الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال العلماء: لم تكن قبيلة من العرب إلّا ولها وصلة بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم، إمّا ولادة أو قرابة.
وقال صلى الله عليه وسلم: «بعثت من خير قرون بني آدم، قرنا فقرنا، حتّى كنت من القرن الّذي كنت فيه» ، رواه البخاريّ «1» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» ، رواه التّرمذيّ، وقال: حديث [حسن] صحيح «2» .
[النسب الأكبر لنبينا صلى الله عليه وسلم]
قال البخاريّ: (وهو صلى الله عليه وسلم أبو القاسم محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف- أي: بفتح الميم- بن قصيّ- أي: بضمّ القاف مصغّرا- ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ- أي: مصغّرا- ابن غالب بن فهر- أي: بكسر الفاء- ابن مالك بن النّضر- أي: بضاد معجمة- ابن كنانة بن خزيمة- أي: مصغّرا بالمعجمتين- ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان)«3» /.
قلت: وهذا النّسب متّفق عليه بين العلماء، وفيما بعده- من عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم، ثمّ من إبراهيم إلى نوح، ثمّ من نوح إلى آدم عليهم السلام اختلاف وزيادة ونقصان.
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (3364) . عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
أخرجه التّرمذيّ، برقم (3605) . عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
(3)
ذكره البخاريّ في «الصّحيح» ، كتاب فضائل الصّحابة، باب: مبعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم، (57) .
وروى ابن سعد في «طبقاته» : أنّه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معدّ بن عدنان بن أدد ثمّ يمسك ويقول: «كذب النّسّابون» ويقول: قال الله تعالى وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً [سورة الفرقان 25/ 38]«1» .
قال العلماء: وبطون قريش هم ولد النّضر بن كنانة، وهم قومه الّذين شرّفهم الله به في قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [سورة الزّخرف 43/ 44]- أي: ثناء وشرف- وهم عشيرته الأقربون في قوله:
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [سورة الشّعراء 26/ 214] لما في «صحيحي البخاريّ ومسلم» أنّه صلى الله عليه وسلم لمّا نزلت هذه صعد على الصّفا فجعل ينادي: «يا بني فهر، يا بني عديّ، يا بني عبد مناف- لبطون قريش-: اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا» الحديث «2» .
واتّفق أهل الجاهليّة والإسلام على أنّ قريشا أفضل العرب، وأنّ بني عبد مناف أفضل قريش، وأنّ بني هاشم أفضل بني عبد مناف، وأنّه صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، وفي ذلك يقول عمّه أبو طالب، [من الطّويل] «3» :
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر
…
فعبد مناف سرّها وصميمها «4»
(1) ابن سعد، ج 1/ 56.
(2)
أخرجه البخاريّ، برقم (2602) . ومسلم برقم (206) . عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.
(3)
ابن هشام، ج 1/ 269.
(4)
سرّها: وسطها. صميمها: خالصها.