الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد "(2 / 303 - 304) : " رواه
أحمد والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن
راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين ". ففيه ذهول عن أن الصنعاني هذا ليس
نسبة إلى " صنعاء اليمين " وإنما هو منسوب إلى صنعاء دمشق كما في " التقريب "
، فهو شامي، وإسماعيل صحيح الحديث عنهم، فثبت الحديث والحمد لله.
1612
- " إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم، فتهوي فيها سبعين عاما ما تفضي إلى
قرارها ".
أخرجه الترمذي (3 / 341) من طريق هشام بن حسان عن الحسن قال: قال عتبة بن
غزوان على منبرنا هذا - منبر البصرة - عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
فذكره. وقال: " لا نعرف للحسن سماعا عن عتبة بن غزوان، وإنما قدم عتبة بن
غزوان البصرة زمن عمر. وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر ".
قلت: ورجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع، لكنه قد جاء موصولا من طريق خالد
ابن عميري العدوي قال: " خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد
…
فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما
لا يدرك لها قعرا ". أخرجه مسلم (8 / 215) وأحمد (4 / 174) .
قلت: وهو شاهد قوي لحديث الحسن لأن قول عتبة: " ذكر لنا " بالبناء
للمجهول
مثل قول غيره من الصحابة " أمرنا " و " نهينا " وذلك كله في حكم المرفوع كما
هو مقرر في " مصطلح الحديث ". وله شاهد من حديث أبي هريرة قال: كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" تدرون ما هذا؟ ". قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: " هذا حجر رمي به
في النار منذ سبعين خريفا، فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها ".
أخرجه مسلم (8 / 150) وأخرجه في مكان آخر (1 / 130) مختصرا موقوفا.
ورواه ابن أبي الدنيا في " صفة النار "(ق 2 / 1) مرفوعا به، والحاكم (4
/ 606) من طريق أخرى عنه مرفوعا مختصرا. وقال الذهبي: " سنده صالح ".
ثم أخرجه الحاكم (4 / 597) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب
قالا: قال أبو هريرة مرفوعا بلفظ: " والذي نفس محمد بيده إن قدر ما بين شفير
النار وقعرها لصخرة زنتها سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن تهوي فيما بين
شفير النار وقعرها سبعين خريفا ". وقال: " صحيح الإسناد ".
ووافقه الذهبي. وله شاهدان آخران من حديث أبي موسى وبريدة مرفوعا نحوه.
أخرجهما البزار في " مسنده "(ص 315 - زوائده) وقال في الأول منهما:
" وهو
إسناد حسن ".
قلت: وفيه عطاء بن السائب وكان اختلط لكنه لا بأس في الشواهد ومن طريقه
أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا وابن حبان (2609) . وله شاهد رابع من رواية يزيد
الرقاشي عن أنس. أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا. وخامس من رواية الوليد بن حصين
الشامي قال: أخبرني لقمان بن عامر عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي مرفوعا
به وزاد تفسير قوله تعالى: (غيا) و (آثاما) . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا
قال: حدثنا الفضل ابن إسحاق قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: أخبرني الوليد بن
حصين الشامي....
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الوليد بن حصين الشامي وهو الملقب بـ (
شرقي بن قطامي) ضعفه الساجي وغيره. وقال المنذري في " الترغيب " (4 / 231
) : " رواه الطبراني والبيهقي مرفوعا، ورواه غيرهما موقوفا عن أبي أمامة
وهو أصح ". وقال الهيثمي (10 / 389) : " رواه الطبراني وفيه ضعفاء قد
وثقهم ابن حبان وقال: يخطؤون ".
قلت: إسناد ابن أبي الدنيا ليس فيه إلا الوليد بن حصين، فإن الفضل بن إسحاق
وهو أبو العباس البزار الدوري ترجمه الخطيب في " التاريخ "(12 / 360 - 361)
وروى عن السراج أنه ثقة مأمون. مات سنة اثنتين وأربعين يعني ومائتين.
والموقف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا (ق 2 / 2)
والعقيلي في " الضعفاء "(ص 144) من طريق هشيم قال: أخبرنا زكريا ابن أبي
مريم الخزاعي قال: سمعت أبا أمامة يقول: فذكره موقوفا. وفيه ذكر الغي
والآثام ولكن بدون تفسير. وروى العقيلي عن علي بن المديني قال: سمعت عبد
الرحمن بن مهدي - وذكر زكريا بن أبي مريم الذي روى عنه هشيم - قال: قلنا
لشعبة: لقيت زكريا ابن أبي مريم سمع من أبي أمامة؟ فجعل يتعجب - ثم ذكره -
فصاح صيحة. وهذا الحديث حدثناه بشر
…
قلت: فذكره. وقال ابن أبي حاتم: " فدلت صيحة شعبة أنه لم يرضه ".
قلت: والظاهر من تعجبه أنه من تصريحه بالسماع من أبي أمامة. وقال ابن عدي (
ق 148 / 1) عقب رواية ابن مهدي المذكورة: " وهشيم يروي عن زكريا بن أبي مريم
القليل، وليس فيما روى عنه هشيم حديث له رونق وضوء ".
قلت: فإن كان المنذري عنى بالموقوف هذه الرواية ففي قوله: إنه أصح، نظر لا
يخفى. لاسيما وليس فيه التفسير المشار إليه. والله أعلم. ثم رأيت رواية
شرقي بن قطامي في " كبير معجم الطبراني "(7731) أخرجه من طريق أخرى عنه.