الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الحافظ بن كثير: " وهذا
مرسل عن الحسن، وهو حسن، صححه يحيى بن سعيد القطان وغيره، وقد أفتى شيخنا
المزي بصحته من هذه الطرق ".
قلت: وإنما لم يحسنه الحافظ مع أن رجاله رجال " الصحيح " لأن في خالد بن خداش
وشيخه حزم كلاما، قال الحافظ بن حجر في الأول منهما:" صدوق يهم ". وقال
في الآخر: " صدوق يخطىء ". ومنه تعلم خطأ قوله في " الفتح "(11 / 293) :
" والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح على الحسن
…
"!
قلت: نعم هو صحيح عن الحسن بالطريق الأخرى عنه التي أشار إليها الترمذي في
كلامه السابق من رواية الأشعث بن عبد الملك عنه. ومن الغريب أن لا يذكرها
الحافظان ابن حجر وابن كثير! ! وجملة القول: إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو
صحيح. والله أعلم. ثم وجدت له شاهد آخر من حديث عوف بن مالك مرفوعا به.
وفيه زيادة خرجته من أجلها في " الضعيفة "(2450) .
1590
- " إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم
والصلاة ".
أخرجه البزار في " مسنده "(رقم - 35 - الكشف) : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا
زكريا بن يحيى الطائي حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فذكره وقال:
" لا نعلم رواه هكذا إلا زكريا ".
قلت: وهو ثقة من شيوخ البخاري، وفيه كلام، مات سنة (251) وعليه فلم يلق
شعيب ابن الحبحاب فإنه مات سنة (130) فالظاهر أنه سقط من نسختنا من " الزوائد
" - وهي سقيمة - الواسطة بينهما. والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "
(1 / 58) : " رواه البزار، ورجاله ثقات ". ثم تبين لي أن الحديث ليس من
رواية زكريا بن يحيى، وإنما من رواية أبيه يحيى بن زكريا، فقد وجدت الحديث
في " مسند أبي يعلى "(3 / 1031) بهذا الإسناد عن هذا الشيخ، لكنه قال:
أخبرنا أبو زكريا بن يحيى الطائي أبو مالك حدثنا شعيب.... وفي " الثقات "
لابن حبان (2 / 308) : " يحيى بن زكريا أبو مالك الطائي من أهل البصرة، يروي
عن شعيب بن الحبحاب. روى عنه بندار ".
قلت: فهو صاحب هذا الحديث، وهل هو والد زكريا بن يحيى بن عمر بن حفص الطائي
أبو السكين الكوفي نزيل بغداد؟ ذلك ما ظننته أول الأمر لأنهم ذكروا في ترجمته
أنه روى عن أبيه، وقد وقع في إسناد أبي يعلى (أبو زكريا) كما رأيت. ثم عرض
لي الشك في أنه هو، حين رأيت بن حبان سمى أباه زكريا، وليس في ترجمة الابن
من اسمه زكريا في آبائه. والله أعلم. وعلى كل حال، فالحديث صحيح فقد صح من
حديث أبي هريرة مفرقا، وشطره الثاني جاء من حديث عائشة أيضا وغيرها. فراجع
ما تقدم برقم (284 و 521) .