الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلسنا وربّ البيت نسلم أحمدا
…
لعزّاء من عضّ الزّمان ولا كرب «1»
ولمّا تبن منّا ومنكم سوالف
…
وأيد أترّت بالقساسية الشّهب «2»
أليس أبونا هاشم شدّ أزره
…
وأوصى بنيه بالطّعان وبالضّرب
ولسنا نملّ الحرب حتّى تملّنا
…
ولا نشتكي ما قد ينوب من النّكب
ولكنّنا أهل الحفائظ والنّهى
…
إذا طار أرواح الكماة من الرّعب «3»
[نقض الصّحيفة]
فلمّا أراد الله تعالى حلّ ما عقدوه، وإبطال ما أكّدوه، اجتمع في أواخر السّنة التّاسعة ستّة من سادات قريش ليلا بأعلى (مكّة) /، فتعاقدوا على نقض الصّحيفة، منهم: المطعم بن عديّ النّوفليّ، وزمعة بن الأسود بن أسد الأسديّ، فلمّا أصبحوا قال قائلهم:
أنأكل الطّعام، ونلبس الثّياب وبنو هاشم هلكى، والله لا أقعد حتّى تشقّ هذه الصّحيفة الظّالمة، فقال أبو جهل: كذبت والله [لا تشقّ]، فقال [زمعة] : أنت والله الكاذب، ووثبوا، فقال أبو جهل:
هذا أمر قد برم بليل، ثمّ قاموا إلى الصّحيفة ليشقّوها، فأخبرهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ الأرضة «4» قد أكلت جميعها، إلّا ما فيه اسم الله،
(1) عضّ الزّمان: شدّته.
(2)
السّوالف: ما تقدّم من عنق الفرس، أترّت: قطعت. القساسيّة: سيوف تنسب إلى قساس، وهو جبل لبني أسد يحوي على معدن الحديد.
(3)
الحفائظ: مفردها الحفيظة؛ وهي الأنفة. النّهى- جمع نهية-: العقل. الرّعب: الوعيد.
(4)
الأرضة: دويبة تأكل الخشب ونحوه.