الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول: اللفظي:
قال في الكتاب: "وهو أن يؤكِّد بنفسه". أي: بتكرار ذلك اللفظ الأول، ومَثَّل له بقوله صلى الله عليه وسلم:"والله لأغزون قريشًا" ثلاثًا، والحديث مروي في سنن أبي داود من حديث مسعر عن سماك عن عكرمة مرفوعًا واللفظ:"والله لأغزون قريشًا" ثم قال: "إن شاء الله" ثم قال: "والله لأغزون قريشًا إن شاء الله" ثم قال: "والله لأغزون قريشًا" ثم سكت، ثم قال:"إن شاء الله"
(1)
. ورواه أبو داود من طريق أخرى مرسلًا
(2)
، وهو بهذا اللفظ غير صريح في التأكيد لاحتمال أن كل جملة مقصودة بإنشاء الحَلِف في نفسها، ألا ترى إلى استثنائه في كل منها وسكوته في البعض
(3)
.
(1)
انظر: سنن أبي داود 3/ 590، كتاب الأيمان والنذور، باب الاستثناء في اليمين بعد السكوت، رقم 3286
(2)
انظر: سنن أبي داود 3/ 589، رقم 3285. قال أبو داود:"وقد أسند هذا الحديث غير واحدٍ عن شريك عن سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباسٍ، أسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الوليد بن مسلم عن شريك: ثم لم يغزهم". السنن 3/ 590. وأخرجه أبو يعلى في مسنده 5/ 78، حديث رقم 2674، 2675. وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان 10/ 185، حديث رقم 4343. والطبراني في الأوسط 1/ 300، حديث رقم 1004. والبيهقي في الكبرى 10/ 47. وانظر أيضًا: مجمع البحرين 4/ 73 - 74، حديث رقم 2117. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 182: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح". تنبيه: رواية سِمَاك بن حرب عن عكرمة مضطربة كما قال ابن حجر في التقريب ص 255.
(3)
فالسكوت والاستثناء يفيد احتمال أن كل جملة مستقلة في نفسها، غير مرتبطةٍ بما قبلها، والتأكيد لا بد فيه من ارتباط الجملة الأولى بالثانية.
وقد ذكر النحاة
(1)
مَنْ شواهده قولَ الشاعر:
أيا مَنْ لستُ أقْلاهُ
(2)
…
ولا في البُعْدِ أنْساهُ
لك اللهُ على ذاكَ
…
لك اللهُ لك اللهُ
هذا شرح ما ذكره
(3)
المصنف في اللفظي.
وقد قال النحويون: إن إعادةَ اللفظِ بعينه على ضربين:
الأول: أن يكون ذلك في الجمل:
وهو إما مقرون بعاطفٍ كقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}
(4)
وقوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
(5)
. وإما مُجَرَّدٌ منه كالبيت الذي ذكرناه.
والضرب الثاني: أن يكون في المفردات:
وهو إما أن يكون اسمًا كقولك: قام زيد زيد. وقوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}
(6)
.
(1)
سقطت من (ت).
(2)
أي: أبغضه. لسان العرب 15/ 198، مادة (قلا). قال العيني في شرح الشواهد على الأشموني 3/ 81:"وأقلاه مِنْ قلاه يقليه قليًا وقلاه: إذا بغضه. ويقلاه لغة طيء، والبيت على لغتهم. والشاهد في تأكيد الجملة الاسمية بإعادة لفظها". ولم ينسب هذا البيت إلى قائل معين.
(3)
في (ت): "ما ذكر".
(4)
سورة الانفطار: الآيتان 17، 18.
(5)
سورة القيامة: الآيتان 34، 35.
(6)
سورة الفجر: الآية 21.
أو فعلًا، والأكثر أن يكون مع المؤكِّد فاعلُ الأول
(1)
، أو ضميرُه، نحو: قام زيد قام زيد
(2)
. (أو قام زيد قام)
(3)
(4)
. وقد يكون فاعل المؤكِّد والمؤكَّد ضميرين، كقولك: صِلْ صِلِ الصديقَ. وقد يُسْتغنى بفاعل أحدهما، وقد اجتمع الأمران
(5)
في قول الشاعر:
(فأينَ إلى أينَ النجاةُ ببغلتي
…
أتاكِ أتاكِ اللاحقون احْبِسِ احْبِسِ
(6)
أو حرفًا، كقول الشاعر)
(7)
:
فلا واللهِ لا يُلْفَى لِمَا بِي
…
ولا لِلِمَا
(8)
بِهِمْ أبدًا دَوَاءُ
(9)
(1)
سقطت من (ت).
(2)
في (ت): "قام زيد وقام زيد".
(3)
سقطت من (ت).
(4)
فمثال: قام زيد قام زيد. مع المؤكِّد - وهو الفعل الثاني - فاعلُ الأول. ومثال: قام زيد قامَ. مع المؤكِّد ضمير الأول العائد على زيد.
(5)
أي: اجتمع كون الفاعل ضميرين، والاستغناء بفاعلِ أحدِ الفعلين.
(6)
هذا مثال لاجتماع الضميرين، فالفاعل تقديره: احبس أنت، احبس أنت. انظر: شرح ابن عقيل على الألفية 2/ 214، وقال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد:"هذا البيت يكثر استشهاد النحاة به، ولم ينسبه واحد منهم لقائل معيَّن". لكن قال محقق ارتشاف الضرب 4/ 1957: "والبيت منسوب للكميت في شفاء الغليل" ثم ذكر مراجع كثيرة ذكرت البيت من غير نسبة.
(7)
سقطت من (ت).
(8)
في (ت): "ولا لما". وهو خطأ.
(9)
ينسب هذا البيت لبعض بني أسد كما في شرح الشواهد للعيني على الأشموني 3/ 83. قال العيني في شرحه للبيت: "الفاء" للعطف، و"لا" لتأكيد القسم، =