قضاء حوائج أهله.
(3)
أخرجه البخاريّ، برقم (2653) . ومسلم برقم (1900/ 144) .
(4)
أخرجه البخاريّ، برقم (2662) . ومسلم برقم (1877/ 109) .
(5)
أخرجه البخاريّ، برقم (2637) .
وعن أبي عبس عبد الرّحمن بن جبر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اغبرّت قدما عبد في سبيل الله فتمسّه النّار» .
رواه البخاريّ «1» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإنّ شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة» . رواه البخاريّ «2» .
وعن أنس رضي الله عنه أنّ أمّ الرّبيّع بنت البراء- وهي: أمّ حارثة- وكان قتل يوم (أحد)«3» ، قالت يا رسول الله: ألا تحدّثني عن حارثة؟ فقال: «يا أمّ حارثة: إنّها جنان في الجنّة، وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى» . رواه البخاريّ «4» .
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«رأيت اللّيلة رجلين أتياني.. فصعدا بي الشّجرة/.. فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل.. لم أر قطّ أحسن منها.. قالا لي: أمّا هذه الدّار فدار الشّهداء» . رواه البخاريّ في حديث طويل «5» .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أرواح الشّهداء في جوف طير خضر، لها قناديل معلّقة بالعرش، تسرح من الجنّة حيث شاءت، ثمّ تأوي إلى تلك القناديل، فاطّلع
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (2656) .
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (2698) .
(3)
قلت: المعروف أنّ حارثه بن سراقة قتل يوم بدر وهذا ما صرّح به البخاريّ. والله أعلم.
(4)
أخرجه البخاريّ، برقم (2654) .
(5)
أخرجه البخاريّ، برقم (1320) .
إليهم ربّهم اطّلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أيّ شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنّة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرّات، يقول: هل تشتهون شيئا؟ فلمّا رأوا أنّهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا ربّ، نشتهي أن تردّ أرواحنا في أجسادنا، وتعيدنا إلى الدّنيا حتّى نقتل في سبيلك مرّة أخرى. قال: إنّه قد سبق أنّهم إليها لا يرجعون، قالوا: فأبلغ عنّا إخواننا، فأنزل الله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ الآيات [سورة آل عمران 3/ 169] . رواه مسلم «1» .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل الله الشّهادة بصدق بلّغه الله منازل الشّهداء، وإن مات على فراشه» . رواه مسلم «2» .
وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رضي بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولا؛ وجبت له الجنّة» ، ثمّ قال:«وأخرى يرفع الله العبد بها مئة درجة، بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض» ، [قال:
وما هي يا رسول الله؟ قال] : «الجهاد في سبيل الله» . رواه مسلم «3» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يجتمع كافر وقاتله في النّار أبدا» . رواه مسلم «4» .
(1) أخرجه مسلم، برقم (1887/ 121) .
(2)
أخرجه مسلم، برقم (1909/ 157) .
(3)
أخرجه مسلم، برقم (1884/ 116) .
(4)
أخرجه مسلم، برقم (1891/ 130) .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم/ (بدر) : «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض» . رواه مسلم «1» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته ستّين عاما، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنّة؟ اغزوا في سبيل الله، فمن قاتل في سبيل الله فواق ناقة- أي: قدر ما بين حلبتيها- وجبت له الجنّة» . رواه الإمام أحمد والتّرمذيّ، وقال: حديث حسن.
والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم «2» .
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مقام الرّجل في الصّفّ في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرّجل ستّين سنة» . رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاريّ «3» .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعو سيوفهم على رقابهم تقطر دما، فازدحموا على باب الجنّة، والنّاس في الموقف، فيقال: من هؤلاء؟ قيل: الشّهداء، كانوا أحياء مرزوقين» . رواه الطّبرانيّ بإسناد حسن «4» .
(1) أخرجه مسلم، برقم (1901/ 145) .
(2)
أخرجه أحمد في «مسنده» ، برقم (10407) . والتّرمذيّ برقم (1650) .
(3)
أخرجه الحاكم في «المستدرك» ، ج 2/ 68.
(4)
أخرجه الهيثميّ في «مجمع الزّوائد» ، ج 10/ 411.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما يجد الشّهيد من مسّ القتل إلّا كما يجد أحدكم من قرصة النّملة» . رواه النّسائيّ، وابن ماجه، والتّرمذيّ، وقال: حديث حسن صحيح، وابن حبّان في «صحيحه» «1» .
وعن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يشفّع الشّهيد في سبعين من أهل بيته» . رواه أبو داود، وابن حبّان في «صحيحه» «2» .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يعجب ربّنا جلّ وعلا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه، فرجع/ حتّى أريق دمه، فيقول الله تبارك وتعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي هذا رجع رغبة فيما عندي، وشفقة ممّا عندي» رواه الإمام أحمد، وابن حبّان في «صحيحه» «3» .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله عز وجل ليدعو الجنة يوم القيامة، فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول سبحانه: أين عبادي الّذين قاتلوا في سبيلي وجاهدوا؟ ادخلوا الجنّة، فيدخلونها بغير حساب، فتأتي الملائكة فيقولون: ربّنا، نحن نسبّح بحمدك اللّيل والنّهار، ونقدّس لك، من هؤلاء الّذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرّبّ جلّ وعلا: هؤلاء عبادي الّذين قاتلوا في سبيلي، وقتلوا وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا،
(1) أخرجه التّرمذيّ، برقم (1668) . وابن ماجه برقم (2802) .
(2)
أخرجه أبو داود، برقم (2522) .
(3)
أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» ، برقم (3939) . وأبو داود برقم (2536) .
فتدخل عليهم الملائكة من كلّ باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار» . رواه الأصبهانيّ بإسناد حسن «1» .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قال الله تعالى: المجاهد في سبيلي هو ضامن عليّ، إن قبضته أورثته الجنّة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة» . رواه التّرمذيّ، وقال: حديث صحيح «2» .
وعن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاهدوا في سبيل الله، فإنّ الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنّة، وينجّي الله به من الهمّ والغمّ» . رواه الإمام أحمد برواة ثقات، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد «3» .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من جرح جرحا في سبيل الله، أو نكب نكبة- أي: طعن- فإنّها تأتي يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزّعفران، وريحها ريح المسك» . رواه أصحاب السّنن الأربعة: أبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، والتّرمذيّ، وقال: حديث/ حسن صحيح «4» .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البرّ، ومن أجاز البحر فكأنّما أجاز الأودية كلّها، والمائد في البحر- وهو
(1) ذكره السّيوطيّ في «الدّر المنثور» ، ج 2/ 112.
(2)
أخرجه التّرمذيّ، برقم (1620) .
(3)
أخرجه أحمد في «مسنده» ، برقم (22172) .
(4)
أخرجه التّرمذيّ، برقم (1657) . والنّسائيّ برقم (3141) . وأبو داود برقم (2541) .