الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كذا قال! ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وإنما روى نافع
ابن يزيد عن جعفر بن ربيعة عنه كما ترى في هذا الإسناد، فلعله روى عنه مباشرة
في غير هذا الحديث، فقد ذكر ابن حبان في " الثقات "(2 / 189) روايته عنه
أيضا فقال: " عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير القاري، من أهل
المدينة يروي عن سعيد بن المسيب وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر، روى عنه
ابن جريج ونافع بن يزيد ". وسائر الرجال ثقات من رجال الشيخين، فالإسناد
حسن، والحديث صحيح بما له من شواهد معروفة، تقدم أحدها برقم (714) .
1715
- " إنما يزرع ثلاثة: رجل له أرض، فهو يزرعها ورجل منح أرضا فهو يزرع ما منح
ورجل استكرى أرضا بذهب أو فضة ".
أخرجه أبو داود (3400) والنسائي (2 / 149) وابن ماجة (2449) والطحاوي
في " المشكل "(3 / 284) من طريق أبي الأحوص حدثنا طارق بن عبد الرحمن عن
سعيد بن المسيب عن رافع بن خديج قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المحاقلة والمزابنة، وقال
…
" فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين وفي طريق ابن عبد الرحمن
- وهو البجلي الأحمسي - كلام لا يضر إن شاء الله تعالى. وللحديث شواهد كثيرة
في " الصحيحين " وغيرهما، وهو دليل صريح في جواز استئجار الأرض بالنقدين
للزراعة خلافا لبعضهم.
1716
- " إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب ".
أخرجه أبو يعلى (4 / 1729 - 1730) والطبراني في " المعجم الكبير " (رقم -
3695) وأبو نعيم في " الحلية "(1 / 360) من طرق عن سفيان أخبرنا عمرو بن
دينار عن يحيى بن جعدة قال: " عاد خبابا ناس من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا: أبشر أبا عبد الله! ترد على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض
، قال: كيف بها أو بهذا، وأشار إلى أعلا بيته وإلى أسفله، وقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم
…
" فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير
يحيى بن جعدة وهو تابعي ثقة، روى عن خباب وغيره من الصحابة. وقال الهيثمي
في " المجمع "(10 / 254) : "
…
ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة وهو
ثقة ". وله شاهد من حديث سلمان الفارسي، وله عنه طرق:
الأولى: عن الحسن قال: لما احتضر سلمان بكى وقال: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا: أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا
كزاد الراكب. قال: ثم نظرنا فيما ترك، فإذ قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهما،
أو بضعة وثلاثون درهما. أخرجه أحمد (5 / 438) : حدثنا هشيم عن منصور عنه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن هشيما مدلس، ومثله الحسن
وهو البصري إلا أن ظاهر قوله: " ثم نظرنا.. " أنه أدرك احتضار سلمان
وتحديثه لكنهم قد تأولوا قول الحسن في بعض روايته: " خطبنا ابن عباس بالبصرة
" بأنه إنما أراد: خطب أهل البصرة. فيمكن أن يكون عنى بقوله: " نظرنا " نحو
ذلك من التأويل! كأن يعني القوم الذين حضروه! وتابعه السري بن يحيى عن الحسن
به. دون قوله: " ثم نظرنا ". أخرجه أبو نعيم (1 / 196) .
ثم أخرجه من طريق
حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن، وحميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته
الوفاة بكى
…
إلخ. وفيه قالا: فلما مات نظروا في بيته فذكره نحوه إلا أنه
قال: قوم نحوا من عشرين درهما. وأخرجه الطبراني (6160) من طريق حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب وحميد عن مورق العجلي نحوه.
قلت: فقد تابع الحسن مورق العجلي وهو تابعي ثقة وليس فيه الإشكال الذي في
رواية منصور عن الحسن. ثم بدا لي أنه لعل قوله: " نظرنا " محرف، والصواب:
" نظروا " كما في هذه الرواية، والله أعلم. ثم رأيته في الزهد لابن المبارك
(966)
من رواية يونس عن الحسن قال: فذكره دون الزيادة. ثم رواه (967) من
طريق محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حميد الطويل عن مورق العجلي عن بعض أصحابه
ممن أدرك سلمان قال: دخلنا على سلمان في وجعه الذي مات فيه فبكى.. إلخ دون
التقويم الذي في الزيادة، وهاتان الروايتان هما من زوائد الحسين المروزي على
ابن المبارك. ثم أخرجه أبو نعيم وكذا ابن سعد (4 / 91) من طريق علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب مرسلا نحوه. وهي عند الطبراني كما تقدم.
الثانية: عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين
حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع
…
الحديث نحوه. أخرجه ابن حبان (2480)
وأبو نعيم في " الحلية "(1 / 197) .
قلت: وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر بن عبد الله، وهو ابن
لحي أبو اليمان الهوزني الحمصي، أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " (1 /
187) وروى عنه جماعة. وقول الذهبي في " الميزان ":
" ما علمت له راويا سوى
صفوان بن عمرو ". فيرد عليه رواية الحبلي هذه عنه.
الثالثة: عن أبي سفيان عن أشياخه قال: دخل سعد على سلمان يعوده، قال: فبكى
…
الحديث دون الزيادة، وفيه زيادة أخرى انظرها في " الترغيب "(4 / 99)
إن شئت. أخرجه ابن سعد أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش عن أبي
سفيان
…
وأخرجه أبو نعيم والحاكم (4 / 317) من طريقين آخرين عن أبي
معاوية به. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا
وأما غمز المنذري إياه بقوله: " كذا قال ". فمن الظاهر أنه يشير به إلى
جهالة أشياخ أبي سفيان ولكن مثل هذه الجهالة لا تضر عند المحققين من النقاد
لأنهم جمع تنجبر بهم الجهالة، لاسيما وهم من التابعين على أضعف الاحتمالين.
فقد رواه جرير عن الأعمش فقال: عن أبي سفيان عن جابر قال: دخل سعد.. أخرجه
أبو نعيم.
قلت: فهذه الرواية - إن كانت محفوظة - ترجح احتمال كون أشياخ أبي سفيان من
الصحابة، أو أحدهم على الأقل. والله أعلم.
الرابعة: عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: اشتكى سلمان، فعاده سعد،
فرآه يبكي
…
الحديث وفيه الزيادة التي في الطريق الثالثة. أخرجه ابن ماجة
(4104)
والطبراني (6069) وأبو نعيم دون الزيادة.