الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}
(1)
. (فمن قال بالأول
(2)
قال: في الآية)
(3)
إضمار، والمعنى: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، فإنْ نشزن
(4)
فاهجروهن في المضاجع، فإنْ أصررن فاضربوهن.
ومن قال بالثاني
(5)
قال: الخوف بمعنى العلم مجازًا، كما في قوله تعالى:{فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفً}
(6)
أي: عَلِم، فتعارض المجاز والإضمار.
قال:
(التاسع: التخصيص خير
؛ لأن الباقي متعيِّن، والمجاز ربما لم
(7)
يتعيَّن. مثل: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}
(8)
فإن المراد التلفظ، وخُصَّ النسيان أو الذبح).
(1)
سورة النساء: الآية 34.
(2)
وهو عدم جواز الضرب.
(3)
في (ص): "فمن قال بالأول قال (مجازًا كما في قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا} أي: علم) وفي الآية". وهذه زيادة غير صحيحة، وليست مناسبة للكلام. ومثله وقع في "ك".
(4)
قوله: فإنْ نشزن، فإنْ أصْررن - مُضْمران في الآية.
(5)
وهو جواز الضرب.
(6)
سورة البقرة: الآية 182.
(7)
في (غ): "لا".
(8)
سورة الأنعام: الآية 121.
التخصيص أولى من المجاز:
لأن الباقي من أفراد العام بعد التخصيص متعيِّن؛ بخلاف المجاز فإنه ربما (لا يتعين)
(1)
؛ لأن اللفظ وضع ليدل على المعنى الحقيقي، فإذا انتفى بقرينة افتقر
(2)
صَرْفُ اللفظ إلى المجاز إلى تأمل؛ لاحتمال تعدد المجازات.
ولا
(3)
يقال: اللفظ لا يصرف عن الحقيقة إلا بقرينة، وتلك القرينة تَهْدي إلى المجاز، فأين التأمل بعد القرينة! ؛ لأنا نقول: قد تجيء القرينة لِصرف
(4)
اللفظ عن ظاهره من غير تعرض إلى تبيين
(5)
المقصود.
مثال تعارض التخصيص والمجاز: قولُ الحنفي: متروك التسمية عَمْدًا لا يَحِلُّ؛ لقوله
(6)
تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} أي: ولا تأكلوا مِما لم يُتلفظ عليه باسم الله.
وقول الشافعي: المراد بذكر الله تعالى هو الذبح مجازًا؛ لأن الذبح غالبًا لا يخلو عن التسمية، فيكون نهيًا عن أكل غير المذبوح؛ لأنه لولا ذلك وأَوَّلنا كما قلتم - للزم تخصيص اللفظ؛ إذْ سلمتم أن ذبيحة الناسي حلال.
فللحنفي أن يقول: التخصيص خيرٌ من المجاز.
(1)
في (ص)، و (غ)، و (ك):"لم يتعين".
(2)
سقطت من (ت).
(3)
في (ت): "فلا".
(4)
في (ص): "بصرف".
(5)
في (ت): "تَبَيُّن".
(6)
في (ص): "بقوله".