الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لما فيها، والخريطة لا يُقصد رهنها في مثل هذا الدَّيْن، فهل يُجْعل رهنًا لما في الخريطة وإنْ كان مجازًا؛ للقرينة الحالية
(1)
؟ فيه وجهان
(2)
:
قال:
(السادسة: يُعدل إلى المجاز لثِقَل لفظ الحقيقة:
كالخنفقيق، أو حقارة معناه: كقضاء الحاجة، أو لبلاغة لفظ المجاز، أو (عظمةِ معناه)
(3)
: كالمجلس العالي
(4)
، أو زيادة بيان: كالأسد).
هذه المسألة في السبب الداعي إلى التكلم بالمجاز، وهو وجوه:
= والمعنى: أنها مثل الكيس يخاط من جلد وقماش. وفي المعجم الوسيط 1/ 228: الخريطة: وعاء من جلد أو نحوه يُشَدُّ على ما فيه، وفي اصطلاح أصل العصر: ما يرسم عليه سطح الكرة الأرضية، أو جزء منه (ج) خرائط (مو). اهـ. ومعنى (مو) مُوَلّد، فهذا معنى مولد ليس من لغة العرب.
(1)
يعني: هل يجعل المراد بلفظ "الخريطة" في قوله: رهنت الخريطة، هو ما في داخل الخريطة من المال، مع أن ذلك مجاز، ولكن بسبب القرينة الحالية؛ إذ حال الناس في رهن الخريطة أن المرهون هو ما فيها لا هِيَ، فيكون هذا من مجاز إطلاق المحل على الحال، فأطلق المحل وهو الخريطة، وأراد به الحال وهو المال الذي فيها.
(2)
انظر المسألة الخامسة في: المحصول 1/ ق 1/ 468 - 476، التحصيل 1/ 237، الحاصل 1/ 361، نهاية السول 2/ 170، السراج الوهاج 1/ 368، مناهج العقول 1/ 276، شرح تنقيح الفصول ص 118، فواتح الرحموت 1/ 220، شرح الكوكب 1/ 195.
(3)
في (ص): "عظمةٍ في معناه".
(4)
سقطت من (ت)، و (غ)، و (ك).
أحدها: أن لا يكون للمعنى الذي عَبَّر عنه بالمجاز لفظ حقيقي
(1)
(2)
.
وثانيها: أن لا يعرف المتكلِّم أو المخاطَبُ لفظَه الحقيقي.
وثالثها: أنه
(3)
قد يكون معلومًا لغيرِ المتخاطبَيْن كما هو
(4)
معلوم لهما، والمجاز قد لا يكون معلومًا لغيرهما، فَيُعبَّر عنه لئلا يطلع غيرُهما على ذلك المعنى.
ورابعها: أن الإخفاء وإنْ كان غير مطلوب له، لكن قد يثقل لفظ الحقيقة على اللسان، سواء أكان
(5)
ذلك لمفردات حروفه، أو لتنافر تركيبٍ، أو لثقل وزنه. وقد ذَكَر في الكتاب من أمثلة هذا القسم "الخَنْفَقيق" بفتح الخاء المعجمة، وإسكان النون، وفتح الفاء بعدها، وكسر
(1)
هذا بناءً على مذهب الشارح رحمه الله تعالى في أن المجاز لا يستلزم الحقيقة كالعكس، إلا في المصدر فإن مجازه مستلزم لحقيقته. انظر: شرح المحلى على جمع الجوامع 1/ 305، 306، فواتح الرحموت 1/ 208، بيان المختصر 1/ 201، الإحكام 1/ 34، شرح الكوكب 1/ 189.
(2)
وهذا يتحقق فيما إذا وُضِع للفظ معنى أول ولم يُستعمل فيه، ثم نقل إلى معنى ثان واسْتُعمل فيه، فإنه يكون مجازًا في المعنى الثاني، ولا يكون حقيقة في المعنى الأول؛ لعدم استعماله في المعنى الأول، إذ شرط الحقيقة والمجاز الاستعمال، كما في تعريف الحقيقة: اللفظ المستعمل فيما وضع له. وفي تعريف المجاز: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة. انظر: المراجع السابقة.
(3)
أي: المعنى الحقيقي.
(4)
سقطت من (ص).
(5)
في (ت)، و (ص)، و (ك):"كان".
القاف، بعدها ياء آخر الحروف، ثم قاف: وهو الداهية
(1)
. فلما كان هذا
(2)
اللفظ أعني: الخنفقيق ثقيلًا على اللسان؛ لاجتماع هذه الأمور الثلاثة فيه أعني: ثقل الحروف
(3)
، والوزن
(4)
، وتنافر التركيب - حَسُن العدول عنه إلى المجاز، بأن نقول: وقع فلان في موت، وما أشبهه
(5)
.
فإن قلت: إذا كان موضع الخنفقيق في اللغة الداهية
(6)
- فلا يحسن العدول عنه
(7)
إلى المجاز، مع وجود هذه اللفظة
(8)
التي ليس فيها شيء من الأشياء الثلاثة.
قلت: لعل المجاز هو العدول إلى الداهية
(9)
.
فإن قلت: هذا ينفيه قولُ الجوهري وهو ما ذكرتموه: إن الخنفقيق هو الداهية. والداهية: ما يصيب الإنسان من نَوْب الدهر
(10)
؛ فإن مقتضى هذا
(1)
انظر: الصحاح 4/ 1470، اللسان 10/ 81، مادة (خفق).
(2)
سقطت من (ت).
(3)
وهو اجتماع الخاء مع الفاء والقاف المكررة.
(4)
لأن الكلمة مكونة من ستة أحرف، فوزنها ثقيل.
(5)
في (ت)، و (ص):"أشبه".
(6)
أي: إذا كان معنى الخنفقيق في اللغة الداهية.
(7)
أي: عن الخنفقيق.
(8)
أي: لفظة الداهية.
(9)
قال الإسنوي في نهاية السول 2/ 177: "وزعم كثير من الشارحين أن المجاز هنا هو الانتقال من الخنفقيق إلى الداهية، وهو غلط، فإن موضوع الخنفقيق لغة هو الداهية كما نقلناه عن الجوهري".
(10)
انظر: الصحاح 6/ 2344، اللسان 14/ 275، مادة (دهى).
أن يكون كل واحد من لفظي "الخنفقيق" و"الداهية" دالًا على النائبة
(1)
.
قلت: لمعنى الداهية لفظان: أحدهما: يدل عليها بالحقيقة وهو "الخنفقيق". والثاني: بالمجاز وهو "الداهية"، ولعل قول الجوهري:"الخنفقيق: الداهية" معناه: أن الخنفقيق هو المعنى الذي يطلق عليه "الداهية" بطريق المجاز.
وخامسها: أن يستحقر لفظ الحقيقة عن أن يُتَلفظ به لحقارة معناه كما يعبر بالغائط عن الخِراءة
(2)
.
وسادسها: أنه قد لا يصح لفظ الحقيقة للسجع والتجنيس وسائر أصناف البديع
(3)
، أو لإقامة الوزن والقافية، بخلاف لفظ المجاز، وهذا مراد المصنف بقوله:"لبلاغة لفظ المجاز".
وسابعها: أن التعبير بالمجاز قد يكون أدخل (في التعظيم)
(4)
وأبلغ في
(1)
أي: دلالة حقيقية.
(2)
في المصباح 1/ 180، مادة (خر):"خرئ بالهمزة يَخْرأ، من باب تعب: إذا تغوَّط، واسم الخارج خَرْء، والجمع خُروء، مثل: فَلْس وفُلُوس. وقال الجوهري: هو خُرْء بالضم، والجمع خُروء، مثل: جُنْد وجُنُود، والخِرَاء وزانُ كتاب، قيل: اسم للمصدر، مثل: الصيام اسم للصوم. وقيل: هو جمع خَرْء، مثل: سهم وسهام. والخِرَاءة وزان الحجارة: مثله". والضمير في "مثله" يعود على "الخِراء"، أي: اسم مصدر مثله.
(3)
البَديع: عِلْمٌ يُعْرف به وجوه تحسينِ الكلامِ المطابِق لمقتضى الحال. وهذه الوجوه ما يرجع منها الى تحسين المعنى يُسَمَّى بالمحسِّنات المعنوية، وما يَرْجع منها إلى تحسين اللفظ يسمى بالمحسنات اللفظية. انظر: حُسْن الصياغة شرح دروس البلاغة للفاداني ص 141، جواهر البلاغة ص 360.
(4)
سقطت من (ت).