الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انهزم الكفّار، فردّ الله أمر الغنيمة إلى نبيّه صلى الله عليه وسلم، ففعل فيها ما فعل للتّأليف، ووكل الأنصار إلى إيمانهم. والله أعلم.
[قدوم وفد هوازن مسلمين، وردّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم سباياهم]
ثمّ إنّ وفد هوازن جاؤوا بعد قسمة غنائمهم مسلمين، ومناشدين للنّبيّ صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم أن يردّ عليهم غنائمهم، وأنشدوه في ذلك أشعارا منها، [من البسيط] «1» :
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها
…
إذ فوك يملؤه من مخضها الدّرر
لا تجعلنّا كمن شالت نعامته
…
واستبق منّا فإنّا معشر زهر
ذكره ابن إسحاق مطوّلا، وأشار إليه البخاريّ بقوله في أبواب فرض الخمس، باب: ومن الدّليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين، ما سأل هوازن النّبيّ صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم.
وأتته أيضا أمّه وأخته من الرّضاعة: حليمة السّعديّة وبنتها الشّيماء، فبسط لهما رداءه وأجلسهما عليه ورقّ لهما صلى الله عليه وسلم.
وروى البخاريّ في «صحيحه» ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم/ قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يردّ عليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم:«إنّ معي من ترون، وإنّ أحبّ الحديث إليّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطّائفتين: إمّا المال وإمّا السّبي» ، فقالوا: إنّا نختار سبينا، فقام رسول الله في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال:«أمّا بعد: فإنّ إخوانكم قد جاؤوا تائبين، وإنّي قد رأيت أن أردّ إليهم سبيهم، فمن أحبّ أن يطيّب «2» ذلك
(1) من قول: زهير بن صرد الجشميّ السّعديّ.
(2)
يطيّب: يحلّل ويبيح. وطابت نفسه بالشّيء: إذا سمحت به من غير كراهة ولا غضب.