الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
…
وذي بليان "
ولا يخلو من شيء، ولعل الصواب ما في " النهاية ": "
…
بذي بلي وذي بلى.
وفي رواية: بذي بليان. أي إذا كانوا طوائف وفرقا من غير إمام. وكل من بعد
عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلي. وهو من بلى في الأرض إذا ذهب. أراد ضياع
أمور الناس بعده ".
1683
- " إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا ".
أخرجه أحمد (2 / 117 - 118) عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن عبد الله بن
عمر أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة، فجعل يحدثه عن المختار فقال ابن عمر
: " إن كان كما تقول فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
" فذكره
. قلت: وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن مهران هذا لين الحديث لم يرو عنه غير علي
ابن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف. لكن له طريق أخرى عند أحمد أيضا (2 / 104
) من طريق عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي قال: " سأل رجل ابن عمر - وأنا عنده -
عن المتعة متعة النساء، فغضب وقال: والله ما كنا على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم زنائين ولا مسافحين، ثم قال: والله لقد سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: " ليكونن قبل المسيح الدجال كذابون ثلاثون، أو أكثر ".
ورجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا فقال ابن أبي حاتم (2 / 2 / 293) عن أبي
زرعة: " لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن
…
" فذكره. ولهذا قال الحسيني: " فيه جهالة. وأقره الحافظ في " التعجيل ".
وجاء في " اللسان ". " عبد الرحمن بن نعيم بن قريش. كان في عصر الدارقطني.
وقال في " المؤتلف والمختلف ": إن له أحاديث غرائب انتهى.
وقال: قال: سألت أبا زرعة عنه فقال: كوفي لا أعرفه إلا في حديث واحد عن ابن
عمر. روى عنه طلحة بن مصرف ".
قلت: وهذا خلط فاحش بين ترجمتين، فإن قول أبي زرعة هذا إنما هو في عبد
الرحمن الأعرجي صاحب هذا الحديث، وهو تابعي كما ترى، فأين هو ممن كان في عصر
الدارقطني. ويغلب على الظن أن في النسخة سقطا بين قوله: انتهى. وقوله:
" وقال "، ثم لينظر من الفاعل في " وقال: قال "؟ لكن الحديث بمجموع
الطريقين حسن، وهو صحيح بشواهده الكثيرة من حديث أبي هريرة وجابر بن سمرة
وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1 -
أما حديث أبي هريرة، فله عنه طرق وألفاظ أقربها إلى حديث الترجمة رواية
خلاس عنه مرفوعا بلفظ: " بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين، كلهم
يقول: أنا نبي، أنا نبي! ". أخرجه أحمد (2 / 429) بسند صحيح على شرط
الشيخين. وقد أخرجه البخاري (2 / 406 و 4 / 380) ومسلم (8 / 189)
والترمذي (2 / 34) وأحمد أيضا (2 / 236 - 237 و 313 و 530) من طرق أخرى
عنه بلفظ: " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم
يزعم أنه رسول الله ". وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
2 -
وأما حديث جابر بن سمرة فيرويه سماك عنه مرفوعا بلفظ:
" إن بين يدي
الساعة كذابين (فاحذروهم) ". أخرجه مسلم وأحمد (5 / 86 - 90 و 92 و 94 -
96 و 100 و 101 و 106 و 107) .
3 -
وأما حديث ثوبان فيرويه أبو أسماء الرحبي عنه مرفوعا في حديث " إن الله
زوى لي الأرض.... " وفيه: "
…
وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم
يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي ". أخرجه أبو داود (4252)
وابن ماجة (3952) وأحمد (5 / 278) بسند صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه
في " صحيحه "(8 / 171) بدون هذه الزيادة وغيرها مما في طريق الأولين،
وكذلك أخرجه الترمذي (2 / 27) وقال: " حسن صحيح ". واعلم أن من هؤلاء
الدجالين الذين ادعوا النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي، الذي ادعى في
عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر، ثم أنه عيسى عليه السلام،
ثم ادعى أخيرا النبوة، واتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب والسنة، وقد
التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود والسوريين، وجرت بيني وبينهم مناظرات
كثيرة كانت إحداها تحريرية، دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي
بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد
القادياني. فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم، يريدون بذلك صرف النظر عن
المناظرة في اعتقادهم المذكور، فأبيت وأصررت على ذلك، فانهزموا شر هزيمة،
وعلم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون. ولهم عقائد أخرى كثيرة باطلة، خالفوا
فيها إجماع الأمة يقينا، منها نفيهم البعث الجسماني، وأن النعيم والجحيم
للروح دون الجسد، وأن العذاب بالنسبة للكفار منقطع. وينكرون وجود الجن،
ويزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر! ويتأولون نصوص القرآن
المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية