الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب صلاة الجماعة وما يبيحُ التخلف عنها وما يمنع من إتيانها وفضلها وفضل المشي إليها وانتظارها وكيف يمشي إليها ومن خرج إلى الصلاة فوجد الناس وقد صلّوا، أو صلى في بيته ثم وجد صلاة جماعة وفي خروج النساء إلى المسجد وما يفعلن
.
مسلم (1)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أثقل صلاةٍ على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفَجْرِ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمرَ بالصَّلاة فتقام، ثم آمرَ رجلًا فُيصلي بالنَّاس، ثم أنْطَلِقَ معي برجال معهم حُزَمٌ من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فَأَحَرِّق عليهم بيوتهم بالنار".
وقال البخاري (2): في آخر هذا الحديث "والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهما (3) أنه يجد عِرقًا سميِنا أو مِرْمَاتين (4) حَسَنَتَينِ لشَهِدَ العشاء" خرجه مسلم (5) لو يذكر المرماتين وفي حديث مسلم أيضًا زيادة.
أبو داود (6)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد هممتُ أن آمر فتيتي فيجمعوا حزمًا من حطب، ثم آتي قومًا يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم".
(1) مسلم: (1/ 451 - 452)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (42) باب فضل صلاة الجماعة رقم (252).
(2)
البخاري: (2/ 148)(10) كتاب الأذان (29) باب وجوب صلاة الجماعة - رقم (644).
(3)
(د): أحدكم.
(4)
(مرماتين) تثنية مرماة -بكسر الميم وحكى الفتح- قال الخليل: هي ما بين ظلفي الشاة وقيل غير ذلك.
(5)
مسلم: (1/ 451) - رقم (251).
(6)
أبو داود: (1/ 372)(2) كتاب الصلاة (47) باب في التشديد في ترك الجماعة - رقم (546).
مسلم (1)، عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقومٍ يتخلفون عن الجمعة: "لقد هممتُ أن آمر رجلًا يُصلي بالناس، ثم أُحَرِّقَ على رجالٍ، يتخلفون عن الجمعة، بُيُوتَهُمْ".
وعن أبي هريرة (2)، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودُني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرخِّص له فيُصلي في بيته فرخص له، فلمَّا وَلَّى دَعَاهُ فقال:"هل تسمع النِّداء بالصَّلاة، فقال: نعم قال. أجب".
وقال أبو داود (3)، في هذا الحديث:(لا أجد لك رخصة) خرجه من حديث ابن أم مكتوم وذكر أنه هو كان السائل وقال: في حديث ابن أم مكتوم: إن المدينة كثيرة الهوام والسباع.
وخرَّج عن أبي الدرداء (4)، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من ثلاثة في قرية ولا بدوِ لا تُقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئبُ القاصية".
أبو داود (5)، عن ابن عبا اس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلما يمنعه من أتباعه عذر" قالوا: وما العذر؟ قال: خوفٌ
(1) مسلم: (1/ 452)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (42) باب فضل صلاة الجماعة - رقم (254).
(2)
مسلم: (1/ 452)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (43) باب يجب إتيان المسجد على سمع النداء - رقم (255).
(3)
أبو داود: (1/ 374)(2) كتاب الصلاة (47) باب في التشديد في ترك الجماعة - رقم (255).
(4)
أبو داود: (1/ 371) رقم (547).
(5)
أبو داود: (1/ 373 - 374) رقم (551). من طريق أبي جناب، عن مغَراء العبدي، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به، والسند ضعيف ضعف أبي جناب.
أو مرضٌ، لم تُقبل منه الصَّلاة التي صلى (1).
هذا يرويه مغراء العبدي، والصحيح موقوف على ابن عباس "من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له".
على أن قاسم بن أصبغ ذكره في كتابه فقال: ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال ثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من سمع النداء فلم يُجب، فلا صلاة له، إلا من عذر".
وحسبك بهذا الإِسناد صحة، أخرج هذا الحديثَ أبو محمد (2)، ومغراء العبدي روى عنه أبو إسحاق.
مسلم (3)، عن عبد الله بن مسعود قال: "من سرَّهُ أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليُحافظ على هؤلاء الصلوات، حيث يُنَادَى بهن، فإن الله عز وجل شَرَعَ لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الهدى (4)، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يُصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم
(1)(د): صلاها.
(2)
المحلى: (4/ 190).
(3)
مسلم: (1/ 453)(د) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (44) باب صلاة الجماعة من سنن الهدى - رقم (257).
(4)
سنن الهدى: أي طرائق الهدى: والصواب.
لضللتم، وما من رجل يتطهر فيُحسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد، إلا كَتَبَ الله عز وجل له بِكل خَطوةٍ يخطوها حَسَنةً، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلومُ النِّفاقِ، ولقد كان الرجل يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَينِ (1) حتى يُقامَ في الصَّفِّ".
وعن محمود بن الرَّبيعِ (2)، أن عِتْبان بن مالكٍ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: إني قَدْ أنكرتُ بَصَرِي. وأنا أُصلِّي لِقَومِي، وإذا كانَتِ الأمطار، سَالَ الوادي الذي بيني وبينهم، ولم أسْتَطِعْ أن آتِيَ مسجدَهُم. فأصلي لهم، ووددْتُ أنَّك يا رسولَ الله تأتي فتُصلي في مُصلَّى، أتخذه مُصَلَّى.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سأفعلُ إن شَاءَ اللهُ".
قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق حين ارتفع النَّهَارُ، فاستأْذَنَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فأذِنْتُ لَهُ، فلم يجلسْ حتى دخل البيتَ، ثم قال:"أين تُحِبُّ أن أصلي من بيتك؟ ".
قال: فأشرت له إلى ناحيةٍ من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر، فَقُمْنَا وراءَهُ، فَصَلَّى ركعتين، ثم سلَّمَ.
قال: وحَبَسْنَاهُ على خزِيرٍ صنعناه له (3).
(1) يهادى بين الرجلين: أي يمسكه رجلان من جانبيه بعضديه يعتمد عليهما.
(2)
مسلم - (1/ 455)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (47) باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر - رقم (263)(33).
(3)
خزير: قال ابن قتيبة: الخزير: لحم يقطع صغارًا ثم يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه دقيق، فإن لم يكن فيه لحم، فهي عصيدة.
قال: فَثَابَ رجال من أهل الدَّارِ حولنا، حتى اجتمع في البيتِ رجال ذَوُو عَدَدِ.
فقال قائِلٌ منهُمْ: أين مالكُ بن الدُّخْشُن؟ فقال بعضُهُم: ذلك منافقٌ لا يُحِب اللهَ ورسولهَ.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقل لَهُ ذلك، ألا تراه قد قال: لا إِله إلا اللهُ، يريدُ بذلك وجه الله؟ ".
قالوا: الله ورسوله أعلم .. قال فإنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإنَّ اللهَ قد حرَّمَ على النَّارِ من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهَ اللهِ".
الخزير: الحسو، من النخال ولا يكون إلا بدسم.
وعن نافع (1)، أن ابن عمر أذَّنَ للصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: ألا صلوا في الرحال (2) ثم قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذن إذا كانت ليلةٌ باردةٌ ذات مطر يقول: ألا صَلُّوا في الرِّحال".
وفي طريق آخر (3)، وقال في آخر ندائه:"ألا صلوا في رحالكم" وزاد "في السفر".
(1) مسلم: (1/ 484)(6) كتاب صلاة المسافر وقصرها (3) باب الصلاة في الرحال في المطر - رقم (22).
(2)
الرحال: يعنى الدور والمنازل والمساكن.
(3)
مسلم: رقم (23).
أبو داود (1)، عن أسامة بن عمير الهذلي أنه قال: رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية ومطرنا مطرًا، فلم تبل السماء أسفل نعالنا، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن صلوا في رحالكم.
مسلم (2)، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أكل منِ هذه البَقْلَةِ الثوم، وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكُرَّاث، فلا يَقرَبَنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تَتَأذَّى مما يَتَأذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ".
وعن أبي هريرة (3)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل
من هذه الشجرة فلا يَقْرَبَنَّ مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثوم".
وعن أبن عمر (4)، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أكل من هذه البقلة، فلا يقربن مسجدنا (5) حتى يذهب ريحها" يعني الثوم.
أبو داود (6)، عن أبن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أكل من هذه الشجرة فلا يَقْرَبَنَّ المساجد".
مسلم (7)، عن أنس، وسُئلَ عن الثوم فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلما: "من أكل من هذه الشجرةِ فَلَا يَقْرَبَنَّا ولا يُصَلِّي مَعَنَا".
(1) أبو داود: (1/ 641)(2) كتاب الصلاة (213) باب الجمعة في اليوم المطير - رقم (1059) - وقد ذكره المصنف بمعناه.
(2)
مسلم. (1/ 395)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (17) باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها - رقم (74)،
(3)
مسلم: رقم (71).
(4)
مسلم: رقم (69).
(5)
مسلم: (مساجدنا).
(6)
أبو داود: (4/ 173)(2) كتاب الأطعمة (41) باب في أكل الثوم - رقم (3825).
(7)
مسلم: (1/ 394)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (17) باب نهى من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوهما - رقم (70).
وعن أبي سعيد الخُدْري (1)، قال: لم نَعْدُ أن فُتِحَتْ خيبر، فوَقَعْنَا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تلك البَقْلةِ، الثُّومِ، والناس جياعٌ، فأكلنا منها أكلًا شديدًا، ثم رُحْنَا (2) إلى المسجد، فوجَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرِّيحَ، فقال:"من أكل من هذه الشجرة الخبيثةِ (3) شيئًا، فلا يَغْشَنَا (4) في المسجد".
فقال النَّاسُ: حُرِّمَتْ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يا أيها النَّاسُ، إنِّهُ ليس بي تحريمُ ما أحلَّ اللهُ عز وجل لِي (5)، ولكنَّها شجرةٌ أكرَهُ رِيحَهَا".
وعن أبي هريرة (6)، من النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غدا إلى
المسجد أو رَاحَ، أعَدَّ اللهُ لهُ في الجنّة نُزُلًا كُلَّمَا غدا أو رَاحَ".
وعن ابن عُمر (7)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صلاةُ الجماعةِ أفْضَلُ من صَلَاةِ الفذِّ بسبعٍ وعشرين درجةً".
وعن أبي هريرة (8)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ
(1) مسلم: رقم (76).
(2)
(ب): ثم خرجنا رحنا.
(3)
الخبيثة: قال أهل اللغة: الخبيث في كلام العرب: المكروه من قول أو فعل أو مال أو طعام أو شراب أو شخص.
(4)
مسلم: (فلا يقربنا).
(5)
(لي): ليست في (ب).
(6)
مسلم: (1/ 463)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (51) باب المشى إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات - رقم (285).
وهذا الحديث وقع بعد الحديث التالي في نسخة (د).
(7)
مسلم: (1/ 450)(د) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (42) باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها - رقم (249).
(8)
مسلم (1/ 459)(د) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (49) باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة - رقم (272).
الرجل في جماعةٍ، تزيدُ عن صلاته في بيته، وصلاته في سُوقِهِ بِضعًا وعشرين درجة وذلك أن أحَدَهُم إذا توضأ فأحسنَ الوُضُوء، ثُمَّ أتى المسجِدَ، لا يَنْهَزُهُ إلا الصلاة، لا يُريد إلا الصلاة (1) فلم يَخْطُ خطوِةً إلا رُفع لهُ بها درجة، وحُط عنه بها خطيئة حتى يدخُلَ المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة، ما كانت الصلاةُ هي تَحْبِسُهُ، والملائكةُ يُصلون على أحدم ما دام في مجلسِهِ الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم أغفر له، اللهم تب عليه ما لم يُؤْذِ فيه، ما لم يُحْدِث فيه".
وعن أبي هريرة أيضًا (2)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا
يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، تقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يُحدث".
وعن أبي هريرة (3)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ثُوِّبَ بالصلاةِ (4) فلا يسع إليها أحدُكم، ولكن ليمش (5) وعليه السكينة والوقار، صَلِّ ما أدركتَ واقضِ ما سبقك".
وعن أبي قتادة (6) قال: بينما نحن نُصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَسَمع جلبةً فقال: "ما شأنكم؟ ".
قالوا: استعجلنا إلى الصلاة.
قال: "فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة (7) فعليكم السكينة فما أدركتم
(1)(لايريد إلا الصلاة). ليست في (ب).
(2)
مسلم: الموضع السابق - رقم (274).
(3)
مسلم: (1/ 421)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (28) باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة - رقم (154).
(4)
إذا ثوب بالصلاة: معناه أقيمت، وسميت الإقامة تثويبًا لأنها دعاء إلى الصلاة بعد الدعاء بالأذان، من قولهم ثاب إذا رجع.
(5)
(ب): يمشي.
(6)
مسلم: الموضع السابق - رقم (155).
(7)
(ب): إلى الصلاة.
فصلَّوا، وما سبقكم فأتموا".
وعن أبي هريرة (1)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا ثُوِّب بالصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينةُ، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتموا، فإن أحدكم إذا كان يَعمِدُ إلى الصلاة فهو في صلاة".
وفي طريق أخرى (2)، "إذا أقيمت الصلاة".
وقال البخاري (3): "إذا سمعتم الإِقامةَ فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تُسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".
أبو داود (4)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن وضوءَهُ، ثم راح فوجد الناس قد صلوا، أعطاه الله جلَّ وعز مثل أجر من صلَّاها وحضرها لا ينقُص ذلك من أجورهم (5) شيئًا".
مالك (6)، عن مِحْجن الدّيلي أنه كان (7) مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلما فأُذِّن بالصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رَجَعَ ومِحْجَنٌ في مجلسه (8).
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أن تُصليَ مع الناس؟ ألست برجُلٍ مسلم؟ ".
(1) مسلم: الموضع السابق - رقم (152).
(2)
مسلم: الموضع السابق - رقم (151).
(3)
البخاري: (2/ 138)(10) كتاب الأذان (21) باب لا يسعى إلى الصلاة، وليأت إليها بالسكينة والوقار - رقم (636).
(4)
أبو داود: (1/ 381)(2) كتاب الصلاة (52) باب فيمن خرج يريد الصلاة فسبق إليها - رقم (564).
(5)
أبو داود: (من أجرهم).
(6)
الموطأ: (1/ 132)(8) كتاب صلاة الجماعة (3) باب إعادة الصلاة مع الإمام - رقم (8).
(7)
الموطأ: (في مجلسٍ).
(8)
الموطأ: (في مجلسه لم يصل معه).
قال: بلى يا رسول الله، ولكني قد صليت في أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا جِئْتَ فَصَل مع النَّاس، وإنْ كنتَ قد صليت".
الترمذي (1)، عن يزيد بن الأسود قال: شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حَجَّتَهُ، فصليتُ معه صلاةَ الصُّبح في مسجدِ الخَيْفِ، فلما قضى صلاتَهُ وانحرفَ إذا هو برجلين في أُخرَى القوم لم يُصَلِّيَا معه، فقال: عَلَيَّ بهما فأتي بهما (2)، ترعد فَرَائِصُهُمَا، فقال:"ما منعكما أن تصليا معنا؟ ".
فقالا: يا رسول الله! إنَّا كُنَّا قد صلينا في رحالنا.
قال: "فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتُما مسجد جماعةٍ، فصليا معهم، فإنما لكما نافلةٌ".
قال: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الدارقطني (3): "فصلوا معهم واجعلوها سُبْحَة (4) ".
النسائي (5)، عن سليمان بن يسار قال: رأيت ابن عمر جالسًا على البلاط والناس يُصلون، قلت: يا أبا عبد الرحمن! مالك لا تصلي؟
قال: إني قد صليت وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تعاد الصَّلاةُ في اليومِ مرتين".
(1) الترمذي: (1/ 424 - 425) أبواب الصلاة - باب ما جاء في الرجل يصلى وحده ثم يدرك الجماعة - رقم (219).
(2)
الترمذي: (فجيء بهما).
(3)
سنن الدارقطني: (1/ 414) - رقم (4).
(4)
سبحة: أي نافلة.
(5)
النسائي (2/ 114)(10) كتاب الإمامة (56) سقوط الصلاة عمن صل مع الإمام في المسجد جماعة - رقم (860).