الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في الصّلاة
[أذكاره صلى الله عليه وسلم في افتتاح الصّلاة]
وأمّا أذكاره صلى الله عليه وسلم في الصّلاة: ففي الافتتاح، والقيام، والرّكوع، والاعتدال، والسّجودين، والجلوس بينهما، وفي التّشهّد وما بعده.
فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا افتتح الصّلاة يرفع يديه حذو منكبيه، وإذا كبّر للرّكوع، وإذا رفع رأسه من الرّكوع رفعهما كذلك أيضا، وقال:«سمع الله لمن حمده» ، ثمّ قال:«ربّنا ولك الحمد» ، وكان لا يفعل ذلك في السّجود. متّفق عليه «1» .
وأنّه صلى الله عليه وسلم حين يدخل في الصّلاة يرفع يديه، ثمّ يضع يده اليمنى على اليسرى. رواه مسلم «2» .
وفي البخاريّ: كان النّاس يؤمرون في الصّلاة أن يضع الرّجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى «3» .
قال العلماء: والحكمة في هذه إلهيّة، أنّه صفة العبد المستسلم لمولاه.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال بعد تكبيرة الإحرام: «سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك» ، رواه
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (702) . ومسلم برقم (390/ 22) . عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(2)
أخرجه مسلم، برقم (401/ 54) . عن وائل بن حجر رضي الله عنه.
(3)
أخرجه البخاريّ، برقم (707) . عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
التّرمذيّ وأبو داود وابن ماجه «1» .
وأنّه [صلى الله عليه وسلم] سمع رجلا قال بعد تكبيرة الإحرام: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال:«عجبت لها، فتحت لها أبواب الجنّة» ، رواه مسلم «2» .
وروى مسلم أيضا أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا افتتح الصّلاة:
«وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين/، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين» «3» ، ورواه ابن حبّان في «صحيحه» وزاد بعد حنيفا:«مسلما» «4» .
وروى البخاريّ أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهمّ باعد بيني وبين
(1) أخرجه التّرمذيّ، برقم (242) . وأبو داود برقم (775) . وابن ماجه برقم (804) . عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه.
(2)
أخرجه مسلم، برقم (601/ 150) . عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(3)
أخرجه مسلم، برقم (771/ 201) . عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. قلت: قال محمّد فؤاد عبد الباقي في «صحيح مسلم» ، ج 1/ 534: وجّهت وجهي: قصدت بعبادتي للّذي فطر السّماوات والأرض، أي: ابتدأ خلقها. حنيفا: قال الأكثرون: معناه مائلا إلى الدّين والحقّ، وهو الإسلام، وأصل الحنف: الميل. ويكون في الخير والشّرّ، وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة، وقيل: المراد بالحنيف هنا؛ المستقيم. وقال أبو عبيد: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام. النّسك: العبادة، وأصله من النّسيكة؛ وهي الفضّة المذابة المصفّاة من كلّ خلط. والنسيكة: ما يتقرّب به إلى الله تعالى.
(4)
انظر ابن بلبان في «الإحسان» ، برقم (1771) . عنه.