المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌موضوع الكتاب

- ‌طريقته في عرض الأحاديث

- ‌طريقته في التبويب

- ‌طريقته في شرح غريب الحديث وبيان معانيه

- ‌(التعريف بمؤلف الكتاب)

- ‌1 - اسمه ونسبه:

- ‌2 - مولده:

- ‌3 - نشأته ومعالم حياته:

- ‌4 - علومه ومعارفه:

- ‌علوم الحديث:

- ‌أ - علم الحديث رواية

- ‌ب - علم الجرح والتعديل ومعرفة الرجال

- ‌ج - علم نقد الحديث وعلله:

- ‌د - علم مصطلح الحديث:

- ‌ثانيا: الفقه:

- ‌ثالثا: اللغة:

- ‌رابعاً: الأنساب:

- ‌خامساً: الوعظ والرقائق:

- ‌وأخيراً: الأدب والشعر:

- ‌النثر:

- ‌6 - (*) ثناء العلماء عليه:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مصنفاته:

- ‌باب في الإِيمان

- ‌بابُ انقطاعِ النبوةِ بعدَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ طلبِ العلم وفضله

- ‌كتاب الطهارة

- ‌باب الوضوء للصلاة وما يوجبه

- ‌باب ما جاء في الوضوء من النوم ومما مست النار

- ‌باب إذا توضأ ثم شك في الحديث

- ‌باب الوضوء لكل صلاة ومن صلى الصلوات بوضوء واحد، والوضوء عند كل حدث، والصلاة عند كل وضوء

- ‌باب المضمضة من اللبن وغيره ومن ترك ذلك

- ‌باب في السِّوَاك لكل صلاة ولكل وضوء

- ‌باب ذكر المياه وبئر بضاعة

- ‌باب وضوء الرجل والمرأة معًا من إناء واحد وما جاء في الوضوء بفضل المرأة، والوضوء في آنية الصفر والنية للوضوء والتسمية والتيمن

- ‌باب غسل اليد عند القيام من النوم ثلاتًا قبل إدخالها في الإِناء، وصفة الوضوء والإِسباغ، والمسح على العمامة والناصية والمسح على الخفين في السفر والحضر والتوقيت فيه

- ‌باب ما يوجب الغسل على الرجل والمرأة، ونوم الجنب إذا توضأ وأكله ومشيه ومجالسته، وكم يكفي من الماء واغتسال الرجل والمرأة في إناء واحد، وما نُهي أن يغتسل فيه الجنب، وتأخير الغسل وتعجيله وصفته والتستر

- ‌بابٌ في الجنب يذكر الله تعالى وهل يقرأ القرآن ويمس المصحف، والكافر يغتسل إذا أسلم

- ‌باب في الحائض وما يحل منها، وحكمها، وفي المستحاضة والنفساء

- ‌باب التيمم

- ‌باب في قص الشارب، وإعفاء اللحية، والإستحداد، وتقليم الأظافر ونتف الإِبط، والختان، ودخول الحمام، والنهي أن ينظر أحدٌ إلى عورة أحد

- ‌كتاب الصلاة

- ‌باب فرض الصلوات والمحافظة عليها وفضلها ومن صلاها في أول وقتها

- ‌بابُ وقوتِ الصَّلاةِ وما يتعلق بها

- ‌باب فيمن أدرك ركعة مع الإِمام، وفيمن نام عن صلاة أو نسيها، ومن فاتته صلوات كيف يؤديها، وفي الإِمام إذا أخر الصلاة عن وقتها

- ‌باب صلاة الجماعة وما يبيحُ التخلف عنها وما يمنع من إتيانها وفضلها وفضل المشي إليها وانتظارها وكيف يمشي إليها ومن خرج إلى الصلاة فوجد الناس وقد صلّوا، أو صلى في بيته ثم وجد صلاة جماعة وفي خروج النساء إلى المسجد وما يفعلن

- ‌باب في المساجد

- ‌باب في الأذان والإِقامةِ

- ‌باب فيما يصلي به وعليه وما يكره من ذلك

- ‌باب في الإِمامة وما يتعلق بها

- ‌باب في سترة المصلي وما يصلي إليه وما نُهي عنه من ذلك

- ‌باب في الصفوف وما يتعلق بها

- ‌باب ما جاء لا نافلة إذا أقيمت المكتوبةُ وما جاء أن كل مصلٍ فإنما يصلي لنفسه وفى الخشوع وحضور القلب وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن فى الصلاة شغلاً

- ‌باب فى القبلة

- ‌باب تكبيرة الإِحرام وهيئةِ الصلاة والقراءة والركوع والسجود والتشهد والتسليم وما يقال بعدها

- ‌باب النهي عن رفع البصر إلى السماء وعن الكلام فيها

- ‌بابٌ في مسح الحصباء في الصلاة وأين يبزق المصلي وفي الإِقعاء وفيمن صلى مُختصِرًا ومعقوص الشعر وفي الصلاة بحفرة الطعام وقول النبي صلى لله عليه وسلم - لا غِرَارَ في الصلاة وما يفعل من أحدث فيها

- ‌باب الإلتفات في الصلاة، وما يفعل المصلي إذا سُلِّم عليه، ومن تفكَّرَ في شيء وهو في الصلاة، ومن صلى وهو حامل شيئًا، وما يجوز من العمل فيها، وما يقتل فيها من الدواب وما جاء في العطاس فيها والتثاؤب، وفي صلاة الريض، وفي الصحيح يصلي قاعدًا في النافلة، وفي الصلاة على الدابة

- ‌باب السّهو في الصّلاة

- ‌باب في الجمع والقصر

- ‌باب ذكر صلاة الخوف

- ‌باب في الوتر وصلاة الليل

- ‌باب في ركعتي الفجر وصلاة الضحى والتنفل في الظهر والعصر والمغرب والعشاء

- ‌باب في العيدين

- ‌باب في صلاة الإستسقاء

- ‌باب في صلاة الكسوف

- ‌باب

- ‌باب سجود القرآن

- ‌بابٌ في الجمعة

- ‌كتاب الجنائز

- ‌كتاب الزكاة

- ‌بابُ زكاةِ الحبوب وما سقته السماء وما سقي بالنضح

- ‌باب زكاة الإبل والغنم

- ‌ باب تفسير أسنان الإبل

- ‌باب ما لا يؤخذ في الصدقة

- ‌باب زكاة الذهب والورق

- ‌ باب زكاة الفطر

- ‌باب المكيال والميزان

- ‌باب في الخرص وفيمن لم يُؤدِ زكاة ماله

- ‌باب

- ‌كتاب الصيام

- ‌باب فضل الصيام، والنهي أن يقال قمت رمضان كله وصمته، وقول الله عز وجل {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} - وفيمن له الفدية

- ‌باب الصوم والفطر للرؤية أو للعدة وفي الهلال يُرى كبيراً أو الشهادة على الرؤية وقوله عليه السلام: شهران لا ينقصان

- ‌باب متى يحرم الأكل وفي السحور وصفة الفجر، وتبييتِ الصيام ووقت الفطر وتعجيله والإفطار على التمر أو الماء

- ‌باب في صيام يوم الشك والنهي أن يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين والنهي عن الوصال في الصوم وما جاء في القُبلة والمباشرة للصائم، وفي الصائم يصبح جنباً

- ‌باب الحجامة للصائم، وفيمن ذرعه القيء ومن نسيَ فأكل أو شرب وهو صائم، وفيمن جهده الصوم

- ‌باب حفظ اللسان وغيره في الصوم وذكر الأيام التي نُهِيَ عن صيامها

- ‌باب فيمن دُعِيَ إلى طعام وهو صائم والصائم المتطوع يفطر، وفيمن ينوي الصيام من النهار

- ‌باب النبي أن تصوم المرأة متطوعة بغير إذن زوجها، وكفارة من وطئ في رمضان، وفي الصيام في السفر

- ‌‌‌بابفيمن مات وعليه صيام

- ‌باب

- ‌بابٌ

- ‌باب في الاعتكاف وليلة القدر

- ‌كتاب الحج

- ‌باب

- ‌باب القران والإِفراد

- ‌باب حجَّة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب سقاية الحاج

- ‌باب في الاشتراط في الحج وفي المحصر والمريض ومن فاته الحج

- ‌باب

- ‌باب في لحم الصيد للمحرم وما يقتل من الدواب وفي الحجامة وغسله رأسه وما يفعل إذا اشتكى عينيه

- ‌باب دخول مكة بغير إحرام، وفي بيع دورها وتوريثها، ونقض الكعبة وبنيانها وما جاء في مالها

- ‌باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وفي تحريم المدينة وفضلها وفضل مسجده وفي بيت المقدس وفي مسجد قباء

الفصل: ‌باب في الإيمان

‌باب في الإِيمان

مسلم (1)، عن يَحيىَ بن يَعمَرَ قال: كان أوَّل من قال في القَدَرِ (2) بالبَصرِة مَغبَد الجُهنَي، فانطلقت أنا وحُميد بن عبد الرحمن الحِمْيَرِي حَاجَّين أو مُعتمِرين فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنَاه عمَّا يقُولُ هؤلاءِ في القَدر. فَوُفَق لنا (3) عبد الله بن عمر بن الخطاب داخِلاً المسجد. فاكتنفتُه أنا وصاحبي (4). أحدُنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننتُ أن صاحبي سَيَكلُ الكلامَ إليَّ. فقلتُ: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قِبَلَنا ناسٌ يقرؤن القرآن ويتقفرون العلمَ (5). وذكر من شأنِهم (6). وأنَّهم يزعُمُون ألَاّ قَدَرَ، وأنَّ الأمرَ أُنُفٌ (7).

فقال: إذا لقيتَ أولئكَ فأخبرهُم أنِّي بريء منهما، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر، لو أن لِأحدِهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقهُ (8)، ما قَبِلَ الله منه حتى يُؤمن بالَقدر.

(1) مسلم. (1/ 36)(1) كتاب الإيمان (1) باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان -رقم- (1).

(2)

أول من قال با القدر: معناه أول من قال بنفسى القدر فابتدع خالف الصواب الذي عليه أهل الحق. ويقال القَدَر والقدْر، لغتان مشهورتان.

(3)

فوفق لنا: معناه جعل وفقاً لنا، وهو من الموافقة التي هي كالإلتئام، يقال أتانا لتيفاق الهلال ميفاقه، أي حين أهلَّ، لا قبله ولا بعده، وهي لفظة تدل على صدق الإجماع في الإلتئام.

(4)

فاكتنفته أنا، صاحبي: بعني صرنا في ناحيته،: وكنفا الطائر: جناحاه.

(5)

ويتقفرون العلم: يطبونه ويتتبعونه وقيل معناه: يجمعونه.

(6)

وذكر من شأنهم: هذا الكلام من كلام بعض الرواة الذين دون يحيى بن يعمر، يعني وذكر ابن يعمر من حال هؤلاء، ووصفهم بالفضيلة في العلم: الإجتهاد في تحصيله والإعتناء به.

(7)

وأن الأمر أنف: أي مستأنف لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى، وإنما يعلمه بعد وقوعه.

(8)

(ب): فأنفقه في سبيل الله.

ص: 73

ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، إذ طلع علينا رجُلٌ شديدُ بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السئَفر، ولا يَعرِفُه منَّا أحد، حتى جلسَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فأسند رُكبَتيهِ إلى رُكبتَيْهِ (1) وَوَضَعَ كفيه على فخذيه (2) وقال: يا مُحمد! أخبرني عن الإِسِلام.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإِسلام أنْ تشهدَ أنْ لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتُقيمَ الصلاة، وتُؤتيَ الزكاة، وتصُوم رَمضان، وتحُجَّ البيتَ إن استطعتَ إليه سبيلا.

قال: صدقتَ.

قال؛ فعجِبنا له (3)، يَسأَلُه ويُصدقه.

قال: فأخبرني عن الإِيمان.

قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.

قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإِحسان.

قال: أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.

قال: فأخبرني عن السَّاعِة؟.

قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل.

(1)(إلى ركبتيه): ليست في (ب).

(2)

: ووضع كفيه على فخذيه: أي معناه أن الرجل الداخل وضع كفيه على فخذي نفسه وجلس على هيئة المتعلم.

(3)

فعجبنا له يسأله ويصدقه: سبب تعجبهم أن هذا خلاف عادة السائل الجاهل، إنما هذا كلام خبير بالمسئول عنه، ولم يكن ذلك الوقت من يعلم هذا غير النبي - صلى الله عليه سلم -.

ص: 74

قال: فأخبرني عن أَمَارتِهَا (1).

قال: أن تلدَ الأمةُ ربتها (2)، وأن ترى الحُفَاةَ العُراةَ العَالَةَ، رعاءَ الشاءِ، يتطاولون في البُنيان (3).

قَال: ثُمَّ انطلقَ، فلَبِثَ مَلِياً (4) ثمَّ قال لي: يا عُمَر! أتدري من السَّائل؟.

قلتُ: الله ورسولُه أعلم.

قال: فإنّه جبريلُ أتاكم يعلمُكُم دينَكم".

معنى يتقفَّرُون: يتبعون ويجمعون.

وفي حديث أبي هريرة (5): "ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسَأحدثُك عن أشراطِها، إذا رأيتَ المرأة تلدُ رَبَّها، فذاكَ من أشراطِها، وإذا رأيتَ الحُفاة العُراة، الصُّمَّ البُكم (6) ، ملوكَ الأرض فذاك من أشراطِها، وإذا رأيتَ رِعَاءَ البَهْمِ يتطاولون في البُنيان فذاك من أشراطِها، في خَمس من الَغَيبِ لا يَعلمُهُنَّ إلا الله.

ثم قرأً: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ

(1) أمارتها: الأمارة والأمار، بإثبات الهاء وحذفها هي العلامة.

(2)

ربتها: سيدتها ومالكتها.

(3)

العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان: العالة: هم الفقراء، والرِّعاء: يقال فيهم: رُعاة، معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البينيان.

(4)

مليأ: أي وقتا طويلاً.

(5)

: (1/ 40)(1) كَتاب الإيمان (1) باب بيان الإِيمان: الإسلام - رقم (7).

(6)

الصُّم البكم: المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع، أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه فكأنهم عدموها، هذا هو الصحيح في معنى الحديث.

ص: 75

الله عليم خبير (1)} (2) إلى آخر السورة (3).

ثم قامَ الرَّجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُدُّوه عليَّ، فالْتُمِسَ فلم يَجدُوه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل أرادَ أن تعلَّموا (4) إِذْ

لم تسألُوا".

وفي طريق آخر عن أبي هريرة (5) أيضاً "وتقيمَ الصلاةَ المكتُوبة وتؤدِّي الزكاةَ المفرُوضة".

وعن ابن عباس (6) قال: إنّ وفدَ عبدِ القيس أتَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من الوفدُ؟ أو من القوم؟ ".

قالوا: ربيعة.

قال: مرحباً بالقوم أو بالوفد غيرَ خَزايا ولا النَّدامى.

قال: فقالوا: يا رسول الله، إنّا نأتِيك من شُقَّة بعيدة (7)، وإنَّ بيننا وبينك هذا الحيُّ من كفًار مُضَر، وإنَّا لا نستطيعُ أن نأتيكَ إلا في شهر الحرام، فَمُزنا بأمرٍ فصل، نخبرُ به مَنْ وراءنا، نَدْخُلُ بهِ الجنَّة.

(1)(إن الله عليم خبير): ليست في ب، د.

(2)

لقمان: (34)

(3)

(إلى أخر السورة): ليست في مسلم.

(4)

تعلَّموا: أي تتعلموا.

(5)

مسلم: (1/ 49)(1) كتاب الايمان (1) باب بيان الايمان والإسلام - رقم- (5).

(6)

مسلم: (1/ 47)(1) كتاب الإيمان (6) باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم رقم (24)

(7)

(من ثقة بعيدة): الشقة بضم الشين وكسرها: أشهرها وأفصحها الضم ومعناها: السفر البعيد.

ص: 76

قال: فأمرهم بأربع، ونهاهُم عن أربعٍ.

قال: أمرهم بالإِيمان بالله وحده، وقال: هل تدرون ما الإيمان بالله وحده (1)

قالوا: الله ورسولُه أعلم.

قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصومُ رمضان، وأن تُؤدُّوا خُمُسا من المَغْنَمِ، ونهاهم عن الدُّباء (2) والْحَنتَمْ (3) والُمزَفَّت (4)، والنَّقِير (5) وربما قال المُقَيَّرِ (6).

وقال: احفظوه وأخبروا به من وَرَائكُمْ.

وعن ابن عباس (7)، أن معاذاً قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعُهُم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خَمسَ صلواتٍ في كل يومٍ وليلةٍ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك،

(1)(وحده): ليست في مسلم، وليست فى (د).

(2)

(الدّباء): هو القرع اليابس، أى الوعاء منه.

(3)

(الحنتم): اختلف فيها، فأصح الأقوال أنها جرار خضر، والثاني أنها الجرار كلها، والثالث أنها جرار يؤتى بها من مصر مُقَيَّرات، والرابع جرار حمر أعناقها في جنوبها يجلب فيها الخمر من مصر، والخاص: أفواهها فِى جنوبها مجلب فيها الخمر من الطائف، والسادس: جرار كانت تعمل من طين

وشعر وأدم.

(4)

(المزفت): هو الإناء الذي طُلي بالزفت وهو نوع القَارِ ثم انتبذ فيه النهاية في غريب الحديث (2/ 304).

(5)

(النقير): جذع ينقر وسطه.

(6)

المقير والمزفت بمعنى واحد.

(7)

مسلم: (1/ 52)(1) كتاب الإيمان (7) باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الاسلام -رقم- (29).

ص: 77

فإياك وكرائم أموالهم (1) واتق دَعْوةَ المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب (2).

وفي طريق أخرى (3): "إنك تقدم على قوم من أهل (4) الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم

الحديث" وفيها أنه عليه السلام بعثه إلى اليمن.

وعن ابن عمر قال (5) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإِسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان.

وعن أبي هريرة (6)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أمِرْتُ أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئتُ به فإذا فعلوا ذلك، عَصَمُوا منى دِماءَهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابُهم على الله".

البخاري (7)، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرتُ أنْ أقاتلَ الناسَ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسولُ الله، ويقيموا الصَّلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم

(1) كرائم أموالهم: جمع كريمة، قال صاحب المطالع: هى جامعة الكمال المكن في حقها، من غزارة لبن وجمال صورة، أو كثرة لحم، أو صوف.

(2)

ليس بينها وبين الله حجاب: أي أنها مسموعة لا ترد.

(3)

مسلم: (1/ 53)(1) كتاب الإيمان (7) باب الدعاء الى الشهادتين وشرائع الإسلام -رقم- (31).

(4)

في مسلم: (قوم أهل كتاب).

(5)

مسلم: (1/ 45)(1) كتاب الإيمان (5) باب بيان أركان الإِسلام ودعائمه العظام -رقم- (20)

(6)

مسلم: (1/ 52)(1) كتاب الإيمان (8) باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله -رقم- (34).

(7)

البخاري: (1/ 95)(2) كتاب الإيمان (17) باب "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم" -رقم- (25).

ص: 78

وأموالهم إلا بحق الإِسلام وحسابهم على الله".

مسلم (1)، عن سعد بن أبي وقاص قال: قسمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَسْماً، فقلتُ يا رسول الله! أعطِ فلاناً فإنه مُؤمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَوْمُسِلمٌ؟ ". أقولها ثلاثاً، ويرددها عليَّ ثلاثاً "أوْ مسلم".

ثُمَّ قال: إني لأعطي الرجلَ وغيرهُ أحَبُّ إلي مِنْهُ، مخافةَ أن يكُبَّهُ اللهُ في النارِ".

وعن طلحة بن عبيد الله (2) قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجدٍ، ثائرُ الرأس (3)، نسمعُ دويَّ صوتِه (4)، ولا نفقَهُ ما يقول، حتى دَنَا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يسألُ عن الإسلام.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمسُ صلواتٍ في اليوم والليلة".

فقال: هلْ عليَّ غيرهن؟ قال: لا إلا أن تطوَّع، وصيامُ شهر رمضان. قال: هل عليَّ غيره؟ قال: لا، إلا أن تطوَّع، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة. فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال (5): إلا أن تَّطوع. قال: فأدبرَ الرجل وهو يقول: والله، لا أزيدُ على هذا، ولا أنقصُ منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفلحَ إنْ صَدَقَ".

(1) سلم: (1/ 132)(1) كتاب الإيمان (68) باب تأليف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه - رقم (236).

(2)

مسلم: (1/ 40 - 41)(1) كتاب الايمان (2) باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام - رقم (8).

(3)

ثائر الرأس: قائم شعره، منتفشه.

(4)

دويّ صوته: هو بعده في الهواء، ومعناه شدة صوت لا يُفهم.

(5)

(ب، د): قات: لا إلا أنْ ....

ص: 79

رواه عن أنس (1) بن مالك بلفظ آخر "وذكر فيه حج البيت".

وعن سفيان بن عبد الله الثقفي (2) قال: قلتُ يا رسول الله! قل لي فِى الإِسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك، "قال: قل آمنتُ بالله ثم استقمْ (3)(4) ".

وعن أبي هريرة (5)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"والذي نفسُ محمدٍ بيده، لا يَسْمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌ ولا نصرانيٌ، ثم يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرسِلتُ بهِ إلا كانَ من أصحابِ النَّار".

البخاري (6)، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذٌ رَدِيفُه على الرحلِ "قال: يا معاذ بن جبل، قال: لبيكَ يا رسول الله وسعديكْ قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثا). قال: ما منْ أحد يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صِدقاً من قلبه إلا حرمَهُ الله على النَّار. قال: يا رسول الله، أفلا أُخبُر به النَّاسَ فيستبشِرون؟ قال: إذاً يتَّكِلوا" وأخبر بها معاذٌ عند موته تأثماً (7).

مسلم (8)، عن عثمانَ بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه

(1) مسلم: (1/ 41 - 42)(1) كتاب الإيمان (3) باب السؤال عن أركان الإِسلام رقم (10).

(2)

مسلم: (1/ 65)(1) كتاب الإِيمان (13) جامع أوصاف الاسلام - رقم (62).

(3)

قل آمنت بالله في استقم: قال القاضى عياض رحمه الله: هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو مطابق لقوله تعالى:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} أي وحَّدوا الله وآمنوا به، ثم استقاموا فلم يحيدوا عن التوحيد، والتزموا طاعته سبحانه وتعالى إلى أن تُوفوا على ذلك.

(4)

(ثم استقم): في مسلم/ فاستقم.

(5)

مسلم: (1/ 134)(1) كتاب الإيمان (70) باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس رقم (240).

(6)

البخاري: (1/ 272)(3) كتاب العلم (49) باب من خصَّ بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا - رقم (128).

(7)

تأثماً: أي تجنُّبا للإثم، يقال تأثَّم فلان إذا فَعَلَ فعْلاً خرج به من الإِثم - النهاية في غريب الحديث:(1/ 24).

(8)

مسلم: (1/ 55)(1) كتاب الإيمان (10) باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً - رقم (43).

ص: 80

وسلم -: "من ماتَ وهو يعلمُ أنه لا إله إلا الله، دخلَ الجنَّة".

وعن أنس (1)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثٌ مَنْ كنَّ فيه، وجدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان (2)، من كانَ الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سوأهما، وأَنْ يُحِبَّ المرءَ، لا يُحبه إلا لله، وأنْ يَكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقَذَه اللهُ منه، كما يَكرهُ أن يُقذَفَ في النار".

وعن أنس (3) أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤمِنُ عبد (4) حتى أكون أحبّ إليه من أهِلهِ ومالهِ والنّاسِ أجمعينَ".

البخاري (5)، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُؤمِنُ أحدكُم (6) حتى يُحِبَّ لأخِيه ما يُحِبُّ لنفسِهِ".

الترمذي (7)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإِيمانُ بضعٌ وسبعونَ باباً، فأدنَاة إِمَاطَةُ الأذى عن الطريقِ، وأرفُعها قولُ لا إله إلا الله" قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1) مسلم: (6611)(1) كتاب الإيمان (15) باب بيان خصال من اتصف بهن حلاوة الإيمان رقم (67).

(2)

وجد بهن حلاة الإيمان: قال العلماء رحمهما الله معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى الله والرسول: إيثار ذلك على عرض الدنيا. ومحبة العبد لله بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك محبة رسول الله

(3)

مسلم: (6711)(1) كتاب الإيمان (16) باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين - رقم (69).

(4)

لا يؤمن عبد: قال العلماء: لا يؤمن الإيمان التام، وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة.

(5)

البخاري: (1/ 73)(2) كتاب الإيمان (7) باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه رقم (13).

(6)

(ب): العبد. وفي (د): عبد.

(7)

الترمذي: (1215)(41) كتاب الإيمان (6) باب ما جاء فِى استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه رقم (2614).

ص: 81

مسلم (1)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رجلاً سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيّ المسلمين خيرٌ؟ " قالَ: من سلِمَ المسلمون من لسانهِ ويدهِ"(2).

الترمذي (3)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلمُ من سلِمَ المسلمونَ من لِسَانِهِ وَيَدِهِ، والمؤمِنُ من أمِنَهُ النَّاسُ على دِماَئِهم وأموَالِهِم" قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

البخاري (4)، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئلَ أيُّ العملِ أفضلُ؟ " قال: إيمانٌ باللهِ ورسولهِ. قِيل (5): ثمَّ ماذا، قال: الجهادُ في سبيلِ الله قال: ثمَّ ماذا، قال: حجٌ مبرورٌ".

مسلم (6)، عن أسامةَ بن زيد قال: بَعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سريَّةٍ، فصبحَنَا الحُرُقَات من جُهينَة (7) فأدركتُ رجُلاً فَقَالَ: لا إله إلا الله، فطعنتُهُ فقتلتُه (8)، فَوَقَعَ فِي نفسي من ذلك، فذكرتُهُ للنبي - صلى الله عليه

(1) مسلم: (1/ 65)(1) كتاب الإيمان (14) باب بيان تفاصل الإِسلام وأي أموره أفضل - رقم (64)

(2)

(من سلم المسلمون من لسانه ويده): معناه لم يؤدِّ مسلماً يقول ولا فعل، وخص اليد بالذكر لأن معظم الأفعال بها.

(3)

الترمذي: (1/ 18)(41) كتاب الإِيمان (12) باب ما جاء في أن السلم من سلم السلمون من لسانه ويده - رقم (2627).

(4)

البخارى: (1/ 97)(2) كتاب الإيمان (18) باب من قال إن الإيمان هو العمل -رقم (26) - وقد ذكره في مواضِع أخرى.

(5)

في البخاري: "قال" بالبناء للمعلوم.

(6)

مسلم: (9611)(1) كتاب الإِيمان (41) باب تحريم قل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله رقم (158).

(7)

فصبحنا الحرقات: أي أتيناهم صباحاً، والحرقات موضع ببلاد جهينة والتسمية به كالتسمية بعرفات.

(8)

فقتلته: غير موجودة في مسلم.

ص: 82

وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقال (1) لا إله إلا الله وقتَلتَه. قال: قلتُ: يا رسول الله، إنما قالها خوْفاً من السلاح، قال: أفلا شَقَقْتَ عن قَلْبِهِ (2) حتى تعلم أقالها أم لا، فمازالَ يُكرِّرها على حتَّى تمنَّيتُ أَنِّي أسلمت يَومَئِذٍ".

وعرق العباس (3) بن عبد المطلب، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ذَاقَ طعم الإِيمانِ، من رضيَ (4) بالله رَباً وبالإِسلامِ ديناً، وبِمحمدٍ رَسُولاً".

وعن عبد الله بن مسعود (5) قال: قال أناسٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ الله! أَنُؤَاخَذُ بما عَملناَ في الجاهليةِ؟ قال: "أَمَّا مَنْ أحسنَ مِنْكُم في الِإسلامِ فلا يُؤاخَذُ بِهَا، وَمَنْ أسَاءَ أُخِذَ بِعَمَلِهِ في الجاهليةِ والإِسلامَ".

وعن حكيم بن حِزَام (6)، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيْ رسول الله: أرأيتَ أموراً كنتُ أتحنَّثُ بها في الجاهليةِ من صَدَقةِ أو عَتَاقَةٍ أو صِلَةِ رَحِمٍ. أَفِيها أَجْرٌ؟ فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسْلَمتَ على ما

(1)(ب): قال.

(2)

أفلا شققت عن قلبه: معناه إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان، وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه، فأنكر عله امتتاعه عن العمل مما ظهر باللسان، وقال: أفلا شققت عن قلبه لتنظر هل قالها القلب واعتقدها وكانت فيه أم لم تكن فيه، بل جرت على اللسان فحسب.

(3)

مسلم: (1/ 62)(1) كتاب الإيمان (11) باب الدليل على أن من رضى بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً فهو مؤمن، وإن ارتكب المعاصي الكبائر - رقم (56).

(4)

(من رضى): معنى رضيت بالشيء قنعت به واكتفيت به. ولم أطلب معه غيرِه، فمعنى الحديث لم يطلب غير الله تعالى، ولم يسع في غير طريق الإِسلام، ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

(5)

مسلم (1/ 111)(1) كتاب الإيمان (53) باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية رقم (189).

(6)

مسلم: (1/ 114)(1) كتاب الإيمان (55) باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده - =

ص: 83

أسلَفْتَ من خيرٍ ".

وعن أبي هريرة (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال اللهُ عز وجل: إذا تحدَّثَ عبدِي، بأن يَعَملَ حَسَنَةً فأناَ أكتبُها لهُ حسنةً ما لم يَعمَل، فإذا عَمِلَها فأناَ أكتُبها (2) بعشرِ أمثالِها، وِاذَا تحدَّث بأن يعمل سيئةً فأنا أغفِرُها لَهُ (3) ما لم يَعملها، فإذا عمِلها فأنا أكتُبها له بمثلِها. وقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قالتِ الملائكةُ: رَب ذاكَ عبدُك يريدُ أن يعملَ سيئةً -وهو أبصرُ به-. فقالَ: ارقُبُوهُ، فإنْ عمِلَها فاكتُبُوها له بمثلِهَا، وإن تركها فاكتبُوها له حسنةً، إنَّما تركها من جرَّايَ (4) ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحَسَنَ أحدُكُم إسلامَهُ فكل حسنةٍ يعملُها، تُكتَبُ بَعشْر أمثَالها إلى سَبْعِمِائةِ ضِعفٍ، وكلُّ سيئةٍ يعملُها تُكتَبُ بمثلها حتَّى يَلقى الله (5) " قوله جرّايَ: أي من أجلي.

وعن أبي هويرة (6) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوزَ لأمتي عمَّا حدَّثت به (7) أنفُسها، مالم تَعمَل أو تَتَكَلَّم (8) به".

= رقم (195).

(1)

سلم: (1/ 117 - 118)(1) كتاب إلِإيمان (59) باب إذا هم العبد بحسنةٍ كتبت وإذا هم بسئيةٍ لم تكتب - رقم (205).

(2)

(ب) أكتبها له.

(3)

(له) ليست في (ب).

(4)

من جراى: بالمد والقصر، لغتان، معناه. من أجلي.

(5)

(د): الله عز وجل.

(6)

مسلم: (1/ 117)(1) كتاب الإِيمان (58) باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر - رقم (202).

(7)

ب د: بها.

(8)

مسلم: (تكلَّم).

ص: 84

وعنه (1) قال: جاءَ ناسٌ من أصحاب النَّبي، إلى النبي (2) صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نَجِدُ في أنفُسِنَا ما يتَعَاظَمُ (3) أحدُنا أن يتكلَّمَ بِهِ، "قال: وقد وجدتُمُوه؟ قالوا: نَعَم قال: ذاكَ صريحُ الإِيمَانِ" (4).

وعن عبد الله بن مسعود (5) قال: سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عن الوَسْوَسَةِ "فقال: تِلْكَ محضُ الإِيمَانِ".

وعن أبي هريرة (6) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطانُ أحدَكُم فيقُولُ: من خلقَ كذا وكذا، حتى يقولَ لهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ، فإذا بَلَغَ ذلك فليستعِذْ باللهِ ولينتهِ".

وعن عائشة (7) قالتْ: قلتُ يا رسولَ الله! ابن جُدعَانَ كانَ في الجاهليةِ يصِلُ الرَّحِمَ، ويُطعمُ المِسكِينَ، فهل ذلك نَافعُهُ؟ قَالَ:"لا ينفعُه، إنَّه لم يقُل يوماً: ربّ اغفر لي خطِيئتِي يومَ الدِّينِ".

وعن أنس (8) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله لا يظلمُ

(1) مسلم: (1/ 119)(1) كتاب الإيمان (60) باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها - رقم (209).

(2)

(إلى النبي). ليست في مسلم.

(3)

إنا تجد في أنفسنا ما يتعاظم. أي يجد أحدنا التكلم به عظيماً لاستحالته في حقه سبحانه وتعالى.

(4)

ذاك صريح الإيمان أي استعظامكم الكلام به هو صريح الإِيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالًا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.

(5)

مسلم: (1/ 119)(1) كتاب الإيمان (60) باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها - رقم (211).

(6)

مسلم: (1/ 120)(1) كتاب الإيمان (60) باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها - رقم (214).

(7)

مسلم: (1/ 196)(1) كتاب الإيمان (62) باب الدليل على أن من مات على الكفر لا يّنفعه عمل - رقم (365).

(8)

مسلم: (4/ 2162)(50) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (13) باب جزاء المؤمن بحسناته فِى الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا - رقم (56).

ص: 85

مُؤمناً حَسَنَةً، يُعطى بها في الدُّنياَ، ويُجزَى بِها فى الآخِرَةِ، وأمَّا الكافِرُ فيُطعَمُ بِحَسنَاتِ مَا عَمِلَ لله بها في الدنيا، حتى إِذَا أَفضَى (1) إِلى الآخرة، لم يَكُنْ لَهُ حَسَنَة يُجزَى بِهَا".

وعن سهل بن سعد (2)، أن النبي صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركُون فاقتَتَلُوا، فلما مالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى عَسْكَرِه، ومالَ الآخرون إلى عسكَرهِمْ، وفي أصحاب رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ لا يدعُ لهُم شاذةً ولا فاذة إلا اتبعَها يَضرِبها بسيفه. فقالوا: ما أجزأ منَّا اليومَ أحدٌ كما أجزأَ فلان (3).

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمَا إنَّهُ من أهلِ النار، فقال رجلٌ من القوم: أنا صَاحِبُهُ (4) أبدا، قاَل فَخَرَجَ معه، كلَّما وقفَ وقفَ معه، وإذا أسرعَ أسرعَ معه.

قال: فجُرِحَ الرجلُ جُرحاً شديداً، فاسْتعجَلَ الموتَ فوضَع نصل (5) سيفه بالأرض وذبابَه (6) بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فَقَتَلَ نفسه، فخرج الرجُل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: أشهدُ أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟

قال: الرجل الذي ذَكرتَ آنفا، أنه من أهلِ النارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جُرح جُرحاً شديداً، فاستعجل

(1) أفضى إلى الآخرة: أي صار إليها.

(2)

مسلم: (1/ 106)(1) كتاب الإيمان (47) باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه - رقم (179).

(3)

ما أجزأ منا اليوم أحد ما أجزأ فلان: أي ما أغنى وكفى أحد غناءه وكفايته.

(4)

صاحبه: أي ألازمه لأنظر السبب الذي به يصير من أهل النار.

(5)

نصل: ليست في (د).

(6)

ذبابه: ذباب السيف هو طرفه الأسفل، وأما طرفه الأعلى فمقبضه.

ص: 86

الموتَ، فوضع نصل سيفه بالأرض وذُبَابَهُ بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إن الرجلَ ليعمل عمل أهل الجنَّة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار (1) فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" زاد البخاري (2) "إنما الأعمال بالخواتيم".

مسلم (3)، عن أبي موسى، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثهٌ يُؤتَوْنَ أجْرَهم مرتين، رجُلٌ مِنْ أهْلِ الكتاب، آمَنَ بِنَبيه وَأدرَكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فآمن بِه واتبَّعه وصَدَّقهُ فله أجرَانِ، وعبدٌ مملوكٌ أذَى حقَّ الله تعالَى وحقَّ سيِّده، فَلَهُ أجران، وَرَجُلٌ كانت له أمَةٌ فَغَذَاها فَأَحْسَنَ غِذَاءها، ثُمَّ أَدَّبَها فَأَحْسَنَ ادبَها ثمَّ أَعْتَقها وَتَزَوجَها-، فَلَهُ أَجْرَانِ" قال الشعبي وحدَّثَ بهذا الحديث (4): خُذْ هذا الحديث بغير شئٍ فقد كانَ الرجُل يرحلُ فيما دُونَ هذا إلى المدينَةِ.

وعن أبي سعيد الخدري (5) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ (6) الذين مِنْ قَبْلِكُم شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حتَّى لو دَخَلُوا في جُحرِ ضَب لاتَّبعتُمُوهُم. قلنا: يَا رَسُولَ اللهِ! اليهُودُ والنَّصارى؟ قال: فمن؟.

(1) في مسلم: (ليعمل عمل أهل النار).

(2)

البخاري؛ (11/ 507)(82) كتاب القدر (5) باب العمل بالخواتيم - رقم (1607).

(3)

مسلم: (1/ 134 - 135)(1) كتاب الإيمان (70) باب رجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته - رقم (241).

(4)

مسلم: قال الشعبي للخراساني. خذ هذا الحديث ....

(5)

مسلم. (4/ 2054)(47) كتاب العلم (2) باب في الألد الخصم - رقم (6).

(6)

سنن: هو الطريق، والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب: التمثيل بشدة الموافقة لهم، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات، لا في الكفر.

ص: 87

وعن عبادةَ بن الصَّامت (1) قال: كنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مَجلسِ فقال: "تُبَايِعُونِي على أَنْ لا تُشْركُوا بالله شَيئاً، ولا تَزْنُوا، ولا تسْرِقُوا ولا تَقْتُلُوا النَّفس التى حرَّم الله إلا بالحقِ، فمن وفى منكم فَأَجْرُه على الله، ومن أصَابَ شيئاً من ذلك فعُوقِبَ بِه، فهو كفَّارةٌ لَه، ومن أصَابَ شيئاً من ذلك فسَتَرَه اللهُ عليه، فَأمرُه إلى الله، إن شاءَ عَفَا عَنْهُ. وإن شَاءَ عَذَّبَهُ".

وعن زيد بن خالدٍ (2) قال: صَلَّى بنَا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلَاة الصُبح بالحُدَيبِيَة في إِثْرِ سَمَاءٍ (3) كانتْ من اللَّيلِ، فلما انْصَرَفَ، أقبل على النَّاس (4) فقال:"هل تدرون ماذا قالَ ربُّكُمْ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال قال: أَصبَح من عبادي مُؤْمِنٌ لى وكَافِرٌ (5)، فأمَّا من قال: مُطِرْنَا بفضْلِ الله وَرَحمَتِهِ، فذلك مُؤمِنٌ بى كافرٌ بالكَوكَبِ وأمَّا من قال: مُطِرنَا بِنَوءِ (6) كذا وكذا فذلك كافرٌ بى مؤمنٌ بالكَوكَبِ".

وعن أبي هريرة (7)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يَزْنِى الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مِؤْمِن (8)، ولا يَسْرِقُ السَّارِقُ حين يَسْرِقُ وهو مؤمن،

(1) مسلم: (3/ 1333)(29) كتاب الحدود (10) باب الحدود كفارات لأهلها - رقم (41).

(2)

مسلم: (1/ 83 - 84)(1) كتاب الإيمان (32) باب يان كفر من قال مطرنا بالنوء - رقم (125).

(3)

إثر سماء: أي بعد المطر، والسماء: المطر.

(4)

على الناس: ليست في (د).

(5)

(وكافر): ليست في (د).

(6)

نوء: قال أبو عمرو بن الصلاح النوء في أصله ليس هو نفس الكوكب فإنه مصدر ناء النجم ينوء أي سقط وغاب وقيل أي نهض وطلع.

(7)

مسلم: (1/ 76 - 77)(1) كتاب الإِيمان (24) باب بيان نقصان الإِيمان بالعاصي - رقم (100 - 103 - 104). ورواية المصنف عبد الحق الإشبيلي قد جمعها من عدة روايات في الباب كما أشار هو إلى ذلك في آخر الرواية.

(8)

لا يزني الزاني وهو مؤمن: هذا الحديث مما اختلف العلماء في معناه، فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان.

ص: 88

ولا يَشْرَب الخمرَ حين يَشربُها وهو مؤمن، ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذات شرفٍ (1) يرفعُ النَّاسُ إليهِ فيها أبصارَهُمْ، حين يَنْتَهِبُها وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَغُلُّ (2) أحَدُكُمْ حين يَغُلُ وهو مُؤْمِنٌ، فإيَّاكُم إيَّاكُم، والتوبَةُ (3) مَعرُوضةٌ بَعْدُ" (4) "ذكره بأسانيد إلى أبي هريرة".

أبو داود (5)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زنى الرجلُ خَرَجَ مِنَ (6) الإيمان، كَانَ عَليهِ كالظُلَّة، فإذا انْقَلع (7) رَجَعَ إِليه الإيمان".

مسلما (8)، عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ (9) لا يُكلمُهُمُ اللهُ يومَ القيامَةِ، ولا يَنظُرُ إليهم، ولا يُزَكِّيِهم ولهم عذابٌ أليمٌ، رجُلٌ على فَضْل ماء بالفلاة، يمنَعُهُ من ابنِ السَّبيل، ورجُلٌ بَايعَ رجلاً بسلعةٍ بَعدَ العصرِ، فَحَلَفَ لَهُ باللهِ لَأخَذَها بِكَذا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ وَهُوَ على غَيرِ ذَلك، ورجْل باَيَعَ إِمَاماً لا يُبَايِعُهُ إلا لدُنْيَا، فَإِنْ أعطاُه مِنْها وَفَى، وِإنْ لَمْ يُعْطِهِ منْهَا لَمْ يَفِ".

وعنه (10) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ

(1) نهبة ذات شرف؛ أى ذات قَدر عظيم وقيل: استشراف يستشرف الناس لها، ناظرين إليها رافعين أبصارهم.

(2)

لا يغل: من الغلول وهو الخيانة.

(3)

(ب) والتوبة بعد.

(4)

والتوبه معروضه بعد: قد أجمع العلماء على قبول التوبة مالم يغرغر، وللتوبة ثلاثة أركان: أن يقلع المعصية، ويندم فعلها، ويعزم أن لا يعود إليها.

(5)

أبو داود: (4/ 222) كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه - رقم (4960).

(6)

(ب، د). منه.

(7)

فِى مسلم: (انقطع)

(8)

مسلم: (1/ 103)(1) كتاب الإيمان (46) باب غلظ تحريم إسبال الإزار: والمن، بالعطية وتنفيق السلعة بالحلف - رقم (173).

(9)

في مسلم: (ثلاث).

(10)

مسلم: (1/ 102 - 103)(1) كتاب الإيمان (46) باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار - رقم (172).

ص: 89

اللهُ يومَ القيامةِ ولا يُزَكيهمْ (1) وَلَهُم عَذَابٌ اليمٌ (2)، شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعَائِلٌ (3) مُسْتَكْبِرٌ".

وعنه (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَات (5) قيلَ يَا رَسُولَ الله: وَمَا هُنَّ"؟

قَالَ: الشِّركُ بالله، وَالسِّحْرُ، وَقَتْل النَّفس التي حَرَّمَ اللهُ إلَّا بِالحَقِّ، وأَكْلُ مَال اليَتيم، وَأَكْلُ الرِّبَا، والتَّولِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَناتِ الغَافِلَاتِ (6) المُؤمِنَاتِ".

وعنه (7) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بَحديدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَتوْجَّأْ بها (8) في بَطْنِهِ في نَاِر جَهَنَّمَ، خالِداً مُخلَّداً فِيَها أبداً، وَمَنْ شَرِبَ سُمّاً، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فهو يَتَحسَّاهُ (9) في نَار جهنَّم، خالداً مُخَلَداً فيها أبداً، وَمنْ تردَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فهو يتردَّى في نَارِ جهنَّم، خالداً مُخلداً فيها أبَدَاً".

وعنه (10) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثْنَتَانِ فِي

(1) ولا يزكيهم: لا يطهرهم من دنس ذنوبهم.

(2)

ولهم عذاب أليم: قال الواحدي: هو العذاب الذي يخلص إلى قلوبهم وجعه.

(3)

عائل: هو الفقير.

(4)

مسلم: (1/ 92)(1) كتاب الإيمان (38) باب بيان الكبائر وأكبرها - رقم (145).

(5)

الموبقات: المهلكات.

(6)

المحصنات الغافلات: المحصنات بكسر الصاد وفتحها، قراءتان في السبع والمراد بالمحصنات هنا: العفائف، وبالغافلات: أي عن الفواحش وما قذفن به، وقد ورد الإِحصان في الشرع على خمسة أقسام: العفة والإسلام، والنكاح، والتزويج، والحرية.

(7)

مسلم: (1/ 103 - 104)(1) كتاب الإيمان (47) باب غلظ تحريم قتل الإِنسان نفسه - رقم (175).

(8)

يتوجأ: يطعن.

(9)

يتحساه: يشربه في تمهل ويتجرعه.

(10)

مسلم: (1/ 82)(1) كتاب الإيمان (30) باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة - رقم (121).

ص: 90

النَّاسِ، هُمَا بِهم كُفْرٌ، الطَّعنُ في النَّسَبِ، والنِّيَاحَةُ على الَميِّتِ".

وعن جابر بن عبد الله (1) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّركِ والكُفْرِ، تَرْكُ الصَّلَاةِ".

وعن عبد الله بن مسعود (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"سِبَابُ المُسلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".

وعن أبي سعيد الخدري (3) قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عبيه وسلم - يقول: "من رَأَى مِنْكُم مُنكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَم يَستَطع فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيَمانِ".

وعن أبي هريرة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعوَتَهُ، وإنِّي اخْتَبَأْتُ دَعوَتِي شَفَاعَةً لأمَّتِي يَومَ القِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلةٌ إِن شَاءَ اللهُ (5)، مَن مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بالله شيْئاً".

الترمذي (6)، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) مسلم: (1/ 88)(1) كتاب الإيمان (30) باب بيان إطلاق الكفر على من ترك الصلاة - رقم (134).

(2)

مسلم (1/ 81)(1) كتاب الإيمان (28) باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".

(3)

مسلم (1/ 69)(1) كتاب الإيمان (20) باب بيان كون النهي عن المنكر من الإِيمان - رقم (78).

(4)

مسلم: (1/ 189)(1) كتاب الإيمان (86) باب اختباء النبي دعوة الشفاعة لأمته - رقم (338)

(5)

إن شاء الله: هو على جهة التبرك والإمتثال لقول الله تعالى: ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله

(6)

الترمذي: (4/ 549)(38) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع رقم (2435)

ص: 91